القلب ، إن هو أسر فلا محرر له غير سجانه إن ظلم فإن لم يظلم و احتوى دام له الحبيب و المعشوق لكن ان اتبع غير الهوى فسيخسر كل ما بنا ، ان امتزج اتباع ارشادات و قرارات العقل باتباع لنصائح القلب فلا خوف على الإنسان في أي موضوع أي كان شريطة عدم التسرع و الدخول في دوامة قد تجرح هاته النقطة الحسادة في الجسد و تعصف بها بعيدا ليصبح دون روح ، دون إحساس أو بالأحرى ليتجرد من آدميته ، باختصار القلب ان عشق التصق و تشبث فإن هو انتزع جرح و تفتت ليتفرق و لا أمل لعودته مجددا فاختر من تعشق بتأني أيها الآدمي لعله يكون فاتحا لأبواب من السعادة لم تكن تعرفها من قبل
كان ما قدمته تلك العاملة مفاجأ لفريدة ، استرجعت شريط النقاش و الحوار الذي دار بينعا و بين أكرم لتتذكر ما قالته له ، نعم بالفعل إنه لا ينسى ، قدمت لها تلك العاملة سلسلة ذهبية يتوسطها حرف F مكتوب أو بالأحرى مصنوع باتقان و تفاني كبيرين ، شعرت فريدة بسعادة كبيرة ممتزجة باستغراب لما أقدم أكرم على فعل هذا ؟ هل هذا لأنها أخبرته بحبها لأن ترى إسمها أو أول حرف من إسمها يحيط بجسدها ليزينه من خلال حليها و مجوهراتها و زينتها ؟ أم أن لديه سببا آخر ، لتقدم لها الخادمة يعض الأوراق أيضا لتنصرف فريدة شاكرة إياها و هي تتراقص على أنغام الفرحة غير مصدقة لما يجري ، مضى اليوم و صورة أكرم لا تفارقها ، نعم فالأنثى أن أحست بهذا الكم من الاهتمام فهو كافي لها دون ان تنتظر منك المزيد
بعد ان انتهت من روتينها اليومي المسائي ، دخلت لتلك الصفحة تتفقدها و تتأمل صورها لكنها لم تفهم شيئا ! لا بد من وجود معلم محنك و ذكي ليوصل لها المعلومات بالشكل المناسب و يرتبها بعقلها ، قررت فريدة أن تنام لتستيقظ و هي في قيمة نشاطها لمقابلة من بدأ بأسر عقلها الأنثوي الناضج الممتزج بعقل صغيرة متمردة تعشق الدلال و الأهتمام فهي لا تكاد تشبع منهما
كان أكرم يسترجع الذكريات ، كيف بدأت القصة ؟ كيف تمكنت من إغرائه حتى دون أن تقصد أو تتعمد ذلك ؟ هل سينتصر و يظفر بها ؟ و كيف ستكون النهاية ؟ نام على وقع تزاحم الأفكار يدفع بعضها بعضا ليصل في النهاية إلى نتيجة واحدة و هي : الصبر ! سأصبر إلى أن أنتصر أو أنكسر مرة واحدة
استيقظت فريدة و هي مفعمة بالنشاط، متحمسة لليوم الجديد رغم عدم إدراكها لما ينتظرها ، ارتدث ثيابها و تزينت و تجملت و تعطرت لتخرج للشارع ماشية كزهرة تطير في السماء بعد ان اقتلعتها الرياح من مكانها و ارسلتها بعيدا لتسر كر من تمر على أنظارهم لتجعلهم رافعين رؤوسهم للسماء متأملينها مبتسمين و مبتهجين لرؤيتها ، لكن أين ستعصف الرياح بهاته الزهرة يا ترى ؟ و أين ستستقر ؟ و هل سيهتم بها ساقيها الجديد لتنير له بستانه بجمالها ؟
وصلت فريدة للشركة ، سلوى لم تكن موجودة ! نعم فقد طلبت إجازة لزيارة خالتها المريضة لكن عقلها و قلبها لن يبرحا هذا المكان فكل تفكيرها منصب على سيدها و فريدة و ما الذي سيجري بينهما ؟
دخلت فريدة بعد ان طرقت الباب متلقية الإذن ، استقبلها أكرم و هو هادئ جدا متعمد أن يضع العصا على المكتب ، ما إن رأتها حتى اقشعر جسدها و تسمرت عيناها عليها مسترجعة الذكريات القريبة و الأحاسيس المتنوعة التي سببتها لها ، لكن دون شك لن تنسى بالأخص الألم الذي وزعته على مساحة يدها لتحولها إلى رقعة حرب اكتست اللون الأحمر بحمرة دماء الجنود، وضعت له ما قامت بإنجازه على المكتب ليبدأ أكرم بتفقد العمل و هو في قمة تركيزه أما هي فقد كانت خائفة جدا من أن تكون قد ارتكبت أخطاء و حماقات جديدة ، كانت تحرك قدميها بسرعة و تفرك يديها ببعضهما البعض نتيجة الخوف و الرعب اللذين يتسللان إليها دون سابق إنذار ، لاحظ أكرم هذا و ابتسم ابتسامة خفيفة لم يرد أن يجعلها واضحة ليستمتع بمنظر تلك الصغيرة و هي خائفة من ردة فعله
عمل رائع ! برافو آنسة فريدة هكذا نكون قد أنهينا الصفقة بنجاح و نستطيع التطلع للآفاق المستقبلية بغية تحقيق نجاحات جديدة ، أحست فريدة بسعادة غامرة فقد تمكنت من تحقيق هدفها و ها هو المشروع ينجح أخيرا ، شكرته على الفرصة التي أعطاها لها واعدة إياه بالإجتهاد أكثر لإنجاح باقي المشاريع ،
أنهيا حديثها و همت فريدة بالوقوف لكن هناك ما أوقفها ! كان صوتا مرعبا لكنه مألوف ! لكن لما الرعب الآن ؟ ليس وقته أبدا فنحن و منذ لحظات قد كنا في قمة سعادتنا !
التفتت فريدة ببطئ لترى أكرم يمسك بمسببة ألمها ، تلك العصا التي لم تتوقع يوما أن تكون قد خصصت لها أو لأقرانها فهي ترى نفسها فتاة كبيرة و ناضجة و مدللة لا أحد يجرؤ حتى على رفع صوته عليها ! فكيف لأحدهم أن يتجرأ و يضربها كالأطفال !؟ حاولت فريدة استجماع قوتها و مواصلة السير لمغادرة هذا المكان ، لم تتبقى لها سوى خطوات لكنها كانت بمثابة كيلومترات نظرا لما تحس به الآن ، خصوصا وجه أكرم الذي تغير بشكل كامل و تحول لوحش هادئ لا يتكلم ! لكن لما كل هذا ؟ و بعد أن خطت أول خطوتين توقفت مجددا على وقع صوته القائل :عودي إلى هنا آنسة فريدة
نعم ! لماذا ؟
لم يجبها بل حرك العصا في الهواء مجددا لينقبض معها قلب فريدة و كأنه قد تحرك من مكانه معطيا الأمر نيابة عن عقلها لقدميها ليجعلهما يتجهان صوب الكرسي مجددا لتجلس مطأطئة الرأس و كأنها فتاة صغيرة تجلس بجوار أبيها تنتظر تلقي التوبيخ منه على خطأ قد اقترفته ! لكن المسكينة فريدة و على حسب علمها فهي لم تخطئ ! فلما كل هذا !؟
ما رأيك في التطفل ؟
عفوا ! بالتأكيد ليس جيدا ، لكن لماذا تطرح علي هذا السؤال الآن؟
ليس جيدا ! حسنا آنسة متطفلة ، سنرى
آنسة متطفلة ! عفوا ، لكن ما الذي تقصده حضرتك !؟
نظر إليها نظرة دبت الرعب في جسدها كله ليرتجغ و كانها تتجول في جبل يكتسي حلة بيضاء مصدرها الثلوج ليجعلها البرد القارص ترتجف بهذا الشكل !
أظننا إنتهينا من عملنا و علي المغادرة الآن !
لم ننتهي بعد ، يا آنسة متطفلة ! فالدخول لحسابات الناس الشخصية و تفقدها شبرا بشبر و مراقبة كل من يتابعونها و لهم علاقة بها يعتبر تطفلا
هنا أدركت فريدة أنها قد وقعت في الفخ ! نعم لقد أوقعها ذلك الماكر ، لم تتوقع أنه قد لاحظ ذلك ! طلب صداقة لذلك الحساب الذي يحتوي على صور غريبة ، طلب أرسلته و حذفته و عاودت إرساله مجددا لتحذفه مرة أخرى ، كل هذا و ذلك الماكر يراقب بصمت دون الرد على طلبها و هو ما جعلها تفكر في أنه لم يره و هذا بعد أن قررت التراجع و عدم الإقدام على تلك الخطوة ! لكن للأسف فمخططاتها بائت بالفشل
لكنها لم تتوقع أبدا أن يكون ذلك الحساب أيضا خاصا بأكرم ، لم تتجرء على رفع أنظارها لمواجهته و اكفت بالصمت الذي اعتبره ذلك الماكر بمثابة انتصار ! فخطته قد سارت على أكمل وجه ، ليفتح أحد أدراج مكتبه مخرجا ما حرك أنظار فريدة و أعاد بعث تلك الأحاسيس الغريبة لتزور جسدها مجددا ، لكن ما الذي أخرجه يا ترى !؟ و ما الذي ينتظر فريدة ؟ و هل ستعرف ما هو هذا العالم الغريب بالنسبة لها ؟ و كيف سيتعامل معها السيد أكرم؟ أظن أن أبطال قصتنا قد وصلوا لأهم نقطة ! سنعرف أجوبة لكل أسئلتنا لكن في الجزء القادم#الماستر_الغامض
أنت تقرأ
#مولودتي
Randomقصة تجسد حلما لكل البشر سواء أصحاب الميول أو غيرهم و تحفز الكثيرين على السعي وراء تحقيق أحلامهم دون أن يدب اليأس في نفوسهم