الخبث

28.9K 169 5
                                    

#مولودتي

الجزء الرابع :

كل ما نمر به في حياتنا من ظروف سواء صعبة كانت أم حلوة سينتهي بدون تأكيد ، لكن كيف ستكون نهايته ؟ هذا هو الأهم قد تكون النهاية هي أجمل بداية ، لكن ما هو متفق عليه هو أنه في كل ظرف سيئ يتدخل شخص جيد ليصلح ما يمكن إصلاحه و لو أن هذا نادرا ما يحصل ، لكن في الظروف الجيدة و خصوصا العلاقات التي نرا فيها النور دائما ما تتدخل الأفاعي لترسلنا لغياهب الظلمات باستخدام سمها لتتركنا نقاوم و نئن في صمت ، و قلة من يتمكنون من استجماع قوتهم و محاربة السم ...

كانت هناك صينية موضوعة بعيدا عن الضيوف ، تحتوي على مشروبات و مأكولات ، كان الضيوف يقفون تواليا لشرح وجهات نظرهم حول أهم النقاط التي قد تطور شراكاتهم و شركاتهم و تدر بالأرباح عليهم كلهم ، كل له فكرته التي تعجب البعض و لا تنال رضا البعض الآخر ، ماذا عن فكرة سلوى ؟ هل سترضي الجميع ؟ طرحت سلوى فكرة أخذ قسط من الراحة قبل المواصلة ، وافق الجميع و أخبرت أكرم أنها ستنهض لإحضار صينية الطعام و المشروبات لتوزيعها على الحاضرين
نهضت سلوى بخطوات منتظمة لتشد نظر الحاضرين فهي أنثى جميلة تمتلك كل ما تحلم به أي فتاة أو بالأحرى ما يثير إعجاب العديد من الرجال ، كلها أنوثة من خصلات شعرها نزولا لقدميها مع بشرة بيضاء ناصعة البياض و عينان خضراوين و شعر أشقر ، لم تفارق نظرات الحاضرين هاته الفاتنة الجميلة إلا أكرم فقد كانت مركزا مع فاتنته فقط ، لكن هاته الفتاة غريبة ! نعم ، فريدة غريبة جدا فعقلها لم يكن هنا و لم تكن منتبهة أو مركزة مع أي شخص هنا ، فعلا فتاة غامضة
قطع كل هذا السكون صوت صراخ !
مهلا ! ما الذي فعلته !؟

، لقد افسدتي ثيابي أيتها الغبية !!

أنا آسفة ، لم أقصد فعل هذا أبدا

، أسفك لن ينفع في أي شيئ الآن ، كيف سأواصل العمل؟ كيف سأقف أمام الناس ؟ و كيف سأخرج من هنا ؟

كل الحاضرين مندهشون مما يحصل إلا أكرم فاندهاشه كان مختلطا بغضب شديد فالآنسة سلوى كانت قد سكبت كوب عصير على ثياب فريدة ، صحيح أنه لم يكن يدرك أن هذا قد كان متعمدا لكنه غاضب و بشدة ، متعمد ؟ نعم متعمد ! كانت هاته هي فكرة سلوى الخبيثة التي تصطنع الآن انها متأسفة لكن بداخلها ابتسامة رضا ، بل سعادة تظاهي فرحة فوز لاعب ما بلقب دولي مهم ، فالبنسبة لها هذا سيجعل تلك المغرورة التي أفسدت عليها لحظاتها مع أكرم تندم و لا تعود إلى هنا مجددا ، لكن لما كل هذا ؟ فريدة لم تقصد أن تفسد على أي شخص وقته أو يومه فلما تكن لها المدعوة سلوى كل هذا الحقد؟
وقفت فريدة تهم بالمغادرة غير مهتمة بما سيحصل و هي في قمة غضبها ، حاولت سلوى إيقافها متظاهرة بندمها لكنها لم تعرها أي اهتمام ، لكن ما أوقفها كان شيئا آخر ، إنه ذلك الصوت القائل : " مهلا يا آنسة ، لما العجلة ؟ فالموضوع لا يتطلب كل هذا " ، ردت فريدة بعصبية و صبت كل غضبها عليه لأنه اعتبر الأمر عاديا ، لم يهتم لغضبها لكنه أخبرها أن الجميع هنا ضيوف عنده و بالتأكيد لن يكون سعيدا بحدوث هذا أو بمغادرة أحدهم و هو غاضب بهذا الشكل ، لكن علينا بالتعقل و احترام المتواجدين هنا و تصرفك هذا إن دل على شيئ فهو عدم احترامنا إطلاقا ، على الأقل حاولي الاعتذار من الحاضرين هنا لتغادري بعدها ، تركها في حيرة من أمرها ملتفة إلى سلوى مخاطبا إياها بلهجة صارمة أكثر مفادها أن عايها الاعتذار من الجميع عن ما بدر منها فهي السبب في كل هذا حتى لو لم تقصد ، بالفعل ها هي سلوى تعتذر ، تلك الأفعى خططت و نجحت في تطبيق خطتها كما تريد و ها هي الآن باعتذارها تكسب احترام الجميع
أما فريدة فقد كانت كبركان غاضب ، ثائر و شريط ما يحصل يعاد عرضه أمام عينيها بسرعة ، تصرفات تلك الأفعى جعلتها غاضبة جدا لكن سرعان ما هدئت و جلست مجددا لكن لم تعتذر من أحد فهي ترى أنها لم تخطئ ! نظرت إلى أكرم نظرة تحدي بعدما تجرأ على مخاطبتها بتلك الطريقة لكنه لم يهتم و استأذن من الجميع على أن يعود بعد لحظات ، لحظات و عاد ليستكملوا نقاشهم و قبل وصول دور فريدة لتطرح أفكارها مجددا كان هناك صوت طرقات على الباب، أذن أكرم للطارق بالدخول، كانت سيدة في أواخر الأربعينات و يبدو من خلالها لباسها أنها خادمة في قصر ما أو ربما في الشركة ، عموما هذا غير مهم ، المهم هو سبب قدومها ، أشار أكرم بأصبعه إلى فريدة لتتوجه إليها تلك السيدة ، وضعت ما بين يديها على الطاولة لتغادر حتى دون أن تسمع رد فريدة او بالأحرى شكرها فالصدمت جعلت وردتنا لا تقوى على النطق ! لما الصدمة ؟ السبب كان ما وضع على الطاولة ، فهو عبارة عن نسخة طبق الأصل من ثيابها ! لتنظر إلى أكرم ل ...
لما نظرت إليه ؟ و ما الذي ستقوله ؟ و من أين جاء بهاته الفكرة ؟
كل هذا سنعرفه في الجزء القادم

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن