مشى نحوَها خطواتٍ قليلة ، إستطاعَ ملاحظة تنفسِها المضطرِب من رؤية ظهرِها ، إلتفَتت له تواجِه عينيه الدامعتين
= كيفَ تقول لازِلتَ تُحبَني؟ لقد رحلتَ منذُ خمـ..
- لم أرحَل لِأنَّـني لا أحبكِ، رحلتُ لكي أجعلكِ تعيشين ..
- لم تكوني لِتفعلي لو بقيت!
رغمَ الصدق الذي لاحظَته في نبرتِه ، عينيه المُرهَـقة والتي تُطالِبها فقط بِمسامحتِه ، لم تستطِع تصديقَه كليًا . مسحَت دموعَها بِقوة وقالَت بينمَا تحاوِل رؤية عينيه بِوضوح
= لا أستطيع تصديقَك! المُـحب لا يرحَل ، لا يرى أن الحَل كان لِيكون يومًا في المُغادرة دونَ قول شيء!!
تنهدَ ونظرَ إلى السقفِ يحاوِل لَملمة كلماتِه التي تناثَرت أثر حديثِها القاسي
- لم أُفكر وقتَها!!
= كانَ عليكَ التفكير ، كانَ عليكَ التفكير في كلماتِك قبل أن تقولَها ، أن تُدرِك أفعالَك قبل أن تفعلَها ، كانَ عليكَ إدراك كل ذلك قبل أن تُسبِب ألمًـا لا يُنسيه حتى إعتذار!
هربَت إلى غرفتِها ، تبكي شخصًا لم تنساه ولو يومًا ، إرتمَت بِضعف على سريرِها . لقد أصبحَت هي الأخرى شخصًا لا تعرِفه ، أينَ ذاتـها القديمة التي إشتاقَت له ؟ ألم تكن تبكي أيامًـا كثيرة وتتمنى فقط لو أنَّـه يعود ؟ لِمَ أصبحَ العفو عنه صعبًا جِدًا لِتلك الدرجة ؟ لِمَ بدا سهلًا جِدًا من بَعيد لكِن حينَ وُضعـَت في الموقف الحقيقي لم تستطِع فعلَها .. لم تستطِع مسامحتَه.
مرة أخرى الذاكِرة ، ذلكَ الشيء غير المَلموس بِالمرة لكنَّـه قادِر على صنعِ أوجاع أكثر إيلامًا بِمئات المرات من شيء آخر مادي ، كيفَ يحدُث ذلك ؟ كيفَ نتذكَر أشياءً حدثَت من سنواتٍ عديدة ولا تُسـعفنا ذاكِـرتنا على تذكُّــر ما أكلناهُ في الأمس؟ لِمَ دائِمًا نتذكَر اللحظات المؤلِمة وننسى تِلكَ التي أهلكَ الضحك أجسادَنا بها ؟
جميع الذكريات قاتِلة ، مؤلِمة ، حزينة وحتى إن نسيتـها .. حتمًا سَـتتذكَـر أشخاصًا يُـذكِرونكَ بِذكريات قاتِلة!
غابَ النوم عنها تِلكَ الليلة ليسَ فقط بِسبب حديثِها معها بَل بِسبب سعالِه الذي فقط يزداد قوة ، كانَ بِإمكانِها سماع صوت خطواتِه تتجِه نحو الحمام بينمَا يسعَل بينَ الحين والآخر ، سادَ الصمت في المنزِل لحظة حتى صدعَ صوت جرس منزِلها ، نظرَت في ساعة هاتِفها لِتجدها العاشِرة مساءً ، لم تنتظِر منه أن يفتَح نظرًا لِغيابِه في الحمام .. تُرى ماذا يفعَل ؟ لن أُخبركم!
- فوكس؟!
= أينَ ذلك الحقير ؟
دخلَ المنزِل يتفقَده بعينيه وحينَ لم يجده إلتفتَ لها
أنت تقرأ
Painful Touch
Lãng mạnاقتربَ واضِعًا يدًا على الطاوِلة ويدًا أخرى على الكرسي الذي تجلِس عليه، انخفضَ حتى أصبحَ قريبًا جدًا منها. راقبَت الوضع في صمت في مُحاوَلة منها ألَّا تُظهِر توترها =أنا أيضًا مُعجَـب بكِ إيڤ! بِشكلٍ سيء للغاية! -إن كنتَ تمزَح سَـأقتلـ.. أخذَ شفتي...