الفصل الثامن عشر (حب في زمن الكورونا)

208 16 1
                                    

صباح يوم جديد دخلت أشعة الشمس إلى قصر المصري.
في غرفة أنس.
رودينا وهي تضع يدها على وجه أنس الذي يعتلي السرير بجوارها.... اه أنس.
أنس... نعم يارودينا.
رودينا... اه شكلي هولد ياأنس.
أنس... متولديش دلوقتي يارودينا انا لسة عايز أنام شوية.
رودينا بصراخ.... هو بمزاجي ياأنس.
ليعلو صراخها اكثر فأكثر... لينتفض أنس من على السرير.. هعمل اه هعمل ايه.
رودينا... روح نادي ليلة.
أنس وهو يهرول على غرفة سيف..ويصرخ بسم ليلة ليلة... ليخرج سيف.
سيف.... في ايه يازفت.
أنس... انا بولد.
لتخرج ليلة.. ده حلم ياأنس.
ليصرح أنس... لأ مش حلم انا بولد... بولد.
ليعلو صريخ رودينا فيهز أركان القصر.
ليلة.... قصدك رودينا بتولد.
أنس... أيوه ايوه.
ليهرول الجميع تجاه غرفة رودينا.
أنس.... اهدي ياحبيبتي مش كده.
رودينا... هات إيدك ياأنس... فأعطها يده.. لتغرس أسنانها في يده فتمدد يصرخ جوارها هو الآخر.
جاسر بنفس متقطع... ألحقوني.
أحمد.... في ايه انت كمان.
جاسر.... وعد بتولد.... ولم يكاد ينهي جملته ليدلف يوسف بسرعة بوجه متوتر.
ليلة.... أوع تقولها... هدى بتولد.. فهز رأسه بالموافقة.... لتكمل ليلة... هاتوا وعد وهدى هنا.. وحد يجهز مايه سوخنة.
هند... انا هجهزها..
ندي.. وانا هساعدك.
رودينا بصراخ.... كل ده بسببك ياأنس.
أنس... ليه بس ياحبيبتي ده بكره يكبر ويقولك ياماما.
رودينا... مش عايز يقولي ياماما يبقى يقولي يابابا.
ليدخل جاسر ويوسف وكل منهم يحمل معشوقته ليصبح الصريخ أضعاف مضاعفة.

ليلة.... الكل بره... وبالفعل خرج الجميع ولم سوي هند وندى ليعاونوا ليلة.
سيف جالس بكل استرخاء يلاعب طائف.. أما جاسر ويوسف وأنس ظلوا يتحركون أمام الغرفة ذهاب واياب... ليتوقفوا عن الحركة على صوت صريخ طفل رضيع.
لتخرج هند... وتضع الصغير في يد أنس.. وتدخل إلى الغرفة مجدداً.
هند... ابنك ياأنس... ليلتف الجميع حول أنس ليروا الصغير.
أحمد وهو ياأخذ الصغير من أنس... تعال ياحبيب قلب جده... ولم ينهي جملته ليسمع صراخ رضيع أخر.. لتخرج هند مرة أخرى.... وتتجه إلى يوسف وتضع الصغير في حضنه... إبنك يايوسف.
وقبل أن تدخل خرجت ندى وهي تحمل صغيرة جميلة وقبل أن تنطق قال جاسر.... دي بنتي واحتضن الصغيرة الي قلبه.
أكرم.... البنات عاملين ايه دلوقتي ياندي.
ندى... كويسين يلا ادخلوا شوفهم.
وبالفعل دلف الجميع للغرفة.
فأخذت كل واحد صغيرها.
ليلة... ها هتسموهم إيه.
جاسر... احنا متفقين لو بنت هتبقى لينا.
هند... ده اسم جميل أوي ياحبيبي.
هدى... ياسين.
يوسف... زي مانتي عايزة.
ليأتي دور أنس فأخذ الطفل من رودينا.. وانا هسميك ولم ينهي جملته حتى فعلها الطفل.
أنس بقرف... بغل.
ليعلو الضحك عليه.
رودينا من بين ضحكتها.... اسم جميل ياحبيبي خاصة أنه هيبقى البغل أنس.
فينفجر الجميع على كلماتها.
أحمد لرودينا ... عمر.
رودينا بابتسامة... اسم جميل ياعمي على الأقل أحسن من البغل.
ليلة... انا هنزل اجيب لبن ولبس... علشان الضيوف الجداد..وبالمرة اعدي على العيادة أجيب الملفات علشان آدم عايزها في المستشفى
سيف... وانا هنزل معاكي.
ليلة... لأ ياحبيبي خليك انت مع طائف الجو ده مش مناسب ليه بسبب الفيرس وكده.
أحمد... خلي بالك من نفسك علشان بيقولوا ان المرض انتشر فمصر اوي اليومين دول.
ليلة حاضر ياعمي... وتركتهم وهرولت للخارج.
جاسر... شايفة ياوعد البنت شبهك ازاي.
وعد... ربنا يخليها لنا ياجاسر.
أنس وهو يحمل الرضيع ... ولد ياعمر عايزك تطلع زي أبوك راجل في نفسك كده جمال واناقة ومركز لتقاطعه وتواضع.. ليكمل أنس.. طبعاً ده التواضع أهم حاجة.. بس أهم حاجة بقى لازم تتعلم ازي توقع البنات في حبك زي أبوك كده.
رودينا بنصف عين... نعم ياأنس بتقول حاجة.
أنس... لا لا ولاحاجة ياحبيبتي.
يوسف وهو يحتضن ياسين.... هتطلع ظابط زي بابا.
هدى... ولا ظابط زي ماما.
أنس بسخرية...ظابط ولا ظابط ايه ده هو ابنك دفعة التابلت ولا ايه.
يوسف بابتسامة وهو يلكمه على كتفه ايه ياأبو عمر فيه حاجة.
ليقاطعهم سيف... هي ليلة هنا.
هدى.. ليه هي لسة ماجتش.
وعد... رن علي آدم.. هي قالت إنها هتروح المستشفى.
سيف... وانا كلمت آدم قالي إنها مرحتش المستشفى.
رودينا... ممكن تكون حبيت تقعد في العيادة شوية.
يوسف.. فعلاً ممكن تكون هناك.
هدى... خد ياسيف ده مفتاح البواب والشقة.
سيف... تمام ياشباب انا ماشي... وتركهم ودلف لسيارته.. وبعد أن وصل بيت ليلة الذي يحتوي على عيادتها أيضاً.. أصبح يصرخ باسمها ليلة ليلة..
فلم يجدها في المنزل.. فدلف الي عيادتها بالحديقة ليجدها.. تستند على الحائط في مكتبها وتعطيه ظهرها.. فدق على الباب المكتب المصنوع من الزجاج.. فلتفتت إليه... فما ان رأه سيف حتى اصابته الصدمة فنطق اسمها.. ليلة انتي بتعيطي ليه في ايه ياحبيبتي.
ليلة من بين بكائها... سيف انت بتحبني.
سيف.... بحبك اه بس دي كلمة حب دي قليلة على وصف الجوايا... انا بعشق ياليلة..
ليلة بحزن... وانا كمان بعشق.
سيف... طيب افتحي الباب.
ليلة.. لأ مش هفتحه.
سيف خلاص هكسره... وبالفعل تراجع للخلف وكاد أن يكسر الباب.
ليلة... انا عندي كورونا ياسيف.
سيف... اه ده انتي بتقولي ايه... انا مش بحب الهزار ده ياليلة.
ليلة بحزن ... انا بحبك ياسيف.
فعلم سيف انا ليلة لا تمزح... لتكمل ليلة.. اسمعني ياسيف لازم تروح تطمئن على نفسك وعلى العيلة وخلي بالك من طائف ولما أموت أبقى احكي له عني.. ولم تنهي جملتها حتى قاطعها سيف... متجبيش سيرت الموت على لسانك فاهمة انتي هتخفي وهتبقى كويس.. فكادت أن تجيبه فرن هاتف سيف.
يوسف .. الو ياسيف لقيت ليلة هي معاك ولا ايه.
فقاطعه سيف... ليلة عندها كورونا يايوسف.
فسقطت تلك الكلمات على يوسف كاصاعقة لينطقها أمام الجميع بلا وعي.
لتصرخ وعد وترتمي بحضن جاسر.
هدي والدموع تنهمر منها بلا توقف.. فجذبت الهاتف من يوسف .. ايه قولت ايه ياسيف.
سيف زي ماسمعتي ياهدي... هاتي أدم وتعالوا... وأغلق الخط.
فأسرع الجميع إليهم.
آدم... لازم تروحي الحجر الصحي ياليلة... حالتك خطير انتي في آخر مرحلة للمرض.
لتسقط الكلمة على الجميع كاصاعقة لينفجروا باكين.. فحتضنت فاطمة أخيها بشدة.
ليلة... انا مش هطلع من هنا انا هقعد في المكتب ده لحد ماموت.
أدم... مفيش مشكلة بس مفيش اي حد يدخل هنا وانا هتابع معاكي بنفسي.
أكرم.. لكنا هنقعد هنا لحد ماليلة تخف.
آدم... انا لازم افحصكوا كلكم دلوقتي.. وابعتوا حد يطهر القصر.. وبالفعل فحصهم ومع كل شخص كان يفحصه كانت تصرع نبضات القلوب خوف من أن يكون أحدهم مصاب.. حتى أتى دور سيف.
سيف لآدم.. اه بقى لو تعمل فيا خدمة وتقولي إن المرض عندي.
ليلة بعد الشر اومال مين هيربي طائف.
سيف بسخرية... طائف هيقدر يعيش من بعدك اما انا لأ.. وكان يقول كلماته ليكسو الحزن قلوب الجميع اكثر فأكثر.
فربت يوسف علي كتف سيف... متقولش كده بكرة ليلة تخف ونرجع أحسن من الأول.
أدم.. انا هعمل كل الهقدر عليه. وربنا يقدم الي فيه الخير.

********************************
# يتبع
# تشجيع صغير ياقمرات
# سعاد يونس 🖤🐣

حب في زمن الكورونا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن