بعد مرور عدة ايام
وقفت دارين امام المرآه تتجهز اخيراً فاليوم هو نهاية مرحله جديده من حياتها ، ستتخرج من الجامعه ، لا تكاد تصدق كيف تمر الايام هكذا بسرعه ! ، كيف يسرقنا الوقت ويمضي ، وفجأه نجد انفسنا قد كبرنا !
كيف كبرنا ؟
تنهدت وقد انهت وضع بعض الزينه على وجهها الهادئ ، ولكنها شعرت بالحيره في اختيار تسريحة لشعرها ، لذلك قررت تركه هكذا للهواء يعبث به
دخلت عليها نهاد تنظر لها باستغراب ثم قالت شاهقه
- هتروحي حفلة التخرج كده ؟
نظرت دارين لملابسها وقالت بعدم فهم
- ايوه ؟
لوت نهاد شفتيها ووضعت يديها تكتم ضحكتها وقالت بسخريه
- بقا الناس بتلبس اغلى واجمل الفساتين وانتي راحه ببنطلون وبليزر ، فعلاً اللي ملوش ذوق ملوش نصيب
قلبت دارين عينيها وقالت بحنق
- والله كل واحد حر وانا ببقى مرتاحه كده ، انا مش مضطره اعجب حد على حساب راحتي
نظرت لها نهاد بسخريه
- اصلاً انتي مبتفهميش في الحاجات دي يا ماما ، دي حاجات بتاعت الناس الهاي كلاس بس
تأففت دارين ثم توجهت تأخذ حقيبتها وهي تقول بعدم اكتراث
- حاجه وحشه اوي الهيئه تبقى مظبوطه من بره والعقل اللي جوه فاضي
نظرت لها نهاد بغضب ولكنها قالت باستفزاز وهي تجلس على الفراش
- خلينالك انتي العقل ، اما نشوف
وعلى حين غره فتح باب الغرفه على مصرعيه ليدخل منه يمان وهو يقول بغضب عارم
- مين الحيوان اللي خد الشاحن بتاعي
رمشت كلاً من دارين ونهاد بدهشه ليعيد جملته مره اخرى بتوعد لتقول دارين بضيق
- انا ، كنت مستعجله علشان خارجه
اقترب يمان منها ببطئ ونظراته تفترسها لتبتعد هي للخلف
- انتي عارفه انا هعمل فيكي ايه ؟
اقترب ووقف امامها ليمسك وجهها بيديه يضغط عليه وهو يقول بحده
- هفرم وش امك ده
صرخت دارين بغضب ليتركها وهي تقول بحده
- المكياج يا متخلف
ضربته بيديها لتبعده عنها ثم ركضت نحو المرآه وهي تقول بنبره على وشك البكاء
- المكياج اتبهدل ، الآيلاينر في ناحيه باظت
رفع حاجبيه يرمقها باستخفاف
- آيـ...... ايه ؟
تأففت دارين وفتحت علبة المكياج لتعدله بتذمر بينما وقفت نهاد تقول بتوضيح وهي تشير لعيونها
- الايلاينر يابني
رمقها يمان بنظره حانقه لتزفر هي قائله بضيق
- تمام متبصليش
وقف امامها وقال بعناد
- والله انا اعمل اللي على مزاجي
