آخر مراسلات الحب

❆12❆

17.12.2016
عزيزي،

يُقال أننا حين نعشق، فإننا نكتسب طباعًا جديدة من من نحب، نتبنى آراءهم فجأة وننطق بها مع الآخرين دون أن ندري وكأنها لنا، نتعلق بأشياءهم، متعلقاتهم، فتصبح الضحكة هي ذاتها، حتى طريقة الحديث، هي نسخةٌ جميلة منهم، إلى أن تصبح الروح واحدة، بل حتى الجسد يصبح واحدًا..

اليوم ذهبت مع فادية لنتسوق، أشعر بالراحة حين أصرف المال، أعتقد أني ورثت ذلك عن جدي لم يكن ماله ملكه، سامحني ولكني أحب التبذير في شراء ما تريده نفسي كتعويضٍ على ما أفقده حين أجلس أمام والدي وأتلقى التوبيخ، لكن اليوم كان مميزًا، اشتريت أمورًا أردتها أن تتناسب مع عطرك الجديد؛ فغدًا عيد ميلادك، منذ وقتٍ طويل وأنا أعد له.

لن أعاتبك لأنك نسيت عيد ميلادي، سأنظر للجانب المشرق فأنا ما زلت أتذكرك رغم أني لم أعد موجودةً بعقلك.

أنا قلقة ألا تعجبك الهدية أو ألا يوصلها ليو إليك، قلقةٌ أكثر من ردة فعلك؛ رغم تعمقنا في الحديث، إلا أني لن أنسى إختلافنا وكونك تمتلك حبيبة الذي ربما كان السبب الأول في فراقنا. 

قد تسخر مني لأني أستمر بطرق بابك لكن دعني أخبرك، أعلم أن حبيبتك التي تبدو كعارضات الأزياء تعاملك جيدًا وهي فتاةٌ جيدة، صدقني أنا لا أكرهها لكن هذا لا ينفي كوني الفتاة الأولى في حياتك، الفتاة الأولى التي تحبك أكثر مما يحبك أي إنسان.

قد لا تكون بحاجةٍ إلى هديتي، أنت لا تحتاجني حتى، فأنت تمضي يومك مستمتعًا ولا تشكو من شيء لكنك تظلم نفسك هكذا وسيأتي يوم تفهم فيه أن حبي لا يقدر بثمن.