الاخيره

20.2K 793 72
                                    

واية "مشاعر قاسية"
بقلم "وسام اسامة"
الحلقة الواحد الأربعون والأخيرة"
.................................
مرت الأيام وهي لازالت تعتصم غرفتها في كبينة السفينة
ترفض الخروج والإختلاط بالناس..او تحشي الإختلاط بذاك الإيطالي صاحب العينان الداكنة..والصدر الواسع الصلب الذي احتوي ألامها لدقائق معدودة..تخشي هذا الرجل الذي سبب رجفة مُفزعة في جسدها الطري

اطلقت تأوه عنيف وهي تضرب بيدها علي الوسادة بسخط..
-جبانة ساندرا..جئت كي تترفهي وتنسي فاروق حداد
وأذا بمشاعرك الغببة تضرب بأول رجل واساكِ

قطع جلد الذات رنين هاتف الغرفة..لترفع السماعة قائلة..
-مرحبا ساندرا تتحدث

-هممم أذا انتِ علي قيد الحياة ياجميلة
اذا لما تعتكفين في غرفتك كاراهبة تخشي لهو الدنيا

عضت ساندرا باطن فمها بتوتر وقد علمت ان هذا هو صوت الإيطالي الوسيم..لتقول بلهجة لاذعة...
-نعم اتدرب علي صمود الراهبات لأني أفكر ان أكون راهبة

هل تهيأت انها سمعت شهقة منه !
ران الصمت لثوان قبل ان بقول بصوتٍ شجي..
-اذا لحين ان تكوني راهبة اود ملاقاتك علي سطح السفينة
أريد ان اراكِ بطّلة خضراء..أريد ان أري براعم بلادي فيكِ

رغم أرتجاف جسدها رغمًا عنها لتقول بإرتباك..
-امم لن آتي وداعًا

أغلقت الهاتف وهي تضع يدها علي صدرها ..
-ياأللهي لا تخفق لا تخفق..لن أذهب له
لن أقع في شباك جديدة..يكفيني تجربة واحدة فاشلة

مرت دقائق لتطلع الي نفسها في المرآه تنظر الي فستانها الأخضر المُبهج للعين..ثم نظرت الي عيناها الذابلة من البكاء
لتمسك قلم الكحل بتردد وهي تحدد عيناها بة
لتتنهد بإستسلام وهي تُمسك وشاحها الأبيض وتضعة حول رقبتها لتغطي جيدها وذراعيها من نسمات الهواء

خرجت من غرفتها لتجد صوت الموسيقي يضج من ملهي السفينة..لتتابع طريقها الي سطح السفينة..لتقف وتنظر الي الظلام الدامس الذي يعجز العين عن رؤية البحر

تنهدت وهي تغمض عيناها بندم..لما جائت
لما اطاعت غريب لا تعلم عنه سوا اسمة
مرت الدقائق ولازالت تقف وحيدة..وذاك الإيطالي لم يحضر بعد..او هكذا ظنت

لتلتفت بنية الرجوع الي غرفتها ولكن تفاجأت به يقف خلفها يطالعها بنظرات صامتة جعلتها تشهق بتفاجؤ..لتهمس بتوتر...
-لقد جئت !

ابتسم ثغرة وهو يمرر عيناه علي ثوبها الأخضر
وعنقها الذهبي الذي غطاه الوشاح ليتمتم بلكنة انجليزية ثقيلة..
-لقد جئت

تواصلهم البصري جعلها تائهة لا تدري. هل تشيح بعيناها عنه..ام تظل تناظرة بصمت كاصمتة..شعرت بالوشاح يُسحب من علي جيدها ليقول بخفوت ..
-بشرتك الذهبية..وردائك الأخضر..يجعلانك وكأنك..خيوط شمسٍ تداعب نبتة خضراء ندية

"مشاعر قاسيه"🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن