- ماما يلا بينا نمشي من هنا ونرجع بيتنا ارجوكي !قالتها دارين بعد ان دخلت على والدتها فجأه بعد ان كانت الساعه قد تخطت منتصف الليل ... لتتسع عيون امينه بتعجب من مظهر ابنتها الغريب وطلبها المليئ بالتوسل والرجاء المفاجئ .. لتعتدل وهي تجيبها باستغراب
- مالك يا دارين ، في ايه ؟هزت رأسها بتعب قائله بنبره مبحوحه وهي تكاد تلتقط انفاسها
- انا مخنوقه يا ماما ... مخنوقهوقفت أمينه لتقترب منها بقلق من أسلوبها الغريب الذي لم تعهده سابقاً منها ، فإبنتها ليست من النوع الذي يظهر خلجات قلبه وما يعتريه من ضعف بسهوله
- حاجه حصلت يا حبيبتي ، انتي تعبانه ؟؟
زفرت دارين بسخريه مريره وهي تقول
- مفيش حاجه حصلت ابداً ...غير ان كبريائي وكرامتي اتجرحوا ... واتطعن في شرفي بمنتهى السهوله ... وبقيت على لسان الكل اني انسانه ***** عامله علاقه مع ابن الراجل اللي شغاله عنده وهو مقبلش يعطف عليها ويتجوزها ... الموضوع تافه مش كده ؟؟ ماليش حق اتخنق واتضايق !؟اغلقت امينه عيونها بقلة حيله وقالت بتفهم
- انا عارفه يا بنتي ، عارفه كل ده وفاهمه شعورك ، بس آآ...صمتت تفكر لا تعرف كيف تقول ما يجول في خاطرها .. ثم اخذت نفس عميق وتنهدت
- لو مشينا ايه اللي هيحصل يعني ؟؟... الناس مش هيسكتوا وبالعكس هيتقال انهم طردونا بعد اللي حصل وهيبقى تأكيد واضح ان الكلام ده صح ... كمان غسان بيه مغلطش معانا هو كان زيه زيي وابنه كمان صحح اللي حصل وطردوا الوليه اللي ماتتسمى دي من هنا و متقلقيش غسان بيه قالي انه هيوضح اللي حصل للصحافه في اقرب وقتربتت على يديها بحنان وتابعت
- ده غير كده شغل اخوكي وشغل عمك وحياتنا متوقفه على البيت ده ، مقدرش اقطع عيشهم يابنتي ونرجع تاني للي كان بيحصل زمان ... علشان كده علشان خاطري استحملي وكل حاجه هتتحسنكانت دارين تراقب والدتها بهدوء غريب ثم تنهدت وهي تمسح وجهها قائله بمراره وتفهم
- صح يا ماما صح ، معاكي حق .. قد ايه انا انانيه ومفكرتش فيهمثم وقفت سريعاً وهي تقول بشبه ابتسامه مطمئنه وصدرها يعلو ويهبط بانفعال
- هستحمل طبعاً متقلقيش .. هحاول كمان مخيبش ظنك فيا تاني وهريحك من مشاكليثم انحنت عليها تقبل رأسها وتوجهت بسرعه للخارج وهي تكتم شهقة ألم تكاد ان تنفجر ... توجهت نحو الردهه الخلفيه لكي لا يشعر بها احد وحاولت ان تكتم بداخلها كل ما حدث ... حاولت ولكن محاولتها كانت عابثه وضاعت هباءًا فلم يكن لقلبها ان يحتمل كل هذا الالم المكبوت الذي يطعنه هو ويؤذيه من الداخل .!
شعرت بالعبارات الحاره تنهمر على وجهها بضعف رغم محولاتها بالتماسك الشديد ولكن وكأنها لا تملك السلطه الكامنه على هذا القلب الذي يقبع داخلها ... شعرت بنفسها تهوي الى اعماق الهاويه ... ولم يكن هناك احد ليفهم رغبتها في الابتعاد والهروب ... لطالما ظهرت دائماً وهي ترتدي قناع المسئوليه والقوه التي ليس لها مثيل ... لذلك لا تلوم احد على ما ألمّ بها ... ولكن كيف ستكمل حياتها هنا والاذى يحيط بها من كل اتجاه ... بدءًا من شعورها بالنفور الشديد من نفسها بعد ما حدث ..... الى ادهم الذي لا يراها بعد ان خيبت ظنه بها ولا يريد حتى ان يسمع صدى صوتها حوله ... للحظه شعرت انها كانت تعتقد حبه لها بينما هو كان لا يراها سوى فتاه استمعت اليه في اوج اللحظات التي كان يريد فيها ان يسمعه احد ...!!