الامتلاك ، كلمة كبيرة و عميقة و لا يمكن لأي شخص أن يمتلك أي شيئ بسهولة فما بالك بامتلاك البشر ، من تمكن من الإستحواذ على العقل القلب مجتمعين فإنه سيمسك الروح بين يديه و سيمتلك نصفه الثاني الذي سيسلم نفسه مغمض العينين ، لكن المالك وجب عليه أن يكون حريصا على حماية ممتلكاته فإن هو أخطئ قد تضيع الثقة لتنقص نسبة التسليم فتتحطم علاقة الملكية و إحساسها داخل القلب تدريجيا فإن كبر الخطأ هي انعدمت، كن ملكا مسيطرا قاسيا حنونا ولا تكن قاسيا طاغيا ، فالأمر ليس مجرد كلمة نتفوه بها لنسحر من حولنا لأنها مغيرة للروتين و فقط ، بل إن الموضوع يتعدى ذلك بحلقات
ليمسكها من عنقها قاطعا أنفاسها لوهلة قائلا :"ستأخذين الحقنة حتى و لو كان ذلك غصبا عنك" ليحرر أنفاسها ليتبع كل هذا بقبلة على جبينها قائلا :" و إن لم تفعلي فإن العصا ستكون في انتظارك " ، كان يتكلم بجدية مفرطة و يوجه ناظريه صوب عينيها بنظرات مرعبة زرعت الخوف أكثر فأكثر في نفسها لتشيح بعينيها بعيدا عنه قبل أن يبتعد سامحا للطبيبة بمباشرة عملها تزامنا و عودة الأم حاملة ما طلب منها ليتفاجئ الجميع بموافقة فريدة على أخذ الحقنة دون أي اعتراض ، تحملت الألم و هي تعض بأسنانها بشدة على الوسادة مطلقة سراح دموعها لتجري منهمرة على مسار وجهها كأنه نهر يمتلئ مياها في عز الشتاء ، تمنى أكرم لو أنهما كانا بمفردهما ليأخذها في حضنه ماسحا دموعها مخففا عنها آلامها ، لكن لابأس ستكونين لي في القريب العاجل أيتها المشاغبة
بينما النساء الثلاثة تتبادلن أطراف الحديث انعزل أكرم بعيدا و بدأ في تذكر بدايات سلوى معه ، لقد كانت بنفس الطريقة ، نعم مرضت و اشتد عليها المرض و هي في الشركة ليقوم بإسعافها و بعد ان خف عليها المرض قليلا كان من الضروري أن تأخذ حقنة لكنها رفضت ليطلب من الممرضات و الأطباء تركهما بمفردهما قليلا و بقرصة على اذنها تلتها صفعة قوية على المؤخرة جعلتها تنتفض ناظرة صوبه لتتسع عيناها ليقول :" إن لم تأخذي الحقنة فإن هاته اليد ستزور وجهك لا مؤخرتك التي سنترك حزامي يغير لونها " ، كلام مؤثر جدا في ذلك الوقت و رغم ما زرعه من أحاسيس بداخل سلوى إلا أن ما يهم هو امتثالها لأوامره و أخذها للحقنه بعدها دون أي نقاش ، نعم فقسوة السيد الممزوجة بالحنان هنا تجعله كالأب يزرع الثقة في نفس صغيرته لتمتثل للأمر بغية نيل رضاه قبل أن تكون خوفا منه أو من المرض في حد ذاته ، من هنا كانت انطلاقة سلوى التي تعلمت تدريجيا معنى الخضوع على يدي أكرم ، فبعد سلسلة من العقوبات التدريجية و الدروس التوضيحية المتسلسلة أصبحت خاضعة متمرسة يتمنى أي مسيطر أن تكون ملكه
عاد أكرم إلى الأجواء من حوله بعد أن سمع الطبيبة و هي تقول عليك بشكر الأستاذ أكرم يا خالتي فهو من أقنعها بأخذ الحقنةشكرا يا إبني ، جزاك الله كل خير
لا داعي للشكر يا خالة ، عليك فقط بالحرص على أن تتناول أدويتها في الوقت المحدد
أنت تقرأ
#مولودتي
Randomقصة تجسد حلما لكل البشر سواء أصحاب الميول أو غيرهم و تحفز الكثيرين على السعي وراء تحقيق أحلامهم دون أن يدب اليأس في نفوسهم