الهدية الغامضة

14.7K 105 0
                                    

الشجاعة ، سلاح ذو حدين فقد تكون راسمة للبسمة على ومحيانا مطلقة العنان لأفراحنا جاعلة إيانا نفتخر بما أقدمنا عليه دون تردد كما أنها قد تكون سيفا يذبح من الوريد للوريد ليسيل معه دم الإخفاق لنصرخ معه صرخة مملوءة بمرارة الخسارة ، لهذا وجب الجمع بين الشجاعة و القوة مع العقل و الاستماع لما يتفوه به القلب و لو بنسبة ضئيلة لنتجنب بذلك التسرع الذي قد يدخلنا في دوامة لا مخرج منها فتعصف بنا لنواجه سيلا من المشاكل و الصدمات نحن في غنا عنها

بعد البحث على صفحة أكرم الشخصية و فحصها شبرا بشبر وجدت فريدة ما فاجئها عاقدا حاجبيها فاتحا عينيها متسعتين ببريق كاللؤلؤ فاتحة فمها من الاندهاش !
نعم فقد وجدت صفحة خاصة بشخص ما تحتوي على تلك الصورة التي وجدتها بجوار المكتب في تلك الغرفة التي غيرت فيها ثيابها في ذلك اليوم بداخل شركة أكرم ، صور متنوعة لبنات جاثيات على ركبهن تختلف ملامحهن من الباكية إلى الخائفة إلى من يغلب عليها طابع التوتر مرورا بالمبتسمة ابتسامة خفيفة وصولا الى الضاحكة من أعماق قلبها ، صور لأحزمة و عصي و شموع و فتيات بأجساد تكتسيها خطوط حمراء متنوعة الشكل و السمك ، أجساد عليها نقاط بيضاء كأرض قاحلة تزينها قطرات الثلج النازل في الشتاء لتجعل طلعتها بهية تسر الناظرين ، لكن هذا المنظر جعل جسد فريدة يقشعر لتنتفض ممسكة بجسدها منكمشة لتضحك بعدها بصوت مسموع و كأنه قد جن جنونها ، لا بأس ببعض الجنون ! هذا هو ما قالته بينها و بين نفسها
كانت تلك الصفحة لشخص هو الآخر يحمل إسم أكرم و قد وجدته متفاعلا على صفحة أكرم الشخصية ب "لايك" و هذا هو ما جعل شريط العقاب الذي نالته و تصرفات أكرم و شخصيته يمر أمام عينيها ببطئ لتربط بينه و بين ما رأته في هاته الصفحة واضعة أمام عينيها تلك الصورة التي وجدتها في الشركة ، كل هاته المقارنات ستوصلنا إلى نتيجة واحدة ! نعم إنه هو ! لكن ما كل هذا؟ ما هذا العالم الغريب؟ و من يكون أكرم هذا ؟ و من هن هؤلاء الفتيات اللواتي سمحن بأن تتعذبن و تصبح أجسادهن بهذا الشكل؟ دب الرعب في جسد فريدة لكنها تشجعت و قررت أنه لا بد أن تعرف كل ما تريده و أن تجد أجوبة مقنعة لكل ما يدور ببالها
في الجانب الآخر من المدينة كانت سلوى تلهو في حديقة الألعاب تبتسم و ترقص بعفويتها المعتادة عند انفرادها بسيدها ، تناولا طعام العشاء بعدها تحت ضوء خافت مصدره شموع تنير زاوية المطعم التي ينفرد فيها السيد بخاضعته وراء ستائر تغطيهما بالكامل لينسيا كل المتواجدين من حولهما ، أكل و شرب و ضحك ، نعم أكرم سعيد جدا و كذلك سلوى فهي في قمة سعادتها و تتمنى أن لا تنتهي تلك الليلة لأنها لن تحظى بمثلها إلا بعد زمن طويل

سيدي

نعم

هل ستتخلى عني؟

ماذا ؟ ما هذا السؤال؟ و لما سأتخلى عنك ؟

فريدة، تلك الفتاة أظنها قد غيرتك كثيرا على الرغم من عدم وجود أي علاقة بينكما

يكفي هراء ، أنت تعلمين أنني لست من هواة تلك العلاقات الرومنسية ، إن تطور الأمر مثلا فلن تكون هناك فتاة أخرى إلا و هي خاضعة لي فقط لا أكثر ولا أقل و حتى إن تطور الأمر فأنا السيد هنا و لي حرية التقرير ولا دخل لأي خاضعة بقراراتي

آسفة يا سيدي ، الغيرة فقط من دفعتني لطرح هذا السؤال

خلاص ، انسي و دعينا نستمتع بوقتنا أولا

حاضر سيدي

انتهت ليلتهم على وقع شوكولاتة أهداها لها سيدها مرفوقة بقبلة قبل دخولها إلى بيتها و عودته إلى بيته منتظرين مستقبلا مجهولا ، فلكل منهما أفكار كثيرة لكن ما يهم حاليا أنها ستحارب من أجل الحفاظ على من تراه الأب قبل السيد ، العطف و الحنان قبل الألم ، نعم و رغم تجاهله لها في أغلب الأوقات فهي لا تعدو كونها خاضعة خاصة به إلا أنها تراه الحياة !!! نامت و هي سعيدة ، سعادة غير مكتملة فرغم أن سيدها لم يكن لها يوما و لم تؤمن بامكانية أن تتعدى حدود الجارية التي تخدمه بين الوقت و الآخر إلا أن طموحاتها اليوم قد كبرت و وضعت صوب عينيها فريدة كفريسة لتنقض عليها و تنهش لحمها لترميها بعيدا عن قصرها الذي ترسم أجزائها في عقلها الآن
قبل النوم قفزت فريدة من سريرها مفزوعة ! لما كل هذا الخوف و الرعب !؟ تبا ، لقد نسيت أن أنفذ ما قاله أكرم و أذهب لمحل المجوهرات ، لن أتمكن من استكمال العمل بسرعة ، سيعاقبني مجددا ، نزلت دمعة من عينيها و ارتعدت يديها و هي تتاملهما متذكرة ما حل بهما اليوم ! مهلا إهدئي يا فريدة ، لما سيعاقبك ؟ بأي حق ؟ أصلا ، انت نسيتي فقط و لم تقصدي هذا ، حاولي إنهاء ما يتوفر لديك أولا ، لتعدل فريدة عن فكرة النوم و تركز مع العمل منهية أكبر جزء ممكن و هي هادئة لتتجنب الوقوع في أي خطأ مجددا ! كل هذا كان خوفا من العقاب ، انتهت فريدة مما تقدر عليه حاليا و أحست بارهاق شديد بعد هذا اليوم ذو الطابع الجديد الذي مر عليها ، و قبل خلودها للنوم ابتسمت و ضحكت على نفسها ، كيف لفتاة في مثل سني أن تعاقب بتلك الطريقة و تخاف من العقاب لهاته الدرجة ، نعم لقد جلب نتيجة فعلا ! و أنا في أمس الحاجة أليه لأتخلص من بعض السلبيات التي تؤرقني و تشغب تفكيري ! تلك اللعينة أيضا عوقبت مثل الأطفال و هذا هو ما أسعدني و أنساني ما كنت أمر به ، تستحق ذلك تلك المشعوذة 😂

استيقظت فريدة لتجهز نفسها للمرور بذلك المحل لتنهي ما بدأته و تسلم المشروع في وقته المحدد دون تأخير، تجملت و تزينت رغم ان ذلك كان مجرد بروتوكول اعتيادي فقط فالازهار لا تحتاج إلا أي إضافات ، فجاملها الطبيعي يكفي ليسحر الجميع بينما عطرها كفيل بجمعهم كلهم بجوارها لتتكرم بتوزيع رائحتها عليهم كلهم لتخترق القلوب و تسكنها قبل الأبصار
كان أكرم في بيته فاليوم هو يوم راحة ، يفكر في فريدة و ما الذي حصل معها ؟ هل أنهت المشروع ؟ لكن الأهم هو هل نجحت خطته ؟ مهلا أي خطة ؟ ليس هذا فحسب بل كان يفكر في ما هو أهم و هو هل ذهبت لذلك المحل كما أمرها ؟

دخلت فريدة محل المجوهرات ، تقدمت من العاملة لتخبرها أنها مبعوثة من طرف السيد أكرم ، لتخرج العاملة من محفظتها الخاصة شيئا ما يبدو مهما لهذا فقد احتفظت به معها طوال هذا الوقت خشية ضياعه !
ما إن قدمته لفريدة حتى تسمرت مكانها فاتحة فمها غير قادرة على التحكم في مشاعرها ، ابتسامة خفيفة علت محياها ، استغراب ممزوج بأحاسيس اخرى لعل أبرزها الرهبة خصوصا بعد ما قالته تلك العاملة!
ترى ما الذي قدمته لها تلك العاملة؟ هل هو متعلق بالعمل و المشروع كما قال أكرم فعلا ؟ و لما الرهبة ؟ هل أخبرتها يشيئ مخيف فعلا يستدعي كل هذا ؟

سنعرف ذلك لكن في الجزء القادم

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن