❆2❆

52 15 2
                                    

21.12.2019
الليلة الثانية
جميلتي ريم،

قررت أنه علي أن أوضح لك الأمور حين ألتقيك مع أني أخشى هروبك، لذا فضلت أن أكتب، فأنت تصدين كل شيء إلا ما يُكتب على الورق.
تعتقدين أن الأمر كان هينًا علي، أتظنينني باردًا لتلك الدرجة؟ ألم أعرف بحبك الذي فضحته عيناك العسلية؟  ألم أشتم ذاك العبق الطفولي في أطراف يدك حين تصافحينني ثم تسحبينها خجلة وتلتفتين نحو رفيقاتك وقد اشتعلت أعينهن غيرة،  تقولين : "أنت عديم الإحساس"
أنتِ من كنت كذلك ويا ليتني أستطيع معاقبتك كما تفعلين.

ستبكين يا حبيبتي لأني لم أعد أنوي تطويقك واختطافك، بعدما طوقتك ذراعا حبيبك المحتال، مضى ذاك الزمان الذي كنت أستيقظ فيه عن بكرة أبي لأبادلك الوقوف أمام الشجرة، ولي زمانٌ كنت أحملك فيه نحو مراكب صداقتي مع فيلقٍ من بنات الخيال ونبحر مجدفين صوب أقاصي الليل لنلقى الفجر ونحصن موقعنا مع الإطلالة الأولى للشمس.

أنت بهجة نفسي، وعيني تفيق عند رؤياك، كغزالةٍ تقبلين، متدللةٍ والفرحة تشع منك، لتسأليني ببراءةٍ طفولية عبثت بثنايا قلبي "أخبرني عن البارحة يا توني"
 فأجيبك مخفيًا شهقة روحي بخروج اسمي متبتلاً من فمك العذري"ذكرتك البارحة عند المسيح"
تضحكين وأنا بين شفتيك ضائع، كيف أشرح لك أنني كنت مشتاقًا لعناقك دون أن أدري؟ و لكن كعادتي لم أدرك إلا بعد فوات الأوان.

كان في عينيك دعوةٌ لحبٍ جامح خالٍ من الكبرياء، لطالما استمتعت بالغرق فيهما، كلما ازدادت الموجات غرقت أكثر، فما أسعدني وما أشقاني بهما.

آخر مراسلات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن