حب الفوز و النجاح ، حب التفوق و عشق الإحساس بالتميز كلها أمور تجعل الإنسان يتخطى كل الصعوبات ليحقق ما يصبو له ، إن كنت تحلم بالنجاح فعليك تخطي البحار فخلفها في الضفة الأخرى يشع نور الحياة و تنطفئ شمعة الإخفاقات هناك ننسى كل الماضي باختلاف ألوانه و ألوان ذكرياته التي نقشنا في قلوبنا ، مهما اختلف البحر الذي علينا السباحة جيدا بل اتقان السباحة لعبوره وجب علينا فعل هذا بل المحاربة من أجله لنستعيد روحنا التي سرقت منا ، حياتنا التي سلبت منا بل نصفنا الثاني الذي خطفه القدر منا ، لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يسعى لتدمير جدراننا المتينة التي تحمي سعادتنا و تعتبر مصدرا لابتسامتنا ، " لا تكن زجاجيا حتى لا تحطم بعد أول حجرة تصوب اتجاهك "
**********************************************
بستان مليئ بالورود تتراقص على أطرافه تلك الجميلة الفاتنة لتغري بمنظرها كل من ينظر إليها و لولا قامتها لظنها الجميع طفلة صغيرة تلهو فروحها الجميلة و حركاتها البريئة تجعلها كالأطفال فهي وقت سعادتها تفضل نشرها على الجميع دون استثناء ، لكن ما الذي يحصل لقد تحول البستان الا حقل مليئ بالأشواك تتوسطه تلك الوردة التي سرعان ما استحال شموخها و جمالها لاذبلال و انكماش فقد دب الذعر في جذورها بعدما أحاطت بها تلك الأشواك المرعبة ، من سينقذ هاته الوردة من بين سم تلك الأشواك و لسعاتها ؟ أو بالأحرى من سينقذ فريدة من تلك الذئاب التي تحيط بها ، لحظات رعب تخللها رعد و زخات مطر ، جو مخيف بالنسبة لفتاة بريئة لا تقوى حتى على النوم بمفردها في غرفتها فكيف ستتحمل كل هذا الخوف و الرعب !؟ دقائق من البكاء قطعتها لمسات دافئة مسحت على وجنتيها لتبعث بداخلها شعور يمتزج من خلالها الخوف بالاستغراب و الامان ، رفعت رأسها لكن ما الذي يحصل ؟ لقد غادر بخطوات بطيئة لكنها لم تتمكن من الحركة أو اللحاق به ، حزنت لأنها لم تتمكن من الاحتفاظ بصورة له أو حتى رؤيته جيدا فهي لم ترى سوى يده التي اعادت إليها الطمئنينة و السكينة و ظهره و هو يغادر، لكن على الأقل ترك بداخلها شعورا لا يوصف ، مزيج من الأحاسيس أهمها أنها تخطت ذلك الخوف و فجأة سقطت كل تلك الأشواك لتتناثر على الأرض لتزينها كالورود الحمراء المفروشة على بساط أحمر تزينت به الطريق أمامها ، نعم الأشواك تحولت لورود ، الخوف تحول لهدوء و سكينة و ارتياح ، كل هذا بفضل لمسة واحدة من ذلك الغريب، " عشقته من لمسة فكيف لو همس في اذني همسة " هذا هو آخر ما قالته و هي مستمتعة بأحاسيسها بعد لمسة من معشوقها المجهول أو منقذها الغامض لينتهي ذلك الحلم جاعل إيها تقفز من سريرها تتراقص كفراشة حل عليها فصل الربيع ، لكن أي ربيع هذا ، إنه ربيع العشق
انطلقت لموعدها المنتظر بعد ان جهزت نفسها و تزينت جيدا كما سبق ذكره ، تعتبره موعدا انتقاميا أو بالأحرى لرد الاعتبار لكنها لا تعلم أن ذلك الشخص لو علم بأفكارها لجعلها تحترق قبل أن تفكر في ذلك فهو بارع جدا في حرق جثث ضحاياه أو من يستهدفون أن يجعلوا منه ضحية مهما كانت مكانتهم لديه ، بينما هي في طريقها للشركة كان أكرم قد جهز كل شيئ لهذا الاجتماع الذي سيحضره العديد من الشركاء و ليست فريدة فقط ، كان هو الآخر في قمة الاستعداد و أقصى درجات الأناقة ، وصل الجميع و استعدوا لبدئ الإجتماع إلا فريدة ، نعم تلك الفتاة المهملة المتأخرة على أغلب مواعيدها إلا في ما ندر ، هذا كله ناتج عن الدلال المفرط
انطلق الاجتماع و بعد دقائق طرق الباب و فتح مباشرة لتدخل الآنسة فريدة ، احمرت وجنتاها من نظرات الحاضرين المختلفة من سخرية و غضب بسيط ناتج عن قطعها اجتماعهم ، لكن لما الغضب ؟ كان الغضب باديا على محيا الآنسة سلوى التي كانت تخاطب أكرم و تستمتع بكلامه فقد وقعت في غرامه منذ زمن دون أن تتمكن من أن توقعه في شباكها التي لطالما تفننت في نسجها فهو لم يكن يعطيها أي وقت إلا في ما ندر و في هذا الوقت النادر دخلت فريدة مفسدة اللحظات السعيدة لتقطع عليها متعتها أو بالأحرى أحلامها
نظر أكرم لأعين فريدة مباشرة ، استجمع قوته لينظر إلى ساعته و يخاطبها قائلا :" متأخرة آنسة فريدة و ستجعليننا نضيع الوقت ، تفضلي اجلسي بسرعة "
رد لم تكن تتوقعه ، أو بالأحرى لم يكن هناك من يجرؤ على مخاطبتها بهذا الشكل ، لكنها الآن في موقف ضعف فهي من أوقعت نفسها في هذا الخطا و عليها تحمل مسؤوليتها ، شكرته و اعتذرت من الجميع جالسة مطئطئة الرأس ، لتدخل بعد دقائق في صلب الموضوع و تستعيد قوتها لتجعل كل الحاضرين يعجبون بها و بأفكارها ، لم يكن أكرم يركز مع أحد كما يفعل معها ، حتى المدعوة سلوى فلم يكن مهتما بها أبدا و هو ما جعل براكين الغضب تتصاعد من رئسها و تتمنى لو أنها تسقط على فريدة لتحرقها ، إلى أن أتت تلك اللحظة، نعم إنها فرصتي لأجعلها محل سخرية هنا لكي لا تتجرأ على العودة إلى هنا مجددا ...
**********************************************
سيدي انهض لقد تأخرت عن العمل ، تأخرت ؟ و ما الذي كنت تفعلينه؟ لما لم توقظيني ؟ يعني أنا أصلي مش قصدي يعني ، اتلمي يا بنت و جاوبي ع سؤالي ، يا سيدي انا سهرت بشوف فيلم بعد ما حضرتك نمت فمعرفتش اقوم فالوقت ، لتنزل صفعة على خد فريدة جعلتها تتوقع المزيد لكنه فاجئها بأنه أخذها بين ذراعيه و احتضنها قائلا :" سأجعلك تشاهدين أجمل فيلم عند عودتي من العمل " ، لينطلق تاركا إياها في قمة سعادتها تعد الطعام و تجعل صغارها يأكلون من يديها ، إنها ترى سعادتها في سعادتهم
**********************************************
لمعت عينا سلوى إعجابا بالفكرة التي خطرت ببالها و هي متأكدة من نجاحها ، لتقوم فورا ب !
ما الذي قامت به ؟
ستعرفون ما الذي قامت به لكن ليس الآن ، بل في الجزء القادم طبعا#الماستر_الغامض
أنت تقرأ
#مولودتي
Randomقصة تجسد حلما لكل البشر سواء أصحاب الميول أو غيرهم و تحفز الكثيرين على السعي وراء تحقيق أحلامهم دون أن يدب اليأس في نفوسهم