إختلاط المشاعر

18.9K 124 0
                                    

القدر ، أمر حتمي وجب المرور به و تقبله كما كان ، صحيح أننا نحاول الأخذ بالأسباب ليسخر لنا القدر الحياة التي نريدها لكن في بعض الأحيان تأتي الأقدار بما لا تشتهيه سفننا لكن ما باليد حيلة فلا حل سوى الرضا، ماذا إن أتت الأقدار بما نحب ؟ وقتها سيكون الأمر رائعا لكن سيكون من الضروري الحفاظ على ما نحب لأن القدر كالوقت يعطيك أجزاء من الثانية فإن استغللتها كما يجب فالنصر لك و إن لم افعل فستقطعك و تدمرك هكذا هي الأقدار ، و هنا يكمن جمال الحياة فلا نكهة لها دون تحديات أو صعوبات ، تحمل الصعب و واجهه تفز بالسهل و تتعلم معنى الحفاظ عليه ، لا تضيع الفرص و اصطد من تحب على أنهم فرائس إن حظيت بهم تحافظ عليهم و تتجنب نهش لحومهم و أجسادهم فوقتها فريستك ستصبح حبيبتك ❤

أصبحت سلوى غير قادرة على التركيز في العمل فعقلها الآن متواجد بداخل مكتب سيدها تفكر فيما يجري بينه و بين تلك اللعينة فريدة ، لكنها تحاول تهدئة نفسها و اقناعها بأن الأمر لا يتعدى كونه صفقة عمل ستنتهي قريبا و لن ترى وجه تلك اللعينة مجددا ! من الواضح أن سلوى قد ارتكبت في عملها اليوم أخطاء لم يسبق لعا ارتكابها طوال مسيرتها المهنية مجتمعة ! لن يهدئ لها بال إلا إن زارت مكتب سيدها و تطفلت على ما يجري كعادتها
اغمضت فريدة عينيها لتسمع صوت العصا و هي تشق الهواء طارقة طبول أذنيها طرقا هو الأكثر رعبا في حياتها ربما فهي الفتاة المدللة التي لا يرفع عليها صوت ! فكيف بها اليوم تتعرض للضرب و هي في هذا السن ؟ قطع أفكارها صوت أكرم القائل :" إن نزلت يداك او اغلقت سنبدأ من الصفر مجددا" ، كلام و صرامة جعلت الدموع تجهز نفسها لسلك الطريق نحو عيونها فهي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الذل ، لم تجب لتحافظ على تماسكها و تتجنب البكاء أمامه لتفاجئها أول ضربة نزلت عليها لتحول يديها في هذا الشتاء إلى قطعة جليد شقت من المنتصف لتتعرض للذوبان !
في هاته اللحظة استرجعت فريدة ذكرياتها مع العقاب البدني في المدرسة الذي كان نادرا لكنها لم تحس من خلالها بما تحس به اليوم فهاته الضربة قد حركت بداخلها احاسيس غير مفهومة ، و فجأة نزلت الضربة الثانية عليها كالصاعقة لتجعلها تنزل يديها و تفركهما ببعضهما لا إراديا لتفتح عينيها و تجد أن العصا قد وضعت على المكتب و تنظر لأكرم الذي لم يواجهها بأنظاره بل اكتفى بالقول:" أريحي يديك قليلا لأننا سنبدأ من الصفر مجددا " هنا نزلت اول دمعة لتحول وردة الياسمين إلى وردة ذابلة تنتظر ساقيها ليعيد زرع الروح بداخلها مجددا

أرجوك كفاية ، أنا آسفة و ما رح كررها تاني

لم يرد بل اكتفى بالتركيز مع حاسوبه لإنهاء عمل ما قبل أن ينهض مجددا و يحمل تلك العصا و يلقي بأنظاره صوب فريدة التي حاولت استعطافه بنظراتها لكن دون جدوى فقد قرر تأديبها فهو لن يسمح لزهرته ان تتلون بغير الالوان التي يحب ولا أن تتعطر و تعطر من حولها بغير الرائحة التي يهوى فهو الغارق في بحر هواها !

#مولودتي ( قصة مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن