الفصل الخامس

187 14 0
                                    

ولم تكن هذه امنيه حياة فقط بل كانت امنيه ابيها ايضا ليتطمأن علي ابنته وامنيه حور التي تتمني كل يوم ان يأتي النهار فهي كارة لليل لانه يعيد لها كل ما حدث في الماضي فحور فتاه قويه تحملت الكثير والكثير....
حور هي الابنة الوحيدة لأبيها وامها ولاكن بعد ان انفصلوا كل منهم ذهب ليعيش حياته وتركوها في المنتصف امها تخلت عنها وتركتها لأبيها وزوجته الجديدة لتتزوج هي الاخرى وعانت كثير وهي في عمر العاشرة من معامله زوجه الاب وعانت اكثر بعد ان اتت لها بأخوات جدد اصبحت لا تجرأ حتي علي طلب الراحة فهي ليست سوي خادمه لهم دون اي مقابل فصبرت علي هذه المعاملة حتي اتمت الخامسة عشر من عمرها وهنا قرر والدها ان تجلس في المنزل ولا تكمل دراستها وهنا فقط اصبح لحور صوت لترفض به فهم يقتلونها بقرارتهم.....
حور : اقعد فين بيت اي اي  ال اقعد في  كفايه مستحمله خمس سنين زل وأهانه بس علشان اكمل تعليمي وتقولي دلوقتي هتقعدي في البيت خدامه.....
ابيها (رمضان) : اه هتقعدي في البيت ومش هصرف عليكي جنيه واحد ووريني هتعملي اي...
نظرت حور لأبيها وزوجته  نظرة مليئة بالصدمة هل وصل ابيها لهذه المرحلة في الكرة لها فهي لم تكن تتوقع ابدا....
وهنا قررت ان تترك المنزل وتذهب جدتها العجوز ولم يسال عليها ابيها حتي او بالأصح قد تهلي عنها بالكامل وهنا بدأت تعمل في احد المصانع المجاورة حتي تأمن فقط مصاريف مدرستها وتوفر الطعام لها ولجدتها بعد ان منع ابيها ايضا المال الذي كان يعطيه لأمه وظلت هكذا حتي انتهت من عامها الاخير في الثانوية وحصلت علي مجموع عالي جدا لتحقق حلمها وتصبح طبيبه وبدأت تعمل في الكثير من المجالات في نفس الوقت فقط لتأمن مصاريف جامعتها ولاكن في هذا الوقت توفت جدتها ايضا وفقدت الامان والمأوة والبيت ايضا...
ولاكن كان ربها يقف معها امنت مصاريف جامعتها واكثر بقليل وطلبت الالتحاق بسكن الطالبات وظلت تعمل حتي امنت كل ما تريده وفي الجامعة التقت بحياة وهنا بدأت حياتها تتحسن قليلا فساعدتها حياة ان تعمل في هذه المستشفى واصبحوا اقرب لبعضهما .....

عندما رحلت حياة مرت فترة ليست بقليله علي باسل وهو ينظر لأبيه عبر الزجاج يتمني ان يستفيق الان ويأخذه الي المنزل فوالدة كارة للمرض والمستشفيات وهنا اتي في باله انه نسي ان يسال حياة متي سيستفيق او متي يأخذ ابيه من هنا وقرر ان يذهب لها ويسألها..
وعندما وصل الي غرفتها  طرق علي الباب ودخل ولاكن حياة لم تسمع شئ من هذا فلقد غلبها النعاس من كثره التعب ونامت علي مكتبها وعندما دخل باسل نظر أليها فهي اشبه بالملائكة وهي نائمه فمنذ ان رأها في الصباح وهي عابثه الوجه غاضبه فلم يلاحظ انها بهذا الجمال وقرر ان يرحل ويتركها نائمه فهي اجمل هكذا وعاد مرة اخري لوالده.....

وفي صباح اليوم التالي قامت حياة علي صوت حور التي اتت مبكرا حتي لا تترك صديقتها بمفردها كل هذا....
حور : صباح الورد يا جميييل...
حياة : صباح الفل اي ده الساعة سته جايه بدري يعني مش بالعادة تصحي بدرى اصلا هههه.
حور : ههههه في دي عندك حق هو انا منمتش اصلا وعقلي فضل عندك ولو مكنش حد في السكن هيتكلم كنت فضلت معاكي...
حياة : ربنا يخليكي ليا يا وردتي....
حور : ويخليكي ليا ويلا بقي علشاان جعااانه جداااا وهفضحك هنا لو مفطرناش دلوقتي...
حياة: ههههه يالهووي فضايح لالا خلاص يلا بينا يا مفجوعة الناس بتاكل علشان تعيش وانتي عايشه علشان تاكلي وياريت باين  اصلا....
وذهبوا الي كافترتة  المستشفى ليتناولو الافطار....
حور : قوليلي عملتي اي بقي امبارح...
حياة : ولا حاجه الحمد لله عدت علي خير  ومفيش عمليه....
حور: الحمد لله....
وهنا دخل باسل الي الكافترية ليتناول قهوته التي لم تفارقه منذ امس و رأهم  ولاكن كل ما جذب انتباهه ضحكه حياة الصافية فمن يراها تبتسم ينسي كل شئ وهنا استفاق مش شروده في تفاصيل حياة علي صوت العامل وهو يعطيه القهوة.....
وقرر ان يذهب لهم....
باسل :صباح الخير اسف لو قاطعتكم..
حياة : صباح النور يا كابتن..
فحياة معتادة علي ان تقول هذا اللقب لكل من لا تعرف اسمه....
باسل : ههه كابتن..
وهنا تدخل حور كالمعتاد لتفسر هذه الكلمة....
حور : معلش بقي هي متعودة تقولها للمتعرفش اسمه..
باسل : اه انا كدة فهمت مش مشكله اسمي باسل باسل محمد رفعت....
حور :  اهلا بحضرتك...
باسل : وبحضرتك..
وهنا وجه حديثه لحياة....
باسل : ممكن بس اعرف امتي والدي هيرجع لوعيه واقدر اخرجه من هنا....
حياة : لسه متحددش لاكن انه يخرج من هنا لسه شويه....
باسل : تمام شكرا تعبنا حضرتك معانا...
حياة : العفو...
واستأذن باسل ورحل ولاكن ترك لحياة كارثه لا يعلمها الا الله وحياة هههه وهي حور بأسالتها الكثيرة التي لا تنتهي....
حور : يابنتي حرام عليكي ما طلع زوق في الكلام اهو شيك حتي في اللبس امال كنتي مطلعاه بحوافر ليه الصبح....
حياة : ههههه حواافر انا عملت كدة وبعدين انا مالي اصلا ومعرفوش علشان احكم علي شخصيتوا انا حكمت علي اسلوبه ال اتعامل معايا بيه....
حور : قولتيلي ومن امتي بقي  الهانم بتاخد انطباع اول واديكي  طلعتي ظالمه الراجل....
حياة : وبعديين بقي معااكي يلا يا سكر عندنا شغل..
حور : ههههه ماااشي يلا اهربي  اهربى  زي كل مرة....
وضحكت الفتاتين وذهبوا الي عملهم فذهبت حياة لغرفه محمد رفعت وذهبت حور لقسم الأطفال فهي مساعده الدكتور وائل المسؤول عن القسم......
وعند وصول حياة للغرفة وجدت باسل في حاله غريبه ولآكنها هي تعرفها جيدا بحكم عملها وجدته ملقي علي الأريكة الموجودة امام غرفه والدة ويعاني من ضيق تنفس و هنا اضطربت حياة ولاكن بحكم عملها حاولت انت تتصرف سريعا وتطلب من الممرضات ان يجهزوا غرفه له سريعا ويتم نقله إليها لتتصرف وقد كان هذا....
وهنا اصبحت حياة مسؤوله عن الوالد وابنه الان فماذا تفعل؟؟!
   

ما بين العقل والقلب (✔️)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن