الفصــــل الحــادي عــشــــر (٢-٢): ركض حتى تعثر

4.2K 102 13
                                    

... بالنسبة لتايب، هذا الصباح لم يكن مختلفًا عن اليوم الذي قبله ولا الأيام التي سبقت ذلك فقد كان إسبوعًا لا يُحتمل
فيوم الأثنين الماضي استيقظ تايب بمزاج متعكر بعد جداله مع ثارن ..
الثلاثاء استيقظ وهو يعاني من دوار الثمالة ليجد ملاحظة مكتوبه من ثارن بأنه سيغادر لأجل العمل لمدة اسبوع.
صباح الأربعاء استيقظ وحالته الصحية لم تكن بخير وازدادت سوءًا يوم الخميس
أما يوم الجمعة فقد كان صباحُه أفضل من مساءهِ بل ربما أن مساء الجمعة كان الأسوء خلال الأسبوع
اليوم هو السبت فقد أستيقظ وهو بوضعٍ نفسي وجسديٍ مزرٍ بسبب الأرق الذي لازمهُ طوال الليل ولم يجعلهُ يستطيع النوم، تكنو وكينغكلا في الغرفة المجاورة كانا يمرحان ويمزحان طوال الليل " مُحبِط "وفوق هذا كلهِ عليهِ الذهاب إلى العمل.
نعم، الليلة الماضية وبعد أن طلب تكنو من حبيبه أن يضع له المرهم على مكان الركلة ذهبا إلى الغرفة وأختفيا بعدها، أثناء ما كان يحاول تايب أن ينام قليلًا إستيقظ على صوت إهتزاز من الغرفة المجاورة وتأوهات "تكنو" الذي لم يحاول حتى خفض صوتهِ.
تايب يعلم أن ما حصل ليلة أمس كانت بقصدٍ من "كِلا" ليجعل تايب يغادر بسرعة
" لم تكن في نيتي إطالة الأقامة كي لا اكون عبئًا على صديقي ولكن ما زلت بدأت بممارسة هذهِ الألاعيب معي فسأستدعي الشيطان الذي بداخلي لأعكر الأجواء عليك لأطول وقت"
بالحقيقة تايب كان سعيدًا لأجل صديقهِ فهو مرتاح بعلاقتهِ مع الشخص الذي يُحب ولكن منذُ اللقاء الأول "كِلا" بادر بإظهار العداوة تجاه تايب، ربما كينغكلا لم يسمع بمقولة "كن جيدًا مع أصدقاء زوجتك وإلا فأن حياتك مع زوجتك على السرير لن تبقى هانئة"

تكنو: هيه هل عليك العمل اليوم أيضًا؟
تايب: نعم
كان لا يزال لدى تكنو الطاقة للوقوف وتوديع صديقهِ وهو يغادر إلى العمل
تكنو: هل أنت بخير؟ حسنًا لا تبدأ بلعني ولكن~ تبدو كباندا بعيني ثورٍ حمراوتين كان يجر الأحمال لثلاثة أيام، وضعك سيء جدًا ياصديقي
بدأ تايب بتدليك وجهه، هو يعلم بأن مظهره يبدو سيئًا فحاجبيه ملتصقين ببعضهما وشفتيه لا تُظهر أي ابتسامة ربما اليوم لن يقترب منه أحد أبدًا..
"جيد ربما حتى مديري سيخشى التحدث معي"
تايب: لا أهتم لذلك فأنا متوجه للعمل
تكنو: هل تريدني أن أوصلك بدراجتي؟
تكنو يعمل في وزارة الصحة لذا في المؤسسات الحكومية يكون يوم السبت والأحد عطلة نهاية الأسبوع لذا لم يكن لتايب أن يترك صديقه يقوم بيصاله في عطلتهِ، هو فقط إلتف إليه وطلب منه إستعارة دراجتهِ
تكنو : حسنًا~ ما الذي ترغب بتناوله على العشاء اليوم؟
تايب: أي شيء حتى لو كان مجرد حساء النودلز
يومئ تكنو برأسهِ ولكن بتعابير وجه تدل على قلقهِ الشديد حيال صديقه
تايب: لا تقلق بشأني، نحنُ فقط نأخذ إستراحة قصيرة من بعضنا، عندما تهدأ الأمور سأعود أليه ( يربت على كتف تكنو)
تكنو: إذاً~ لا تتأخر بالعودة سأضيف البيض ولحم الخنزير إلى حساء النودلز خاصتك
قالها تكنو وهو يضحك كمحاولة لتلطيف الأجواء، من الأفضل عدم التحدث عن ثارن الآن
كِلا : بي-نوه ~ بي-نوه حبيبي
الفتى المحتال ذو العينين الشبيهتين بعيني الذئب، لا يخجل من إظهار حبهِ لتكنو أمام أحد، أمام ذلك الفتى لا يسع تايب إلا أن يهز رأسه ويربت على كتف صديقهِ ويغادر.
تايب: سأذهب الآن، إذهب لتفقد ذلك الطفل الذي يعوي كالذئب.
رغم أن تايب كان يقود الدراجة تحت سماءِ الصباح الضاوية إلا أنه كان يشعر أن كل شيء حولهُ مُعتم ربما لأن قلبَهُ معتمٌ ولا يزال متألمًا.
>>في المستشفى<<
تايب يدخل إلى قسمهِ في المستشى ومجموعة أفكارٍ تدور بذهنهِ
" هل يعاني من آثار الثمالة الآن؟ "
" لماذا أشعر بالقلق حيالِه؟ لم يطلب منه أحد أن يثمل، عليه أن يعالج آثار ما بعد الثماله بنفسهِ"
" عليّ أن أقلق على نفسي أولًا "
"ترى ما المصيبة التي ستحصل اليوم؟"
مدير تايب : هل تعلم كمية الأعمال في هذا الأسبوع؟ كيف لك أن تتغيب عن العمل فجأةً دون إخطارٍ مسبق؟ هل تعرف ما معنى كلمة "مسؤولية" ؟
لم يكن تايب قد ألقى التحية على زملائِه بعد ليجد مديره واقفًا في الممر ويصرخ بأعلى صوتهِ على تايب دون أن يهتم لمن حولهم، ما إن سمع تايب صراخ ليو حتى قبض كلتا يديه وكأنه مستعدٌ لتوجيه لكمة مباشرة بوجه ليو.
لو أن مديره قد ناداه إلى المكتب وصرخ بوجههِ لما كان تايب قد إنزعج كما الآن فهو أيضًا رجلٌ بطبعٍ حاد ولكن على الأقل هو يدرك حدوده جيدًا، أن يقوم أحدٌ بتوبيخهِ بهذا الشكل أمرٌ غيرُ مقبولٍ أبدًا كما أنه قد إتصل فعلًأ لأخبارهم بمرضهِ قبل أن يتغيب، لو كان بمقدورهِ الذهاب إلى العمل رغم مرضهِ لذهب ولكن هو لم يكن بأستطاعتهِ حتى النهوض من السرير.
تايب: كنتُ مريضًا
المدير: وما دليلُك على مرضك؟ هل لديك وصفة طبية؟
تايب: كنتُ مريضًا ولوحدي في المنزل ولم يكن بمقدوري النهوض للذهاب إلى الطبيب لذا ليس لدي أي دليل.
كان تايب يحاول جاهدًا الحفاظ على هدوئهِ وإحتواء غضبهِ رغم أنه كان يمر بمشاكل شخصية ولم ينم جيدًا إلا إنه يعرف جيدًا كيف يفصل حياته عن العمل.
المدير: إذاً هذا يعني أنك تغيبت بدون عذرٍ وبدون مراعاةٍ لمسؤولياتك
" اهدأ تايب ... عليك أن تتحمل " تايب يكلم نفسه
إنها المرة الثانية التي يُتهم بها تايب بأنه " غير مسؤول" ولكن عليهِ أن يتحمل
تايب: ماذا عنك سيدي هل تعرف ما معنى كلمة مسؤولية؟ ( يرفع رأسه بابتسامة ساخرة وعينين مشتعلتين وعلى إستعداد لخوض شجار مع هذا الشخص)
المدير: ماذا قُلت؟
تايب: قُلت هل تعرف ما معنى كلمة مسؤولية؟؟ فما أعرفه أنا أنك المشرف على هذا القسم لكنك لم تقم يومًا بكتابة أي تقرير، بالأضافة إلى أن جميع المخاطبات الرسمية التي تكتبها تكون عبارة عن كارثة ..
وعندما تتم محاسبتك على خطأ فأنك تلقي اللوم علينا
بالنسبةِ لي تغيبتُ لأنني مريض ماذا عنك؟ سمعتُ بأنك تغيبت أمس لأن غبنك مصاب بالأسهال أليس لديك زوجة لتعتني به؟
بي-تينغ: تايب
عندما شعرت تينغ أن تايب بدأ يخرج عن هدوئهِ إستعجلت بالتوجه إليه وامساكه من كتفهِ قبل أن يقول شيئًا آخر قد يندم عليه.
بي-تينغ: اهدأ أرجوك، كيف بامكانك قول هذا الكلام
مدير تايب الذي بدأ لون وجههِ يتحول من الأحمر إلى البنفسجي بسبب شدة الغضب رفع يده التي ترتجف ووجهه إصبعه بوجه تايب الذي لم يتحرك ساكنًا فهو لا يخشى شيئًا الآن هذا الأسبوع كان لا يطاق وقد تجاوز جميع مراحل التعاسة ولم يعد باستطاعته التحمل والاستماع إلى المزيد من التوبيخ
المدير : أيهـــــــــــ
بي-تينغ: أيها المدير من فضلك هذا ليس المكان المناسب لذلك أرجوك ( تلتفت الى ليو)
ينظر ليو غلى من حوله ليدرك أن هذا الحوار قد يؤول إلى مشكلة كبيرة تعرقل سير العمل لذا هو فقط يحرك إصبعه بوجه تايب كاشارة إلى أن الحديث لم ينتهي هنا ولن ينتهي بهذهِ السهولة ثم يغادر.
بي-تينغ: كيف سمحت لنفسك أن تنفعل بهذا الشكل؟ ذلك هو مديرنا بالعمل
أن كنتَ منزعجًا منه تعال وإشكو ألي سأستمعُ لك ولكن لا يمكنك أن تتصرف هكذا أي-تايب تذكر أنت عليك أن تحافظ على وظيفتك لفترة أطول
حاولت تينغ أن تحذر تايب ولكن لا يبدو أنه يهتم
تايب: لا يمكنني البقاء هنا لفترة أطول
فبين مديرهِ في العمل وثارن في المنزل وفيات الذي دخل طرفًا ثالثًأ في علاقتِه تايب لم يعد يستطيع .. لا يقوى عل مواجهة كل هذهِ التعاسة لوحدهِ
ما الخطيئة التي إرتكبتها لأحظى بهذا الحظ السيء! مديرٌ سيء وشخصٌ سيء.

ترجمة رواية ثارن تايبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن