[تايب وفيات الآن في المرآب المقابل لمطعم بي-جيد ]
فيات : واو هذا المكان رائع جداً
تايب: نعم .. إنه جيد والطعام فيه لذيذ والموسيقى أيضاً رائعة وحتى مالكة المكان هي شخص ودود
فيات : أووه ~ إذاَ بي-تايب أنت تعرف مالكة المكان؟
تايب: أنا زبون دائم منذُ السنة الأولى لأفتتاحه
المطعم لم يكن هنا في بداية الامر كان في مكان آخر وكان أصغرُ من هذا ولكن قبل فترة إنتقلوا الى هذا المكان الواسع
تحسن مزاج تايب قليلاً، والفضل بذلك يعود لمكيف الهواء في السيارة وأيضاً عدم وجود إزدحامات في الطريق على عكس ما توقع حتى إن التوصيلة لم تستغرق أكثر من 40 دقيقة
وربما تعابير وجه هذا الفتى وهو مندهش بتصميم المطعم ويستمر بمدحهِ
ربما ذلك جعلهُ يتذكر أول يوم دخل بهِ المكان مع ثارن وكم كان مسحوراً بالاجواء، على الاغلب بي-جيد ستفرح عندما ترى أن الجميع يثنون على مطعمها
تايب: شكراً لك على التوصيلة
( قالها تايب بنبرة باردة وهو يَعقدُ حاجبيهِ، بينما فيات كان ينظرُ إليهِ بأبتسامة عريضة)
تايب: كما قلتُ لك أنت فقط ستوصلني، ليس لديّ أية نية لدعوتك للدخول معي
فيات: بي-تايب خاب ولكنك لوحدكَ أليس من الأفضل لو تناولنا الطعام سوياً؟
... بعد أن عرض فيات التوصيلة على تايب سألهُ إن كان سيتناول الطعام مع شخصٍ آخر ولكن تايب أخبرهُ أنه عندما يكون مُتعباً يفضل أن يكون لوحدهِ، رد تايب هذا أعطى الأمل لفيات
تايب الآن يشعر بالأنزعاج لذا هو يتنهد بعمق ليحاول السيطرة على إمتعاضه
تايب: ألا تفهم عبارة "أريد أن أكون لوحدي"؟
فيات: حسناً ماذا لو دخلتُ المطعم وتناولت الطعام لوحدي؟ ألا بأس بذلك !
(قالها بأبتسامة عريضة بعينيهِ الواسعتين تملؤهما الحماس للدخول الى المكان)
ثم إستمر فيات بشرح وجهة نظرهِ: أنا لم أتناول الغداء بعد، كما أن المكان يبدو رائعاً و أريد أن أجرب الطعام فيه لذا سأجلس على طاولة منفصلة إن كان وجودي يزعجك ، ولكن أليس من الأفضل لو جلسنا على طاولة واحدة؟
شخصين على نفس الطاولة يعني طعام أكثر أنا و بي- تايب........
تايب لم يكن مُنصتاً لكلام فيات، لذا وقبل أن يُكمل فيات حديثهُ ترجل من السيارة ومشى بإتجاه المطعم مباشرةً
فيات الذي بقيَ وحيداً في السيارة ظل ينادي على تايب ولكن تايب لم يكن ليلتفت إليه، لذا قرر اللحاق بهِ
فيات : بي-تايب .. بي-تايب .... آه بي- لا أستطيع أن أركض ركبتي تؤلمني
ياله من إزعاج!! وكأن هذا اليوم لم يكن سيئاً منذُ بدايتهِ
إلتفت تايب ليرى ذلك الشخص ذو الوجه البريء واللطيف تعلو وجهه نظرة حزينة ويقف على ساقٍ واحدة
حاملاً الساق الثانية بيديهِ مما جعل تايب بدون أي خيار آخر سوى العودة لهذا الشخص بإعتبار أنه لا يزال أحد المرضى الذين تحت مسؤوليتهِ ولو سائت حالتهُ فستكون هناك مشكلة
تايب: هل لازال بأستطاعتك أن تقود السيارة؟ ( يقولها وهو يقترب من فيات)
فيات : حسناً الساق المصابة هي اليُسرى ( قالها بطريقة ناعمة )
فيات بدأ يبتسم من جديد وإبتسامتهُ تصبح أكبر كلما أقترب تايب منهُ لذا هو أيضاً يحاول أن يستمر بالمشي والأقتراب الى تايب
فيات: كم سنة وأنت تعرف هذا المكان بي؟
تايب: منذُ سبعِ سنوات
لو أضفنا الفترة التي بدأ بها بالتعرف على ثارن قد تصبح 8 سنوات بالفعل
كل هذهِ السنوات ... منذُ تلك القبلة في المقهى وبعدها بداية المواعدة والمشكلة التي حصلت مع لونغ واو انها سبعُ سنواتِ بالفعل منذُ ذلك الحين
كان يتردد على المطعم منذُ أن كانت بي-جيد جميلة جداً ولكن ليس الآن
بي-جيد : تايب! أو تايب أنت هنا
تايب: أوه بي- أنتِ حامل مرة أخرى؟ بي-كونغ (زوج بي-جيد) يعرف كيف يُشغل نفسهُ مع زوجتهِ أليس هذا حَملُكِ الثالث؟
على الرغم من كونها بالشهر الخامس من الحمل إلا إنها لازالت نشيطة وأيضاً بي-كونغ لم يعد خائفاً على حملها كما أول مرة لاال تايب يتذكر عندما كانت بي-جيد بحملها الأول بي-كونغ لم يكن يتركها وحيدة أبداً لدرجة أنها كانت تتذمر من إلتصاقه بها وكان يطلب منها دائماً أن تتوقف عن العمل أثناء الحمل
بي-جيد كانت تجيب " عندما يتولى زوجي إدارة المطعم فأني أكون تحت ضغط كبير فالكثير من الفتيات هنا وأنا يجب أن أُبقي سيطرتي عليه وإلا قد يهرب أثناء حملي ويبقى الطفلُ بلا أب"
لذا بي-جيد كانت تستمر بادارة المطعم منذ الحمل الاول والى اليوم
بي-جيد : إذاً ما الذي جاء بك هنا؟ أذكر أن ثارن في الفترة الأخيرة كان يأتي وحيداً وعنجما نسألهُ عنك كان يجيب بأنك مشغول بالعمل ولا تستطيع أن تأتي
(بينما كانت بي-جيد تقول هذا الكلام بدأت الأبتسامة على وجه تايب تختفي شيئاً فشيئاً)
تايب: أن مُجهد بي- مُجهد جداً
بي-جيد : إذاً أين ثارن ؟
"جيد" لم تلاحظ لغاية الآن الشخص الواقف خلف تايب
تايب: يعمل خارج المدينة .. ألم يُخبركِ بذلك بي؟
بي-جيد: كلا.. عندما كان هنا الاسبوع الماضي قال بأنه سيكون مشغولاً بالعمل لذا لن يستطيع أن يأتي لمساعدتي
الزبائن يسألون عنه دائماً
تايب : نساء؟ أليس كذلك
جيد: تشعر بالغيرة؟ لا تقلق النساء والرجال يسلون عنه فهو يملكُ سحراً لا يُقاول ولكنني أعلم أن قلبه لا يستوعب سوى شخص واحد.. إنه وفي
لم تتغير بي-جيد كثيراً فمنذُ أول يوم التقت بهِ مع تايب هي إستمرت بمديح ثارن والثناء عليه
فيات : بي-تايب هل هذهِ هي مالكة المطعم؟
... أخيراً جيد انتبهت للشخص الواقف خلف تايب
جيد: و من هذا النونغ ؟ ( قالتها وهي عابسة)
>> نونغ مصطلح يطلق لمن هم أصغر عمراً<<
تايب: إنه أحد المرضى لدي ( قالها بنبرة مليئة بالملل)
جيد: ولماذا أحضرتهُ هنا؟ (تلتفت لفيات) لا تأخذ كلامي على محمل الجد نونغ ليس وكأني لا أحب الغرباء
(تنادي أحد العاملين) هي أنت دُل هذا الشاب على طاولتهِ أما أنت تايب فتعال معي
"جيد" وتايب يبتعدان عن فيات الذي بداً مستغرباً وفضولياً حول ما كانت تهمس به "جيد" بأذن تايب
"هي أنت.. هل تخون ثارن؟ " (جيد تهمس بأذن تايب)
تايب : إنتبهي لكلامكِ بي-جيد من الذي تتهمينه بالخيانة؟ (أجاب تايب مباشرةً وبنبرة جدية)
جيد: إذاً لماذا أحضرت هذا الشاب الوسيم معك؟
يبدو أن "جيد" ليس لديها نية بأيقاف الاستجواب مع تايب ولكن هذهِ هي طبيعتها حتى مع زوجها لذا لم يستغرب تايب نظراتها المليئة بالشك والإتهام وكأن تايب بعلاقة سرية
لذا أجاب تايب: فكري بالأمر، إن كان هناك شيء بيننا فهل تعتقدين أنني غبي لدرجة أحضره هنا ؟ الى المكان الذي يعرفهُ ثارن جيدا ؟ أرجوكِ بي لا تكوني ساذجة
جيد: هل تدعوني بالساذجة الآن؟
تايب: بصراحة بي-جيد نعم ، بيي~ أنا لم و لن أخون ثارن
بعد أن أكد تايب أنه لن يخون ثارن لازالت نظرات الشك على وجه بي-جيد لذا أكمل قائلاً:
الحقيقة أن هذا الفتى عرض عليّ توصيلة وبعد أن رأى المطعم إنبهر بالتصميم لذا هو قرر أن يتوقف لتناول الطعام هنا وتجربته لذا إنزعي عنكِ الافكار التي تدور في ذهنك لأن ليس هناك شيء يدعو للشك
ولكن "جيد" الزوجة المعتادة على الشك والتحليل والتعمق بالامور لم تتوقف عند هذا التفسير
جيد: لا أعلم ولكن من خلا ملاحظتي فأن هذا الفتى الوسيم يبحثُ عن زوج (تنظر الى فيات) وأعتقد أيضاً بأنه معجبٌ بك بالفعل
ينظر تايب بعيني بي-جيد التي هي الآن تركز بنظراتها الى الجانب البعيد ويتتبع نظراتها لتقع عينيهِ على فيات الذي يجلس على الطاولة ماسكاً بيدهِ قائمة الطعام ويستخدمها كساتر بينه وبين بي-جيد وتايب
ما إن لاحظهما وهما ينظران إليهِ حتى خبأ وجهه خلف قائمة الطعام
يبدو أن فيات حقاً مهتم بتايب
تايب: صدقيني بي-جيد .. وجود ثارن في حياتي يسبب لي وجع الرأس ولستُ أبحث عن دراما إضافية في حياتي
جيد: حسناً.. حسناً ، تذكر كلامك هذا
وأنا أيضاً أعتذر إن كنتُ قد قلتُ شيئاً أزعجك
تايب: لا بأس بي-جيد لاتهتمي ( قالها وهو ينظر الى بطنها) بي-جيد هل يمكنني أن أمسك بطنك وأتحدث الى الطفل؟
جيد: لابأس .. إمسكها من هذا الجانب .. لو أن أحداً رأنا فسيعتقد أنني أملك زوجاً صغيراً بالسن (قالتها مازحة)
إنحنى تايب بإتجاه بطن بي-جيد وبدا بالتحدث مع الطفل سلم عليه أولاً ثم بدأ بالتكلم
على الجانب الآخر فأن فيات كان ينظر لتايب بعينين لامعتين
كان فيات يتأمل تايب ويتمعن بتفاصيل الجسد الأسمر ذو الملامح الخشنة والذي دائماً ما يكون عصبياً بالحقيقة لديه جانب آخر لطيف فهو يبتسم ويتحدث الى بطن صيقتهِ الحامل
" هل تُدرك كم أنت وسيم يا بي-تايب؟" فيات يتحدث الى نفسهِ
" هذا هو نوعي المفضل من الأشخاص"
فيات الآن أدرك أنه يريد هذا الشخص وسيحاول الحصول عليه لذا قرر مع نفسهِ وبنية صادقة " سأبدأ بالتقرب من بي-تايب"
.... ربما بدأ يوم تايب بشكل سيء وأيضاً وجود فيات الذي كان يتبعه زاد من الأمر سوءاً خاصة بعد أن جلس معه على نفس الطاولة ولكن هذا الإحساس لم يستمر طويلاً فقد بدأ تايب يدرك أن وجود شخص يتحدث معه أفضل من التذمر مع نفسه .
وجود شخص نتحدث إليه ليس بالأمر السيء أبداً بل هو يساعد على التخفيف من الضغط النفسي خاصة مع وجود شخص كفيات والذي لم يكن يمانع الأصغاء لحديث تايب
فيات: بي- لقد ذكرت أنك كنت معتاد على لعب كرة القدم عندما كنت بالجامعة .. هل لازلت تلعب كرة القدم الآن؟
تايب: كلا
فيات: أووه~~ إذاً كيف؟ بي-تايب لا تفهمني بشكل خاطئ ولكن أنت تملك جسداً متناسقاً لذا أريد أن أعرف كيف تتدرب لتحافظ عليه ؟
كان فيات يتأمل جسد تايب وهو يقول ذلك أما تايب فقط نظر سريعاً إلى الأسفل ليلقي نظرة على معدته ثم أجاب:
هناك مركز للرياضة في المجمع السكني الذي أسكن فيه
أجاب تايب بجملة قصيرة لأنه ليس هناك شيء يُذكر على الرغم من أن جسدهُ الآن يبدو أفضل مما كان عليهِ بالجامعة ربما بسبب أنه وثارن يحضيان بالكثير من الوقت معاً وأصبحا يمارسان الجنس كلما تسنى لهم الوقت لذلك كما أن ثارن لايتهاون بالموضوع ودا~ما ما يأتي تايب بقوة مما يجعلها يغرقان بالعرق بعد أن ينتهيا
ربما هذا أيضاً نوع من التمارين
"ربما لأن ثارن أصبح أكبر بالعمر فقد إزداد وسامة وجسدهُ أصبح أكثر قوة لذا لا يمكنني أن أكون بشكل أقل مستوى "
هما معاً منذُ فترة طويلة لذا هو يعلم تماماً ما يُحب ثارن
ثارن يحب عندما يلبس تايب الملابس الداخلية الضيقة وأيضاً عندما يرتدي تايب تيشيرت بدون أكمام
تايب تمكن من ملاحظة نظرات ثارن المليئة بالشهوة كلما كان تايب يرتدي ذلك، لربما تايب بعكس ثارن لا يُظهر ذلك ولكن تايب أيضاً يحب أن ينظر الى جسد ثارن
فيات: إذا بي-تايب هل تحب إداء التمارين ؟
تايب ليس غبياً فهو يعرف هذهِ التعابير التي ينظر بها فيات ومعنى كلامه
تايب: إن كنت تقصد بالتمارين لعب كرة القدم فجوابي سيكون (ليس كثيراً) أما إن كنت تقصد بالتمارين أشياء أخرى فجاوبي (نعم )
في الحقيقة منذُ أن قامت بي-جيد بتنبيه تايب لنظرات فيات فقد أصبح تايب أكثر تركيزاً.. يبدو حقاً أن هذا الفتى مُهتمٌ بتايب
الطريقة التي ينظر بها لتايب عندما يتكلم ربما قد لا تعني فقط أن فيات مهتم بالموضوع وإنما بالشخص الذي يتحدث عن الموضوع.
لذا تايب ظل يفكر " لو أنني قمتُ بتحذير الفتى وإتضح فيما بعد أنه ليس مهتماً بالرجال وإنما هو فقط يتصرف هكذا بأهتمام من داعي الفضول فقد يسببُ ذلك إحراجاً وأيضاً ربما قد يثير ذلك غضبه لذا هو تقصد إيصال الموضوع لهذهِ النقطة
فيات: أنا أيضاً أحب هذا النوع من التمارين.. بي-هل يمكنني المجيء الى بيتك بي؟ هل يمكن ذلك؟
الطريقة التي قال بها فيات ذلك ونظراتهِ الآن التي أصبحت مليئة بالرغبة جعلت تايب يتأكد من كلام بي-جيد وأن فيات مهتم بتايب لذا أجاب : آسف ولكن أنا بالفعل لدي شخصٌ بحياتي وأنا مرتبطٌ بذلك الشخص منذُ وقتٍ طويل
فيات: بي-تايب أنت مرتبطٌ بالفعل؟
تايب: نعم ..
الصدمة وخيبة الأمل تعلو وجه فيات لذا ولأنهاء الموضوع بشكل حاسم أضاف تايب:
نحنُ نتواعد منذ فترة طويلة منذُ أن كننا في الجامعة منذ أن عرفت عن هذا المطعم
تايب يحاول وضع حد لفيات من خلال إيضاح مدى جدية علاقته مع ثارن
فيات: هل ذلك الشخص رجل أم إمرأة؟
سؤال فيات المفاجئ جعل تايب يشعر بالانزعاج فسؤال كهذا يعتبر شخصي جداً لذا رمق فيات بنظرة تُظهر أنه لا يُحب أن تُطرح عليهِ هذا النوع من الأسئلة
فيات: بالنسبة لي أنا أحب الرجال أنا أقر بذلك وإن لم أكن مخطئً فان بي-تايب هو
تايب: نعم الشخص الذي أحب هو رجل ( أجاب على أمل أن يكون جوابهُ هذا نهايةً للحديث)
فيات: ولماذا حبيبكُ ليس معك ؟
تايب: الا ترى أن أسئلتك أصبحت شخصية ؟
لو أن حديثاً كهذا دار قبل عدة سنوات لكن تايب الأن قد إشتاط غضباً ولكن الأن هو أصبح أكثر نضجاً ويحاول دائماً السيطرة على أعصابهِ
لذا سيوبخ فيات بطريقة مؤدبة : أنا لا أعلم ما الذي تريهُ مني بالضبط
ولكن أن يطرح شخصٌ مثلك هذا السؤال وهو ليس حتى بصديقي ولم نلتقي سوى مرتين أو ثلاثة فهذا يُعتبر قلة إحترام
عليك أن تتعلم أكثر عن خصوصية الأشخاص وأداب طرح الأسئلة على الغرباء
فيات (بنبرة نادمة) : أنا آسف بي-تايب ولكن أنا سالتُ ذلك من باب الفضول لأنك اليوم بدوت مُجهداً ورغم ذلك لم يكن أحدٌ برفقتك لو كنتُ أنا حبيبُك لما تركتكَ لوحدكَ أبداً
.......
تايب يريدُ حقاً أن يشتم هذا الفتى وأن يصب غضبه عليه ولكن ما قاله فيات كان حقيقة اليوم هو كان بأمس الحاجة لوجود ثارن معه ورغم ذلك لم يجده
تايب: حياة الوظيفة أكثر تعقيداً من حياة الدراسة . ليس لدينا الوقت لنلازم بعضنا ل 24 ساعة باليوم فلكلٍ منا حياته الخاصة بالعمل
لم يُرد تايب أن يتحدث عن المشاكل العاطفية بين الحبيبين لذا بدلاً عن ذلك هو إختار حياة البالغين كذريعة لتبرير عدم وجود ثارن معه اليوم
بالحديث عن ذلك ألقى تايب نظرة على هاتفه والذي لا يزال ولغاية الآن بدون أي إشعار
فيات: لو كنتُ مكان حبيبك مهما كان إنشغالي فبالتأكيد لن أتركك وحيداً في مثل هذا اليوم
قالها فيات بنبرة جادة مما جعل تايب يرفع نظره عن الهاتف لينظر الى فيات لتلتقي نظراتها لأول مرة منذ أن جلسا على الطاولة .. ثم أومأ بالرفض وقال: ليس وكأن الأمر سيبقى كما كان سابقاً بعد مرور عدة سنوات من المواعدة
فيات: هل تشاجرتَ مع حبيبك بي-تايب؟
سؤال فيات هذا جعل تايب يتراجع فالحد الذي حاول أن يضعه قبل قليل قد بدأ يتلاشى مع إستمرار الحديث ولم تعد أسئلة فيات من باب الفضول فحسب الآن فيات أصبح مرتاحاً بالحديث مع تايب وأصبح يعرف أن العلاقة تمر بمشاكل
أمر لا يمكن لتايب أن يخفيه فهو حتى لا يعلم لأي مقاطعة قد توجه ثارن وأيضاً لغاية الآن هو لم يتصل حتى وإن كان تايب يبدو صلباً إلا أنه أيضاً يصل الى لحظات ضعف فحتى الحديد يمكن أن يُذاب
يجب أن أتوقف عن التفكير التفكير بذلك الغبي ثارن فاليوم أنا مُرهق بما فيه الكفاية ولا يمكنني تحمل المزيد
ثارن سيستمر بتجاهلي ولن يتصل
(يبدأ بشرب البيرة)
فيات: هيه بي-تايب عليك أن تتمهل لا تشرب بسرعة
يتجاهل تايب كلمات فيات ويصب المزيد من لبيرة ويستمر بالشرب دون توقف
" متى ستعود؟ " تايب يتمتم هذهِ الكلمات بعد أن قام بوضع قدح البيرة بقوة على الطاولة
كلمات فيات السابقة عن كونهِ لن يترك حبيبه مهما كان منشغلاً وأيضاً الكحول الذي بدأ مفعوله بجسم تايب جعلتهُ عاطفياً
تايب لم يعد يبالي أن أحد مرضاه معه كما أن فيات لم يعد يعرف كيف يتصرف مع تايب وهو بهذهِ الحالة
فيات: بي-تايب هل هناك شيء تريدن أن أفعله لك؟
تايب: مديري الغبي
تايب فقد السيطرة كلياً على نفسه الآن هو يجعل هذا الفتى يستمع له وهو يشتم مديره حتى بدأ يشعر بالغثيان
قام فيات بمرافقة تايب الى دورة المياه وساعده عندما كان يتقيأ بالرغم من أن تايب طلب منه أن يتركه لوحدهِ الا إن فيات أصر على البقاء برفقته حتى يستفرغ
تايب : قُل الحقيقة .. ألا تشعر بالخوف مني؟ بعد أن رأيتني بهذهِ الحالة وسمعت كل تلك الشتائم
فيات: بالعكس .. أنت هو نوعي المفضل من الرجال ( قالها بابتسامة عريضة وهو يمسد على ظهر تايب)
تايب : لماذا لم تتصل بي أيه-ثارن لماذا لم تتصل ؟
كل ما يريده تايب الآن هو سماع صوت ثارن .. الذي إعتاد على قول كلمات لطيفه له تجعله يشعر بالراحة مهما كان يواجه من مصاعب
فيات الذي كان يستمع لكلمات تايب بإهتمام : حبيبك ليس موجوداً الآن ولكن أنا هنا. بامكانك أن تعتبرني صديقك
يرفع تايب رأسه لينظر بعيني فيات وقال : هل ... أنت معجبٌ بي؟
لم يتردد فيات بالاجابة على السؤال : نعم بي-تايب أنا معجبٌ بك .. معجبٌ بك منذ اليوم الأول الذي رأيتُك به
في هذا الوقت تايب لم يدرك حجم الخطأ الذي إقترفه وربما على الأغلب لن يدرك ذلك حتى عندما يصحو غداً هو فقط سيعاني من صداع الثمالة
وإن كان تايب يعتقد أن هذا اليوم كان سيئاً فغداً سيكتشف أنه سيواجه ما هو أسوأ
........
يستيقظ تايب على صراخ طفلين يتشاجران حول أحد الألعاب
بسبب الصداع الذي لازمهُ كان صوت عِراك الطفلين وكأنه هزة أرضية ، لو كان هو والد هذين الطفلين لكن قد ركلهما الآن ورماهما من النافذة
تايب : هووووي إن لم تخرسا فسأجعل والدكما يقتلكما
بالنسبة لهاذين الطفلين اللذين يبلغان ( الثالثة والرابعة) من العمر كان منظر تايب وهو يمدد ذراعيهِ مستيقظاً من على الكنبة التي في وسط غرفة المعيشة .. كان منظره لهما وكأنه عملاق
لذا بدئا يصرخان : أمي.... أمي
كونغ (زوج بي-جيد) : ماذا حصل؟
أحد الأطفال: أبي .. العملاق يصرخ علينا
كونغ: لا بأس لا بأس .. لماذا أتيتما لتلعبا هنا ألم أخبركما أن لدينا ضيفاً نائماً ولا يجب أن تزعجانه
جلس تايب على الأريكة وهو لا يزال غير مستوعب لما يدور حوله لِمَ بي-كونغ وألأطفال هنا؟
وضع رأسه بين يديهِ وبدأ يدلك صدغيه
تايب: بي- لماذا أنتم هنا؟
كونغ: حقاً ؟ ألا يمكنك النظر حولك؟ الا يمكنك أن تلاحظ أنك أنت من في منزلنا؟
مباشرةً رفع تايب رأسه وبدأ بالنظر حوله ليكتشف بأنه في منزل بي-كونغ وبي-جيد
كونغ: ألا تدرك كم كنت ثملاً يوم أمس؟ الحقيقة تايب ذلك الفتى (يقصد فيات) كان على وشك ان يصطحبك الى منزله لو لا أن "جيد " رأته وأخبرته أنك ستبات معنا، أخبرني تايب ما علاقتك بذلك الفتى وما الذي يجعل "جيد" قلقة حيالك لتحضرك هنا إلى منزلنا .. لقد قامت بجرك الى هنا وقالت بأنها أنقذتك وكأنك لو كنت غادرت مع ذلك الفتى لكان سيقتلك
ألا تستطيع أن تتذكر ماذا حصل؟
تايب لا يذكر ما حصل فقد كان ثملاً جداً : إذا بي-جيد أحضرتني الى هنا؟
كونغ: نعم.. نحنُ نعتبرك فرداً من العائلة لذا سمحنا لك بالبقاء في المنزل وأيضا لقد فعلنا ذلك إكراماً لثارن
تايب: شكراً لكما
كونغ: لا بأس
تايب: وأين بي-جيد الآن؟
كونغ: لازالت نائمة .. في هذهِ الفترات من الحمل تكون المرأة متعة وتنام كثيراً، ورغم إصراري على عدم ذهابها للعمل إلا أنها لاتقبل فهي تخشى أن أخونها وكأن هناك أحد سينظر لي وأنا رجل متزوج ولدي طفلين
تايب لم يكن منصتاً لما يقوله بي-كونغ لذا أجاب : شكراً لك مجدداً بي، لن أزعجك الآن
كونغ: أو؟ دعنا نتناول الفطور سوياً
تايب: لا بأس بي- أنا أريد حقاً العودة إلى المنزل الآن .. أرجوك أبلغ شكري ل بي-جيد
قالها تايب وهو بطريقهِ للخروج من الشقة وقبل أن يصل إلى الباب رأى الطفلين يختبأن لذا قام بالتربيت على رأسيهما
مما جعل الطفلين على وشك البكاء عندها نظر إليهما تايب وإبتسم ووضع يده على رأسيهما مما جعلهما يتوقفا عن البكاء وتجمدا في مكانها
تايب: عليكما أن تتوقفا عن الشجار مع بعضكما البعض وإلا سأقوم بإقتلاع أمعائكما ورميها في الخارج
خرج تايب وأغلق الباب ولم يعد يسمع سوى صراخ الأطفال وضحكات بي-كونغ
إستأجر تايب التاكسي متجهاً إلى منزلهِ قام بوضع رأسه على مقعد السيارة هو يعرف أن هذا الصداع سيلازمه لمدة يومين تايب الآن يشعر بشوق للوصول للمنزل ..
ينظر إلى هاتفهِ ولا يزال إلى الآن لم يصل أي أشعار إليه ..
ما إن وصل تايب إلى المنزل حتى أخرج هاتفه ونظر إليه مرة أخرى ثم وضعهُ جانباً وإستلقى على السرير ..
كان يشعر بثقل برأسهِ وجسدهِ الآن كل آثار ما بعد الثمالة بدأت تظهر وتهاجم جسده بالكامل
لحظات بعد أن رمى بنفسهِ على السرير بدأ هاتفه بالرنين
كان بلا وعي يردد كلمة واحدة وهو يحاول أن يصل إلى هاتفهِ : إيه-ثارن
قام تايب بالإجابة على الإتصال مباشرةً دون النظر إلى إسم المتصل
تايب: إيه ثارن- رأسي سينفجر
صوت على الهاتف : بي-تايب هل أنت أنت مريض؟ من ماذا تشكو؟
تايب: من معي؟
نظر تايب إلى هوية المتصل ليجده (رقم غير معرف) وبسبب الصداع لم يتمكن من معرفة صوت المتصل
صوت على الهاتف: هذا أنا فيات
تايب: كيف حصلت على رقمي؟
فيات: يوم أمس أعطَيتهُ لي ألا تذكر؟
تايب: لا أذكر ولا أريد أن أتذكر لذا..
فيات: إنتظر لحظة بي-تايب أرجوك لا تغلق الهاتف
فيات: إن كنت تشعر بالألم بأمكاني إحضار العلاج لك
تايب: لا داعي
فيات: أرجوك بي- لا تبقى لوحدك وأنت بهذهِ الحالة أرجوك دعني آتي إليك
تايب: كيف علمت أنني لوحدي؟
فيات: يوم أمس أخبرتني أنك لوحدك
تايب : اللعنة .. هل أنا أتكلم كثيراً عندما أكون ثملاً؟
فيات: إذاً هل يمكنني أن أشتري لك بعض الدواء والطعام وآتي إلى منزلك؟ لقد أخبرتني أمس أين تسكن ولكن لا أعلم بالضبط بأي طابق وما رقم الشقة
تايب: لا تأتي
أنهى تايب المكالمة واغمض عينيه وبدأ يفكر أن يومين بدون ثارن مرت أصعب من السابق لذا قرر أن يتصل هو بثارن
(الرقم الذي طلبته مغلق يرجى ترك رسالة...)
تايب: اللعنة ( قالها بغضب ورمى الهاتف)
تايب: أيه-ثارن ... رأسي يؤلمني .. أنا مريض .. وأنا مشتاقُ إليك
لو أن ثارن أجاب على الأتصال لكان بالتأكيد قد قال هذا الكلام
ولكن أن يبقى هكذا دون أي إجابة من الشخص الوحيد الذي يحبه وبمثل هذا الجسد المُتعب جعلت كوابيس الطفولة تعود إليه من جديد فالشخص الوحيد الذي كان يساعده على طرد هذهِ الكوابيس ليس هنا
" الآن أنا لا أريد أي أحد سواك أنت"
أنت تقرأ
ترجمة رواية ثارن تايب
Romance( رواية سبع سنوات من الحب -ثارن تايب ) تمت الترجمة الى اللغة الانكليزية بواسطة AimiYamada/ grabbytales.com تمت الترجمة الى اللغة العربية بواسطة: رشا MAME كاتبة الرواية كل الحقوق محفوظة .. الترجمة فقط لاغراض الترويج للمسلسل