#مولودتي
الجزء الثاني :
عادة ما تصادفنا أمور غريبة كنا نعتقد سابقا أنها مجرد خيال و لن تتحقق لكن القدر يبين لنا أنه لا مستحيل في الحياة ، عادة ما نجد أشياء يراها الغير غير مهمة لكننا نراها ثمينة و نادرة الوجود لكن في أغلب الأحيان لا نحظى بفرصة للاحتفاظ بها إلا في ما ندر من الحالات لكن إن وقف القدر بجانبنا و أصبحت هاته الأشياء من ضمن ممتلكاتنا فوجب علينا تطويرها و جعلها أفضل في أعيننا طبعا لا في أعين الناس " كل لئيم في أعين أمه كريم " و مادامت الأقدار جعلتها أما له فوجب عليها محاربة العالم لأجله رغم مساوئه ...
*********************************
فتح باب المكتب ، أو ربما فتحت أبواب الحياة مجددا في وجه هذا الرجل الجالس خلف مكتبه ، فتح لتتسلل من خلاله رائحة الربيع باعثة جوا و إحساسا تملأهما الراحة ، رائحة الربيع طبعا لا تفوح إلا من الزهور ، تقدمت بخطوات واثقة كل خطوة تجعل ذلك الجالس في الكرسي ظاهريا غائبا باطنيا أو واقعيا فعقله قد أخذ راحة مؤقتة من التفكير ليأخذ دور المساعد لعينيه يثبتهما على زهرة النرجس الجالسة أمامه ، جلست و ألقت التحية ليعود تركيزه مجددا و تبدأ شخصيته الطبيعية في السيطرة عليه و على تصرفاته ، بادرها التحية ليستفسر عن سبب قدومها فأجابت أن هناك أمور مهنية و أنها مرسلة من طرف والدها الذي يعتبر مدير الشركة التي تشتغل فيها
عاد أكرم لهدوئه أكثر فأكثر بمرور الوقت و اتفقا على الكثير من الأمور المتعلقة بالعمل ، نسي أو بالأحرى تناسى كل أفكاره السابقة لأنه وقت الجد و العمل ، انهيا العمل و اتفقا على موعد للقاء مجددا و غادرت تلك الفتاة دون إعطاء أي معلومات إضافية عنها لتتركه غارقا في بحر افكاره ينتظر من سينقذه قبل فواة الأوان
و من غيره عالمه الخاص بإمكانه إخراجه من هاته الدوامة ، عالمه ! مهلا ، هل هو العالم الذي تشوقنا سابقا لنعرف محتواه ؟ نعم إنه هو ، دعونا نحلق مع بطلنا في فضائه المفضل و لنستمتع بكل لحظة نقضيها بين نجوم هذا الفضاء النادرة
عالم فيه أناس بحسابات وهمية ، أو بالأحرى لا تبين حقيقتهم و فقط لكنها تشكل شخصيتهم التي يعشقونها لكن أغلبهم لم يتمكنوا من عيشها نظرا لظروف مجتمعنا ! ظروف مجتمعنا!؟ نعم فهذا المجتمع اللئيم يرى هذا العالم عالم مرضى ، لماذا يا ترى ؟ لأنهم لا يقدرون أن الإنسان ما لم يضر فوجب احترام هواياته
ميول ! كلمة كبيرة جدا
هذا العالم مليئ بأصحاب الميول النادرة ، صور بنات خاضعات تحت أقدام رجال ، صور عصي و أحزمة و أدوات أشبه بأدوات التعذيب في الحقبة الاستعمارية ! مهلا كيف هذا ؟ هل يشتري هؤلاء الرجال الجواري ليفعلوا بهن كل هذا ؟
نعم و إلا لما كن تحت أقدامهم ، لكن نوع عملية الشراء هنا مختلف ، كيف ذلك ؟ يعطونهم الأمان ليشتروا قلوبهم ، إنها افضل عملية شراء في البشرية ، جربها و ستعيش بسعادة طوال حياتك ، أحسن الإختيار فقط و كن لها رجلا تكن لك العالم كله
واصل بطلنا يومه بين جدران هاته المتاهة ، متاهة حياته التي زادت من تعقيدها و صعوبة الخروج منها بسلام تلك الوردة التي تشغل تفكيره كثيرا ، كان يكلم و يناقش و يفتح حوارات مع من سميناهم سابقا بالجاريات ، شخصية قوية لا يضعفها شيئ ، الكثيرات تتمنينه لكنه الآن أصبح يتمنى و لو جزئيا أن يضم تلك الزهرة لبستانه ليرويها من مياه عشقه لتتحول لشجرة أزهار تغطي الغابة و تجعل كل من يشاهدها لا يبصر غيرها
قرر أكرم هذا و ترك القدر يحدد الطريق لهذا ليعقد العزم على تحقيق ما يريده فهو يعلم جيدا أنه إن صمم على شيئ ما سيحققه رغم أنف العالم فما بالك إن عشق سيدة نساء العالم حسب نظره ، إنها تستحق هذا مادامت قد طرقت أبواب قلبي من نظرات لفترة قصيرة لدقائق تكاد تعد بأصابع اليدين ، حسنا سنرى ما الذي سيحصل لاحقا
لكن هل كان أكرم هو الوحيد الغارق في بحر الأفكار؟ في الطرف الآخر و الضفة الثانية من المدينة كانت هناك نحلة تنشر رحيق السرور و البهجة على من حولها لتترك أهل بيتها في سعادة كعادتها قبل النوم فهذا هو ما يميزها في البيت ، تواضعها الكبير و عفويتها عكس ما هي عليه خارجه ، تركتهم لتتوجه للإستحمام لترتاح من هذا اليوم المتعب و تخفف على جسدها قليلا عقب ما عاناه من إرهاق جراء العمل ليوم كامل ، لكن هناك شيئ يشغل بالها ، ذلك الشخص مثير للإهتمام فعلا ، ليس بفضل جماله ولا ماله لكن تلك الطريقة في التعامل ، شخص مثير للاهتمام فعلا أنا متأكدة من هذا ، لكنني سأجعله يندم على إهانته لي بعدم الإهتمام بانتقادي لشركتهم صباحاسيدرك من أكون ، هو آخر ما قالته فريدة بينها و بين نفسها و هي تضع أحمر شفاه سيغري من لا يبصر و يعمي من له أقوى قدرات النظر ، تعطرت و تجملت في هذا اليوم لتظهر بجمال تجاوز الدرجات المعتاد عليها ، مهلا انستي ستكونين فتنة في المدينة ، تريثي قبل هذا ، هذا هو ما حصل في الصباح بعد أن غطت في نوم عميق خلال الليل ، لكن لم تخبرنا بطلتنا بما رأته في أحلامها ! أو ربما كانت كوابيسا ! تريدون أن تعرفوا هذا !؟
حسنا لكم ذلك لكن في الجزء القادم#الماستر_الغامض
أنت تقرأ
#مولودتي
Randomقصة تجسد حلما لكل البشر سواء أصحاب الميول أو غيرهم و تحفز الكثيرين على السعي وراء تحقيق أحلامهم دون أن يدب اليأس في نفوسهم