❆10❆

90 18 8
                                    

17.12.2016
عزيزي،

أنا مرهقةٌ جدًا اليوم، أشعر بعظامي تتمزق، أريد أن أنام فقط، أتمنى لو أحدثك، كنت أتوقع مجيئك لكنك خيبت أملي. الجو جميل، الهواء عليل، و أنا حاولت  أن أبدو مشرقةً قدر الإمكان حتى أجعل الجميع سعداء. 

يحزنني أن أرى «فادية» تتعذب بسبب شخصٍ غبي، أنت لا تعرفها، هي صديقةٌ لي وتجلس معي، كما أنها ألطف شخصٍ قد تراه أو كما تقول أنت «الطيب يرى الكون طيبًا» 

هي فتاةٌ هادئة، خجولة وصامتة معظم الوقت، لكني أشعر أنها هادئة لأنها تخاف إن تحدثت أن يسخروا منها، تعرضت للكثير من التنكيل في سنواتها السابقة فقط لأنها لا تشبه العارضات، الله خلقنا وخلق جمالاً فينا يراه شخصٌ ولا يراه آخرون، لكن البشر لن يفهموا أبدًا.

أرتاح دائمًا عند الحديث معها، الجزء السيء هو أنها تحب رفيق وهو لا يستحقها؛ ببساطة لأنها فادية، التي تفدي بنفسها في سبيل من تحب وهو لا يستطيع رؤية ذلك. وضعها القدر اليوم في أسوأ موقف؛ فقد رأته مع حبيبته الجديدة، طوال المساء لم تنطق بكلمة و كلما سألتها عن حالها تبتسم بوهن و تقول أنها بخير، إنها تشبهك تمامًا؛ فقد كان قلبي ينتفض خوفًا عليك، حين أراك مطأطأ الرأس لا تقوى على الكلام من ثقل الهموم، كنت حينها تبتسم لي لتشتتني عن حزنك، وتجعلني أخجل فأهرب منك. أما صغيرتي فدوج فأنا واثقة منها، هي قوية و ستجتازه، وسيأتي اليوم الذي سيعاقب فيه ذاك الفتى على جعل عينيها تذرفان الدموع.

كم غاب غيرك لم أشعر بغيبته

و أنت إن غبت لاحت سجاياكا

أراك ملء جهات الأرض منعكسا

كأنما هذه الدنيا مراياكا

آخر مراسلات الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن