11.10.2016
عزيزي،نمت البارحة على الدفتر، من شدة التعب لم أنتبه وانحرفت بعض الكلمات عن السطر، دعني أكمل الحكاية لك في هذه الرسالة.
وأخيرًا روان، لا أدري إن كان علي أن أخبرك بالجانب الجيد أو السيء من حكايتها، صداقتي معها لم تتعدى السنة، أي أنها جديدة مقارنةً بعلاقتي مع ملاك وليلى التي تعدت سبع سنوات، صرنا صديقتين بسرعة، أخبرتني عن أمورها وأخبرتها عنك فقد كنت كل أموري. كانت روان على علاقة جيدة بأحد رفاقك، عندما كنت معهما تحدث الشاب عنك، قال بأنك شخص جيد ولطيف ومن عائلة رائعة، عندما عدت في المساء إلى الثانوية المختلطة والتي كانت جحيمًا بدونك، قدمت إلي روان ركضا قائلة: «ريم يجب أن تبتعدي عن توني فهو شخص سيء.» استنكرت قولها وطلبت منها أن تثبت ذلك، فأخبرتني أن رفيقك هذا قد أوصاها أن تحذرني منك، فأنت شخص متلاعب، زير نساء ووغدٌ على حد قوله، أي عكس كل ما قاله صباحًا في وجودي، هممت أن أذهب إليه وأسأله بنفسي عن صحة هذا الكلام لكنها أوقفتني متحججةً بأن الأمر سر بينهما و هو فاعل خير، أترى يا غابرييل غدر البشر؟
الحقيقة أن صديقك من المستحيل أن يقول شيئا كهذا، راقبته لفترة طويلة ورأيت مدى إخلاصه لرفاقه حتى أنه أصلح بيني وبين رفيق، أحسست بالمرارة لأن صديقتي كذبت علي وإذن لم ارتبكت عندما أردت محادثة الشاب؟ ورغم هذا أسامحها، فهذا ما يفعله البشري الجيد وأنا لا أختلف عن البشر في شيء سوى أن قلبي في كل يومٍ يقترب من دقته الأخيرة بسببك.
أتذكر تلك الفترة التي ضربني فيها أهلي عندما خرجت معك ومنعوا عني كل شيء؟ روان ساعدتني كثيرًا في تلك الفترة، هي من حدثتك وأخبرتك بكل شيء بطلب مني ومسحت كل رسائلنا (رغم غلاوتها عندي) حتى أنها قامت بتهدئة أمي واحتضنتني حين بكيت وشجعتني لأكون قوية، لم أنسى معروفها أبدًا، ما أزال ممتنة رغم البعاد عنها وهنا أعود لكلامك الذي لطالما رددته
«البشريُّ يا ريم ليس سيئًا لكن تصرفاته سيئة ويمكن أن تتصلح ببعض الخير النابع من القلوب الممزقة»
بعد تلك الفترة الصعبة، حاولت روان مجددا أن تجعلني أنساك: «ريم هو يراك كأختٍ له.. ريم هو يحب لين كثيرًا.. ستكون حياتك أفضل مع شاب غيره.»
ولكني كنت صماء عن كل تلك الاحاديث، لم أعرف ما بي، بالعادة أكون مطيعةً لكلام رفاقي، معك.. تمردت على كل شيء، الجميع يئسوا مني وأنا توقفت عن الحديث عنك معهم، اعتبروا ذلك تغيرًا جيدًا، أوهمتهم أني نسيتك وأنت كنت كل أفكاري، قد تتساءل لم أخبرك بكل هذا؟ لم أحكي لك أمورًا مضت؟ ليس لأبدوَ شخصًا جيدًا وأنت أكثر من يعرفني، أرجوك انزع تلك الفكرة من رأسك، أردت فقط أن أوضح الأمور، إن إختفيت يومًا من هذا العالم، سيبقى هذا الكتاب الشيء الوحيد الصحيح من بين آلاف الحكايات.
أنت تقرأ
آخر مراسلات الحب
Romanceتجد ريم حب حياتها في المدرسة الثانوية، لكن أشياء كثيرة تمنعها من إخباره. توني، الشاب المسيحي الوسيم والرسام الهادئ، هو صديقها المقرّب الذي تقف في وجهه كل الحواجز، فهل تشفق عليهما الحياة؟ وما نهاية هذا الحب الممنوع؟ جميع الحقوق محفوظة ©