الفصل السابع عشر: قويًا من الخارج ..محطم من الداخل

4.8K 153 29
                                    



والد تايب : هيه أيها الأحمق هل تتذكر الفتاة من المنزل المجاور للمنزل المجاور للمنزل المجاور لمنزلنا؟ تلك التي تدرس في جامعة تشيانغ ماي؟

تايب: أية فتاة؟ هناك العديد من المنازل المجاورة لمنزلنا

والد تايب: تلك الفتاة ذات الشعر الطويل .. الفتاة الجميلة

تايب : لا اتذكر

والد تايب: ايييييييييه ذاكرتك اسوء من ذاكرتي وأنا المُسن، الا تذكرها تلك التي لديها صدرٌ ممتلئ

تايب: سواء تذكرتها أو لم اتذكرها ما الفرق؟ ابي انت تصف شكلها بالتفصيل ماذا~  هل تبحث عن حبيبة في هذا العمر ؟

والد تايب: ايها اللعين ألم تفهم ما اعنيه؟
تايب أصبح يجد صعوبة في البقاء في هذا المنزل ، فوالده لا يشجعه على الانفصال عن حبيبه  كل يوم  وحسب ولكن اليوم يحاول ترتيب موعد له مع فتاة.

تايب يعرف ما الذي يقصده والده والى اين سينتهي هذا الحوار لذا علامات الاستياء كانت بادية على وجهه

تايب :لا~ لا أريد أن أفهم ( رد تايب بصوتٍ منخفض)

حاول الخروج من المنزل بسرعة قبل ان يستمر والده بالحديث بالموضوع ولكن يبدو أن تايب استخف بقوة والده فعلى الرغم من أن ساقه مصابة الا انه لا يزال لديهِ القوة الكافية بذراعهِ .. قبل أن ينهض تايب من الاريكة رفع العكازة وثبتها امام وجه ابنه كي لا يتمكن من الهرب، لم يستطع تايب تفادي العكازة لذا ارتطم وجهه بها
تايب: هيه أبي ، هل تحاول قتلي ؟

والد تايب: هذهِ الضربة لن تقتلك، ربما فقط ستكسر جمجمتك ثم سنأخذك إلى المستشفى.

تايب: هيه أبي ~ افسح لس الطريق

والد تايب:  إلى أين تريد أن تذهب؟

كان تايب يحاول المحافظة على أعصابهِ  احترامًا لوضع والده المصاب، ولكن والده استمر بالضغط عليه لذا هو لا يملك خيار آخر سوى قول ما يفكر بهِ صراحةً  وبهدوء

تايب: ربما انا استقلتُ من عملي ولكن لا يزال لدي الحق بالاحتفاظ بخصوصيتي

والد تايب: إذاً قبل ذلك إذهب لرؤيتها

تايب:  ولماذا عليّ أن افعل ذلك؟ انا لا اتذكرها ولا اتذكر كيف تبدو ولا حتى أسمها لذا أنا متأكد أنها لا تتذكرني أيضًا

يبتسم والد تايب لتظهر اسنانه البيضاء بشكلٍ بارز بسبب التباين باللون مع بشرتهِ، هذهِ الميزة التي ورثها تايب عن والدهِ

والد تايب (بحماس) : من قال ذلك؟ لقد التقيتُ بها اليوم وقالت بأنه قد مر وقتٌ طويل منذ ان التقت بك آخر مرة~ لو أنك رأيت كيف كان وجهها عندما علمت بأنك هنا .... ما الذي يمنع أن تذهب وتُسلم عليها وتشكرها أيضًا لأحضارها الطعام لي ( يحاول تشويق تايب ) انها جميلة جدًا حتى أنها اجملُ من والدتك

كان والد تايب هو الشخص الوحيد المتحمس في الغرفة، أما تايب فكان يبدو وكأنه قد تناول حبوب المرارة أو حبوب المرارة الممزوجة بالأسفنيك

تايب: وما الفائدة من ذلك؟ ان ذهبتُ وقلتُ (مرحبًا) ما الذي سيحدث ؟ قريبًا أنا سأعود الى بانكوك وهي ستعود للدراسة في تشيانغ ماي

والد تايب: ولكنني سمعتُ بأنها ستعمل هنا بعدما تتخرج

تايب في هذهِ اللحظة كان فقط يتمنى الموت، لم يعد يَفرِق لديه مع من يتحدث، لوهلة نسي أن من أمامهُ هو والده لذا ضرب بيديهِ على الطاولة بقوة وصرخ

تايب: كفي كل هذا اللف والدوران .. قل ما تريده الضبط

ابتسم والد تايب على الفور كالأب المحب الذي يمتصُ غضب ولدهِ وقال : أريد زوجة ً لأبني ، اريدك أن تجعلها كنةً لهذا المنزل

(تايب يضرب بقوة على الطاولة )

قد يقولون عنهُ (ولدٌ عاق) لا يهم ~ تايب لم يعد يهتم ولم يتمكن من السيطره على غضبهِ ...كان غاضبًا جدًا غاضبًا لدرجة أنه أراد انتزاع العكازة من يد والدهِ ورميها بعيدًا لكن بالتأكيد تلك كانت مجرد فكرة

تايب: أبي ~ اسمعني جيدًا لا يهمني مدى جمال الفتاة التي تعثر عليها ولا يهمني أن كان لديها ثديان بحجم البطيخ انا لستُ مهتمًا ببمارسة الجنس مع اي شخص لأني أملكُ حبيبًا بالفعل وحبيبي هو رجل لذا من فضلك توقف عن محاولة تفريقنا عن بعض ~ أنا لن أنفصل عنه نحنُ فقط في استراحة قصيرة ونعود لبعض قريبًا

ابعد تايب العكازة التي كانت تسد طريقه وهو الآن يغادر مما جعل والده يغضب هو الآخر

والد تايب (بغضب ) : كيف تجرؤ على التحدث مع والدك بهذه الطريقة ، أيها الابن الجاحد

كانت مغادرة المنزل هي الفكرة الافضل في هذهِ اللحظة، لأن تايب لم يعد يستطيع التحكم باعصابه وأصبح يخشى أن تكون ردة فعلهِ أكبر ان استمر بالحديث مع والده

تايب: أمي ~ أمي~ ( ينادي بصوتٍ مرتفع) والدي يقول بأنهُ معجبٌ باحدى الفتيات من المنزل المجاور ويريدها أن تكون حبيبةً له ( يرمي القنبلة قبل أن يغادر)

والد تايب: تايب يا أبن الـــ$%% ( يشتم )

خرج تايب من المنزل وصعد على دراجته النارية وانطلق مسرعًا ، لم يبالي ان كان ما قاله قد يجعل والديهِ يتشجاران أم لا ، ولكن ماذا كان والده ينتظر بعد التحريض المستمر على انفصال تايب عن ثارن، لا بد وأن يأتي اليوم الذي يصل فيهِ تايب لهذهِ المرحلة من الغضب .

تايب لا يُحب أن يملي عليه أحد ما يفعل، مهما كان غاضبًا من ثارن فهو لا يريد أن يخبره أحد بأن عليهِ أن ينفصل عنه حتى لو كان ذلك الشخص هو والده.. ولكن مع ذلك كل ما كان يفكر بهِ تايب وهو على متن الدراجة (اريدُ زوجةً لأبني)

>>مشهد جديد<<

وصل تايب الى حانة القرية كان هناك شخصٌ بأنتظاره، خوم صديقُ الطفولة  الذي انتقل للعيش مع حبيبهِ الأجنبي ولكن ما إن سمع بوصول تايب حتى اتصل به وحددا موعدًا للقاء اليوم

خوم : يا أللهي تايب ~ لقد تأخرتَ كثيرًا .. كم استغرقت وقتًا للوصـ (....)

قبل أن ينتهي خوم من التذمر اخذ تايب كأس البيرة على الطاولة وتناوله دفعة واحد

خوم : هيه ، هذه هي البيرة الخاصة بي

لم يرد تايب ولا حتى بكلمة، وبدأ بصب المشروب

خوم: هدأ يا صديقي ، ما الذي يحدث معك ؟ لم تكن كذلك حين تحدثنا بالأمس

تايب (بنبرة استياء )  : تشاجرت مع والدي

خوم : تشاجرت مع العم تيوايت ؟ ولكنك فخرُ والدك ..  عندما حصلتَ على الماجستير أخبر القرية بأكملها حتى أنه أخبر كلب القرية بذلك ~  لقد أراد أن يعرف العالم بأسره كم أن ولده ناجح
اراد خوم أن يلطف الأجواء لذا كانت نبرته ممازحة ولكن تايب لم يعطي اية ردة فعل استمر بالنظر الى الاسف وسكب المزيد من المشروب

خوم ( بنبرة جادة ) : إذاً ما الذي تشاجرت أنت ووالدك بشأنه؟

تايب :أبي يريدني أن أتزوج

خوم : هاه؟  ولكنك .... تواعد ( يهمس بأذن تايب )
خوم يعلم بأن تايب لا يُحب أن يُعلن عن علاقته مع ثارن امام الجميع على الرغم من أنه قام باحضار ثارن الى القرية عدة مرات ولكنه كان يعرفه على أنه صديقهُ المقرب

تايب :أنا في حرب باردة معه

خوم : آه هل تشاجرتما مرةً أخرى؟ لماذا انتما هكذا دائمًا ؟  ( يتردد بقول ما يفكر به ولكنه يكمل ) لا تقل لي أنك عدت هنا بسبب ذلك ؟

تايب : هل تعتقد أنني جبان ... بالطبع لا ، لقد عدت لأن والدي أصيب بالأذى ، لقد عدت لأعتني بوالدي ولكن صادف حادث والدي بأن يكون اثناء فترة المشكلة مع ثارن  .

ربما لأن تايب كان برفقةِ صديق الطفولة أو ربما لأنه يشرب ولكن كان منفتحًا للحديث حول مشاكله الشخصية على غير العادة ..

خوم : هل تعلم ~ ليس من الجيد أن تنفصل عمن تحب بعد شجار

تايب: أعلمُ ذلك

تايب يعلم أنه ليس من الجيد ان يبتعدا عن بعض قبل أن يحلا المشكلة ، لكنه لا يستطع العودة إلى بانكوك بعد ، ليس لبضعة أسابيع على الأقل ، حتى يُشفى والده تمامًا

خوم: إن كنت تعلم ذلك فعليك ان تتصالح معه باسرع وقت

تايب: كنتُ سأفعل لو كان سبب الأنفصال خطأي 

عناد تايب جعل خوم يضحك

تايب :على ماذا تضحك؟ (سأل تايب بنظرة جادة على وجهه )
(ابتلع خوم ريقه بعد أن رأى النظرة بعيني صديقهِ)

خوم: عندما يتعلق الأمر بالحب فليس هناك طرف على خطأ أو صواب ~ أنا لا أريد أن لعب دور الواعظ ولكن إذا كنت تعتقد بأنك لم تخطأ وثارن يعتقد بأنه لم يخطأ فكلاكما ستعانيان .. ان كنت ستنفصل بسبب الحاح والدك فلا تأتي الي باكيًا لأنني قد نصحتكُ بالفعل..

ابتسم خوم وهو ينظر لتايب، تايب لم يرغب بقول ما حصل ولكن صديقه يعتقد أن المشكلة بسيطة

تايب ( بنبرة محبطة ) : لقد إتهمني بالخيانة

اتسعت عينا خوم على الفور وفتح فمه ونظر لتايب متفاجئًا

خوم : اللعنة تايب ..أنت .. أنت هل قمت بذلك....

تايب : إذا كنت تعتقد بأني قد افعل ذلك
فسأرمي البيرة بوجهك ثم أغرِقكَ في البحر ( قالها وهو يحمل كأس البيرة بيدهِ)

خوم ( يغير اقواله بسرعة ) : كلا .. كلا بالتأكد أنت لن تفعل ذلك ولكن ربما قد وصلت لثارن بعض المعلومات الخاطئة والا كيف له أن يتهمك بذلك دون دليل

تايب: لقد .. رآني وأنااااااا ~  وأنا اقبلُ شخصًا (يبرر بسرعة) ولكن ذلك حصل لأنني لم اكن حذرًا وتمكن ذلك الفتى القذر من تقبيلي على شفتي

خوم يأخذ وقتًا بالتفكير، كان خائــفًا من أن يقول شيئًا يجعل تايب يغضب لذا كان عليهِ اختيار كلمات مناسبة لتجنب ردة فعل تايب

خوم  : تايب..  استمع إلي ، لأكون صريحًا ، لو كنتُ مكانك ..  سأكون غاضبًا أيضًا ولكن ... استمع لما سأقوله بامكانك الصراخ قدر ما تريد سأتحملُ ذلك ولكن عليك أن ترى الامور من وجهة نظر شخصٍ محايد

رؤية وجه خوم ونبرة صوتهِ المرتبكة وهو يحاول ان يطرح وجهة نظرهِ جعلت تايب يفكر مع نفسه
"هل أبدو حقًا مخيفًا؟

في البداية أراد تايب ان يقاطع خوم، ولكن قرر فيما بعد أن يستمع لصديقهِ حتى النهاية

خوم : لديك الحق بأن تغضب لأنه اتهمك بعد الوفاء رغم أنك لم ترتكب أي خطأ ولكن عليك أن تضع نفسك مكان ثارن ، لو أن أيَّ شخصٍ رأى ممن يحب في وضعٍ كهذا فسيغضب، لو لم يغضب فهذا يعني أنها لا يحبُ حقًا~ نعم اتفق بأنه تمادى باتهامه لك بالخيانة ولكت أنا لن أكذب ، صديقي وصفني بالعاهر عندما شعر بالغيرة

تايب يفكر ( لو أن ثارن وصفه بالعاهر فسيركله حتى يقضي عليه)

خوم ( يُكمل) : هل تعتقد أنني لم أكن غاضبًا؟ بالطبع كنت غاضبًا ولكنني أنتظرتُ حتى يهدأ وبعدها تحدثت معه ومضى الامر بخير ، ولكن دعني أخمن.. شخصيةٌ كشخصيتك لن تنتظر حتى يهدأ الطرف الآخر أليس كذلك ؟

خوم  ( ينظرُ لعيني تايب وكأنه يبحثُ عن الحقيقة) : ما الذي قلته له ؟

تايب : ما الذي يجعلك تعتقد أنني قلت له أي شيء؟

خوم : تايب، لقد نشأت معًا ، لقد كنا قريبين بما يكفي حتى اننا تشاركنا السراويل الداخلية، أنا أعرف ما يدور في ذهنك بمجرد النظر لك ، ومن مدى غضبك وأنت تتحدث أصبح بإمكاني أن أتصور كيف كنت تتحدث مع ثارن في ذلك اليوم.

لم يرغب تايب بالتحدث عن ذلك مجددًا ، لكنه شعر بالارتياح لوجود صديق على استعداد ليسمع الأمور ويحكم دون تحيز
تايب :قلت ... إذا كنت لا تثق بي ، لنأخذ استراحة لبعض الوقت

خوم : أوووووه 

لم يقل خوم شيئًا آخر سوى ذلك ثم تنهد بعد ذلك، تايب الذي استنتج من ردة فعل خوم أنه سيلقي اللوم عليهِ صك اسنانه وحمل كأس البيرة وكان على وشك أن يلقي به في وجه صديقه ولكن كلمات خوم التالية قاطعته عن ذلك

خوم : ألم تعاقبه بما فيه الكفاية؟

تسمر تايب في مكانه واصبحت يدُه ترتعش

تايب: هو الذي تصرف كالأحمق

خوم: ومن الذي لا يتصرف كالأحمق حين يحب؟
ربما هذا ماكان يريد تكنو قوله لتايب ولكن كان يخشى ردة فعله، الآن خوم كان يناقش تايب بصراحة ودون خوف

تايب: لا تدافع عنه ~ أنت لا تعرفه .. دعني أخبرك عنه  إنه رجل يحب أن يفكر في الأشياء كما يريد ، يفقد أعصابه بسبب الأشياء التافهة ، إنه يختبئ في غرفة النوم عندما أغضب ولا يخرج حتى اهدأ، يتحدث دائمًا عن الزواج ~ أي زواج كيف يمكن لرجلين بالغين أن يتزوجا ها ؟ أخبرني ؟  إنه يشعر بالغيرة من أتفه الأشياء حتى أنه يشعر بالغيرة من المرحاض إذا جلست فوقه لفترة من الوقت

خوم ينفجرُ ضحكًا

تايب يسكبُ كأسًا آخر من المشروب وهو يمسك الكأس بيدهِ بقوة

خوم يضحك مرةً آخرى لأنه يجدُ تايب لطيفًا وهو بهذا الموقف

خوم : هل تعلم ~ أنا أحسدُك ولن أخفي غيرتي منك
تايب: هاه ؟

خوم: لأنني الآن اعرف مدى حب ثارن لك ~ هل حقًا يغار من المرحاض ها ها ها ( يضحك بصوتٍ مرتفعه) ربما أنت تقول ذلك من باب الشكوى ولكن بدى وكأنك تتفاخرُ بحبيبك

تايب ينظر لـ " خوم "  باستغراب

خوم: أن تمر كل هذهِ السنوات على علاقتكما ببعض وأن يكون من تحب يشعر بالغيرةِ عليك بهذا الشكل فهذا أمرٌ نادر الحدوث بعلاقة مضى عليها سبعُ سنوات .. لا أخفي عليك فحبيبي كان يشعر بالغيرة فقط حين كان منجذبًا الي في بداية العلاقة

تايب: حسنًا حسنًا يكفينا حديثًا عن ذلك الشخص

خوم: اذًا هل نتحدث الآن عن الفتاة التي اختارها والدك ؟

تايب: هل سئمت من الحياة؟ هل ترغم بأن تموت اليوم
( خوم يضحك )

عندما تحدثا يوم امس واتفقا على اللقاء كل ما كان تايب يريده هو رؤية صديقهِ والحديث عن آخر التطورات في حياته لم يكن يعتقد أن حديث اليوم سيكون عنه وعن ثارن لذا تايب كان يحاول ان يُنهي الحديث عن ثارن والتحدث عن حياة صديقهِ خوم الذي اصبح مؤخرًا يعمل في مجال تصفيف الشعر ولكن صوتٌ ثالث قادمٌ من خلفِ الطاولة قاطعهما

العم : جيد انكما هنا.. متى وصلتما؟

خوم : مرحبًا أيها العم ~ لقد وصلتُ يوم أمس ( يردُ بتهذيب )

العم : هذا جيد لقد اجتمعت اليوم مع اصدقائي ( يشير الى طاولة يجتمع حولها العديد من رجال الحي ) لأدعو الاصدقاء الى حفل ولدي من الجيد أنكما هنا

خوم: ايُّ حفل؟

العم : ولدي سيصبحُ راهبًـا

يأخذ تايب وخوم الدعوة، خوم يضعها في جيبهِ أما تايب فأبقاها بيديه وهو ينظرُ اليها

خوم: ماذا هل تفكر أيضًا بأن تحلق شعرك و تتخلى عن ملذات الحياة وتصبحُ راهبًا ..
استمر تايب بالنظر الى مغلف الدعوة

خوم: هل أنت جاد ؟

تايب: أنا لا افكر بالزواج ولا حتى أن يصبح لدي طفل، ربما من الافضل فعلُ ذلك ~ على الاقل يمكنني أن أدعو له ولوالدي


>>مشهد جديد <<

في منزل تايب

والد تايب : ماذا قُلت ؟

تايب: ابي هل فقدت القدرة على السمع فجأة ؟
والد تايب : تريدُ أنت تصبح راهبًا ؟؟؟؟ ( يصرخ متفاجئًا )
تايب ( يومئ برأسهِ) : نعم لقد سمعتَ ذلك جيدًا ~ اريدُ أن أصبح راهبًا
والد تايب: ولكن لماذا هذا القرار المفاجئ

تايب: ماذا الا تريد ذلك ؟ ( ينظرُ لعيني والده والتي كانت تلمع على الرغم من ان تعابير وجهه كانت غاضبة)

والدة تايب تشارك بالحوار : ان كنت ستفعلُ ذلك لنفسك فالخيارُ يعودُ لك أما ان كنت تفعلها دون قناعة تامة فلن يأتي خيرٌ من ذلك .

يتوجه تايب نحو والدتهِ ويمسكُ يدها : امي انا لن اتمكن من منحكم الأحفاد لذا اقل ما يمكنني فعله هو حلقُ شعر رأسي والدعاء لكما لذا قررُت أن اذهب غدًا الى المعبد لأفعلَ ذلك

والدة تايب: حسنًا ان كنتَ تريدُ فعل ذلك فلن أنمنعك ولكن أولًا عليك أن تغتسل ( قالتها وهي تُربتُ على كتف تايب)

وافق تايب على مقترح والدته وتوجه الى الطابق العلوي ليستحم

والدة تايب: هل تعلم انه ولدنا قرر ان يتخلى عن متعة العلاقة مع من يحب

والد تايب (بتعابير سعيدة) : لا بأس انه مجرد جنس ليس بالشيء الكبير

يعلم أن زوجته ستبدأ بلومهِ لذا يرفع صوت التلفاز
والد تايب: دعيني اشاهد الحلقة اليوم فالحداث فيها مشوقة ( تظهر البطلة على التلفاز ) فقط لو ان تايب كانت لديهِ حبيبة جميلة كهذهِ
ولكن  هو بالفعل لديه حبيبٌ وسيم

( في صباح اليوم التالي)

تايب استيقظ مبكرًا وقام باكمال الاعمال التي على عاتقه
تايب: امي سأذهب الى السوق للتبضع عليكِ أن تعتني بوالدي جيدًا ولا تدعيه يخرج الى اي مكان
والدة تايب: حسنًــا سأراقبُ ذلك الرجل العنيد جيدًا

... كانت السماء صافية وقت الغروب، عيدُ سونغكران  اقترب والقمرُ يبدو مكتملًا  ولكن فكر تايب لم يكن صافيًا
تايب: اخرج من عقلي ايها اللعين .. اخرج

لقد مضى اسبوع منذ وصول تايب الى منزل عائلته ولم يستلم خلالها اية رسالة من ثارن، كان دائمًا يتساءل مع نفسه
(ما الذي يأكله وما الذي يفعلهُ ثارن وكيف يعيش ؟ هل تمكن من ايجادِ شخصٍ يفرغ رغبته الجنسية معه ام أنه لا يزالُ وحيدًا )
قلبُ تايب كان يضيقُ بالهموم، لون السماء بدأ يتغير وأمتزج اللون الاحمر مع الأزرق الطريق كان خاليًا تمامًا كقلب تايب
اما على جانب الطريق فقد كان يتجمع بعض العشاق الذين وقفوا لمشاهدة الغروب، كان المنظرُ رائعًا فقط لو أن أحدًا كان يقف الى جانبهِ ليشاهداه معًا..
انطلق تايب بدرجاتهِ مبتعدًا عن كل ما يذكره بثارن... بالحقيقة كان كلَّ شئ من حوله يذكره بذلك الرجل في بانكوك حتى عندما اصبحت السماءُ معتمة .. شعور الوحدة الذي أحس به جعله يتذكر ثارن

هو كان بدون حبيب منذ مدةٍ طويلة..
سار بهذا الطريق كل يوم
رآى العشاق كل يوم
لم يشعر يومًا بالوحدةِ التي يشعرُ بها الآن
" ثارن أين أنت؟ ألم تشتاق لي ؟ "
( قطراتُ مطرٍ تتساقط )
دون انذار وكعادة الجو في تايلاند يتساقط المطر فجأة.. تايب الذي بقي واقفًا في منتصف الطريق اخرج هاتفه وقطراتُ المطر تسقط على وجهه ..
ما هو الغضب؟
ما هو الكبرياء ؟
ما هو الجدال ؟
تبًـــا لكل شيء .. يجب أن اتصل بثارن
" تايب "
صوتٌ على الجانب الآخر من الهاتف اجاب .. صوتٌ كان يتوق تايب لسماعهِ .. صوتٌ جعل دموعه تنزل دون أن يشعر
كل القوى التي استجمعها ليتصل لم تصمد طويلًا
تايب : ثارن .. اشتقتُ لك

(تبًا لك ثارن، كيف تجعل رجلٌ مثلي يبكي بهذا الشكل؟ انا الشخص القوي كيف اتهاوى هكذا لمجرد أنني سمعت اسمي بصوتك .. الجميع يعتقد بأنني سأنفصل عنك الجميع يعتقد أن الامر سيكون سهلًا علي ولكن بالحقيقة انا بالكاد استطيع العيش بدونك )

كل ما قاله تايب هو : اشتقتُ اليك

التوق جعل تايب ينسى كل ما اراد قوله وظل يردد

"إشتقتُ أليك .. اشتقت اليك "

"ثارن ... اشتقتُ اليك "




ترجمة رواية ثارن تايبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن