ترجمة رواية ثارن تايب

الفصل الثاني والعشرون : عهود الحب

في هذا المنزل هناك صحنين على الطاولة الصغيرة، كأسين من الماء وكرسيين لم يجلس عليهما أحد منذُ شهر

ثارن: لا أعرف أين شممتُ هذهِ الرائحة من قبل
تايب: هلا توقفت عن سؤالي؟
ثارن: اريد أن أعرف اين شممتُ هذهِ الرائحة
تايب: لقد اتصلتُ بتار هل أنت راضٍ؟
ثارن : تار ؟
تايب: لقد طلبتُ من تار أن يعلمني صنع هذا الطبق،  أردتُ أن اقدمه لك بعد عودتك من عملك في المرةِ الماضية  ولكن بعد أن ظهر فيات وافسد كل شيء لم تتسنى لنا الفرصة لتناوله
ثارن يضحك
تايب : لماذا تضحك بحق الجحيم ؟
ثارن: أين أختفى تايب آبوت ؟ ( تايب الراهب لم يكن ليشتم ابدًا )
كانت عبارة ثارن مضحكة لكيليهما ولكلٍ منهمنا أسبابه لذا بدئا بالضحك
هل كان تطوعه كراهب خطئًا أم صواب ؟ الآن هو لا يستطيع العودة تمامًا كالسابق وبنفس الوقت لم تكفي ال 26 وعشرون يومًا بجعل تايب يتغير، لقد تطلب الأمر الكثير من الجهد ليتأقلم على حياة الرهبنة واضطر لأن يتخلى عن عدة اشياء ويبتعد عن عدة أشخاص ولكن لا يمكنه أن يلومَ أحدًا على ذلك.
كانت هناك الكثير من المشاعر والافكار التي تراود تايب خلال الفترة التي قضاها في المعبد، كان لا بدُ من فعل ذلك كبادرة أخيرة لأظهار امتنانهِ لوالديهِ وليتمكن من قضاء المزيد من الوقت معهم قبل تركهم ليعيش حياته الخاصة مع الشريك الذي أختاره
تايب كان متحمسًا للعودة الى منزله فمنذ 7 سنوات ومنزلُه هو هذهِ الشقة وعائلتُه هي هذا الشخص
كان يتأمل ثارن الذي يقف في المطبخ ويغسل الصحون
تايب: إذاً هل تريد أن أستم بالحديث معك كالراهب ؟ ؟
ثارن: نعم
تايب: هل أنت شيطان ؟ هل تعلم كم كنتُ محبطًا بذلك الوقت؟ كنت أحاول جاهدًا كبتَ نفسي عن الصراخ بـ ( اللعنة يا إبن الساقطة ) كل يوم على الشخص الذي يقوم بايقاظي صباحًا ليس فقط الاستيقاظ صباحًا ولكن كانت هناك أيام يقوم بها الرهبان بجلسات تأمل دون تناول الغداء، أنت تعرف أنني لا أستطيع تجاوز أيٍ من الوجبات ( ينظر لثارن الذي لا يزالُ مبتسمًا) ما الذي يجعلكُ مبتسمًا هكذا؟ هل شُلت شفتاك ؟
ثارن: لأنك تبدو خجولًا
تايب: اللعنة لستُ كذلك
ثارن: توقف عن القلق حيال شعرك ... توقف عن لمسهِ بيدك
أحببتُ رأسك الأقرع .. تبدو كالطفل نا~
تايب: اقرع؟ فقط شعري قصير
ثارن ( يقترب من تايب ويجلس بالقرب منه ويمسك يده): لم أقصد إغاظتك حقًا، اريدك أن تكون مرتاحًا حين تكون معي وأيضًا لا داعي لأخفاء خجلك لأنك تبدو لطيفًا
يدي ثارن ترتجفان
ثارن: أنا سعيد جدًا لرؤيتك لذلك يدي ترتجفان
تايب ينظر الى وعاء الحساء البارد ويبتسم .. بعذ الأمور تبرُد حين يمرُ عليها الوقت ولكن مشاعر ثارن تجاهه لن تبرُد أبدًا ..
سبعُ سنواتٍ من الحب  .. مشاكل .. جدال .. إنفصال ولكن عندما يكونان سويًا يعودنا كما لو أنهما أحبا بعض للتو ، ينظران لبعضهما ويضحكان
الشقة التي كانت مظلمة  ولم يُسمع منها سوى صوت التلفاز منذُ عدةِ أشهر تعج الآن بضحكات ثارن وتايب .. عاد الدفء للمنزل بعد أن عاد تايب
حتى الطعام الذي تناوله ثارن اليوم كان أشهى وجبة طعام قد تناولها منذُ شهور..
بعد أن إنتهى ثارن من تنظيف الصحون جميعها ذهب ليستحم، تايب كان قد إستحم بالفعل قبل وصول ثارن، عندما خرج ثارن وجد تايب ممدًا على السرير
تايب: لقد إشتقتُ للنوم على سريرنا
ثارن: هل هو مريحٌ لهذهِ الدرجة ؟
تايب: طبعًا أنت لم تجرب النوم على الأرض لذا لا يمكنك تخيل الألم في ظهري
يتوجه ثارن نحو حاسبهِ المحمول ويفتحه
تايب: ما الذي تفعله؟
ثارن: هل تذكر تطبيق الأغاني الذي أخبرتُك عنه ؟
في الزيارة الاولى التي قام بها ثارن لتايب قبل شهر حين كان في المعبد، أخبره أنه يقوم بتأليف بعض الموسيقى في اوقات الفراغ وكانت ثانيا تساعدهُ بذلك
تايب : إمممم
ثارن:  هل الوقت مناسب الآن لتستمع للأغنية
تايب: ثارن ... لنتبادل العهود

تايب كان يعلم أن عبارته ستصدم ثارن لذا سارع باكمل جملتهِ قبل أن ينطق ثارن بكلمة

تايب: لقد تحدثتُ بالموضوع مع والدي وأخبرتهما أنني إخترتُ العيش في بانكوك بشكلٍ دائم وأن أكون معك وقد تقبلوا قراري أخيرًا لأنها حياتي وأنت هو من أخترتُ أن أعيش حياتي معه..
لا أعلم ماهو قرارُك ( يحمرُ وجه ويبدأ بحك رأسهِ ) ولكن بالنسبة لي هذا هو عهدي لك
ثارن: ماذا عن والديك؟ وماذا عن منتجعكم ؟
تايب: لقد ناقشتُ معهم الأمر وأخبروني بأنه في حال لم يتمكنوا من ادارته فسيقومون ببعيهِ وتحويل المال باسمي لأتصرف به، ربما كان علي أن أتناقش معك بذلك أولًا ولكنني عرضتُ عليهما أن يعيشا معنا هنا في بانكوك.. أنا عاطلٌ عن العمل ولكن سأبحث عن وظيفة بأقرب وقت وسأشتري منزلًا لهما ليسكنا فيه
ثارن كان يستمع بإصغاء حتى قال تايب جملتهُ الأخيرة هز راسه بعدم الموافقة
تايب ( يصرخ ) : أعلم بأنه كان علي أن أخبرك أولًا ولكن ...............
يقاطعه ثارن : لا لا لا .. أنا لا لستُ معترضًا على دعوة والديك للعيش معنا هنا، بالعكس أنا أتفق معك بذلك 100%  فأنت ولدهما الوحيد أنا لم أعترض على ذلك بل لأنك قلت بأنك ستبدأ بالحث عن عمل لأجل كسب النقود، هذهِ المسألة تعتبر مسألة عائلية لذا ( يحمل يدي تايب بين يديهِ)  كلانا سنشترك لكسب المال وشراء المنزل لهما ( بنبرة جادة)
تايب: نعمل سويًا على كسب المال ؟
ثارن يبتسم : مستقبلُك هو مستقبلي لذا لنخطط له سويًا

لماذا ؟ لماذا كانت كلمات ثارن جميلة؟ حتى أجمل من كلمة ( أحبك )
هل لأن هذهِ المرة تايب شعر بحب ثارن بالأفعال وليس فقط بالكلمات.. أن يخططا للمستقبل سويًا أمرٌ لم يخطر ببال تايب.
"لم أعتقد يومًا بأن شخص ما سيطلب مني ذلك "

هو وثارن إلتقيا عندما كانا مراهقين، كانا لا يزالان طالبين في السنةِ الاولى من الجامعة وقعا بالحب دون أن يخططا لذلك، إنتقلا ليعيشا معًا دون أن يعرفا لكم من الوقت سيعيشان معًا ... حتى هذا اليوم
تايب لديهِ عائلة ليعيلها وثارن مستعد للمشاركة بذلك وتحمل المسؤولية معه
اليوم تحدثا عن المستقبل لأولِ مرة
تايب ( بصوتٍ يرتجف) : ثارن ( يمسك يدي ثارن بالمقابل) أنصت إلي جيدًا ( ينظر بعين ثارن بنظراتٍ جادة )
" أنا تايب أتعهد بأني سأكون معك ومعك أنت فقط في الألم والسعادة في الغنى والفقر حتى آخر يومٍ بعمري "
تايب لم يكن يعرف ما هي العهود التي تقال في الزواج هو قال ما شعر بهِ فقط
" أنا ثارن أتعهد بأني سأكون إلى جانب تايب، في الغنى والفقر عند الألم وفي السعادة ساكون معه ومعه فقط "
كان صوت ثارن يرتعش وكأنه على وشك البكاء، كانت ابتسامة تايب تصبح أكبر وأكبر
لم يكن هناك شهودٌ عندما تبادلا العهود
لم تكن هناك طقوس
ولكن من يهتم ؟ حين يكون العهد نابعٌ من القلب فلن يحتاج لورقةٍ رسمية أو حفلٍ كبير ليتم المصادقة عليه
دون أن يضيفا المزيد تبادلا الأحضان وكأنهما لا يرغبان بأن يتركا بعض ولكن فجأة ثارن يترك أحضان تايب و ينهض من السرير يمدُ يديهِ ليساعد تايب على النهوض
تايب: ما ~ ما الذي تريده ( بصوتٍ مختنق)
ثارن ( يمسح دموعه من خده) : لنذهب لشراء الخواتم
تايب يفكر مع نفسهِ " بالرغم من أن من أحب هو رجل إلا أنني  أكثر الرجالِ حظًا بهذا العالم "
تايب: أحبك
ثارن : أنا أيضًا أحبك

□ □ □  النهاية