الفصل الرابع والعشرين

141 12 2
                                    

بداية يوم جديد ملئ بالأحداث والاعترافات  واظهار حقائق مجهولة ينهي مفعول الدواء وبدأت حياة تألم مما جعلها تستيقظ وهنا يستيقظ باسل علي تململها ولكن وجد تعبيرها متألمة مما اصابه القلق....
باسل : ايه يا حياة انت كويسة.....
حياة : متقلقش انا تمام هو مفعول المسكن راح فبدأت احس بوجع الحمد لله هي حور فين اتاخرت ليه معلش تعبك معايا بس انا تمام و هخرج انهارده تقدر تروح علشان ترتاح...
باسل : خلصتي كلامك انا الحمد لله مرتاح هنا ولو مضايقة امشي انتي....
حياة : ههه والله انا بتكلم جد الموضوع بسيط وانت من امبارح معانا وكمان كنت جي من السفر.....
باسل : كملي نوم يا حياة يا تبطلي كلام علشان اكمل نوم..
حياة : لا والله....
وهنا تصنع باسل النوم حتي تصمت حياة وتكف عن طلب رحيله فهو لن يرحل الا وهي معه ويطمأن عليها فغيابها عنه اصابه بالتعب فهو يكتفي بسماع صوتها فتمتلئ حياته سعاده وكل ما يتمناه ان يظل معها وممسك بيدها طول العمر.. ..
انقلب تمثيل باسل الي حقيقه و تعمق في نومه ولكن حياة ظلت مستيقظة من الالم تفكر في مصيرهما بعد ان انتهي كل شئ هل سيظل باسل موجود في حياتها ام ستعود وحيده مرة اخري فحياة اعترفت لنفسها ان الشهر الماضي كان اسوء فترات حياتها وليس بسبب الظروف او ما كان يحدث او بسبب كلام والده ولكن كان بسبب غيابه عنها فهو كان يجعل الامور اسهل عليها يسكن الامان بقلبها فحياة رحلت عن مكانه التي كانت تشعر بأنه بديل له لمجرد ذكريات مروا بها بداخله ولكن بعد رحيلها اصبحت خائفة من المكان الجديد الخالي من الروح المليء بالظلام كانت جفونها تغلق بعد عناء وحرب تقوم بداخلها فقلبها خائف ومشتاق وعقلها حائر ويفكر في الكثير وايضا يحاول اقناع قلبها بعدم الاشتياق و مع كل هذا لا تظل جفونها معلقه طويلا ليأتيها حلم مفزع يجعلها تقوم باكيه ولم تجد احد بجانبها ليطمأنها وتتذكر باسل فيزداد بكائها شهر كامل ملئ بالكثير من العناء اصبحت به هزيلة من قله الطعام فكيف لها ان تأكل وحيدة بعد ان اعتادت علي وجود والدها ومن بعده باسل و للأسف رحلوا عنها كل هذا اقسمت الذاكرة ان تجعلها تتذكره لتكون علي يقين من مصيرها في البعد وكل هذا التفكير كان يصاحبه شرود في ملامح باسل فكم كانت مشتاقه لهذه التفاصيل كم كانت مشتاقه لتراه امامها ينظر لها بعيونه الزيتونية فكم تتوه بهم في كل مره تنظر لهم وهنا يقطع كل هذا استيقاظه لتقوم حياة بتغير اتجاه نظرها .....
حياة : صباح الخير يا كابتن صحي النوم...
باسل : صباح النور هو انا بقالي كتير نايم ولا ايه
حياة : لا مش كتير ولا حاجه هو الضهر قرب بس...
باسل : يا خبر كل ده وسيباني نايم ليه بس...
حياة : كنت تعبان سبتك ترتاح....
باسل : وانتي صحيتي امتي؟.
حياة : صاحية من بدري....
باسل : هروح اشوف الدنيا فيها ايه...
وتركها ورحل وبعد قليل تأتي لها حور التي اشتاقت لأبتسامة صيقتها التي لم تراها منذ زمن والان رأتها...
حور : صباح الورد يا ورد..
حياة : ههههه صباح العسل...
حور : يااااه حمدلله علي السلامه يا شيخه....
حياة : ههه ايه يا بنتي هو انا كان مالي....
حور : كان ماالك انتي بتسألى ده انتي كنتي تخوفي..
حياة : انا اسفه انا عارفه اني زعلتك مني كتير الفترة الاخيرة وتعبتك كمان بس ان شاء الله كل حاجه ترجع زي الاول...
حور : بس يا هبله انا مزعلش منك ابدا اهم حاجه تكوني بخير ويلا بقي لازم تجهزي علشان ترتاحي في البيت...
حياة : طيب حاضر يا دكتورة اي اوامر تانية...
حور : وحشتيني يا بطتي...
وهنا قامت حور بضم حياة اليها وكأن حياة عائد من السفر وقد غابت عنها اكثر من عام وساعدتها بعد ذالك لتتجهز حتي تعود الي منزلها المجهول لترتاح  وبعد ان انتهت الفتيات من تجهيز احد الحوريات يأتي باسل ليطرق الباب ويدخل ولكنه لم يكن وحده فقد اتي احمد معه ويحملوا في ايديهم طعام...
باسل : ايوة كده يا شيخه الكنبة احلي من السرير...
حياة : هههه طبعا طبعا...
باسل : اتفضل يا احمد حياة اعرفك بأحمد ده كان المسؤل عن كل حاجه في غيابي...
احمد : اهلا يا دكتورة حمد لله على سلامتك...
حياة : الله يسلمك شكرا جدا تعبتك معايا.. .
احمد : ده واجبي يافندم....
باسل : هنفضل كده كتير مش هنفطر ولا ايه انا خدت اذن من الدكتور سالم اهو يا دكتورة رسمي....
حور : طيب هروح انا اخلص اجراءات خروجك واجي علي طول....
باسل : كل حاجه خلصت وقدامنا ساعه ونتحرك من هنا ويلا علشان نفطر محدش هيتهرب من الفطار انا بقول اهو ويلا يا حور جنب حياة....
حياة : ههههه هو في ايه احنا محبوسين ولا ايه...
باسل : بظبط كده ويلا بقي علشان انتي بقالك كتير مكلتيش والدوا تقيل....
الاربعة معاً كانت اول مرة تجمع بين احمد وحور فكل منهم اصابه اضطراب مختلف ولكن من سهل عليهم الامر وجود باسل وحياة بعفويتهم المطلقة واخيرا وبعد فتره طويله كان الهدوء يملئ الاجواء.....
واثناء ادماجهم يأتي صوت عالي من احد المكبرات باستدعاء حور في الطوارئ لتخرج مسرعة الي هناك تاركه حياة خلفها متوترة فكانت تعتمد عليها فالان من سيعود بها الي منزلها ليأتي صوت باسل...
باسل : انتي كده خلاص جاهزة ولا ناقصك حاجه....
حياة : لا تمام حور جهزت كل حاجه....
باسل : طيب يلا بينا...
حياة : مش هنستنى حور..
باسل : مش عارفين هتفضل قد ايه دي طوارئ قالتلى هتخلص و تيجي....
احمد : طيب هستأذن انا علشان اطمن استاذ محمد عليك واشوف الشغل ولو احتجت حاجه كلمني والف سلامه عليكي يا دكتورة....
وهنا خرج معه باسل ليقوم بتوصيله وتجهيز السيارة ويقوم بترتيب الامور وهنا تقوم حياة من مكانها وبمساعده العصى التي لم تعتاد عليها بعد ولتجرب المشي بها فحور الان منشغله فلن تنتظرها وايضا لن تعطلها عن اداء واجبها ولكن لسوء الحظ هي لا تتقن المشي بها ظلت تتمسك بالأشياء حتي لا تسقط وهنا ارادت ان تعود الي مكانها مرة اخري لكن هنا تفقد السيطرة علي العصى لتسقط منها وكادت حياة تسقط خلفها ليأتي باسل ويمسك بها ويجلسها الي اقرب كرسي لها فقدمها تألمها ولا تستطيع ان تضغط عليها فيكفيها الضغط السابق لتظهر قوتها الان لم تعد تحتمل....
باسل : انتي ايه قومك من مكانك بس...
حياة متألمة : منا لازم اتعود عليها علشان اعرف اتحرك..
باسل : طيب انتي كويسة ولا انادي للدكتور...
حياة : انا تمام اطمن...
باسل : طيب يلا بينا.....
اعطي لها العصي واخذ حقيبتها وكان يسير بجانبها في هدوء والم حتي وصلت الي الكرسي المتحرك والتي ظلت جالسه عله حتي وصلت الي سيارة باسل وهنا صعدت متألمة وهنا بداء باسل بالتحرك.....
باسل : هنروح الاول القسم علشان نخلص شويه حاجات تمام...
حياة : تمام بس هو ايه اخر التطورات.. .
باسل : معرفش  هنروح ونعرف....
وبعد ذالك تغير مجري الحديث عن عمل باسل والشهر الذي ابتعد فيه فكانت تريد ان تكون علي دراية كامله بتفاصيل هذه المدة فظل الحديث بينهم حتي وصلوا الي القسم وفور دخولهم الي توجهوا الي مكتب الضابط المسؤل عن القضية...
الضابط : اهلا استاذ باسل حمد لله علي السلامة يا انسه حياة...
وهنا قام كل منهم برد التحية ويطلب منهم الضابط الجلوس وطل لهم القهوة فمن الواضح ان حديثهم سيطول...
باسل : ايه يا باشا الجديد...
الضابط : بعد ما وصلنا لحياة عرفنا ان ده المكان الرئسى لناصر سليم وطبعا كل الرجالة بتاعته كانت موجوه و ولنيا اتعرفت علي واحد منهم وهو ال اتفق معاها وهو برضو دراع ناصر سليم اليمين ومع الورق ال انت سلمته بقي واضح لينا كل مصايب ناصر سليم  وبعد ما استجوبنا الرجالة بتاعته وابنه اكتشفنا ان قتل صابر سليم والد الانسة حياة مكنش حداثه او مجرد رد فعل لتخويف حياة....
حياة : اومال ايه السبب اليخليهم يقتلوه....
الضابط : بصي يا انسه حياة والدك وناصر سليم كانوا في البداية شركاء مع محمد رفعت في الشغل وكان والدك المدير المالي للشركة وبعد ما حصلت المشاكل بين ناصر سليم ومحمد رفعت طلب ناصر سليم من اخوه انه يساعده طبعا ان محمد رفعت يخسر علشان هو يكسب الشركة وهنا والدك رفض واعتبره ناصر سليم انه وقف مع محمد رفعت ضده وبعد كده ناصر سليم خسر كتير وبداء من الصفر وفي المقابل محمد رفعت نجح اكتر وهنا بالنسبة لناصر سليم محمد رفعت وصابر سليم اعداء ليه و كانت فرصه يخلص منهم هما الاتنين وكده يكون السوق ليه ويكون خد حقه.....
وهنا في وسط اندهاش حياة مما سمعته غابت عن حديثهم في عالم من الدموع فكيف لوالدها ان لا يخبرها بكل هذا اهذا ما سبب التعب لوالدها بعد ان قالت له انها مسؤله عن حالته فلماذا لم يخبرها وهنا يجذبها من شرودها سؤال باسل....
باسل : طيب كده ايه الهيحصل....
الضابط : اتحدد للقضية جلسه وان شاء الله هتكون بعد شهر من دلوقتي لان القضية دى فتحت قواضي كتير كانت مقفولة ضد مجهول....
وهنا شكر باسل الضابط و قام بالاستئذان متعلل بتعب حياة واخذها وذهبوا وكان طريقهم للعودة ملئ بالصمت والدموع المتألمة من حياة وحزن باسل علي حالها  فاحيانا الحقيقة تزيد الالم كانت تحمل نفسها ذنب وفاته ولكن الان اصبح طرف من اطراف المشكلة وصلوا الي منزلها فأول ما بداء باسل بالتحرك من امام القسم كان السؤال الوحيد هتروح فين وقامت حياة بإعطائه العنوان وساد الصمت وهنا قام باسل بكسر الصمت ليجذبها من شرودها ويخبرها بأنهم وصلوا ليذهب ويفتح لها الباب وتنزل منه وتستند علي عصاها وكأنها تستمد منها القوه لتتحمل حتي تصل الي منزلها صعدوا الي البيت قام باسل بفتح الباب جلست حياة علي اقرب الكرسي لها وانهارت بالبكاء فهي لم تعد تتحمل يكفيها كل هذا فلماذا لا ينتهي عذابها لماذا كل فترة يظهر لها حدث جديد وهنا جلست باسل امامها علي ركبتيه وهو يحاول التخفيف عنه لتنظر له بعيون دامعه جعلته يتمني لو يضمها اليه ويأخذها بعيدا عن كل هذا الالم وبعد فترة ليست قليله هدأت حياة وقامت لتغير جلستها لتكون مناسبه وهنا ذهب باسل ليعد لها مشرب دافئ ليهدئ من روعها ليأتي يجدها نائمه وعلي وجنتيها الدموع ذهب الي غرفتها ليحضر لها غطاء وعند دخوله الي غرفتها شعر بالراحة والسلام فغرفتها هادئة وبسيطة عاد لها والقي عليها الغطاء واعد له القهوة وقام بالاتصال بأحمد ليناقش معه بعض امور العمل وقام بالاتصال بوالده التي وكأنه قام احد بتبديله فلأول مرة يتحدث بهدوء لأول مرة لا يعترض علي وجوده مع حياة وما جعلت اندهاشه يزيد هو سؤاله علي حياة وانتهت المكالمة بينهم علي انه سيأتي ليري حياة فلم يتوقع ابدا باسل ان يحدث هذا ابد ولكنه تخطي هذا الاندهاش سريعا وانشغل في بعض امور العمل...
بعد ان انتهت حور من العمل قامت بالاتصال بباسل لتستعلم عن عنوان حياة لتذهب لها ليخبرها باسل بانه سيرسل احد ليأتي بها لهم وبعد اقل من خمس دقائق كان احمد امامها و كأنه كان ينتظرها فأزداد توتر حور فهي لا تجد تفسير لما يحدث معها ولكنها استسلمت الي الامر الواقع وذهبت معه لم يكن هناك اي حديث بينهم سوي السؤال عن الحال وهنا وصلت حور لحياة التي استيقظت لتوها وذهبت لتبدل ملابسها بعد قليل اجتمعوا معا ليذهب احمد وباسل الي الشرفة ليتحدثوا عن العمل وجلست الفتيات يتحدثون عن ما حدث في قسم الشرطة وانقضي الشهر كله علي هذا النمط انتقلت حور لتعيش مع حياة بدلا من السكن فكانت تذهب للعمل وتترك باسل معها الذي كان هو الاخر شبه منتقل هو الاخر عند حياة فكان يأتي في الصباح ليطمأن عليها ويذهب لعمله ويأتي قبل رحيل حور ويكمل عمله من المنزل وكان يأتي احمد هو الاخر في منتصف اليوم ليكمل العمل معه حتي تصل حور من عملها ليجلسوا معا يتبادلون الأحاديث فهذا الشهر قرب بينهم كثيرا جعل حيا وباسل اكثر انسجاماً وقربهم من بعضهم وتأكد كل منهم من حبه للأخر و ايضاً كان هذا الشهر بداية لحور واحمد الذي كان من الواضح تشباهم وانسجامهم فأصبحوا اصدقاء واكثر من ذالك فكانوا يقضون اليوم بأكمله معا فيأتي احمد ليأخذها من عملها في طريقه ليذهبوا لحياة ويقضون الوقت معا وبعد رحيل احمد وباسل يظل الحديث مستمر بينهم حتي الصباح وفي اخر ايام من الشهر كانت تحسنت حياة وعادت للعمل مما جعل اشتياقهم يزداد فينتهون من العمل ويذهبوا مسرعين لمنزل حياة ليري كل منهم ساكن قلبه وفي نهاية الشهر ظهرت نتيجة حور وحياة قاموا الشباب بعمل حفله بسيطة لهم وكانت علي نفس القارب الذي كان بداية باسل وحياة وهنا قرر باسل ان يجعل ايضا هذا القارب شاهد علي حبهم فبعد ان وصلوا الفتيات بكامل اناقتهم فحياة كانت ترتدي فستان اسود به بعض الورود البيضاء وحجاب به مزيج من اللونان كانت شبه حوريه من حوريات الجنة وحور كانت ترتدي فستان ابيض به ورود سوداء وحجاب بسيط من نفس الالوان فأثبتت انها حوريه بالفعل بعد وصولهم واستقبال الشباب لهم بالورود وبعد ان تحرك المركب وبعد القليل من الوقت وبأتفاق من الشباب يقوم كل منهم بأحضار علبه صغيرة وقام بالنزول امام فتاته معترف لها بحبه لتتفاجئ الفتيات وفي صوت واحد...
باسل واحمد : تتجوزيني...
لتتقبل الفتيات الخبر بالدموع فلم تتوقع احدهن حدوث هذا وخصوصا حور فلم يمر علي وجود احمد في حياتها سوي شهر واحد ولكنه اصبح سند لها وشخص مهم في حياتها....
وهنا كانت حياة في عالم اخر مرتبكه قلقه سعيدة واخيرا وافقت الفتيات ليتحول هذا اليوم الي اسعد ايام حياتهم فكل منهم وجد نصفه الاخر السند والامان والحنان ودخلت السعاده قلوبهم .. .
فلقد انتهي الشهر الان فماذا سيحدث بعد ذالك....
كيف سيتقبل والد باسل قرارة؟!!!
كيف سيتعامل والد حور مع الامر؟!! 
ماذا سيحدث في القضيه..؟!!....

ما بين العقل والقلب (✔️)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن