أول تدريب

26.2K 109 1
                                    

الاحتواء ، ليس مجرد كلمة متكونة من عدة حروف ننطقها لإغراء من عصفت بهم الحياة و نكلت بهم ظروفها شر تنكيل لنستغل هذا و نوهمهم بوجود جنة ثانية على وجه الأرض بساط أرضها احتواء نحن لا نقدر عليه أساسا ، من يتفوه بهاته الكلمة وجب عليه دراسة أركانها و التعرف على أقسامها بالتفصيل الممل ليتمكن من وضع ذلك الشخص بين أضلاع جسمه محتويا إياه فالاحتواء ليس حضنا أو قبلة فقط ، بل هو عالم منفصل عن باقي العوالم ملؤه الأحاسيس التي إن أخطأنا في مقاديرها أصبحنا غير أهل لتطبيق هاته الكلمة ، لذلك وجب التريث قبل أن ننطق بها مجددا
تفاجئ أكرم و في نفس الوقت غمرته سعادة كبيرة بعد ما سمعه على لسان فريدة فقد قالت :" أنا آسفة سيدي ، لن أغضب حضرتك مجددا !" ، كلمات وضعت رنينا مميزا في أذن أكرم خصوصا كلمة "سيدي" ! ، احتضنها بقوة أكبر ماسحا على شعرها و ظهرها

سامحتك هاته المرة لكن في المرة القادمة العقاب سيكون أشد

حاضر سيدي، لن أخطئ مجددا

وجب عليك أن تثبتي جدارتك بأن تكوني جارية للسيد أكرم

أمرك سيدي ، سأكون عند حسن حظك

مسح أكرم دموعها و بينما هما كذلك حتى دخلت عليهما سلوى ! عودة دون سابق إنذار و دخول دون إذن ، تسمرت مكانها فالغيرة جعلت الدخان يتصاعد من أذنيها

يبدو أن السيد أكرم مشغول

ما الذي تريدينه؟

لا ، لا شيئ

و غادرت مقفلة الباب خلفها ، لم يهتم أكرم بها بل اصطحب صغيرته ليغسل لها وجهها و يخرج من جيبه بعض الحلويات و يطعمها بيديه و فريدة في قمة السعادة فهي تحس و كأنها بين يدي أبيها و ليس شخصا غريبا ! قبل أن يذكرها أكرم بتلك القلادة ، أسرعت فريدة في إخراجها من حقيبتها الصغيرة و هي التي كانت قد نستها نتيجة تسارع الأحداث التي أرهقتها و تعدد الأفكار التي أرهقت عقلها ، وضع أكرم فريدة فوق ركبته ملبسا لها القلادة مرفقا هذا بقبلة قائلا :" جميلة جدا وردتي " ، لم ترد فريدة من كثرة الخجل الذي أحست به
أنزلها أكرم على ركبها مخرجا من الدرج ما أسعدها جدااا حتى قبل أن يستخدمه ، كان ذلك الزائر الجديد لعيون تلك الوردة الصغيرة عبارة عن طوق وردي منقوش عليه M.A ليرمز بذلك ل Master Akram ، اتسعت عينا فريدة سروارا و ابتهاجا لتزداد فرحتها حينما زين به رقبتها
ليعلنها جارية له تخدمه و تطمح لنيل رضاه ، لتدخل فريدة إلى عالمها الجديد مع هذا الشخص الجديد الذي نجح في تغيير أحاسيسها و مفاهيمها ، فهل تراها تنجح؟
أمسك بمجموعة مفاتيح و رماها بعيدا ليأمر فريدة باحضارها و ما ان انطلقت حتى فاجئتها جلدة بالحزام على مؤخرتها جعلتها تتوقف و تستدير لتستفسر من سيدها عن سببها ليأمرها بالعودة إليه

تنفيذ مثل هاته الأوامر لا يكون و أنت واقفة

إذا ، كيف يتم ذلك سيدي؟

يتم ذلك و أنت تتحركين على يديك و ركبك

حاضر سيدي

نفذت فريدة مسرعة و عادت إليه ليوضح لها ثاني خطوة و هي أن إحضار هاته الأدوات يكون بين شفتيها و ليس بيديها ليرمي المفاتيح بعيدا مجددا لتأتي بها كما أمرها بالضبط منفذة الأمر بحذافيره لتنال قبلة رضا على جبينها من سيدها ليأمرها بتجهيز نفسها للعودة إلى البيت ، استقل كل منهما سيارته و قاد أكرم سيارته خلف سيارتها إلى أن اطمئن عند وصولها لبيتها ، عائدا إلى بيته و هو في قمة سعادته
و خلال السهرة شرح لها العديد من القواعد و القوانين في ما يخص اللباس و الطعام و الخروج من البيت و مواعيد النوم و ما يتعلق بهاته الأمور التنظيمية الإنضباطية ، أحست فريدة بفرض قيود تقيد جسدها بالكامل و روحها كذلك ، لكنها ليست أبدا قيود سجينة بل هي الحرية في حد ذاتها، كانت سعادتها اليوم لا توصف و هذا هو ما أحس به أهل بيتها حيث أنها قد وزعت عليهم كل هاته السعادة و السرور لتنام نومة هنيئة و هي لا تعلم ما الذي ينتظرها بعدها !
مرت الأيام و الإثنان يعيشان في سعادة، لكن هناك من يزعجه هذا ! نعم إنها سلوى التي تنسج خيوط مكيدة جديدة لعلها تطيح بفريدة لترتاح منها نهائيا ، لكن ما الذي ستفعله يا ترى ؟ و هل ستنجح خطتها هاته المرة ؟
في هذا اليوم لبست فريدة ما هو مخالف لأوامر سيدها فهذا الثوب الذي زادها جمالا قد جعل ظهرها الناصع البياض صفحة مكشوفة أمام الجميع ، و ما إن أنهت يومها و زارت سيدها في مكتبه حتى تغيرت نظراته و استشاط غضبا مما رآه ! فهي قد تجرأت على عصيان أوامره ، لم يكلمها أبدا بل أمسكها من شعرها جاذبا إياها للأرض ممسكا بحزامه راسما أحلى الخطوط على ظهرها وسط دموعها و ترجياتها و توسلاتها التي لم تشفع لها ، حاولت التشبث بقدمه لكنه رماها بعيدا عائدا إلى مكتبه و هي تتحسس ظهرها نادمة على هذا الخطأ الذي اقترفته ، ليأمرها بالمغادرة لتزداد نوبة البكاء و الترجي و التوسل فهي لا تستطيع المرور أمام الناس و كل هاته العلامات الحمراء تكتسي ظهرها
لم يرد عليها بل لم يهتم بوجودها مطلقا ، ذل رهيب لكنها تستحقه و رغم استمتاعها به إلا أنها تتمنى ان ينتهي بسرعة و يطمئنها سيدها بأنها لن تغادر مكتبه و هي على هذا الحال ، لينهض و يجذبها من شعرها لتسير خلفه على يديها و ركبها تسرع من الخطوات لتواكب خطواته و تحفف ما يمكن تخفيفه من ألم ، ليفاجئها بجعل ظهرها يحتك بالأرض مما سبب لها ألما رهيبا ليقوم بمسح كل الأرضية بظهرها و ما إن انتهى حتى أخرج علبة من المعدات و المستلزمات الطبية و كريمات مرطبة للبشرة ليبدأ في مهمته كطبيب بعد ان انتهت مهمته كجلاد ! عالج ظهرها بإتقان لتخف الآلام بشكل لا يوصف ، ليجعلها تنهض و يلبس لها معطفه الذي و رغم أنه أكبر منها مما جعله يضحك عليها كثيرا ألا أن ما يهم هنا هو أنه قد نجح في تغطية كل تلك الآثار المرسومة بإتقان على ظهرها ، و قبل خروجهما تفوه أكرم بما أنسى فريدة كل آلامها و أوجاعها جراء كل تلك الجلدات ، لترتمي في حضنه باكية بكاء الفرح الذي انتظرته منذ زمن طويل
ترى ما الذي قاله أكرم ؟ و ما الذي تنوي سلوى فعله ؟ و كيف ستكون نهاية قصة بطلينا ؟ و من سيكون البطل الفعلي في النهاية ؟
سنعرف كل هذا لكن كالعادة في الجزء القادم

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن