كشف المستور

16.2K 108 2
                                    

نصل إلى ما نحب ، أو نقابل من نحب أو يأتي إلينا من نحب بقدميه لكن التساؤل هو كيف سنخطو تلك الخطوة العملاقة لأسره و الاستحواذ على قلبه قبل عقله و على روحه قبل كليهما ، إن ضيعنا الفرصة حينها فلن تعود لكن إن أحسننا استغلالها سنكون قد حققنا النصر الاعظم فالفوز بقلب الحبيب يزيح عنك هموم الدنيا و يمحيها فهو سيكون لك بمثابة الوطن الذي تلجأ إليه كلما ضاقت بك الطرق و السبل و قست عليك الحياة و فحنانه و عطفه كفيل بأن يروي ضمأ قلبك المكسور

صرخت الفتاتان صرخة مزدوجة أي في نفس الوقت:

اتركني ، م الذي تفعله؟ هل جننت ؟

إذا فانتما لم تتعلما الإحترام! تتصرفان كالأطفال الصغار في مكان العمل دون احترام غيركما ، حسنا ستعاملان كالصغار إذا

إنها هي البادئة باختلاق المشاكل ، لا بل هي السبب هاته اللعينة

اخرسا ، أنا أتكلم و لم أسأل من هي السبب

اصطحب كلا منهما إلى زاوية من زوايا الغرفة و وجهها يواجه الجدار ، حاولتا التظاهر بالاعتراض و القوة فلا واحدة منهما تعلم سر الأخرى لكن سماعها لصوت ما جعلهما تسكتان و لا تنطقان بكلمة أخرى، نعم لقد كان صوت الحزام و هو يسحب من سروال أكرم ، التفتتا في وقت واحد لتزداد نبضات قلبيهما بشكل هستيري

من تنطق دون إذن سيرسم هذا الحزام لوحة جميلة على جسدها ، بما أنكما لا تريدان أن تكبرا و تعاملا كالكبار فسأعاملكما كالأطفال ، لا أريد سماع أي كلمة

سكتت الفتاتان و كل منهما تريد التخلص من هذا الوضع بسرعة فهي لا تحتمل أن تذل بهذا الشكل أمام الثانية فكليهما يرى الطرف الثاني عدوة له و تهدف للإيقاع به و قد تولد بينهما كره دفين لكن لا حل الآن فأي حركة أو كلمة تعني أن الحزام سيعزف على جسديهما و هذا هو ما لا تريدانه
واصل أكرم عمله و هو يتأملهما تارة و يغوص بأفكاره و بداية نجاحه في إخضاع وردته تارة أخرى ، إنه في قمة السعادة ، و بعد نصف ساعة أمرهما بالاستدارة طالبا منهما أن تكفا عن هاته التصرفات لتتجنبا ما حصل اليوم فهن أكبر من هذا ، كلمات أحست معها فريدة أنها فتاة صغيرة تتلقى التأديب و التوبيخ و بعدهما النصائح من والدها ، كم تفتقد لهاته الأحاسيس التي لم تشعر بها منذ طفولتها ، ليسمح لها أكرم بالإنصراف مبقيا على سلوى التي فرحت ظانة أنه سيقوم بشيئ ما معها لكنه أمرها بالإنصراف بعدها ليتجنب احتكاكهما ببعض مجددا
عادت فريدة إلى بيتها محملة بمشاهد و ذكريات و أحاسيس وليدة اليوم فهي لم تشعر بها طوال سنوات حياتها ، ماذا عن أكرم ؟ كيف هو شعورها اتجاهه ؟ شعور غير مفهوم بالفعل ! أخذت شاور تأملت خلاله جسدها مبتسمة فهي تعشق تضاريسه الفاتنة الخلابة ، بدأت تتحسي يدها و مكان الضرب هناك خط مرسوم لحد الآن ، خط جميل قسم يدها إلى نصفين شمالي و جنوبي ، وضعت يدها على خدها متذكرة ألم الضرب بعينين مغمضتين لكنها لم تنفر أبدا بل أحست بمتعة لم تعرف سببها !
سلوى تخطط كيف تطيح بهاته الفتاة الدخيلة عليها و على سيدها و التي تريد إفساد كل ما بنته ، لكن كل أفكارها قد ضاعت و ذهبت هباء منثور و دل ذلك الخبث قد ذهب و طار بعيدا ولم يعد بامكانها سوى انتظار ما ستسفر عنه الأيام و الأقدار !
أما ذلك الماكر فقد كان يضحك بصوت مسموع و هو بمفرده! هل جن جنونه ؟ لا لكنها ضحكات السعادة ، ضحكات النصر ، فهو يقترب من إنهاء تشكيل بستانه بالوردة التي تغطي كل من سبقتها و تزين بعطرها حياته التي لا تفتقد لسواها
انهت فريدة الاستحمام لكن لا يزال بعقلها شيئ بقي عالقا فيه ! ليس الضرب ولا العقاب و الأحاسيس ولا ما حصل مع سلوى فقد نسيته نهائيا ، لكنها كتابة كانت منقوشة على تلك العصا ! فقد كان مكتوبا عليها Punisher !! هل يقصد بها نفسه لأنه يعاقب بتلك الاداة ؟ لكن من يعاقب ؟ إنه شخص محير ، أو ربما قد استوحاها من شحصية معينة و كتبها فقط على تلك العصا التي نالت مني اليوم ، أو ربما ...!؟ نعم من الممكن ، حسنا سأرى
اتجهت صوب حاسوبها الشخصي و فتحت حسابها على الفيسبوك و بحثت عن ال punisher ! هناك عدة نتائج لكن ليس فيها من ينتمي لمنطقتنا ! كلهم بصور لرجال يرتدون ملابس فخمة و أنيقة ، لم تهتم و لم ترد الدخول لبروفيلاتهم بما أنه ليس فيهم من ينتمي لتلك المنطقة
ما الحل الآن؟ و كيف سأعرف السر من وراء كتابة تلك الكلمة ؟ من يكون ذلك الشخص ؟ الفضول يقتلني فعلا !
تشجعت فريدة و أمسكت هاتفها و اتصلت ...
ألو ، مساء الخير

مساء النور آنسة فريدة ، كيف حالك؟

الحمد لله و حضرتك أستاذ ؟

الحمد لله ، هل من مشكلة في الأوراق؟

نعم أمور بسيطة و أردت أن أطلب من حضرتك أن نتكلم عبر الفيسبوك ليكون النقاش افضل و احسن و ترى الأوراق بعينيك لتكون جاهزة قبل أن تستلمها ، إن لم يكن لديك مانع !

نعم لا مانع لدي ، حسابي بإسم Mr.Akram و بصورتي الشخصية

أحست فريدة بخيبة أمل فخطتها لم تنجح أبدا و لم تتعرف على سبب كتابة ذلك الإسم على العصا ، تبا !

حسنا سأرسل لحضرتك طلب صداقة و سنتكلم

اتفقنا

سلام

مع السلامة

أرسلت فريدة طلب الصداقة و الحماس قد انطفئ بداخلها فليس هذا هو ما أرادته ، قبل طلبها و تحدثا قليلا و اصطنعت بعض المشاكل و الأخطاء متظاهرة أنها قد وقعت فيها و تحتاج مساعدته ، لم يبخل عليها بذلك و أنهيا الحديث بعدها للخلود للنوم
لن أيأس ، سأعرف و أشبع فضولي ، بحثت فريدة في صفحته مطولا لتفاجئ بشيئ غريب ! كيف ذهب هذا عن بالي؟ لما لم أفكر بهذا الشكل ؟ نعم إنه هو ، حسنا سأعرف الجواب الآن

ألو

ألو كيف حالك؟

الحمد لله و حضرتك سيدي؟

الحمد لله

سيدي ، أنا أعتذر عما بدر مني اليوم فالغيرة كانت السبب أرجوك سامحني

لا داعي للإعتذار ، جهزي نفسك غدا بعد العمل سنذهب لتناول العشاء سويا

عنجد ؟؟

لا أنا أكذب و قد غيرت رأيي

خلاص خلاص حاضر حاضر أمرك

يلا للنوم

حاضر ، أمرك سيدي ، ليلة سعيدة

ليلتك أسعد ، مع السلامة

سلام يا سيدي

كانت سلوى تقترب من ان تلامس سقف الغرفة من كثرة قفازتها الطويلة الناتجة عن سعادتها البالغة لما سمعته من سيدها ! نعم فهو سيصطحبها لتناول العشاء برفقته ، كم اشتاقت لهذا ! و الأجمل من كل هذا أن تلك اللعينة المدعوة فريدة لم تسرق بال سيدها كما ظنت ، فهذا هو ما تفكر فيه سلوى الآن ، و الأروع أنها لن تكون حاضرة لإفساد وقتهما و جلستهما

لما اتصلت بي و طلبت هذا ؟ كان بامكانها ان تسأل عبر الهاتف ؟ ما الذي تريده تلك الغريبة ؟ أظن أن وقت التحديات قد بدء و علي اكتشاف ما الذي تنوي فعله قبل استكمال خطتي و رسمها بالشكل الصحيح ، أظن أن تلك الفتاة ذكية بما يكفي لتثير الاهتمام ، فعلا ! هي تستحق كل هذا و إلا لما خطفت عقلي من أول نظرة ، سيكون الأمر ممتعا و سأجعلها تأتي إلى قدمي طالبة اللجوء من تلقاء نفسها لأجعلها المتربعة على عرش قلبي و مالكة مفاتيحه و مفاتيح بيتي ، بيت الأمان الذي ستعيش فيه مطمئنة طوال حياتها
ما هذا ؟ ما الذي أراه ؟ أيعقل هذا ؟ فريدة متفاجئت تفتح فمها من هول ما رأته ، لكن ما الذي رأته يا ترى؟ و ما الذي سيفعله أكرم ؟ و كيف سيكون العشاء مع سلوى؟ سنتعرف على كل هذا في قادم الأجزاء

#الماستر_الغامض

#مولودتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن