الكلمة ، عبارة عن مجموعة حروف بسيطة تشكل عبارة نتفوه بها ، لكن الكلمة ليست مجرد كلام نقوله فقط بل إنها أهم ما يؤثر في حياتنا فيومياتنا في حد ذاتها عبارة عن مجموعة كلمات منها البسيطة التي لا تحتاج إلى اهتمام كبير و منها المعقدة التي تحتاج لتركيز كبير لفك شيفراتها و حل ألغازها و معرفة الهدف من وراء نطقها ، الكلمة قد تغير مجرى حياتنا سواء بالتعديل أو التدمير ، ماذا عن كلمة الرجل؟ من المعروف أن الرجل يلتزم بكلامه قدر المستطاع و هاته إحدى الميزات التي قد تجعلك تفرقين بين الأصناف المتعددة للرجال، تفوه بكلمة رجولية تكون مبدئا لك و تمسك بها تمسك القلوب معها ، كن رجلا!
اتسعت عينا فريدة و ارتمت في حضن سيدها باكية بكاء الفرحة ، بكاء اشتاقت له منذ زمن فهي في هذا الحضن تحس بالدفئ و الأمان و المعنى الحقيقي للرجولة كما أن هاته الكلمة قد زادتها إيقانا بأنها لم تخطئ الإختيار ! فسيدها قد قال :" سنتزوج "سآتي لخطبتك خطبة رسمية و سنكمل حياتنا تحت عش الزوجية
مااا ااا مااا ، ما الذي تقوله يا سيدي
أتحتاجين لبعض الصفعات على وجهك ليتحسن سمعك ؟
ههههه لا أبدا لا لا ، أنا أسمع جيدا
إذا يكفي أسئلة غبية الآن
لكن يا سيدي منذ حوالي الشهر لم أكن أطمح سوى لأكون جارية تحت قدميك تنفذ أوامرك و تسعى لإرضائك
لا شيئ سيتغير يا حبيبتي سوى أنك ستصبحين زوجتي الجارية
أحبك يا سيدي يا حبيبي ، أحبك بل أعشقك
بينما يغوص الإثنان في بحر من السعادة كان هناك من التهمته حيتان البحر بعدما عبثت به أمواجه يمينا و شمالا ! نعم إنها سلوى فهي يكاد أن يغمى عليها الآن و هي التي سمعت كل ما دار بينهما بعدما لم تبرح مكانها منذ أن أغلقت باب مكتب أكرم خلفها ، كانت تنصت لكل ما يقال من خلف الباب ، تضارب أفكارها و اختلط عليها كل شيئ و لم تعد تعرف ما الذي ستفعله ، استجمعت قواها و اتجهت صوب مكتبها لتفكر في هدوء ، تبادرت إلى ذهنها عدة أفكار كانت تقابل كل منها بضحكة شبيهة بضحكة إنسانة مجنونة فهي قد بدأت تجن بالفعل
تجول أكرم و فريدة كثيرا في أرجاء المدينة إلى أن عاد ظهرها ليكتسي لونه الطبيعي لكي تستطيع الولوج إلى بيت أهلها دون أي مشاكل ، عادت إلى بيتها تقفز يمينا و شمالا كطفلة صغيرة تلعب مع صديقاتها بعفوية ، بمجرد دخولها إلى أي غرفة في البيت فإنك تلاحظ تغير الأجواء و الملامح و انتشار السعادة في كل أرجاء البيت ، نعم فاليوم فريدة هي أسعد إنسانة على وجه الأرض و ستنام أفضل نومة في حياتها ، أما أكرم فهو الآخر في قمة سعادته و ها هو يوزع الهدايا على خدام قصره !
مرت الأيام و اقترب موعد الخطوبة الرسمية و كلا الطرفان يتجهزان بعدما أخبر كل منهما أهله ، كانت أيام جميلة فعلا و كل منهما يتمنى أن تكتمل كل أيامهما مع بعضهما البعض بعذا الجمال و أن يقضيا حياتهما كلها بهذا السرور ، تبقى لموعد الخطوبة يوم واحد لكن سلوى لم تفعل شيئا لحد الآن ، لماذا يا ترى؟ و هل ستبقى صامتة مكتوفة اليدين هكذا؟
في ذلك الصباح تكلم الخطيبان الجديدان كثيرا و تبدالا الضحكات و ابتسامتهما كانت كفيلة لتشرق منيرة العالم بأسره فحلم كل منهما يقترب من أن يتحقق ، كان اليوم راحة لفريدة لذا استأذنت من سيدها أن تخرج من البيت مساء لإحضار بعض الحاجيات فوافق بينما اتجه هو إلى عمله لينهي بعض الاجرائات البسيطة
جلس على مكتبه و طلب قهوته التي جائته بسرعة من قبل سلوى التي لم يبدو عليها أي قلق أو انزعاج مما أثار الريبة في نفس أكرم فهو قد أعلمها بأمر الخطوبة و رد فعلها كان تهنأته بسرور و فرح و هو الأمر الغير طبيعي اطلاقا !
بدأ أكرم يشرب قهوته و ينهي أعماله لكنه بدأ يحس أنه ليس على ما يرام ليفقد وعيه تدريجيا فيصبح عبارة عن جثة نائمة فوق سطح مكتبه ! نعم لقد بدأت خطة المكر
و بينما هو هكذا بدأت تلك اللعينة تستغل الموقف مقتربة منه أو بالأحرى متقربة منه عابثة بملابسه و بجسده لتفعل معه ما تشاء و هو في عالم آخر لا يعي ما الذي يحصل له ، أخذت كل وقتها و هي تسترجع الذكريات و تبتسم قائلة :" سأريكما من أكون و سأحول بياض أيامكما إلى سواد و جمالها إلى أشد أنواع القبح ، ستعلمان الآن من تكون سلوى "
انتهت من عملها اللعين معيدة الأمور إلى نصابها معدلة من ملابس أكرم و وضعه لكي لا يحس بأي شيئ عندما يستفيق ! بينما عادت هي إلى عملها تشرب قهوتها و هي في قمة سعادتها لأن فصول خطتها على وشك أن تكتمل بالفعل
في الجانب الآخر جهزت فريدة نفسها و تزنيت و تعطرت كعادتها لتخرج من البيت كخروج أميرة من قصرها جاذبة أنظار شعبها و مسامعهم مستعدة لإلقاء خطاب محفز على الحياة يطرب أسماعهم ! لتستقل تلك الأميرة سيارتها متجهة لقضاء بعض الحاجيات المتبقية لها قبل موعد الغد ، أهم موعد في حياتها و ربما في حياة أي أنثى ! و بينما هي تقود سيارتها حتى ذهبت كل هاته الأفكار من ذهنها لتحل مكانها أفكار مختلطة لينقلب لون وجهها من البياض الناصع إلى الإصفرار الشديد و تصرخ صرخات رعب ، لكن من سيكون المنقذ يا ترى ؟ و لما كل هذا الصراخ ؟ ما الذي حصل لفريدة ؟ هل رأت شيئا مرعبا لهاته الدرجة؟ ماذا عن أكرم !؟ ما الذي يحصل معه ؟ و ما الذي سيفعله عندما يستعيد وعيه
الأحداث تتسارع بالفعل و أبطال قصتنا يعيشونها متلاحقة مرتبة لا تترك لهم أي مجال للراحة !
سنعرف أجوبة لأسئلتنا في الجزء القادم#الماستر_الغامض
أنت تقرأ
#مولودتي
Randomقصة تجسد حلما لكل البشر سواء أصحاب الميول أو غيرهم و تحفز الكثيرين على السعي وراء تحقيق أحلامهم دون أن يدب اليأس في نفوسهم