بداية الخطة

26.8K 129 2
                                    

الالم قد يكون في بعض الأحيان قوة أو قد يتحول إلى عشق ان كان لهدف ما يفيد المرأ في حياته ، العطف و الحنية يولدان مشاعر رائعة و إحساسا بالدفئ ، لكن أن يجتمع مولد الألم بمسبب احاسيس الدفئ في شخص واحد فهنا سنتحصل على الأمان ❤ نعم إنه أسمى ما يمكن للمرئ أن يطمع في الحصول عليه من شخص آخر ليجعله يتصرف بعفوية و بشكل طبيعي سيزيد على جماله جمالا ما بعده جمال
أعطوا الأمان ، أعطوا الإطمئنان ، ولدوا أحاسيس الثقة بينكم ولا تغدروا أيها البشر لكي لا تتحولوا إلى ذئاب

فريدة تغط في نوم عميق لتفيق على صوت المنبه الذي أفزعها ، جلست لتهدأ قليلا فما رأته في منامها كان كفيلا بجعلها تتعب و تحس بالإرهاق حتى قبل بداية يومها ، حلم غريب و غير مفهوم بشكل جيد ، مهلا ! لقد بدأت تتذكر ، نعم تذكرت أهم ما في ذلك الحلم ، لقد كانت تلك العصا، كانت تشق الهواء لتزف لها بشرى مفادها أن لون و إحساس يديها سيتغير لتنزل عليهما تغير لونهما و تجعل الدموع تملئ عينيها ، لكنها لم تكن فريدة الصغيرة في المدرسة ! بل هي فريدة الكبيرة القوية، لكن الجلاد غير ظاهر جيدا ! و الغريب في الأمر أنها قد كانت مستمتعة بهذا !
جهزت نفسها لتذهب إلى عملها و هي مفعمة بالنشاط فهذا الحلم قد جعلها سعيدة جدا رغم غرابته و سيطرته على أفكارها طوال الوقت ، كان يوما رائعا ، لكن تخلله مشهد قد يكون المنعرج في حياة فريدة ، مشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتاة جالسة على ركبها تقدم حزاما جلديا بيديها لشخص يجلس على الكرسي المقابل لها ، جلسة مليئة بالثقة و السيطرة و الملكية ! صورة بقيت عالقة في ذهن فريدة و أثارت كل مشاعرها و لوهلة تخيلت نفسها مكانها ! تبا ، ما الذي تفعلينه يا فريدة عودي لوعيك ، أنتي أقوى من كل هذا !

كانت سلوى تغط في نوم عميق رغم ما أصابها من ألم لأنها قد تعودت عليه أو بالأحرى لأن ذلك الخبير قد خفف عليها كل هذا ، بينما كان هو بجلس في شرفة منزلها يسترجع ذكرياته القديمة و يمزجها بالجديدة، يفكر في المستقبل و ما الذي سيحصل له مع فريدة ؟ ماذا عن سلوى ؟ هل سيتخلى عنها ؟ ماذا إن لم ينجح في إدخال فريدة إلى عالمه الخاص ؟ هل هو مستعد للتخلي عن ميوله من أجلها ؟ بل التخلي عن حياته !
تلك الوردة ستجعلني أجن !
كانت ليلة جميلة للكل فعلا ، إلا من يظن الجميع أنه مستمتع بحياته فقد أرهقه التفكير فعلا ، نعم أكرم يفكر كثيرا على غير عادته فهو يمر بموقف نادرا ما يصادفه !
فريدة و قبل نومها قررت فعل شيئ ما ، نعم إنها تقلد تلك الصورة التي سيطرت على تفكيرها ! واااو ! إنها السعادة في حد ذاتها ، تفاجئت فريدة جدا بما أحست به فهي لم تتوقع يوما أن تكون هكذا ! أو أن يكون هذا الضعف قوة لكنه كذلك ، ماذا لو كان هذا الشعور تحت أقدام رجل كما رأته في تلك الصورة

مرت أيام و وصل وقت تسليم بعض الأعمال الخاصة بالمشروع الجديد الذي تشترك فيه مع شركة أكرم ، تجملت فريدة و تزينت و هي تكاد تكون ناسية لما قد حصل في آخر مرة زارت فيها الشركة لكنها لم و لن تنسى أبدا تصرف أكرم اللطيف معها فهو من أنساها كل ما حصل لها في ذلك اليوم ، وصلت فريدة للشركة فلاحظت غياب السكرتيرة سلوى التي و لسوء حظها كان يوم إجازتها بعد جلسة التعذيب التي نالتها هو نفس اليوم الذي قدمت فيه الآنسة فريدة لتسليم مشروعها
بمجرد دخولها إلى المكتب حتى استجمع أكرم قوته ، وردة الياسمين ازدادت رائحتها عطرا و لونها الابيض ازداد بياضا لينقي روح من يراها قبل قلبه ، لكن أكرم قرر أن يبقى على طبيعته و لا يضعف فلم يسبق له ان احس بهذا سابقا و لن يسمح لأي كان بان يزعزع قوته أو ثقته بنفسه ، تكلما مطولا و هو يراقب تلك الاوراق و يستمع لافكار فريدة جيدا لكنه فوجئ باخطاء عديدة ، و ما ان واجهها بها حتى احمر وجهها خجلا فلم يسبق لها ان ارتكبت كل هاته الاخطاء في عملها سابقا !
تبا لقد اثرت فيا كل تلك المواقف ، لقد جعلتني لا اتقن عملي، ما الحل الان ؟ بالتأكيد سيلغي هاته الشراكة ، بالفعل هذا هو ما قاله أكرم :" للأسف سنظطر لالغاء هاته الشراكة ، فبهذه الطريقة لن نحقق أي أرباح " ، طأطأت رأسها أرضا و فكرت في موقف والدها ، بدون شك لن يثق بها مجددا و لن يعطيها فرصة لتكون المسؤولة عن أهم مشاريع و صفقات الشركة ، سيضيع حلمها في أن تصبح إمرأة قوية ذات نفوذ و شهرة كبيرين في منطقتها
استجمعت قوتها و حاولت التبرير و التفسير لكن اسلوبه البارد جعلها تحس بالذل و أنه لا فائدة من كل هذا التبرير لتتحول إلى الخطة الثانية و هي أن تطلب منه اعطائها فرصة ثانية و ستنهي كل العمل بإتقان و في الوقت الذي يريدع حتى ان اراد المال مقابل هذا لكنها لا تريد خسارة أي من أعمالها خصوصا مع شركته لأنها الأشهر في تلك المنطقة
فكر قليلا ليعلن عن موافقته دون أن يطلب مالا لكنه طلب منها تحمل كل الخسائر التي قد تحدث في حال اقترافها للمزيد من الأخطاء مستقبلا ، فوافقت و كانت تستعد للمغادرة لكنه أوقفها ، تسمرت مكانها متعجبة تسأله عما يريد ؟ لكنه لم يرد بل أخرج ورقة و قلما ليبدأ في الكتابة بعيدا عن أنظارها ، أنهى الكتابة و اعطاها تلك الورقة بعد ان قام بطيعا بشكل جيد و طلب منها أن لا تفتحها إلا عند وصولها للبيت و أعطاها كذلك بطاقته الخاصة التي تحتوي على مختلف أرقام الهواتف الخاصة به و بالشركة ، و بينما هي تهم بالمغادرة إذ فتح الباب دون سابق إنذار ، من القادم الذي دخل عليهما بهذا الشكل ؟ بالتأكيد سيوبخ بشدة على قلة أدبه! و ما الذي تحتوي عليه تلك الورقة؟ ما الذي يفكر فيه ذلك المبتسم فوق كرسيه ؟ بل فوق عرشه الملكي ! ابتسامة عادت لتزور محياه بعد زمن و فترة طويلة من الغياب! ما الذي سيتغير بعد أن تفتح فريدة تلك الورقة ؟
سنعرف كل هذا لكن في الجزء القادم كعادتنا

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن