❆28❆

84 16 8
                                    

25.12.2019
توني غابرييل،

لا أدري كيف أصف لك شعوري بعد كل هذه السنوات، شعوري عند رؤيتك تعدى إحساس البرودة في أطرافي والإرتجاف بقلبي، لم تتغير، ما تزال نفس الشاب الذي كنت أضحك معه من كل قلبي، أسعدني كلامك حول فخرك بي واعتزازك بذكرياتنا معًا، لكننا غرباء يا عزيزي، صرنا نخجل من مشاعرنا، نتغاضى عن أنفاسنا المتسارعة، نتمنى لو ينتهي لقاءنا في أقصر مدة.

أستطيع رؤية شوقك لي من خلال عينيك الزرقاوتين، لكن ماذا بقي لي لأبادلك إياه؟ ما عدت نفس الشخص الذي تعرفه، فقد غيرتني الظروف والأحداث، ونقلني القدر من مشكلةٍ نحو أخرى حتى أضحيت المرأة التي وقفت أمامك ملتحفةً بثوبٍ براق وقليلٍ من الحمرة التي أمدني بها الشراب.
صرت امرأةً الآن! استطعت تحقيق ما أريد لكن ذلك جعلني أدفع أثمانًا باهضة ورأيت العالم على حقيقته البشعة، مؤسفٌ أن أحلامي الوردية لا مكان لها، أحلامي التي معك فأنا إن كنت قد رغبت بطائرتي الخاصة فذلك كي أدور العالم معك يدًا بيد لكن ليس كل ما تتمناه تدركه.
ما الذي فعلته أنت حتى وصلت إلي بتلك السرعة؟ صدقني لقد كنت في صدمة وأرتجف كلما أرى عيناك تحملقان فيَّ وتكتشفان أسراري، وددت لو أغطي جسدي لأني شعرت بعريي أمامك، لم أقدر على الضحك أو رد المجاملات، كل ما رأيته كان أنت وزجاجة الشراب الأحمر فاخترتها عساك تختفي لكنك لم تذهب لأي مكان، بل أقبلت ورفعت يدي نحو شفاهك وشكرتني على رواياتي الرائعة التي سمحت للنوم بالتسلل إلى جفنيك، أكانت تلك طريقتك في قول أني أزور أحلامك بكثرة؟ كم أتمنى هذا. 

لن أكذب وأقول أني لا أهتم بمعرفة ما تفعله، أهتم بشدة لكن كبريائي أقوى من حبك المرحوم الذي ووري الثرى بمقبرة قلبي المغلقة، فهل يعود الأموات يا حبيبي؟

آخر مراسلات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن