البارت الحادي عشر 📌

229 18 17
                                    





الحديث سهل عن الآم الناس طالما لم نخوض تجربة هذا الالم ، والقاء نصيحه على مسامعهم اسهل لاننا لم نشعر بمعناتهم ، وفي الغالب ننظر لهم بأعين مشفقه لا بقلب متفهم ، لم نسمع دوي الارتطام في قلبه و لم نرى كيف ذبلت عينيه ، وكيف لم تعد روحه على قيد الحياه

اتساءل حقا هل نحن بالفعل على قيد الحياه ام الحياه هي التي على قيدنا ؟!

تدفقت دمعة ساخنه على وجهها وهي تنظر للفراغ امامها ، تشعر بالنقص والخواء الشديد ، فلا احد يستطيع تعويض مكان والدها في حياتها منذ فقدته ، او ربما لانه ذهب هكذا دون وداع او نظره اخيره كعزاء لها على فقده

هي مدللته وفتاته الشقيه التي بث فيها كل الطاقه وحب الحياه ، ليجعل حياتها مليئه بالألوان وتنبض بالحياه ذاتها ليعلمها الكثير من الاشياء التي لم تكن تعلمها ، وعلى عكس عادات المنطقه التي كانوا يقبعون فيها زرع فيها حب العلم والجرأه والاقبال على ما توده وما تريده لا على ما تفرضه عليها اراء الناس بينما كانت الفتيات في مثل سنها او اصغر يتم تزويجهم ويرون ان الزواج افضل للفتاه من طلب العلم لان الفتاه مكانها الاساسي في منزل زوجها ! ،، بل الفتاه من حقها ان تعيش ، والزواج قد لا ينفع كل الفتيات حقيقه طالما هي ليست على اتم استعداد لتحمل تلك المسؤليه ، فالزواج ليس لعبه الزواج رابطه مقدسه وسنه حياتيه تجمع بين اثنين على مبدأ الاحترام والحب والرأفه ، ولو فهم كل الناس هذا ما كانوا استصغروا هذا الرابط الى هذا الحد ، ولم نكن لنرى فتيات في عمر الشباب متطلقات في البيوت بسبب تسرع اهلهن ، ولم نكن لنجد اطفال في حاويات القمامه بسبب زواج شهوه وعدم ادراك لما يعنيه هذا الرابط وما تعنيه الامومه ، الناس باختصار مسخت الروابط والقيم وجعلتها بلا معنى

في ثنايا القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن