12.09.2016
عزيزي توني،و أنا أكتب لنفسي هذه الرسالة أكثر مما أعدها لك، تذكرت اليوم الذي حكيت لك فيه عن كراس أسراري، كانت أول مرة أحكي لغريب أمرًا خصوصيًا كذاك وما زاد اندهاشي هو أنك طلبت أن تقرأه، أتخيل تعابير وجهك وأنت تقرأ أدق التفاصيل التي مرت بحياتي، اللحظات التي صنعت الفتاة الواقفة أمامك الآن، لو قابلتني قبل سنوات من هذا اليوم كنت ستتعرف على شخصية أخرى، شخصية تهتم بالمظاهر فقط، متمردة، تعشق الهروب من المدرسة، تدق على أبواب الجيران وتركض في الأزقة الفارغة دون خوف، إنسانةٌ متوقدة وجريئة. كرهت نفسي كثيرًا في ذلك الوقت، الوحدة التي طغت علي، جنون فقدان أعز الناس على قلبي، كل ذلك انعكس بالسلب على حياتي، تركوني بمفردي لأواجه واقع أني أكبر وعلي تحمل مسؤولية نفسي، وككل المراهقين الطائشين جاريت الحياة بطريقةٍ سيئةٍ جدًا، لك حرية تخيلها.
في الماضي، حين كان والداي يريانني أجمل ما عندهما كنت أكره ذاك الإهتمام، كانا يشعرانني بضعفي، بالفتاة الصغيرة التي كادت جارتها أن تخطفها، أتذكر أنها وضعتني في قفص بجانب قطةٍ برتقالية، إمرأةٌ مجنونة خانها زوجها فقررت اقحام فتاةٍ لا تعلم ما تخبئه لها الحياة في مغامراتها ولأن حظي ملعون فقد ظهرت أمامها حين تجلت تلك الأفكارفي رأسها
«من قال أني أريد الزواج؟ سأحقق أحلامي ولن نضطر للنوم فوق مطعم، سأنتشلكم من هذا الجحيم»
كنت أردد ذلك لأمي دائمًا حين عدت إليها، أكدت ما رددته لأربع سنواتٍ خلت فأومأت ولم ترد، أعلم أن أمي تشاركني أحلامي لكنها لا تشاركني الطريقة التي سأحقق بها ذلك فبالنسبة إليها ولوالدي وللعالم فتاةٌ ملتزمة لا يجب عليها أن تخل بتقاليد عقيدتها ويعرفها الآخرون، لا يجب حتى أن يعرفوا اسمها، لا أصدق أنهم يؤمنون بذلك، الدين لم يكن يومًا سببًا حتى تتخلى المرأة عن ما تريد، الدين ليس إستعبادًا بل هو كالغشاء الواقي، يحميك ويدفعك نحو الأمام، لذلك تراني دائمًا أحتار في معاملة الناس للأنثى وأكتئب حين تعيد تذكيري بأن حالتنا أسوأ من هذا كله.
هل تعتقد أنه سيأتي يومٌ يغير فيه العالم نظرته لنا؟
أنت تقرأ
آخر مراسلات الحب
Romanceتجد ريم حب حياتها في المدرسة الثانوية، لكن أشياء كثيرة تمنعها من إخباره. توني، الشاب المسيحي الوسيم والرسام الهادئ، هو صديقها المقرّب الذي تقف في وجهه كل الحواجز، فهل تشفق عليهما الحياة؟ وما نهاية هذا الحب الممنوع؟ جميع الحقوق محفوظة ©