اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
________
يتزامن مع إنتهاءه من ربط حذاءه الرياضي رنينُ هاتفه الذي صدح من أعلى الطاولة قرب سريره، وقف و توجه ناحيته و عندما رأى اسم المتصل زفر أنفاسه بتثاقل و ضيق، أجاب بنبرة هادئة : أنا قادم، لا داعي لكل تلك الإتصالات المزعجة.
تنهد ليغلق الهاتف ثم يهم خارجاً، فتح منصة الرسالة ليجدها فارغةً، زاده الأمر ضيقاً، لكنه فقط حشره في جيب سرواله الجلدي الأسود ثم للمنزل المنشود توجه.
الشمس كانت فاترةً و الهواء باردٌ بعض الشيء، لم يكن يرتدي ذلك اللباس الدافئ لكنه يفي بالغرض لمسافة طريق، الشوارع مليئة بالمُشاة من مختلف الأعمار و الجنسيات، كما أن صوت الشاحنات و السيارات تعكر، مسامعه بأصواتها المبالغ بها، و تلوث مجرى تنفسه بالسم الذي تنتجه جرّاء سيرها.
وصل إلى حيث وجهته، منزل ضخم غنيٌ عن الوصف، إنه لإحدى أفراد الطبقات المرموقة، لذا بالتأكيد ما نتحدث عنه هو قصر ستخشى الضياع فيه. إستقبلته إحدى الخادمات بينما تنحني إليه إنحناءةً كاملة، اقترب منها و رفع لها ظهرها لتصبح مواجهةً له، تجعدت ملامحها فبرر هو بانزعاج :
_ لستِ مضطرةً للإنحناء إلى تلك الدرجة، لستُ إلـٰهاً.
ابتسمت هي له قبل أن يغادر، لقد كان ذلك تصرفاً من رجلٍ حقيقي، في عينيها التي رأت مشاق الحياة بأنواعها.
تردد هو قبل أن يدخل و يلقي التحية بهدوء على الجمع الغفير في تلك القاعة الضخمة، لم يسمعه الكثير، و كان ذلك أفضل له، توجه إليه إحدى الشبان و قد ظهر الإنزعاج عليه، استطرد : لقد أتى سام قبلك، أنظر إليه كم يبدو متضايقاً، أنت صديقه المقرب تايهيونغ.