Chapter Sixteen

5.5K 489 371
                                    

مشى نحوَها خطواتٍ قليلة ، إستطاعَ ملاحظة تنفسِها المضطرِب من رؤية ظهرِها ، إلتفَتت له تواجِه عينيه الدامعتين

= كيفَ تقول لازِلتَ تُحبَني؟ لقد رحلتَ منذُ خمـ..

- لم أرحَل لِأنَّـني لا أحبكِ، رحلتُ لكي أجعلكِ تعيشين ..

- لم تكوني لِتفعلي لو بقيت!




رغمَ الصدق الذي لاحظَته في نبرتِه ، عينيه المُرهَـقة والتي تُطالِبها فقط بِمسامحتِه ، لم تستطِع تصديقَه كليًا . مسحَت دموعَها بِقوة وقالَت بينمَا تحاوِل رؤية عينيه بِوضوح




= لا أستطيع تصديقَك! المُـحب لا يرحَل ، لا يرى أن الحَل كان لِيكون يومًا في المُغادرة دونَ قول شيء!!


تنهدَ ونظرَ إلى السقفِ يحاوِل لَملمة كلماتِه التي تناثَرت أثر حديثِها القاسي

- لم أُفكر وقتَها!!

= كانَ عليكَ التفكير ، كانَ عليكَ التفكير في كلماتِك قبل أن تقولَها ، أن تُدرِك أفعالَك قبل أن تفعلَها ، كانَ عليكَ إدراك كل ذلك قبل أن تُسبِب ألمًـا لا يُنسيه حتى إعتذار!

هربَت إلى غرفتِها ، تبكي شخصًا لم تنساه ولو يومًا ، إرتمَت بِضعف على سريرِها . لقد أصبحَت هي الأخرى شخصًا لا تعرِفه ، أينَ ذاتـها القديمة التي إشتاقَت له ؟ ألم تكن تبكي أيامًـا كثيرة وتتمنى فقط لو أنَّـه يعود ؟ لِمَ أصبحَ العفو عنه صعبًا جِدًا لِتلك الدرجة ؟ لِمَ بدا سهلًا جِدًا من بَعيد لكِن حينَ وُضعـَت في الموقف الحقيقي لم تستطِع فعلَها .. لم تستطِع مسامحتَه.

مرة أخرى الذاكِرة ، ذلكَ الشيء غير المَلموس بِالمرة لكنَّـه قادِر على صنعِ أوجاع أكثر إيلامًا بِمئات المرات من شيء آخر مادي ، كيفَ يحدُث ذلك ؟ كيفَ نتذكَر أشياءً حدثَت من سنواتٍ عديدة ولا تُسـعفنا ذاكِـرتنا على تذكُّــر ما أكلناهُ في الأمس؟ لِمَ دائِمًا نتذكَر اللحظات المؤلِمة وننسى تِلكَ التي أهلكَ الضحك أجسادَنا بها ؟

جميع الذكريات قاتِلة ، مؤلِمة ، حزينة وحتى إن نسيتـها .. حتمًا سَـتتذكَـر أشخاصًا يُـذكِرونكَ بِذكريات قاتِلة!


غابَ النوم عنها تِلكَ الليلة ليسَ فقط بِسبب حديثِها معها بَل بِسبب سعالِه الذي فقط يزداد قوة ، كانَ بِإمكانِها سماع صوت خطواتِه تتجِه نحو الحمام بينمَا يسعَل بينَ الحين والآخر ، سادَ الصمت في المنزِل لحظة حتى صدعَ صوت جرس منزِلها ، نظرَت في ساعة هاتِفها لِتجدها العاشِرة مساءً ، لم تنتظِر منه أن يفتَح نظرًا لِغيابِه في الحمام .. تُرى ماذا يفعَل ؟ لن أُخبركم!

- فوكس؟!

= أينَ ذلك الحقير ؟

دخلَ المنزِل يتفقَده بعينيه وحينَ لم يجده إلتفتَ لها

Painful Touchحيث تعيش القصص. اكتشف الآن