الحلقة الرابعة من النوفيلا التكميلية

11.1K 473 78
                                    

نجمة قبل القراءة وكومنت بعدها

البارت الرابع
بحديقة واسعة باحدي المنازل الفارهة.. تجلس غلا وزوجها يتناولان بعض الشاي.. لاحظ شرودها ليسألها بحذر
مصطفي : وايش فيك غلا.. صارلك فترة علطول شاردة وسرحانة.. انا زعلتك بشي
ابتسمت غلا قائلة : واذا الكون كله بيزعلني مستحيل ازعل منك حبيبي
ابتسم هو الأخر : واخيرا من وقت طويل ما سمعتيني كلامك الحلو
تحدثت بهدوء : تعرف ان ربنا يحبني .. مستحيل يكون ربي ما يحبني ويكرمني بيك وبوجودك بحياتي يا مصطفي.. انا مابقدر اعبر عن احساسي وحبي ليك.. يمكن انت اتظلمت بزواجك من واحدة بظروفي..
مصطفي : اتفقنا ما نحكي بالماضي.. خلينا بالحاضر وبولادنا وحياتنا
غلا : الحمد لله علي كل حال.. شنو رايك ناخد علي وعمر ونروح نتسوق ونتغدي برة
مصطفي : اكيد بنروح.. من وقت طويل ما خرجنا

بعد مرور اسبوع .. بدأ عامر الذهاب لعمله تحت اشراف العنود الي ان يعود ركان وعتاب من السفر
العنود : اذا سمحت استاذ عامر بريد اعتذر عن الحادث والكلام اللي حكيته
عامر : حصل خير يا استاذة.. انا كمان كنت متوتر من السفر واسلوبي كان صعب شوية
اومأت العنود له برأسها وغادر هو المكان دون اضافة للمزيد.. ليعود بعد دقائق ينظر اليها بهدوء قائلاََ بمرح جعل العنود تخفض بصرها :
بس هو مين راشد ده؟
العنود مبتسمة : طليقي.. وابو ولادي
عامر : اكيد معندوش نظر
تركها تشعر بالحيرة والدهشة من كلماته.. واحس هو ان مرحلة المراهقة عادت اليه من جديد

عادت جوري الي البلاد مرة اخري وهي عازمة علي مساعدة طلال.. فهو لا يستحق ولكن طفلها يستحق ان يجد ابيه بجانبه والا يشعر بالعار من أب مغتصب قضي عمره بالسجن
استطاعت جوري ان تقنع اهل موسي بالتنازل عن حقهم في القصاص من طلال بعد ان طالبوها بمبلغ مالي ضخم وقامت بدفعه.. فهو قد قتل موسي بعد ان اعتدي عليها.. ووافق اهله خوفاََ من الفضيحة فيكفيهم ما حدث
لم يتبق سوي ركان... لا تريد مواجهته او مواجهة عتاب ولكنها مضطرة لذلك
جوري : بعتذر منك ركان.. ادري انك ما تبي تشوفني انت او عتاب
ركان : انتي مالك ذنب يا ام فراس وطول عمري اعتبرك اخت
جوري : ارجوك يا ركان اريدك تتنازل عن القضية.. بوعدك انه هيسافر وما راح يرجع مرة تانية بس الله يخليك بيكفي اللي حصلي انا وابنه.. ما اريد فراس يكبر وابوه بالسجن.. ادري ان طلال ما يستحق الشفقة ولا الرحمة.. بس انا وابني شنو ذنبنا.. اكملت جوري كلماتها ببكاء مرير جعل عتاب تشفق عليها
جوري : بعتقد ان ربنا حفظلك زوجتك.. وانتقم من طلال باللي حصلي.. اهلي يتعاملون مع فراس باسلوب سئ.. بيعاقبوه علي ذنب ابوه وانا ما اقدر اعيش لحالي
عتاب ناظرة الي ركان بحيرة فهي لا تعلم هل سيوافق ام يرفض
ركان : اسف جوري.. لو شئ يخصني بتنازل بدون كلام.. بس حق زوجتي ما بقبل اتنازل عنه
جوري : بالله عليك يا ركان.. افتكر العشرة اللي بينا ووافق وعتاب ما راح ترفض
ركان بغضب : وزوجك ليه ما عمل حساب للعشرة
عتاب بهدوء : ركان.. هدي صوتك.. ميصحش كده
انت مش هتتنازل علشانه.. هو ميستاهلش.. لكن جوري وفراس ملهمش ذنب.. علشان خاطري سيبه وربنا يهديه خليه يسافر ويبدأ من جديد.. اعتقد انه هيتغير وحتي لو متغيرش حسابه عند ربنا
ركان : خليني افكر يا أم فراس وان شالله بيصير خير

غادرت جوري علي أمل ان يوافق ركان.. بينما ظل هو يفكر
عتاب : ارجوك يا ركان.. جوري مسكينة وصعبانه عليا
ركان : انا ادري انها انسانة محترمة وهو ما يستحقها.. بس للاسف هي تحبه وتبي تساعده
عتاب : خلاص يا ركان اتنازل.. الحمد لله انا محصليش حاجة..
لم تكمل كلماتها فقد احتضنها بقوة.. كم يؤلمه ما حدث.. كان سيفقدها بسبب صديقه
ركان : ما تحكي مرة تانية بهالموضوع.. وخليني افكر وبعدين اشوف... هتنازل يا عتاب بس بسيبه كمان فترة بالسجن يتربي
عتاب : حاضر..
ركان : ممكن ننام ياتوته.. انا تعبان اوي ومحتاج انام
عتاب : نام ياعمري ومتفكرش في حاجة.. ربنا يقدرلنا الخير

تمر الايام بنفس الوتيرة.. كل يوم يمر يتفهم ركان شخصية عتاب اكثر وتستطيع هي احتوائه والتقرب منه
يمارس عامر عمله تحت اشراف العنود محاولاََ الابتعاد عن التحدث معها كثيراََ فهو لا يريد الوقوع بحب امرأة مثلها.. شخصياتهم متباينة مادياََ واجتماعيا هناك اختلاف كبير بينهما
وتشعر هي بابتعاده المفاجئ.. ولكنها تعتبر ان هذا افضل فهي لا تريد ان تخوض تجربة ربما تنجح وربما تفشل.. ربما الابتعاد حل افضل

تجلس عتاب والعنود ورسمية ورهف.. يشاهدن حفل زفاف لاحدي اقربائهم.. تطلعت عتاب الي العنود لتجدها شاردة
عتاب هامسة لها : اللي واخد عقلك يتهنا بيه يا سكر
العنود ضاحكة : سكر.. والله بقينا نهزر ونضحك الاول كنتي تشوفيني تطلعي تستخبي
عتاب ضاحكة هي الاخري : متفكرنيش ده انتي كنتي شريرة انتي واخوكي.. ياساتر يارب
العنود : اي والله مظبوط.. بس انتي غيرتي البيت كله يا توته.. الله يحفظك ان شالله.. ركان عنده حق يحبك
عتاب : بردة متهربيش.. سرحانة في ايه وفي مين
العنود : ولا شئ بس بفكر اد ايه الدنيا غريبة ومالها ثوابت.. كل يوم بنكون في حال وبمكان.. في ناس نفكرهم حياتنا ودنيتنا وبلحظة يبعدوا بدون سبب او يغدروا بدون حق.. وفي ناس تظهر فجأة تغيرلك حياتك وبردة بيكون ظهورهم مش مفهوم
عتاب : اكيد كلامك صح.. بس الحياة في حد ذاتها لغز مش لازم نحله.. عالاقل نتعايش معاه بحلوه ومره والجميل انها هتنتهي يعني لا فرح دايم ولا حزن دايم
العنود : منين عندك الثقه والهدوء دول يا عتاب
عتاب : لاني مفيش حاجة في حياتي اتحققت بتخطيط مني.. بالعكس كل حاجة حصلت كانت بتدبير من ربنا وانا رضيت باللي ربنا مقدره والحمد لله.. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
العنود : مظبوط حبيبتي.. الله يرزقنا الخير ويهدينا

تستعد عتاب للخروج بصحبة ركان لاحدي الحفلات ويبدو عليها الانزعاج
ركان : خلصتي عتاب
عتاب : انا مش فاهمة ليه نسيب جواد هنا.. كنا ناخده معانا
ركان : والله زهقتيني.. الولد مفروض ينام بدري وانا صارلي وقت ما خرجت وياكي
عتاب : ركان والله مش قصدي بس هو سخن وانا خايفة عليه
ركان بغضب : تمام.. خلاص خليكي وانا بروح لحالي
عتاب : خلاص يا ركان انا جاهزة اتفضل نمشي
يتحدث ركان مع احد المدعوين.. بينما تشعر عتاب بالقلق.. توجه ركان اليها ليجذبها بعيدا عن الحشود متحدثا بضيق :
تحبي نروح.. شكلك مش حلو وانتي واقفه متضايقه ومابتردي عالناس اللي تحكي وياكي
عتاب : ركان افهم انا قلبي مقبوض.. جواد فيه حاجة
ركان : يا الله منك والله كرهتيني بالولد
لم يكمل ركان حديثه فقد اتاه اتصال من العنود
ركان : هلا عنود شنو في
عنود : ما ادري ياركان بس جواد كتير مسخن ويبكي واحنا اخدناه ورحنا عالمشفي

عتاب عدوية المصري بقلم نداء عليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن