" في احد البارات "
دخل حمزه متوجهاً نحو احد المقاعد وهو يفتح جاكته الاسود الجلدي بضيق .. نظر له صديقه الذي كان يجلس في انتظاره ورفع يديه مرحباً .. مد حمزه يديه ليلتقط منه الكوب الذي بيديه ليشربه دفعه واحد ثم جلس شارداً ينظر امامه بصمت .. ليقول له الاخر بفضول مستغرباً حالته
- ايه يا بني نازل عليك غضب ربنا كده ليه
ضيق حمزه عينيه ناظراً له وقال يتسائل
- هو انا حبيت قبل كده كام مره ؟
لو الاخر فمه باستغراب ثم قال وهو يعد على كلتا يديه
- مش عارف ، انا مبعرفش اعد بعد الالف
ثم ضربه على كتفه بمزاح وقال
- بهزر معاك ، انت معندكش قلب اصلاً
ارتشف حمزه من الكوب امامه وقال بلا اي ردة فعل
- شكراً غور من قدامي دلوقتي
رفع الاخر حاجبيه بفضول ثم تنهد وقال يتسائل
- هي نفسها بتاعة المره اللي فاتت .. لسه منستهاش ؟
ابتسم حمزه ابتسامه ساخره و لم يجيبه ليتابع الاخر
- فكك منها وانسى .. طالما هي مش بتحبك يبقى متتعبش نفسك في علاقه مش هتكمل وهتستهلك طاقتك على الفاضي
عقد جبهته بخفه وقال بتنهيده
- بس انا عاوزها .. عاوزها هي وبس !
- دخلت في دماغك للدرجه دي
ضيق حمزه عيونه وقال متمتماً وهو يضرب على صدره بكف يديه
- دخلت في قلبي !!
- طيب وبعدين !
بتنهيده حاره
- كنت فاكر ان عمري ما هحب او اتعلق بأي شخص .. ديماً الحب في نظري كان حاجه مقرفه وشعور مستهلك وساذج وان العلاقات كانت مجرد تسليه للطرفين لفتره مؤقته مش اكتر ...ومحستش للحظه اني غلطان في حكمي
قلب عيونه يسخر من نفسه وهو يرتشف من كأسه
- غير دلوقتي !
صمت قليلاً ثم تابع
- حاسس اني معنديش ذرة سلطه او تحكم على قلبي ... كأن قلبي مش قلبي وانا مش انا !... والموضوع محسسني بعجز ومش عارف اتصرف بأنانيه المره دي لان الحاجه اللي انا عاوزها رفضاني ومش في صفي
مال الاخر بوجهه يستند على يديه الموضوعه على الطاوله امامهم. وقال باستفسار
- في صف حد تاني ؟
اكتفى حمزه برمقه بنظره ناريه حانقه ليفهم الاخر ما يريد ان يعرفه من تعابيره المحتده ... فتنهد ورفع كأسه نحو حمزه وقال
- حيث كده يبقا في صحة الايام السوده اللي جايه !
