ثلاث طرقات متتالية تعلن عن قرار الإفراج لي ..لم يكن مهتما ولكن هذا يعيد له الذكريات ..خاصة بعد رؤية وجه الضابط الذي أدخله السجن في ذالك اليوم الماطر
Flash bake
مطر غزير يتساقط في تلك الأرجاء في محاولة منه لإطفاء نيران ذالك القصر المخترق لكنه عاجز عن إطفاء اللهيب المشتعل في قلب الصغير هناك ....
مرالأيام وهو مشرد دون مأوى دون عائلة دون شيء والأمطار لم تتوقف عن الهطول كأن السماء تبكي بدل من الجامد والشعور الوحيد الذي يخالجه ..هو الجوع يرى الحلوى من بعيد تباع ،ويتذكر كيف كان مدلل أبيه وأمه ورغم إختفائهما الغريب قبل الحريق هو حزن على الفراق ....
لازال ينظر لتلك المخبوزات الساخنة وهو كالقط المبلل رغم نظراته الباردة التي تفقده زينة المنظر اليائس المثير للشفقة
...
دقائق وكان صاحب المحل يحمله من قميصه بتقزز ويرميه خارجا بعد محاولة يائسة منه للحصول على واحدة من المخبوزات لتسكت آخر الأحاسيس التي يشعر بها وتألمه ...ومع ذالك عاد لأخذها والهرب بعيدا عن المكان وصاحب المحل البخيل لم يتهاون وركض خلفه ولحظه التعيس أوقفه أحد ضباط الشرطة ..كان تركه يرحل مع تأنيب خفيف لكن إصرار صاحب المحل الجشع جعل الآخر يتنهد ويحمل ذالك الجسد الصغير بهدوء للمخفر بعد إرجاع ماأخذه متجاهلا نظرات التذمر والإستنكار فحقيقة نسيانه للجوع ورغبة في إغاضة البائع جعلته يتنهد بهدوء وهو لا يعلم مالذي يفعله به ..._إسمك يافتى ....
نطق بها الضابط المسؤول
_لما تسأل
أجاب الفتى بهدوء وهو يضع قدما على الأخرى ويتصرف كالنبلاء رغم مظهره المبتل
_أقوم بعملي
أردف الآخر بملل
_"كيلراين "يمكنك منادات ب" كيل"فقط
_عائلتك
إحتدت ملامح الآخر
_ماتت ولا يجد وصي علي لذالك لاداعي للسؤال التالي
رمقه رئيس الضباط بهدوء قبل أن يبتسم ويردف ببعض الحزن الطفيف
_ستذهب للميتم أو الإصلاحية لعمل سيء
ظل ينتظر ردت
فعل الآخر قبل أن تتحرك شفتاه بكلمات رسمت الصدمة على وجه الرئيس قبل ينهي كلماته ب
_لا ...لايمكن أنت صغير ..ستذهب للميتم أو الإصلاحية ....
نهض الفتى من مكانه بنظرات ملؤها التحدي الإصرار قبل أن يبتسم ويقول
_ضعني في ابميتم وستجدني هنا أمامك أو أمام شخص مثلك يمكنه فعل ما أردته ...ضعني في الإصلاحية وسنرى كيف لن أعود إلى هنا وأقف أمامك حتى لو إضطرني لفعل شيء يسمح بدخولي هناك
ظل رئيس الضباط ينظر له بنظرات متوسعة قبلةأن يسخر في نفسه عما سيفعله
_إذن "كيلراين".. أنت مجرم بتهمة التطاول ..السرقة وتهديد الضابط وستدخل السجن ...
وقبل أن ينهي حديثه امسك الفتى بقلم ما وغرزه في يد المفتش بشكل عميق ولكن بمكان مناسب ..
ليبتسم بغموض وينطق
" هذا سيزيد العقوبة سيدي المفتش لا بأس بخمس سنوات أوعشر "
رمقه الآخر بصدمة وبعدها...ً......
....
....
خطى خطواته ببطئ للداخل الجميع متوجس كيف لا وهذه أول مرة يدخل فتى صغير مظهره مظهر طفل في الخامسة إلى السجن ..حتى أن البعض إستهزؤو منه ودعوه للرحيل لحضن أمه فأي عقل يستوعب إرتكاب ملاك مثله ذنب ما بشعره الأسود الرمادي اللامع وعيناه الزرقاوان الداكنة وهيئة الصغيرة اللطيفة ودائما مايفسد المظهر نظراته الباردة ..يلتفت الصغير للضابط الذي أدخاه ويبتسم بلطف مزيف غير مكشوف
"أهذا منزلي الجديد وعائلتي الجديدة "
ليرمقه الضابط بنظرات عطف وإشفاق على حاله قبل أن يومئ ويرحل بسرعة مخفيا دموعه المتأثرة ....
دخل بخطوات هادئة وملامح سعيدة كيف لا وهو حقق مبتغاه الدخول للسجن .....
ليتقدم أحد السجناء وأكبرهم بهدوء وينحني ليصل لمستوى طول الصغير ويردف
_لما دخلت السجن صغيري؟
ليبتسم الآخر
_شيء جديد وممتع ........ .....
♪♪♪♪♪♪
آسفة على قصر الجزء ولكنه كبداية لذالك ترقبو الجديد وأعلموني بآرائكم ...
أنت تقرأ
فتى من وراء قضبان السجن
Short Storyهي قصة روح سجنة في السابعة من عمرها ...تعلمت كل شيء في السجن وتربت هناك ..بعد 9سنوات من ذالك يتم الإفراج عنه ...كيف سيعيش في العالم الخارجي وكيف سيتأقلم ....