بداية الغموض

25K 153 6
                                    

#مولودتي
(نظرا لغياب التفاعل فإن الجزء الرابع متوفر للأصدقاء فقط )

   الجزء الخامس :                                                                        

لا يكاد يمر يوم الا و يكون مليئا بالأحداث و المواقف المهمة منها و الغير مثيرة للاهتمام ، عادة ما نمر بمواقف سيئة تجعلنا نحس أن عقارب الساعة ستتوقف لتضع نقطة نهاية لحياتنا و تحصرها في ذلك الموقف الذي سيرافقنا طول ما حيينا لنتذوق من مر طعمه دون ان نصل إلى لذة مبتغانا و ما تهواه أنفسنا ، لكن تلك المواقف في بعض الأحيان و رغم ما تحدثه من تغييرات لا ترضينا فهي تتغير للأفضل لتعوضها مواقف أجمل تعصف بالأطنان من الأحزان بعيدا لتحل محلها عاصفة أفراح سببها أشخاص رائعون ، نادرون تسخرهم لنا الأقدار في ذلك الوقت لتنقذنا من جحيم تلك المواقف و تحولها إلى ذكرى رائعة لا تنسى ما حيينا
*فعلا الحياة جميلة *
نظرات استغراب من فريدة ، وجه محمر و عقل نائم بل مخدر في لحظة انسكب عليه خمر أكرم ليجعله يفقد الوعي و لو جزئيا ، تقابلها نظرات ثقة و عدم اهتمام مصطنع من اكرم لكن من يراه لا يدك ابدا انه مصطنع ، أراح أكرم فريدة من عناء التفكير و تحمل هاته اللحظات فما مرت به مع سلوى في ما مضى كفيل بجعل عقلها يتعب و لا يتحمل أي صدمة جديدة ، أراحها بقوله :" تفضلي يا آنسة لتلك الغرفة الفارغة و غيري ثيابك و اعذرينا عما حصل معتبرة انني من تسببت لك في هذا " ، شكرته فريدة و اتجهت مسرعة لتلك الغرفة ، غيرت انستنا الصغيرة ثيابها و هي تفكر في سعيها للانتقام منه و احراجه و كيف انقلب الوضع ، احراجه ! نعم فهي لم تنسى بعد تجاهله لها في ما سبق، بالضبط في أول لقاء بينهما ، لكنه فاجئها بكرمه و حلاوة لسانه و كذلك بصرامته التي و رغم انها زادت من رغبتها في الانتقام الا انها جعلتها تحس برجولته ، نعم إنه إنسان جيد فعلا ، حتى تلك الحقيرة سلوى التي ارادت احراجي متعمدة قد نالت جزائها و حقها من كلماته و توبيخه ، أنا أدرك أنها فعلت ذلك متعمدة لكن " لا يفلح الساحر حيث اتى " ، و بينما هي تستعد للعودة للاجتماع تسمرت مكانها متعجبة مما تراه
ما هذا ؟ انها صورة غريبة ! و ما يوجد أمامها أغرب ! قطع افكارها صوت طرق للباب فتحت بسرعة لتجدها احدى الحاضرات للاجتماع تطمئن على حالها فقد تاخرت و ظنوا انه قد حصل لها شيئ ، شكرتها فريدة و خرجت برفقتها عائدتين إلى الاجتماع ، كان الوقت يمضي بسرعة إلى أن عاد الجميع إلى بيوتهم بعد انتهاء هذا العمل ، لكن العودة للبيت هاته المرة كانت مختلفة فما حصل اليوم سيرهق عقول أبطال قصتنا بدون شك فهي مواقف بقدر ما هي غريبة و سيئة إلا أن هناك مواقف أجمل منها قد عوضتها لتجعلها أحلى و أجمل و أروع
كعادته أكرم أمام حاسوبه ينهي أعماله ، رغم الكم الهائل من الرسائل التي تصله من بنات عالمه الخاص ، رسائل بقد ما هي متنوعة الا ان الهدف من ورائها واحد و هو التقرب منه ، هناك من تريد الاطمئنان عنه و هناك من تريد فتح مواضيع متعلقة بهذا العالم و هناك من تطلعب عقابا و تأديبا ، نعم كل هاته الأنواع متواجدة هنا و بقدر ما علينا احترامها الا اننا لسنا مجبرين على اخذها بعين الاعتبار دائما ، فهذا العالم فعلا متاهة ليس للإناث فقط بل حتى للرجال فمن اتبع شهواته فسيضيع فعلا بطريقة أو أخرى و سيرتكب حماقات سيدفع ثمنها لاحقا بأي شكل من الأشكال ، كانت هاته القاعدة خاصة بأكرم الذي لا تهمه أي منهن و لو قليلا فما يشغل باله الان هي وردته
يا ترى ما الذي تفعله وردته الان؟
انها على حاسوبها الشخصي تحاول البحث عن شيئ ما ، لكن ما هو يا ترى ؟ إنها تلك الصورة التي شغلت تفكيرها مطولا و ما كان موضوعا بجانبها ، نعم تلك العصا الطويلة التي ذكرتها بأيام طفولتها رغم أنها لم تذق طعمها لكنها كانت شاهدة على صرخات و دموع صديقاتها و زميلاتها عند زيارة تلك الضيفة لأياديهن ، لكن ماذا عن تلك الصورة ، ما الذي تحتوي عليه !؟
لقد كانت لفتاة وجهها يميل للاحمرار تتوسطه يد رجل و كأنها تستعد لصفعها ، لكن لم تكن كأي وضعية صفع عادية ، الأمر مريب فعلا ! لم تجد فريدة أي إجابة لتساؤلاتها فما كان عليها سوى الخلود للنوم بعد توزيع السعادة على أهل بيتها
تبا لتلك اللعينة ، لقد أفسدت خطتي ، سألقنها درسا لن تنساه أبدا و لن تتجرأ على العودة مجددا ، اللعنة عليها سأجعلها تندم ، أفسدت علي أفضل يوم في حياتي لكنني سأصلحه فورا ، هذا هو ما كانت تردده سلوى و هي في قمة غضبها ، لكن لما كان أفضل يوم في حياتها ! حسنا سنعرف لاحقا !!!
أشعلت الشموع بعد أن أطفئت كل أنوار البيت ، حضرت طاولة مليئة بكل أنواع الطعام اللذيذ ، تزينت و تجملت و كأنها تستعد لحضور حفل زفاف أو كأنها هي العروس ، لكن لما كل هذا ؟
فجأة دق هاتفها لتجيب : ألو ، فورا ، فورا ...
فورا ، فورا ! ما الذي ستفعله هاته الأفعى كما سمتها فريدة ؟ و لما هذا الاتصال في هذا الوقت بالذات ؟
سنعرف كل هذا لكن كالعادة في الجزء القادم

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن