العقل والقلب

28 0 0
                                    


    وهما ياكلو ويهدرزو ويضحكو، إيزار تنحت الابتسامة من علي وجهه فجأة، "كنز" قال بجدية، "نعم؟" ردت هي. . .
    "في المواقف الصعبة، اتبعي قلبك ولا عقلك؟" سأل إيزار والدنيا هدوووووء، شبحتله في عيونه وهي حاسة ان حظها مش حايساعدها، "قلبي طبعاً!" ردت. . . قعد يشبحلها في عيونها، وهي فهمت لما لمعوا بالدموع، قام ايده للقارسون، "الحساب لو سمحت" حاسب وطلع من غير حتى وداع.
  وأجهشت الجميلة ذات الرداء الاحمر بالبكاء، حتى أن الارض تمنت بلع موجعها، مطر تلك اللحظة لم تكن خيراً، بل هو حزن السماء على حزن أجمل من في الارض.
               كنز بكت الدنيا💔
...
    يمشي إيزار تحت المطر ويحس فيها رصاص نازله عليه، قام راْسه فوق وهو مرتبك، "مش كنت انحبها المطر؟ شن صاير اليوم!" ومشي يجري وقف تحت شجرة، الشجرة ورقها بدّي يطيح. . مشي وقف تحت حيط. . بدّي يرعش من الصقع ويخاف من المطر، المطر لي تحبها أماريس، المطر لي تحب كنز، الدنيا كلها مش راضية علي إيزار، لان الحب مش اختيار!
       وقعد واقف تحت الحيط يستنا فيها توقف. . .
———————————————
    إيزار يكتب في واجباته، "علاش تسأل علي بوك؟" طلع خيال أمه. "علاش مانشوفاش زي مانشوف فيك؟" سأل إيزار. . "لان إنت ماعمرك شفته." قالت أماريس، "وأمتا شفتك انتِ؟" رد إيزار وأيده علي خده ويخربش علي كراسته، "إنت جزء مني." قالت أماريس وكملت "لكن إنت معاقب وهادي اخر مرة نطلعلك."، إيزار سيب البيرو وفنص عيونه وناض يسال ويعاود "علاش؟ علاش؟ علاش؟ علاش؟"، "لانك قلت لي هبه ماما." قالت أماريس. "أني ماما! أني بس ماما!". إيزار ماتخيلش إن في خيال يعيط ويتعفلق ويحس، "ب. . به؟" قال بصوت واطي يرعش، "في شعور يا إيزار، في شعور اسمه الغيرة هادي أول مرة نحس بيه، قالي عليه لكن هادي أول مرة نصدق إنه موجود، وانه أصعب شعور خلقه ربي، أني بس ماما، مافي حد تاني؟" أصرت أماريس.
     "مني قالك عليه؟" سأل إيزار، "تبعني قالت أماريس. . "تبعني."، طلعت مِن الحيط هي، "افتح الروشن وانقز." قالت أماريس، "وكان يجو يلقوني مهناش؟" سأل إيزار حاير، "مش حايجو، ماتخافش مش حايجوا." قالت أماريس بابتسامتها. . . ويمشو يمشو يمشو تحت المطر، "مفروض تكون مصقعة المطر، خيرها دافئة؟" سأل إيزار. . . "المطر جيش، مصقعه علي لي تكرهه، وادفي لي تحبه." ردت أماريس بكل ثقة.❄️
...
     وصل إيزار وأمه للمكان، خشو وأماريس تعاود "تبعني تبعني." وهو يتبع فيها، وقفت المطر، هما لوطة وأماريس كيف بتبدا دوتها صوت باب انفتح وتسكر، "إلبد البد." قالت أماريس بسرعة وإيزار لبد وراء كرسي صالون.
...
خش إيزار لي حوشه مخنوق والمية ماتبيش تجف من علي حوايجه، وكل قطرة أرزن من الثانية!
    شد الكتاب الاسود وقلب الصفحه، الصفحة 6.
    "المطر جيش، صعبة علي القاسي، ودافية علي الدافئ."
   هادي الجملة لي لقاها مكتوبة وتحتها لقي اسم "أماريس."
...
    "في راجل مرات ينزل توا. . ." قالت أماريس، "أحسن راجل في العالم، الراجل لي علمني لكن أني ماساعدتاش وماتعلمتش، لي اهتم بيا زي ما أني مهتمة بيك لكن أني خليت الموضوع صعب، الراجل هذا أحسن راجل في العالم."
    إيزار مقعمز ويسمع، قلبه يدق لان خيال أمه لونه قلب رصاصي غامق، لونه رزين علي القلب، وإيزار شاد دموعه بالسيف.
...
    "أماريس." قعد يقول، "أماريس." ويتفكر، ذاكرته هاربة لكن قلبه قاعد، في دغدشات تجيه، صور. . صور من هاديكا الليلة.
    الليلة لي هو راقد فيها ويسمع في دوشة الدكاترة، والاستنتاج الوحيد لي طلع بيه وقتها ان عقله يخدم، لكن جسمه مات، الليلة لي هو بيقرر بعدها، إما تكون ليلة موته ولا ليلة ولادته!
   دماغه دوشة ويوجع مش عارف شن يحس، نزل لوطة نزل لي مكان آخر مرة شافها فيها، اخر ليلة وآخر عركة وآخر غيرة. . آخر غيرة💔
    "تلفت." قالت أماريس لي ولدها. . "ه. . هذا بابا؟" سأل إيزار، "ياريت، ياريت هذا بابا💔" ردت أماريس بكل حزن. . . إيزار تلفت وقلبه نوعاً ما ارتاح.
   إيزار قعد يلود، يتبع في دم ايديه ليلتها، صوت عياطها، لون عيونها واللحظة لي مشت فيها، آخر لمحة مِن أماريس، انهار! انهار بالبكاء وبدي يضرب في إيديه تاني زي هاديكا الليلة بالزبط
    إيزار شبحله ويرعش.
"وينك!!" يعيط بأعلى صوته ويبكي ويخبط، في لحظتها المطر كانت حاتكون عدوة أماريس، لكن أماريس ماتت، "ويننننكككككككككككك!!!!!" بكي وركع علي ركابه ورأسه فوق ودموعه سَقَو الارض ألم، ولي داخله جف.
   إيزار يرعش، مكرمش في بعضه كله كتلة واحدة ويرعش، "هذا الحب يا إيزار، وهذا لما ادير حاجة غلط للإنسان لي يحبك، أني درت حاجات هلبا غلط، إنت ماتكونش زي ماما باهي؟" سألت أماريس، إيزار يهز جسمه كله ويرعش، وإيزار الثاني بنفس الوضعية، الحيوط كانت حاتشقق!!💔
...
    "تسمعي فيا أماريس؟" قال إيزار، "المطر اليوم كرهتني لأني درت شي غلط، انتِ كنتي تحبي المطر والمطر كانت جيشك، قوليلها إن مش قصدي، قوليلها ان أني درت الغلط لأني قاعد انحبك، قوليلها إن أماريس هي حياتي ولو معش بتجي، لو مع. . معش. . بتجي. . . لو معش بتجي أني مانبيش انحب تاني ومانبيش نعيش تاني، نعيش عمري نبكي علي ذكراها خير من ما نضحك مع حد ثاني، قوليلها تكون جيشي، قوليلها لو تسمعي فيا💔"
    قطرات المطر جفو، الحمل خُف علي صدره، دموعه نزلو برد وسلام علي خده، الحب أقوى شي في الارض، أقوى شي ومافي شي فرحة وزعل، لان الفرحه والزعل مع بعضهم فيه!
    "ردي عليه" قال إيزار لي أمه، وخيالها يبكي "شن بنقوله؟" ردت أماريس، وإيزار سكت وإيزار سكت وأماريس سكتت، في لحظتها إيزار تمنا إن إيزار يكون بوه، حس إن هذا هو المنطق. . . المنطق كذبة!
    خداه النوم فوق كرسي الصالون إيزار، وإيزار الصغير روحه، روحه فرحان وخايف وزعلان وكل شي، شاف ظلام وشاف ضي. . . شاف حب وكره فرحة ووجع، مطر ورصاص، ثلج ونار. . .
      شاف هذا كله في إنسان واحد. . .
...
طق. . . طق. . . طق. . .
    خشت للدار هبه، "مسكين." قالت وغطاته، باساته من راْسه وطلعت. . .
    "والله زي ماقتلك باهي، كيف بنقوله اسم بوه وقبل ما نكمل جملتي قالي لؤي" قالت هبه لي حمزة، "صاحبتك مخليتلنا طفل ووحي يقوله في كل شي معناها." رد حمزة وهو يضحك، "تتسهوك😒" ردت هبه، "ماعنديش الا نتسهوك🤣" رد حمزة، "اااه" هبه عيطت بالشوية وسندت بإيديها عالحيط، حمزة قرب منها بسرعة، "شن في؟ شن في؟" وهو مرتعب عالزواج لي في بطنها، ابتسمت وهي تتنفس بصعوبة "أول رفسة هادي" قالت فرحانة، "مني لي وليت أول رسمة؟" سأل حمزة وإيده علي بطن مرته "شن رأيك نسموها أماريس؟" قالت هبه. . . "همممممم؟ ممكن. . . تو بعدين نقررو." رد حمزة بعد ماسمع فكرة في رأيه كويسة.
———————————————
    خشت المستشفى بنت. . . "وينه؟ وينه؟" تسأل، مشت الاستقبال ووروها وينه، فتحت باب الدار لقت الدكتور عنده "شن حاله؟" سألت، "حاله كويس، عدا مرحلة الخطر لكن حايقعد في غيبوبة لشوية أسابيع." رد الدكتور، أماريس بحسرة قالت "هلبا أسابيييعع!" والدكتور قال "لي علينا درناه، الباقي عليه هو." وطلع.
     شدت أماريس إيده وابتسمت بحزن "أسابيع؟ نستناك أصلا شن وراي غيرك؟"
...
                      نستناك
                  شن وراي غيرك؟
                     شن وراي؟
                       غيرك؟
———————————————
     في صباح اليوم التالي، هطل شيء لم تهديه السماء لأحد يوماً، هطل اللؤلؤ وتوهجت به الارض حتى أن الشمس لم تعد تؤثر، هطل اللؤلؤ وأيقظ من هو حاميهم، أيقظ إسماً وشخصين، قرع نوافذهم وأبواب قلوبهم، وأمرهم بشيء واحد لا ثاني له، أحبوا تلك الجميلة، صحيح أن الارض دفنتها ولكن قلوبنا في السماء، أحبوها وتزينوا بحبها وتتيموا، لأنها تستحق الحب ولا شي غير الحب، ولأنها بعيدة، وحياتنا قانونها أنه لم يحب حقا من لم يزده البعد عشقاً.
   واستيقظوا ليوم جديد، بدايته لؤلؤ.❤️
...

كتاب أسود.🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن