الفصل السادس عشر

5.7K 167 69
                                    



"اللعنة هل تعتقد أنه بامكانك احضار فيات الى المنزل"

(تايب يضرب بالفأس جذع الشجرة )

والد تايب(ينادي) : تـــــــايب

" لم يكن عليّ الاتصال وأخباره بأني عدُت للمنزل "

(تايب يضرب بالفأس)

والد تايب (ينادي) : تـــــــايب

" لكن لو لم أخبره بذلك فسيستمر بالتفكير باسباب عدم اتصالي، كم هذا مُحبط .. أنا الشخص الذي طلب بالابتعاد لفترة لماذا عليّ القلق حيال مشاعرهِ"

(تايب يستمر بالضرب)

والد تايب: ما بال هذا الولد ... تايب هل تسمعني ؟

كان جسد تايب الأسمر متعرقًا وهو يُقطع الخشب تحت اشعة الشمس غارقًا بأفكارهِ
لم ينتبه  لصوت والده حين كان يناديه ..

جسده في منزل أهلهِ ولكن عقله لا يزال في بانكوك يفكر بذلك الشخص المدعى "ثارن"

والد تايب ينادي ولده منذ وقتٍ ليس بقليل ليلتفت اليه، كان يقف بصعوبة مستندًا على عكازه ..
ما إن انتبه تايب لوجود والدهِ حتى توقف عما كان يفعله، انزل قدمه من عن جذع الشجرة

تايب: ابي! عُد لغرفتك واسترح ~ لو استمريت بالسير ستؤذي ساقك وسيتفاقم الوضع

حين سقط والد تايب يوم الحادث  تم اسعافه من قبل جيرانه الى المستشقى فورًا .. الآن هو يعاني من كسرٍ مضاعف  لذا يجب عليهِ الاستلقاء وعدم تحريك ساقه المصابة، ولكن منذ وصول تايب خلال  يومين لم يجلس والده ابدًا هو فقط يسير في ارجاء المنزل مستندًا على عكازه، ربما انها حقيقة
حين يكبر الآباء يميلون للتصرف بعناد اكبر.. .

والد تايب: ولدي الآن هنا معي لذلك إن حصل شيءٌ لي فسيقوم هو بنقلي للمستشفى

كانت سعادة والد تايب بعودة إبنهِ واضحة جدًا جعلت تايب يفكر ربما هو يتقصد أن تطول فترة شفاءه حتى يستمر بقائه هنا لفترة أطول، لقد مرت سنة كاملة منذ آخر مرة كانا فيها معًا.
تايب: من حسن الحظ انني استقلت من عملي لولا ذلك لما كان مديري عديم الرحمة بزيارتي

والد تايب ( يضحك) : جيد . جيد .. هذا يعني أنك ستبقى هنا في المنزل ولن تعود

لم يكن ذلك أمرًا مفاجئًا لتايب، فمنذ مدة ووالده يطلب منه العودة للمنزل ومساعدته بادارة المنتجع، ولطالما تجاهل تايب رغبات والده..
طوال السنوات الماضية  كانت حياة تايب تدور حول ثارن، ولكن طوال الطريق من المطار الى المنزل كان قلقًا حيال والدهِ فقط ، ماذا لو أصابه مكروه ؟ ماذا لو لم يتمكن من السير مرةً أخرى ؟
تايب مع نفسهِ " كل ما كنتُ أفكر به هو أنت حتى نسيتُ عائلتي ثم تجرؤ على اتهامي بالخيانة "
عاد تايب لتقطيع الخشب ولكن بقوة أكبر الآن فهو يصب غضبه على قِطع الشجر امامه.

اكمل تايب عمله ثم دخل للمنزل ليجلس على الأريكه الى جانب والدهِ.

والد تايب: ما افكر بهِ هو أن تعود لتستقر معي هنا وتساعدني، لو أن ذلك الشيطان الأجنبي يحبك حقًا فسيأتي هو لأجلك

تايب: هو لن يأتي لمكانٍ كهذا

شخصٌ اعتاد على الحياة بنمطٍ غربي، عاش حياته بمنزلٍ حديث في قلب المدينة لن يأتي ليعيش في قرية على الأطرف.

والد تايب: إذاً من الافضل أن تنفصلا الآن، بجميع الأحوال هو ليس الشخص المناسب لك

تايب: ابي هل تعلم كم مرة طلبت فيها أن ننفصل؟ هذا لن يحدث  ~ نحنُ لن ننفصل

والد تايب: كيف تتحدث معي بهذهِ الطريقة ( رفع عكازه و وكز بها تايب على صدره)

تايب: أمي ~

تخرج والدة تايب من المطبخ ما أن يناديها ولدها .. تأخذ زوجها الى الغرفة

والدة تايب: عزيزي أنت مصاب يجب أن تستلقي على السرير

والد تايب: اطفال هذهِ الايام عديمي الأخلاق

الولد عديم الأخلاق كان يبتسم وهو يرى والدته تجر والده الى الغرفة وهي توبخه، لطالما نجحت هذهِ الخطة فالزوجة هي الوحيدة التي تستطيع أن توبخ زوجها بهذا الشكل .
لكن لم تدم الابتسامة طويلًا ..

لم تكن تلك المرة الأولى التي يقترح بها والد تايب الأنفصال، في كل مرة يفعل ذلك تايب كان يضحك ويحول الموضوع للمزح ~
لكن ليس اليوم.
سابقًا لم يكن تايب يشعر بالذنب حين يترك والديهِ وحيدان اما الآن كونه الطفل الوحيد لهذهِ العائلة جعل الضغط عليهِ أكبر الآن فمن غيره يمكنه الأعتناء بهما.

هو غادر المنزل منذ 10 سنوات ولم يفكر بالعودة أبدًا حتى هذهِ اللحظة، هو يفكر تحقيق رغبة والدهِ بشكلٍ جدي..

بالنسبة لتايب والده هو ذلك الرجل القوي الذي بامكانه تحمل كافة الاعباء والعمل ليلًا ونهارًا دون تعب، تلك الصورة لم تعد كذلك
السيد تيوايت الآن رجلٌ كبيرٌ بالسن و يتألم، الشيء نفسهُ بالنسبةِ لوالدتهِ هي أيضًا كبُرت بالسن.
النظر لتجاعيد وجههما وشعرهما الأبيض الذي ازداد عن آخر مرة زيارة تجعل تايب بموقفٍ صعب.

"ماذا عليّ أن أفعل مع ثارن؟"

عليهِ أن يختار بين والديهِ وحبيبهِ

"اللعنة"

يخرج تايب من المنزل على أمل ايجاد بعض الصفاء الذهني، كان الجوُ رائعًا ومناسبًا للسباحة، هو لم يذهب للشاطئ منذُ العام الماضي لكن هو فضل الأستلقاء على مقعدٍ بالقرب من أحد الأشجار والنظر الى السماء.
اخرج هاتفه من جيبهِ، لم يكن هناك أيُّ اتصال ولا حتى رسالة ..

" ربما هو الآن يعيشُ مرتاحًا بغيابي"

مع تلك الفكرة يعيد هاتفه الى جيبهِ  ..
" اللعنة هل حقًا سننفصل ؟ هل هذا الأمر محتمل الحدوث؟ "

<<مشهد جديد>>

بينما كان تايب يعتني بوالدهِ المصاب، ثارن على الجانب الآخر ينهي عمله ثم يعود الى المنزل  الفارغ يُخرج هاتفه وكأنه بانتظار شخصٍ ما ليتصل.. يبقى منتظرًا حتى ينام

كان هذا الحال منذ آخر اتصال ورده من تايب، هو لا يزال بالانتظار على أمل أن يعود تايب ويتحدث اليه كما وعده.

في كل يوم يعود يدخل الى كل غرف المنزل ليرى إن كانت أغراض تايب لا زالت موجودة أم أنه قد عاد وأخذها ..

المنزل يبدو أكثر ترتيبًا ونظافةً من السابق، لأن ثانيا كانت قد اتصلت باحدى العاملات للتنظيف .

اليوم يشعر بالوحدة أكثر من السابق لم تعد اغراض تايب أمامه فقد تم ترتيبها واعادتها الى الخزانة حتى الاكواب والصحون لم تعد على الطاولة كما كانت.

هل ازالت العاملة الأوساخ أم أنها أخذت الدفء الذي كان في المنزل ...

على احد الرفوف كانت هناك صورة لهما، وقف ثارن امامها وهو ينظر لحياتهما السابقة وكأنها محبوسة في اطار تلك الصورة.

هما بعيدين منذ فترة طويلة، منذ رحلة عمل ثارن ولغاية الآن لم يجتمعا كالسابق .. حتى حين كان ثارن يقضي اجازة الجامعة الصيفية خارجًا كان يأخذ تايب معه ..

تايب: " ايها الطفل الغني، عليك أن تسافر الى لوحدك  لستَ مجبرًا على انفاق المال علي"

ثارن :" هل هناك من مشكلة حين انفق المال على زوجتي ؟ "

تايب: " الا يوبخك والديك على ذلك؟ نحن فقط حبيبين مع ذلك فأنت تتولى مسؤوليتي"

ثارن : " لا يفكر والداي بهذهِ الطريقة، كما أنهم يعلمون أنك زوجتي وطلبوا مني الاعتناء بك"

حتى بعد التخرج حين كان تايب يعود لمنزله ثارن كان ينتظر عطلة نهاية الاسبوع ليحجز اول طيارة ويقضي اجازته مع تايب هناك.

ثارن: لم يسبق لي أن كنتُ بعيدًا عنه طوال هذا الوقت
يأخذُ نفسًا عميقًا ويفكر

"والده قد أصيب لذا لا بد أن تايب الآن منشغلٌ بالاعتناء بهِ  لن يتركه ويعود خلال يومين يجب أن لا أفكر بأنانية"

اخيرًا يقرر ثارن أن يعيد بعض الحياة الى المنزل، يُشغل التلفاز فالهدوء اصبح لا يُطاق .. يتوجه نحو الثلاجة  ليكتشف بأنه لا يوجد فيها ما يؤكل؛ فقط بعض المشروبات والمياه والخضار وبيضه أخيره.

يتذكر بأنه يمتلك بعض النودلز سريعة التحضير، يُخرج العلبة ويبدأ بتحضير النودلز

ترجمة رواية ثارن تايبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن