#آمال_وآلام 1
مجاهد يوسف
زي كل يوم حاج حسن مرق بالغنم الصباح بدري على الخلاء وخلى بدرية مرتو في الخيمة حجزت البهم والسخيلات والعتان وجابت ليهن الموية والعلوق ودخلت الخيمة لملمت ليها حطيبات وسوت الملاح وعاست كسرتها وعندها بلال ملان سعف مرقتو وقعدت تضفر في ضفيرتها بهناك حاج حسن لقى ليهو مرعى سمح الغنم رتعت فوقو تمام التمام وخلاهن في فجتن ورجع الخيمة الجبنة رامياهو تب لقى بدرية تضفر ومن شافتو جابت الشرغرغ ملتو موية وختت القلاية فوق النار وغسلت البن وجهزت الفندك جمبها جاء داخل فتران واخد ليهو انبطاحة بعد شرب والمرة قلت البن واثناء ما هم قاعدين سمعوا ليهم صوت جاهل يبكي ماشي عليهم مرق حاج حسن لقى ليهو ولد حلييو يبكي ساي وحفيان ويتنقز من الرماضة جرى عليهو جري وشالو كان عمرو تلاتة سنة وشوية وبعرف الكلام لكن ما فارز هو وين ولا اهلو وين حاج حسن دخلو علي الخيمة حقتو وبدرية غسلت ليهو كرعيهو من الرماضة وجابت ليهو موية جدعت فوقها طرقة كسرة وسوتها ليهو موص وكبت ليهو فوقها حبت سكر الجنى شربها كلها ورقد نام اكان تعبان جاء جاري جري من الرماضة وكرعيهو حمر
حاج حسن ركب حمارو ومشى جاب غنمو وجاء وجرى يمين وجرى شمال يساعل في الناس البلاقيهم كلهم اكان عندهم شافع رايح مافي زول قال عندي ولد رايح كلو كلو هو كان عندو ولدين واحد سنتين وشوية وواحد لسة عمرو كم شهر ورجع شال الجنى الجاهم في الخيمة وبقى لافي بيهو ما خلى حلة قريبة منهم ما دخلها ولا سعل أهلها لافي زول عرف الولد ولا في زول قال سمعت بناس عندهم ولد رايح وقعد علي الحال دا قريب شهر ما عرف أهل الجنى ولا عرف يعمل شنو
رجع وقال لمرتو انا بودي الولد دا البوليس يمكن اهلو يكونوا بلغوا وقالوا عندهم رايح لكن اقرب مدينة ليهم بعيدة خلاس منهم وما بقدر يفوت الغنم واولادو براهم في الخلاء داك وقعد في محلهم داك مرات يمرق يساعل في الناس البلاقوهو ومرات شغال في شغلتو لمن تم ليهو قريب اللربعة شهور والولد بقى ليهم زي ولدهم اعتنوا بيهو مع اولادهم وهو زاتو ولف عليهم وبقى زي ولدهم وواحد
حاج حسن قال لبدرية الله يعلم يا مرة الجنى دا انا ردتو زي جناي واتعودت عليهو رايك شنو نمسكو ونخليهو عايش معانا ولمن يكبر نوريهو القصة كلها وساعتها ربنا بجمع ليهو بأهلو اكان أراد وعندو اهل بكوسوا ليهو
مرتو قالت ليهو والله انا زاتي ردتو والاولاد زاتهم ولفوا عليهو وبقى ليهم زي اخوهم نسميهو محمد وزي ما قلت لو الله جمع بأهلو نديهو ليهم لكن ما توديهو للبوليس اكان ما لقوا اهلو الا اكان يودوهو ملجأ ساي والولد الظاهر عليهو ود ناس من شكلو ومن لبسو الجاء بيهو
مرت الشهور والسنين ومحمد كبر واصلو وكل العارفو انو محمد ود حسن وبدرية امو اصلو ما حسسوهو انهم ما أهلو ولا فرزوهو من جنياتهم لمن جاء زمن المدرسة وحاج حسن زاتو فات علي المدينة عندو بيت هناك مشى سكن فوقو وباع الغنم كلها وعمل ليهو دكان صغيروني عايش منو هو وأولادو ودخلو محمد المدرسة وكان ولد شاطر خلاس الاول دي كلو كلو ما فكاها لزول
حاج حسن مع انو ادى الولد اسمو لكن غير اسم الجد وطلع ليهو شهادة تسنين ما فوقها اسمو بالكامل وقال الاسم دا مؤقتا لمن يظهر ليهو أهل اكان كبر بكلمو بالقصة كلها وبشوف الداير يعملوا محمد شنو وهو معاهو
ومافي زول عارف انو محمد دا ما ولدو الا بدرية مرتو وحاج حسين اخوهو وحاج حسين دا اكان شيخ وعامل ليهو خلاوي بقري في القرآن وحفظ محمد كتاب الله كلو من صغير ما خلاهو ولمن دخل المدرسة اكان بقريهو في الاجازة لمن ختم المصحف
محمد كبر ودخل المتوسطة وبعدها الثانوي وفي يوم حاج حسن جمع بدرية وشيخ حسين اخوهو وقال ليهم الليلة انا داير اكلم محمد بقصتو
حاج حسين قال ليهو أنا ما معاك في دي واحسن ما تكلمو هسي خليهو بعد يمتحن الشهادة ما تشغل راسو وبعدين تعليمنا ليهو دا كلو يضيع ساي
قال ليهو قلت كدا ؟ خلاس عين العقل وانا كنت داير اكلمو من هسع عشان انا كبرت وما معروفة الدنيا الليلة نحن فيها بكرة امكن نكون برة منها عشان كدا انا داير اشوف رايو شنو عشان اكوس معاهو لاهلو
يتبع...
