الحلقة 17 و 18

172 2 0
                                    

#آمال_وآلام 17و18
مجاهد يوسف

مرق محمد من الحصاحيصا وفات علي رفاعة وكان متمني أنها تبقى ليهو زي الحصاحيصا  مع انو الحصاحيصا أكتر مدينة تعب فوقها تعب عمرو كلو ما شافو ودا لمن جاها أول مرة من الخرطوم لكن برضو حباها  حباها عشان النعمة والنعمة دي المرة السوت ليهو الغداء من غير ما يقول ليها وبقت ليهو أم تانية غير حاجة بدرية  رغم انو ما لاقاها غير مرتين بس شاف فيها حنان الام وريدة الام وحنية الام البتحس بوجع جناها قبال يقولو وحالتو هو ولا جناها حباها وحب الحصاحيصا عشانها هي وعشان حاج صالح سيد المطعم وأهل بيتو البقوا ليهو أهل تانيين خلوهو يحس معنى السعادة والفرحة لمن شاف السعادة والفرحة في وشوشهم ساعة دق الباب وجاهم غاشي صراختهم والفرحة البرقت في عيونهم وبسمتهم لسة طعمها في دواخلو لا بتتنسي ولا في طعم أحلى منها حاجة سمحة وبس واسمح من أي حاجة تانية لانو ناس قعد معاهم يومين بس وفات لمن رجع ليهم كانت اليومين كأنها عشرين سنة بالنسبة ليهم وجوة فرحتهم شاف الشوق ليهو الكان كامن جواهم ومرق صرخة وبريق فرحة في العوينات
قبال يدخل رفاعة الابتسامة مالية وشو وهو بتذكر في حاجة النعمة الفعلا نعمة وحاج صالح الاسم علي مسمى  مبتسم وسعيد مع انو ماشي علي مجهول وفي طريق مجهول ومحتار من وين يبداهو لكن كان املو في الله كبير وزي المتأكد انو ما أظن يرجع خايب طالما هو في بلد الطيبة لانو غير القضارف ما شاف الا الخرطوم والحصاحيصا ومدني وكسلا ومدني دي الوحيدة الما قعد فوقها كان بجيها عابر طريق والخرطوم ما بعرف فوقها غير الصحفي وداك ما قصر معاهو نهائي أما الحصاحيصا فكانت المعاناة والحب والريد وكسلا أدتو الما كان متوقعو غير الشغل والقروش حب الناس ومعرفة الناس وريدة الناس
محمد راكب العربية البتوصلو من البنطون لرفاعة وهو غرقان في التفكير وفي الفاتو وفي الماشي عليهو يقوم سيد العربية يشغل الرادي العربية كانت برينسة ومحمد راكب قدام مع السواق ومعاهم واحد تاني وهو في النص مع شغيلة السواق للرادي يسمع

بلادي أمان  بلادي حنان
وناسها حنان
يكفكفوا دمعة المفجوع
يبدوا الغير علي ذاتهم
يقسموا اللقمة بيناتهم
ويدوا الزاد حتى إن كان مصيرهم جوع
يحبوا الدار
يموتوا عشان حقوق الجار
ويخوضوا النار عشان فد دمعة
وكيف الحال كان شافوها
سايلة دموع ؟
ديل أهلى

أول مرة في حياتو يسمع الكلمات دي ما كان بسمع أغاني واندمج مع الكلام دا شديد لمن عيونو زرززت وقرب يبكي وزاد الصوت وقبال تكمل الاغنية العربية دخلت رفاعة والناس نزلوا هو زاتو نزل لكن كان داير يكمل الغنية وانحرج يكلم السواق بعد بطل العربية يقول ليهو شغلها لي ونزل يقبل وين ويمشي وين وبلاقي منو ما عارف
في الطرف حق السوق في قهوة كبيرة كدا مشى عليها كراسيها كبار حقات خشب وفيها ناس كبار يشربوا في الجبنة وفي طرف القهوة في رادي ناشونال قديم كبير وفيهو الغنية دي زاتها مشى قعد سمعها كلها لمن كملت والدموع الابت تمرق في العربية مرقت هسي وهو بتذكر في حاج حسن الشالو وهو شافع وبقى ليهو اكتر من ابوهو وكان بامكانو يوديهو اقرب مركز بوليس ولا يتعب روحو بيهو
شاف السودان كلو في حاج حسن وفي عمو حاج حسين وفي بدرية امو وفي النعمة وحاج صالح وحتى في سامي ومحمد عمر ناس كسلا وعرف انو البلد دي ناسها كلهم خير والغريبة اصلو ما اتذكر مدير ديوان الزكاة ولا المحافظ حق الحصاحيصا ولا الاسر التلاتة الاولادهم رايحين
طلب ليهو جبنة شربها وهو يتلفت ساي ويعاين في وشوش الناس زي البفتش ليهو لزول معين وهو كان بشوف فيهم الطيبة والاصالة والكرم خاصة في الناس الكبار القاعدين يشربوا في الجبنة القاجين عممهم ومتلفحين بالتوب ويقول ديل أهلي ديل أهلي عرب ممزوجة بدم الزنوج الحارة وصدى الغنية يتردد ليهو في اضانو مع انو اول مرة يسمعها بس ادتو دافع انو البلد دي هي الخير وهي الطيبة وهي الكرم وقال في نفسو وصور كل الحباهم وحبوهو في قدامو لو ما كنت من زي ديل وا أسفاي ووا مأساتي ووا ذلي
في القهوة في شاب شغال يقدم في الطلبات محمد قال ليهو لو سمحت يا اللخو بدور اسألك من الزول أكان ما عارف ليهو زول في رفاعة دي وداير يقعد فيها كم يوم يمشي يقعدها وين يعني في لوكاندة قريبة
قال ليهو في أيوة داير تمشي ليها هسي وللا بعد تقضي شغلتك وتجي تنوم فيها
محمد ما عرف يرد عليهو لانو شغلتو هو زاتو ما عارف كيف ح يقضيها لكن قال ليهو داير امشي ليها هسي عشان اخت فيها شنطتي دي قال ليهو شنطتك ختها هني وامش وتعال ليها وبعدين بوصلك ليها
محمد ختا الشنطة ومرق أخد ليهو لفة في سوق رفاعة لا عارف يكلم منو ولا عارف يفتش لاهلو كيف بس يعاين في وشوش الناس زي الرايح ليهو زول ولفلف لمن تعب ورجع القهوة  وقال للشاب الشغال فيها داير امشي ليها هسي عشان اخد لي راحة شوية
الشاب قال ليهو انا ورح وشال ليهو شنطتو ابى يخلي محمد يشيلها وكلم واحد قال ليهو خلي بالك من القهوة وفات بمحمد بيتهم ما كان بعيد ولمن وصلو محمد قال ليهو دا بيت وللا لوكاندة قال ليهو ادخل ادخل ودخل قدامو وكورك لامو مرقت ليهو حاجة مشلخة ابتسامتة سابقة يدها وقلدتو قوي التقول بتعرفو أهلا وسهلا يا ولدي ادخل ادخل محمد قعد يبكي بكتو قلدتها ليهو دي اتذكر حاجة بدرية لمن تقلدوا لمن يغيب منها واتخيل أمو أكان لقتو بتعمل شنو معاهو وهو رايح منها الزمن دا
قالت ليهو ما تبكي يا ولدي مالك في شنو وعاينت لولدها وولدها زاتو كان مستغرب في بكاء محمد دا وما عارف عنو اي حاجة ولا اسمو ما بعرفو وقال ليهو خش يا أخوي خش دا بيتنا قنب معانا لمن تخلص شغلتك في رفاعة

آمال وآلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن