بسم الله الرحمن الرحيم
رواية صغيرة الفهد
الجزء الثالث
من حور الشيطان
سلسلة عشق محرم
بقلمى دينا العدوي
(ملاك محمد)
بارت ٥
🌺🌺🌺🌺🌺🌺بارت 5
قضت الليل مسهده، فقد بهر الحزن بسمائها،
رفات بات قلبها، آنينها خرق سكون الليل،
الآلم يجثم على روحها، إلى أن غفت منه هاربه
رمشت بعينيها عدة مرات حتي فاقت، كان النعاس مايزال يتشبث بأهدابها، حتى هاجمتها ذكريات ليلة امس بضراوه، لتصفعها حقيقة ما حدث امس، لقد لفظها عاصي من حياته وغادر!...
غادر دون ان تمنعه..... كيف لم تفعل!.... لما لم تجهر له بعشقها... تخبره انه من سكن القلب وامتلكه.. أنه الروح والنفس... شعرت بخواء رهيب يعربد بحنايا صدرها على ما آل له حياتها من صنعها، قناع الجفا والجمود الذي تمسكت به قضى عليها وحرمها من عشقها، كيف فكرت ل وهله أنه محق فى الفراق عنها وانها هي من تحرره من عذابه معها، لما لم تتعلق به وتمنعه من المغادرة و تقسم على عشقها وبندمها، متوعده له ان تتبدل وتزيل كافة تلك الأقنعة وتبادر هي لأول مرة ببث عشقها له، كان قد امتنع عن الذهاب حينها وخضع كليًا لقربها..
غبيه!... سبابة نعتت بها ذاتها وتستحقها بجدارة
ولكن يبدو انها فاقت متأخرة، تذكرت تحذيرات والدها
لها، والتي لم تنتبه لها،. والآن ماذا أخسرته، كلا لا يمكن
ولن يحدث، هو يعشقها، لن يتخلى عنها، هو فقط اراد أيلامها وقد نجح!، هي الآن تتعذب، كما ان والدها وحور لن يسمحوا بهذا، سوف يعملان على جمعهما معًا، لذا سوف تتريث إلى ان يفعلاها، وحينها سوف تخبره بعشقها وان نبض القلب هو له، وانه عذري في عشقه له
هو الاول والاخير، عبراتها انسابت على وجنتيها قهرًا دموع من القلب الملتاع بالعشق، تتسأل كيف هو حاله الآن، هل يشتاق؟....
افاقت من شرودها على بكاء صغيرتها، التي شاركتها الفراش الليلة الماضية، وضمتها إليه بقوة، لتداهمها ذكرى كلمات عاصي عن تلك الفكرة التي اعترتها ماضيًا عدم الانجاب منه، والأن تحمد ربها على انجابها لطفلته، تلك التي ترث خضرواتيه التي تعشق، نعم هى لم ترد الحمل لكن لم تفكر في التخلص منه وازهاق روح، هي ليست بقاتله، هي تخاف الله وتتقيه بكل أفعالها، ولكنها فقط كانت خائفة، لذا تروت في أخباره عن ذاك الحمل الذي صدمت به، كيف له ان يظن انها قد تفعل شيء كهذا، ألهذه الدرجة جعلته يفكر بها هكذا من أفعالها، ثم تنهدت لائمه لذاتها، تلعن غبائها...
**
بينما فى غرفة حور، خرج بيجاد، وارتدي ثيابه، ثم. تنهد. قائلًا :-
- انا لازم اطمن على حورية
اومئت له حور قائلة ومازالت تتدعى العبوس: -
- تمام بس ذى ما اتفقنا
ليبتسم لها مؤيد.، ثم سرعان ما قال :-
- نسيت الموضوع التاني، لازم اكلم الشركة واضبط كل حاجه قبل ما عاصي يوصل..
ثم جذب هاتفه وقام بالاتصال على من يرغب، انهى معه الحديث، ثم خرج متوجه الى غرفة حورية، بينما هبطت حور لأسفل مع صغارها....
طرق الباب إلى ان اذنت له بالدخول، ولج الغرفة ، ليجدها على الفراش تضم طفلتها، آلمه قلبه ما أن لمح أثار عبراتها، لوهله كاد أن يتناسى كل ما اتفق عليه هو وحور وجذبها إلى احضانه يطمئنها، لكنه امتنع بآخر لحظه لمصلحتها، عليها تعلم البوح بما يختلج قلبها، وان تسمح لمشاعرها بالظهور للعلن، الحب والكره، الحزن والفرح وحتى الغضب، دائما ترتدى قناع البرود ولا تبوح
بأي من مشاعرها ، وعاصي هو من تمكن من اذابة جليد قلبها وسمح للعشق يبيت وليدً له، لذا امتنع عن اظهار وجل قلبه عليها، فهي الآن وحدها من يجب عليها اتخاذ ردة فعل، كي تنعم بحياة محبه وهادئة، تقدم إليها مرتسم الجمود على قسمات وجه قائلًا:-
- صباح الخير يا حوريه
خفق وجدانها خفقة سعادة من مجيئه، ربما لأدراكها أنه سوف يحدثها في موضوع عاصى ويعيده إليها، لكن ليس كل ما تتمناه تناله، فتلك المرة غير، انتِ من عليكِ المبادرة واعلن عشقك واحقيتك... غصة اختلجت قلبها وآلم تسلل بين طياته ، كلمات ما ان استمعت لها حتى نخرت روحها وحطمت أملها عندم هتف بيجاد قائلًا:-
- عاصي امبارح كلمني انكم قررتم الطلاق وأنا وافقته عليه يا حوريه، انتم بتعذبوا بعض وسبق وقولتلك من قبل جوازكم أن جوازكم صعب ولو حسيت انك مش سعيدة وقتها هتدخل، عشان كده انا وافقته على الطلاق، انا الاول فكرتك بتحبيه لكن الظاهر انى كنت غلطان...
انتفض قلبها من كلماته وسرعان ما هتفت قائلة بامتعاض وهى تومئ برأسها نافيه:-
-بس انا مش عايزه اطلق يا بابا، انا بحب عاصى ومش عايزه ابعد عنه، انا عارفه انه زعلان مني، بس هو مش هيبعد، هيرجعلى، ارجوك يا بابا مش عايزه أطلق، انا مقدرش اعيش من غير عاصى..
لاحت على شفتيه ابتسامه جانبيه، لكنه ازاحها فورً مرتسم العبوس الزائف ك ردة فعل على حديثها قائلًا:-
- بتحبيه!، فين الحب دا يا حورية!، كل اللى شيفه انك بتوجعيه، جوزك امبارح ساب البيت ومشى، عملتي ايه عشان تمنعيه، انتِ حتى ما حاولتيش، انتِ بس بتعذيبه، كفاية يا حورية انتِ مش بتحبي عاصي، يمكن تعلق، يمكن خوف، لكن مش حب ابدًا، عشان كده طلاقكم هو الصح يا حورية..
عبراتها المنسابة على صفحة وجهها كانت تحرق قلبه عليها، لكنه آبى أن يضعف، وجب عليه القسوة من اجلها هى ، لكن فى ذات الوقت اذا بقى اكثر من هذا سوف يضعف امام دموعها، لذا نهض قائلًا:-
- الطلاق قرار نهائي يا حورية، عاصى من حقه يلاقي بنت تحبه وتسعده وانتِ كمان تلاقي الشاب اللى يقدر يخليكي تحبيه ويسعدك....
- انهى كلماته وابتعد مغادرً، حتى لا يعطيها فرصة الحديث و الاعتراض
بينما هي، صعقت عند سمعها لتلك الكلمات ، تأوه قلبها وذوي بألمًا ورفضًا تلك الفكرة، أن يكون عاصى لغيرها، مستحيل، لن يحدث مطلقًا، لن يكون لغيرها ولن تكون لغيره ولن تسمح بالافتراق عنه مهما حدث...
**
بينما ما ان خرج بيجاد من الغرفه حتى تنهد وسرعان ما احتضنت شفتيه ابتسامه، فقد استشعر نجاح خطتهما، وان ابنته تبدو واخيرا سوف تتخذ خطوة ساعية نحو زوجها وحبها، ما ان كاد يخطو، حتى تعالى رنين هاتفه
فأجاب قائلًا:-- كله تمام
الطرف الاخر:- ـــــــــــ
بيجاد:- زي ما اتفقنا ه
الطرف الاخر:-ـــــــــــــــ
بيجاد /:- الكلام دا هيكون سر بينا
الطرف الاخر:-ــــــــــــ
بيجاد:- وانا واثق فيكِ، خلال ساعه وهتحرك وهقابلك نتكلم بالتفاصيل...
انهى حديثه ثم اغلق الهاتف وهبط الدرج متوجهًا الى غرفة الطعام حيث حور، دلف الى الحجرة ليجد حور على الطاولة تطعم صغارها، تقدم نحوها ببسمه واسعه، وانحني ما ان وصل اليها، يكاد يخطف قبله من احدى وجنتيها، إلا انها اشاحته حانبًا مرتسمه العبوس، فأبتسم بشده عليها وتوجه الى مقعده وجلس بينما يهتف قائلًا:-
- هو انتِ ليه محسسني انك لقيتي وحده في حضني دي بنتك وبنتي واللهي يا مجنونه..
احتقن وجهها ما ان هتف بتلك الكلمات وسربلها الغضب والنفور منها، فجذبت سكين الطعام الموضوع وشيرت به فى وجهه هاتفه بامتعاض جالي على وجها :-
- دا عشان وقتها يكون اخر يوم في عمرك يا حبيبي!.
ازدرد ريقه بخوف مصطنع قائلًا بينما يبتعد عن مرئ تصويبها:-
- اهدي يا حبيبتي السلاح يطول، وبعدين هو انا مجنون اعملها، اللي يتجوزك يختم بيكِ وينفر من الستات كلها
امتعضت ملامحها اكثر وهتفت قائلة بعنفوان:-
- قصدك ايه بكلامك دا، ينفر من الستات!،
يعني انا قرفاك ومكرهك في الستات كلها؟.
قهقه عليها قائلًا بغمزه عابثه:-
- لا مخليني ماشفش ست تانيه خالص اصلًا
ثم اجاب بتسليه قائلًا بغرض احراجها:-
- ثم هو انا قادر عليكِ علشان اقدر على غيرك
احتقن وجهها بالدماء وغزاه اللون الاحمر الذي اعتراها من الخجل، فخجل حور نادر الحدوث
وهتفت قائلة بارتباك:- قصدك ايه
قهقه قائلًا:-
- قصدي جنانك يا حببتي وشقاوتك ،
هو انتِ دماغك راحت لفين، لا دا أنا أسد
يا حبيبتي بس أنتِ تحني وربنا يهديكى وتبطل شغل الاطفال..
أجابته بحده قائلة:-
- انا أطفال
ثم سرعان ما ابتسمت وتابعت بسخريه:-
- اطفال اطفال ما انا طفله بردك طفلتك الاولى يا بابا بيجادو ولا نسيت!.
هتف قائلًا بامتعاض هو الاخر من ذكرى تلك الايام:-
- كانت ايام سودا ، لحد الآن مش مستوعب احمد
قادر يتحملك السنين دي كلها ازاى، دا انتِ طلعتى عيني في كم اسبوع بس، كنت قربت اتجنن منك.
قهقهت قائلة ما ان رأت العبوس الذي ارتسم على ملامحه:-
-- الموضوع مختلف معاك انا كنت بقصد اضايقك
واعمل اي حاجه تعصبك و تلفت انتباهك ليا بدل التجاهل اللى كنت بتتبعه معايا، دا غير ان اخر فتره كنت اكتشفت الحقيقة وقاصده اجننك وانتقم منك على سكوتك..
ثم رمشت بعينيها عدة مرات قائلة بوداعه:-
- لكن غير كده انا كيوت خالص في نفسي
قهقه قائلًا ساخرا :- كيوت!،مين دي!، انتِ يا حبيبتي
هلاك... دمار... انما كيوت دي كدبه كبيره مش هضحك عليكِ واقولها ليكِ...
ليعبس وجهها، فينهض هو مبتسمًا ثم انحني مقبلًا وجنتيها قائلًا:- بس بعشقك زي ما انتي يا بلوة حياتي وعملي الاسود..
ثم ابتعد عدة خطوات مغادرًا، إلا انه التفت قائلًا:-
- اطلبي من هانية تطلع الفطار ل حوريه، لان من الواضح انها مش هتنزل..
أومئت له برأسها بغيظ، ثم اشاحت وجهها عنه
ليبتسم هو عليها ويقطع الخطوات التى ابتعدها عائدًا مباغت لها بقبله اخري قائلًا:-
- بعشقك يا حوري
- ثم ابتعد مغادرًا القصر نهائيا، لتسمح هى واخيرا بالابتسامة ان ترتسم على محياها سعادة ثم نادت على هانية وطلبت منها تحضير الفطار ل حوريه وأرسله اليها...
- *****
- في الشركة
توجه عاصي الى مكتبه بعد غياب عدة ايام، ليتفاجئ بفتاه في اوائل الثلاثين من عمرها تتوسد مكتب السكرتارية الخاص به، تقدم نحوها متسائلًا في داهشه عن هويتها قائلًا بنبره غاضبه :-
- انتِ مين؟، وإيه اللى مقعدك هنا؟، فين رامي سكرتيري..
انتفضت واقفه ما ان استمعت الى صوته قائلة بتلعثم:-
- أنا ليلى السكرتيرة الجديدة لحضرتك، رامي حصلت له ظروف واضطر ياخد أجازه وتم تعيني سكرتيرة مؤقته لحضرتك...
تأملها عاصي لوهله من راسها لأغمص قدمها، بفستانها الاسود عاري الذراعين و القصير حتى منتصف ركبتيها،،لاصقًا لجسدها يبرز منحنياتها، وشعرها الاسود الحريري المنسدل، وشفتاها المصبوغة بالأحمر القاني ولكن اكثر ما لفته لها عينيها و التي هي بذات لون جنيته، آه كما اشتاق لها، انتبه لذاته ولشروده بها مؤنبًا لذاته على تأملها هاتفًا بامتعاض وغضب بصوت حاد:-
- بس انا مش عاوز سكرتيره، تقدري ترجعي لشغلك الاول، ثم هتف لذاته حورية ممكن _____
قطع حديثه ما ان تذكر أنه امس قد انفصل عنها ، ومن المؤكد لن تهتم بعد ذلك اذا كانت لديه سكرتيريه انثي، هو كان يفعل ذلك لأرضائها، لا يسمح باي من النساء ان تحيط به، ليثبت لها انها من تعنيه من نساء الارض جميعهن والذي لا يري أحدهن مطلقًا، ذوى قلبه بألم عند أدراكه ان كل ما فعله ضاع هباء، لم يتمكن من أخضاع قلبها لعشقه، فاق من شروده على رؤية ليلى
تجمع حجايتها بارتباك ويد ترتعش، أدرك انه احتد عليها دون وعي منه، اذا هتف قائلًا بنبرة حاول جعلها هادئة فتلك الفتاه لا تستحق ان يبث غضبه من جنيته عليها:-
- خلاص مفيش مشكله تقدري تكملي شغلك يا_ــــــــ
رفعت رأسها إليه قائلة بتلعثم:- ليلي
هتف قائلًا بعملية: -
- تمام جهزي لي ملف مناقصة شركة (...) وحصليني
على المكتب
اومئت برأسها له بارتباك، وما ان دلف حتى تنفست الصعداء وابتسامته احتضنت محياها قائلة:-
- الحمد لله عدت على خير
ثم هتفت قائلة بحالميه :-
-- دا طلع حلو أوى، اجمل من الصور اللى فى المجلات
ثم نفضت رأسها و اتجهت سريعاً لتحاول الاستفسار عن الملف لتلتقي بأحدي الموظفات التي ما ان راتها حتى هتفت قائلة:-
- اكيد استاذ عاصي رفض يشغلك، هو بيرفض يعين أي بنت عنده الظاهر ان مراته بتغير عليه جدًا..
ابتسمت ليلى بغرور وهتفت قائلة :-
-- بس هو وافق على تعيني عنده وكمان طلب مني ملف المناقصة وكنت بجيبه وهرجع له على طوال، عن اذنك بقى عشان ما تأخرش ...
ثم رمقتها بنظرة شامته وابتعدت، بينما الاخرى صدمت من حديثها.....
بعد دقائق جلبت الملف واسرعت بخطاها إلى غرفة عاصي، دقت الباب ودخلت مسرعة متجهه اليها وهى تقول:-
- اسفه يا فندم، اضطررت اني استفسر عن مكان الملف اللى كان متحفظ عليه لسرية المناقصة..
اومئ لها متفهما و جذب الملف منها، واخذ يدققه، فالتفت هى ذاهبه، ولكنه هتف قائلًا :-
-- ليلي
استدارت له، فتابع قائلًا :-
- عايزك تدوري لي على بيت ضروي وانقل فيه خلال يومين..
- ارتسمت الحيرة على وجه ليلي وهتفت قائلة:-
-- بيت لمين حضرتك
اجابها متململًا:-
- ايه اللي لمين!، ليا طبع.،
اومئت لها مندهشة ثم تابعت قائلة :-
- حاضر
لكنه تابع قائلًا :-.
-ياريت تكون شقه صغيره مفروشه في عماره
مش عايز فيلال
اومئت له متفهمه رغم دهشتها، لكنها تابعت قائلة بمكر:-
- طيب المدام عندها أي اقتراحات معينه، عشان اركز عليها ..
تجهم وجهه وارتسم الحزن على ملامح وجهه وقال:-
- مفيش أي اقتراحا، انا عايزه شقه تنفع لعازب
اومئت له متفهمه واستدارت مغادره لتلوح على شفتاه ابتسامة مبهمة تقسم من خلالها عن نواياها وانها على مشارف الوصول لمبتغاها...
****
مضي بعض الوقت واستدعاها مجددًا، لتملي عليه مواعيده، فتلك الاثناء آتى بيجاد إليه، ورأي مكان السكرتير خالي، فدلف الى الغرفه بعد طرق خفيفة
ليجد عاصى منهمك في اوراقه، والذي رفع بصره عنها ما ان رآه، ليتوجه بيجاد إليه ويجلس على المقعد المقابل له قائلًا:- ما لقتش رامي برا !.
أجابه عاصى قائلًا:-
- اخد أجازه عنده ظروف و آنسه ليلى اتعينت مؤقت مكانه...
اومئ بيجاد له بينما عيناه تتفحص تلك الماثله أمامه والتى ارتبكت من نظراته لها، الى ان قال عاصى:-
- تمام كده تقدري تخرجي يا ليلي..
استدارت للخارج، بينما بيجاد طالعه بنظرات مبهمه قائلًا:-
- غريبه انك وفقت على تعينها، الأول كنت رافض تعيين اي ست، ايه الجديد..
- تنهّد عاصى بألم قائلًا:-
- لأن خلاص معدش يفرق يا بيجاد
ثم لاحظ على وجهه نظرة متسائله عن جنيته من هواها قلبه واغرم بها، كان السؤال على طرف شفتاه يآبى ان ينطق با، لكن ملامحه كانت كافيه، ليدركها ذاك الماثل امامه، فهتف قائلًا:-
-صدقني يا عاصى فتره وهتمر لا انت هتقدر تبعد ولا هى. لأنها بتحبك قد ما بتحبها، بس هي محتاجه تدرك دا، بنتي وانا عارفها ..
ثم تابعه بابتسامه قائلًا :-
- تعرف ايه المشكلة ان الجينات الوراثية الأبوية مآثره عليها شويه، فكان لازم تحاول تغيرها، بس للأسف انت محاولتش يا عاصى، انت رضيت بيها وسلمت، لحد ما زادت واتمكنت منها، اتعودت انك انت اللى تحب وتقرب وتبادر، مديتهاش فرصه تفكر و تبادر، كنت على طوال موجود وحبك مؤكد، شخصية حورية مختلفه، كان لازم يكون فى شد وجذب بينكم، لكن أنت فضت بكل الحب اللى فى قلبك ومديتهاش الفرصة انها تستوعبه وتبادله، فحبها ليك موجود بقلبها، لكن شرارته مطفيه، وكان لازم تأيد وتتمكن منه، وعشان كده وفقت على البعاد، لأنكم محتاجين، او بالأصح هى محتاجه، لحتي تفهم وتستوعب احساسها ومكانتك بحياتها...
ثم رفق حديثه غمزه قائلًا:-
--،بس صدقني كلها ايام وحوريتك هترجع لك، وتعترف بعشقها كمان، بس اصبر أنت..
ارتسمت بسمه ساخرة على محياه قائلًا:-
- بلاش يا بيجاد تعشمني بحاجه مش هتحصل
ثلاث سنين وانا معشم نفسي وبوهمها باليوم دا
وفقت من الوهم، فبلاش تعيشني فيه تاني، انا خلاص اقتنعت أن الحب من طرف واحد قدري..
رمقه بيجاد بنظرة حانقه رافعا احدى حاجبيه لأعلى هاتفًا:-
- مش لايقه عليك خالص حالة الكأبة والحزن اللى انت عايشها دي، انا واخد عليك وأنت مسخره و بتستفزني ...
ابتسم له عاصى قائلًا:-
- ما هو دا من تأثير عيشتى مع بنتك، كان عقلي، فين وانا بحب بنت الشيطان؟!
- قهقه بيجاد قائلًا:-
-- لو بالعقل يا صاحبي لا كنت انا تجوزت بنتك ولا انت اتجوزت بنتي، انا لحد الآن مش مستوعب علاقتنا
ولا متخيل الناس بتقول علينا ايه، عملنا تبادل!
اتسعت ابتسامة عاصى من حديث بيجاد فهو محق، فكل من يعلم انه زوج ابنة بيجاد الذي هو في المقابل زوج ابنته يرى الدهشة والصدمة على وجههم، لكن ما ذنبهم اذا القلب هو من اختار..
لكن قطع حديثهم طرق الباب والتي كانت ليله تخبرهم
بأنه قد حان وقت الاجتماع، فنهض الاثنان متوجهين حيث يكن...
***
بعد مرور عدة ايام تمكنت فيه ليلى من ايجاد شقه فاخره لعاصي وسرعان ما قامت بفرشها وقد اعجب عاصى زوقها كثيرًا، كما انها اثبتت ذاتها فى العمل بجدارة، بينما عاصى كان الحزن يسربل حناياه والتوق تمكن منه لجنيته، كان يجاهد كي لا يركض أليها وجذبها إلى احضانه وبث عشقه لها ولو بالقوة، كان الحزن والالم مرسوم على قسمات وجهه، اهمل صحته و طعامه وقضى أوقاته بالعمل كي يلهي فكره عنها وعن التوق لها، لم يكن يأكل الا بضعة لقيمات، ترغمه عليها ليلى في استراحة الغداء، فكانت تحرص على طلب وجبه له خلالها، كما انها قد اتفقت مع شركة تنظيف للاهتمام بشقته ونظافتها، شقته التى لم يمكث بها الا ساعات ليل عجاف يقضيها مسهدًا وجنيته تشغل فكره وقلبه الملتاع بعشقها و صورتها لا تفارق مخيلته، حتى يغفو وحينها تهاجمه بأحلامه بضراوة، صورة مجسده منها ولكن بمشاعر مرهفة، تبادله العشق والجنون به ...
بينما حوريه كانت هي الأخرى حالتها يرثى لها
توقها له فاق الحدود، لم تدرك انها تعشقه هكذا الا عندما فقدته، تتمنى لو يمنن عيناها برؤيته، كثيرًا من الاحين
كانت تحزم أمرها بالذهاب إليه واخباره عن عشقها و توقها لكن كرمتها آبيه وتنصت لها، لكن لم يعد الاحتمال رفيق لها فقط التوق ونيرانه المشتعلة احرق قلبها،
فى هذا الوقت من المساء، كانت تجوب الغرفه ذهابًا وايابًا، وعقلها شارد فيما حدث، والأمل الذي سلب منها، فحديث والدها أرعبها و هي من كانت تعتمد عليه هو وحور لأصلاح علاقتهم، لكن فجأة بموافقته على قرار انفصالهم، والتي لن توافق عليه أبدًا ، كما أن حور لم تحدثها بالأمر بتاتًا، رغم اعتذارها لها عن ما بدرا منها دون وعي، حتى منار وزياد لم يتحدثا بالأمر مطلقًا فيبدو ان الجميع تقبل فكرة طلاقهم، فلا اخبار عن عاصى تداول امامها، تشتهى الاطمئنان عليه، ظنت انه قد يشتاق لها ولطفلته ويأتي لكن خاب املها، يبدو انه قد تعب وقد ملا منها، لتلوح بخاطرها فكرة أججت النار بحناياها، ماذا لو كان لفظها من قلبه وتمكن من نسينها
واحتلت غيرها قلبه وحياته واغدقها بعشقه ودلاله الذي كان يغدقها به ببزخ، وهى هنا لا تتخذ خطوة له، فقد كل ما فعلته انها لم تذهب الى المشفى مطلقًا ، كى لا تؤكد ظنونه، بل ظنت بفعلتها تلك انها تنفى ظنونه بها
لكن يبدو انها لم تكن كافيه، لذا عليها اتخاذ خطوة اخرى له دون ان تمس كرامتها، لكن ماذا تفعل الآن سؤال اقتحم عقلها ينهش به ولن يرحمها الا عند ايجاد الإيجابة له، لتدرك أن لا احد يستطيع مساعدتها سوا حور، هي الوحيدة التي سوف تتمكن من جمعها بعاصي لذا عقدت العزم على الذهاب لها في الصباح ...
**
بينما كان كلًا من حور وبيجاد ورسيليا
غارقا بالنوم، بيجاد يتوسطهما يضم كلً منهما، وهذا بعدما تمكن من اقناع صغيرته بصعوبة بأن تسمح له بضم حور هى الاخرى إليه، وكان من يراه وهو يتوسلها ويحاول اقناعها لا يصدق انه الشيطان بكل هيبته وقوته يهتف قائلًا:-
- رسيلو قلب باباي القمر اللى بتسمع كلامه هتوافق ان حور كمان تنام في حضننا عشان حور ما تزعلش..
واخيرًا بعد وقت طويل تمكن من اقناعها، ليتفاجئ بعبوس الاخرى ورفضها لهذا الأمر، متعللة انه يجب على رسيليا الاعتياد على النوم بغرفتها مثل اخيها أدهم، لكن الحقيقة انها كانت تغار وبشده من قربها منه وتعلقها به لهذه الدرجة، فالليل الذى وجب ان يقضيه معها اصبحت تشاركها به، فكم اشتاقت له لكنها استسلمت لهم مجبره وحانقه من الامر،
لحظات وفتح بيجاد عينه، وطالع تلك الغافية والذي يعلم انها غفت وهى حانقه منه مدرك انها تشتاقه كما يشتاقها هو، لكنه لا يستطع احزان صغيرته ولا احزانها،
لذا جاهد لتحرير ذراعه من أسفل رأسها، واستدار ل رسيلوا وحملها بينما ينهض بخفه ولأول مره يقوم هو بأعادتها إلى غرفتها، كي يعود لمن سلبت قلبه وسربله التوق لها، دقائق وعاد يطالعها بشغف وابتسامه عابثه، تمدد بجانبها على الفراش، وجذبها إليه ظهرها يلاصق صدره الذي يعلو ويهبط اثر خفقان قلبه بقوه لها، دفن رأسه بتجويف عنقها يستنشق عبيرها، طابعًا قبلات رقيقه على شريانها النابض، حتى تململت هي اثر انفاسه ولمساته التى تغزو عنقها، وهله وبدأت تستعب، حينما شدد من ضمها إليه هامسًا:-
- ما ينفعش حوري المجنونة تنام في يوم زعلانه مني ابدًا، عيبه في حقي أن ما صلحتهاش..
لاحت ابتسامه على شفتيها من كلامه، لكن سرعان ما ازاحتها ، واستدارت له، تطالعه بعشق وشغف تجاهد لأخفائهم، لكن دون عنها فاضت بهم نظراتها وهتفت قائلة:-
- بس حورك مش زعلانه ولا حاجه، وعايزه تنام، ثم فين رسيليك.
احتضنت البسمة شفتيه ، ولامس انفه أنفها قائلًا:-
- رسيلي خدتها اوضتها، ورجعت لحوري، اللى وحشاني جدًا جدًا، واللي متأكد اني كمان وحشها جدًا جدًا،
همست قائلة بمكر:-
- مين قالك كده!، انت مش وحشني خالص، ولو سمحت عايزه أنام، وانت روح نام جنب رسيلك بنتك حببتك محدش هيمنعك...
ابتسم لها بتسليه بينما يواصل ملامسة انفه بأنفها قائلًا:-
- امممم يعني انا مش وحشك واروح ل رسيلى
وانتِ عايزه تنامي، يعني هتعرفي من غير حضني؟.
أجابته قائلة بهمس لأغاظته:-
- آه هعرف، ويلا روح
اومئ لهاا بسماجه ا قائلًا بخبث بينما يبتعد عنها:-
- براحتك ... انا هروح ل رسيلى ذي ما طلبتي،
ارتسم العبوس على محياها وامتعضت ملامحها، فلم تظن انه سيفعلها، فقد كانت تتغنج عليه، ليزيد في تدليلها، لكنه لم يفعل، بل استجاب لها ببرود، استفزتها فعلته، وانتفضت جالسه على الفراش قائلة:-
- دا انت ما صدقت بقى!،
- ثم جذبت الوسادة وقامت بقذفها عليه
قائلة:- روح يلا من هنا.
قهقه عليها باستمتاع وسرعان ما اقترب منها واسقطها على الفراش وهو معها قائلًا:-
- مش انتِ اللي قولتيلى، زعلانه ليه دلوقت
وأنا اللي كنت بقولك وحشتيني يا حوري..
كان يتحدث وهو يعاود ضمها إليه مع اعتراضها الواهي
إلي ان سرعان ما استكانت بين يديه قائلة بعتاب:-
- مش ملاحظ ان كل وقتك بقى لشغلك او ل رسيليا وانا لا...
ثم تابعت بينما تزم شفتيها:-
- معقول بطلت تحبني يا بيجاد!، وطلع اللى بيتقال صح ان بعد الجواز شغف الراجل بيقل
أبتسم قائلًا مع مداعبة أنفها:-
- انتي شايفه آيه!، معقول مش شايفه عشقي وجنوني بيكِ اللى بيزيدوا يوم عن يوم، انا مش بحبك انا بعشقك، بتنفسك يا قلب بيجاد وروحه، بس هي بنتك ياللى طلعه مجنونه وتملكيه زيك بالظبط، اعمل إيه أنا عشان ارضيكم ، واديني أهو نايمتها وجتلك فورًا لانك وحشاني جدًا، لكن انتِ غاوية نكد يا روحى...
قالها وهو يضرب امفها بخفه، لتعاود زم شفتيها قائلة بدهشه:-
- انا نكديه!!.
اومئ لها برأسه مؤكدًا، وما كاد ان يتحدث، حتى اسكتته هي عن المتابعة ، نافيه لما قاله، تخبره بتوقها له دون حديث، لتحتضن محياه ابتسامه عاشقه ويتعالى وجيب قلبه، فيشدد بضمها، يخبرها هو الاخر بتوقه وعشقه لها وشغفه بها الذي لا يقل ولن يقل يومًا.....
******
في الصباح بعد أن تأكدت حوريه من ذهاب والدها الى العمل، حتي اسرعت بالتوجه إلى حوى وهى تحمل طفلتها تقى ، طرقت الباب ودلفت، كانت حور تفترش الأرضية
تلاعب صغيريها، ولجت حورية أليهم و اجلست صغيرتها برفقتهم ،صمتت هنيهه، ثم قالت وهى تفرك يديها معًا أرتباكً مما سوف تقوله:-
- حور ممكن نتكلم شوية
لاحت ابتسامه على محيا حور، تأكدًا مما ترغب حورية بالحديث عنه، فأجابت قائلة:-
- اكيد يا حورية، بس تعالى نقعد فوق ونسيب الولاد يلعبوا...
اومئت لها مؤيده ونهضوا بأتجاه الفراش، بينما حور، جذبت هاتفها وضغطت عدة ازرار ووضعته بجانبها
متعللة انها ترسل رساله مشاكسه لبيجاد كعادتها يوميًا
ابتسمت لها حورية، وندمت كثيرًا على ما حرمت زوجها وحبيبها منه، وامتنعت عن إغداقه بالعشق الذي بالمقابل لم يبخس فى اعطائه لها، لذا عزمت على تصحيح الامور فهتفت سريعًا قائله مخرجه ما فى جوفها دفعه واحده حتى لا تتردد في البوح قائلة:-
- انا مش عايزه اطلق من جوزي يا حور انا بعشقه وماحبتش غيره ولا هحب غيره، وكنت غبيه لما عملته بجفا ومش حسستوا بحبي، هو وحشني اوي يا حور
كان عندي امل بابا يأثر عليه او انتِ، لكن تفاجئت انكم مؤيدين قراره بالانفصال، وانا مش هقبل بدا، لاني مش هقدر اعيش من غيره، وانتِ الوحيدة ياللى ممكن تساعديني، قوليلي ارجع جوزي ازاى يا حور، انا خايفه يكون نسائي و كرهني.
تسربت السعادة لقلب حور فها هي اوشكت على تحقيق مبتغاها وهتفت قائلة بخبث :-
- انتِ متأكدة يا حورية من مشاعرك، انتِ بجد بتحبي بابا؟،
اجابت حورية مسرعة وبعينيها لمحة حزن وندم :-
- اقسم بالله بحبه يا حور، بس انا كنت غبيه، انا مش عايزه اخسره، وانتِ الوحيدة اللى تقدري تساعديني .
اومئت لها حور وهتفت قائلة:-
- الموضوع بقى صعب يا حورية، للاسف انتِ اتأخرتي كتير، جفاكِ معاه ولد عنده إحساس بالرفض ليه من ناحيتك وموضوع يامن وعدم نفيك ليه أكد له دا، إزاي يا حورية سكتي كدا وسمحتي للموضوع يتطور بالشكل دا!، وانا متأكدة ان مفيش اي مشاعر من ناحيتك ليامن...
أسبلت حورية بعينيها وزفرت بشجن:-
- ان فى الأول اتصدمت يا حور، ما استوعبتش كلامه ووجعني اوى اني أشوف نظرة الشك بعيونه، كنت شايفه انه هو اللى غلطان وقتها، كان لازم يثق فيا لأني كنت فاكرة انه فاهمني!، فاهم حبي ليه، ماكنتش شايفه
اني ما عملتش حاجه تثبت حبي وان كل افعالى وصلت عكس ما في قلبي، انا ما بعرفش اعبر يا حور عن مشاعري، عشان كده اديته مساحه و استنيت يصالحني وانا متأكده أنه هيجي كالعادة، لكن الموضوع كبر بمرواح يامن المكتب وقتها عاصى جرحني اكثر واتهمني بالخيانه وقارني ب ورد يا حور ، ورد اللى عشت عمري فاكرها أمي، تعرفي انا مقدرتش اتقبل فكرة انه كان جوزها وبيعشقها كل العمر دا، دايمًا كانت حاجز في علاقتنا، خوفي من عشقه ليها والمقارنة بينا اللى اكيد بتدور فى دماغه معادلة انا الخسرانة فيها، خفت إني مقدرش اخد مكانها، وانى اكون نزوة في حياته ويسبني
بعدها، كنت فاكره اني بحمي قلبي، ما تخيلتش اني كنت بوجعه وبهدم حبنا وعلاقتنا، وفهمت متأخر،
بس انا مش هيأس وهحاول ارجع جوزي وحبه، هتساعديني !.
رمقتها حور بنظرة اندهاش من حديثها وهتفت قائلة:-
- حورية انتِ مستوعبه اني نسخه من زهرة حبيبة جوزي الأوله، وان اول ما شافني كنت مجرد وسيله لأنتقامه منها، وبرغم دا ما شكتش في حبه ليا أبدا وانه بيحبني لشخصي انا حور مش شبهي ليها، وانتِ عاصى اختارك من اول لحظه، قلبه دق ليكِ....
بينما تستمع حورية لها، حتي داهمتها ذكريات اول لقائتهم، عندما سقطت مغشي عليها بين يديه، وذكرى اول قبله لهما والتي كانت مجرد أنعاش بالنسبة لها، ليحولها هو إلى قبله حياة كما يقول، ونظرته الدهشة
التى اعتراته ما أن علم هوية صاحبتها وكيف اخبرها انه وقع لها، لترتسم ابتسامه حانيه له، لاحظتها حور وادركت ندمها، لذا لا مزيد من العتاب، فابتسمت وقالت بحبور بينما تقترب وتضمها :-
- اكيد يا حورية، الموضوع مش محتاج غير اعتراف منك بدا كله ليه، وانك تروحي لعنده وتعبري عن مشاعرك دي ليه هو.
- صدمت حوريه واتسعت عينيها وهتفت قائلة:-
- لا لا مش هقدر اقوله دا، مستحيل، انا بس عايزه انه يرجع ووقتها انا هحاول اتغير وحده وحده ، لكن اعترف له بكل دا صعب يا حور..
طالعتها حور بنزق قائلة:-
- ايه الصعب في اعترافك بالحب لجوزك
هتفت حورية قائلة:-
- لا يا حور، صدقيني مش هقدر، ممكن يكون بطل يحبني ويرفضني ويجرحني، بصي حاولى تفكري بطريقة تانيه تقربنا الاول من بعض، انما اعترافي المباشر كده صعب عليا...
حدثت حور ذاتها قائلة:-
- شكلك هتتعبيني وتتعبيه يا حورية، بس انا وعدت وهنفذ وعدي، انك هتعترفي بحبك ليه هو..
لذا حسمت أمرها واجابتها قائلة:-
- ماشي يا حورية انا موافقه، هحاول اقرب بينكم، ونبتدي من دلوقت، قومي ألبسي هنروح الشركة عندهم
اصاب الارتباك حورية وهتفت قائلة بتلعثم:-
- هنروح الشركه من غير سبب كدا!
هتفت حور قائلة بتسأل:-
- هو وحشك وعايزه تشوفي ولا لا؟.
- اومئت لها قائلة:-
-- وحشني اوي يا حور، بس هيفهم كدا اول ما يشفني رايحه من غير سبب
تململت حور منها وهتفت قائلة :-
- بت انتِ عايزنى اساعدك يبقي تنفذي كلامي
احنا مش هنروح من غير حجه ولا حاجه، احنا كنا في المول القريب من الشركه وقررنا نشوف بيجاد ونتغدى معاه و وقتها نطلب من عاصي يشاركنا ونقرب بينكم، طوال ما انتم بعاد الفجوة بينكم هتكبر..
اجابت حورية قائلة:-
-لا لا خلاص انا موافقه وكمان فعلًا انا محتاجه اروح المول اشتري شوية حاجات، عشان لما نروح الشركه ويشوفنا يتأكد اننا مش بنكدب..
قهقهت حور عليها وقالت:-
- انتِ مشكله يا حورية، لا وباباكى بيقول عليا انا عمله الاسود، امال انتِ بالنسبه لبابا أيه، دا انتِ بلوة حياته...
قهقهت حوريه هى الاخر ثم نهضوا متوجهين إلى الاطفال يداعبوهم قليلًا، ثم نهضت كلًا منهم لتتجهز
*****
وتأنقت حورية والشوق يسربلها له، ثم هبطت الى اسفل والتقت بحور وتوجهوا إلى المول أولا لشراء بعض الاغراض ثم الى الشركه، وما ان هبطنا من السيارة
ختى صدمت حورية، حينما رأت سيارة عاصى تقف أمام سيارتهم، ويترجل منها هو وامراءه فاتنه، ويدلفون الى الشركه لتصاب بالصدمة وتتيبس قدمها ، ويتسلل الألم والوهن بين طيات قلبها، الذي بات كالرفات حينها وتقول بينما تشير إليهم بوجل:-
- حور عاصى مع بنت غيري، ابوكِ لحق ينساني وبيخوني!.
وفي لحظه احتاجت قلبها شعور الغيرة و استعرت نيرانها به، واصطكت نواجذها بغضب، وتوجهت نحوهم بخطوات غاضبه توحي بعاصفة هوجاء قادمه، بينما تلحق بها حور، تحاول تهدئتها ولجم غضبها هذا، وفى لحظه تقدمت امام المصعد تحاول اللحاق بهما، لكنه اغلق قبل وصولها، صعدت الاخر وجاهدت حور لتهدئتها
قائلة:-
- اهدي يا حورية، اكيد عميله عندهم في الشركه ولا حاجه...
بينما حورية كانت لا تنصت فقط الوجل يعتريها بتسأل:-
- ماذا لو كان حقًا لفظها من قلبه لتحتله اخرى ببساطه،
شعور لتكون صدى تلك الكلمات كسهم قاسي انطلق ليصيب قلبها بمقتل، تحجرت العبرات بأعينها و شعرت بذرات الهواء تسحب من حولها، كادت ان تختنق قلقًا من تلك الخاطرة التى تموج بعقلها، ليتوقف المصعد حينها ويفتح بابها وهى تحاول ان تخطو خارجه، لكن داهمها دوار شديد، جعلها تترنح وتسقط مغشي عليها، لتدوي من حور صرخة قلق مردده اسمها، ليصل صداها لذاك الذي كان قد خرج لتوه متوجه إلى مكتبه، لينغزه قلبه بقوه، ويستدير يجد حشد قد تجمع امام المصعد، استدار لهم ليرى ما يحدث، ليصعق قلبه حينما انزاح احدهم جانبًا ويجد جنيته هي الفاقدة لوعيها، تقدم نحوها والقلق تمكن منه، ليصل أليها وينحني قائلًا بوجل بينما يحملها :-
- حوريه مالها يا حور!..
- اجابته قائلة بقلق:-
- مش عارفه فجأه وقعت من طولها..
اسرع بها اتجاه مكتبه تحت نظرات ليلى، التى لاحظت مدى خوفه وقلقه عليها، لتلحق بهم...
ولج الى المكتب ووضعها على الأريكة، ثم نهض ليجذب عطره وحاول آفاقتها بلهفه عليها، كل الغضب منها والقسم بنسيانها قد تلاشى الأن وتبقي قلقه كلًا من العشق والتوق لمعذبة قلبه تلك، من يخفق بعشقها بكل خفقه، لفظ عقله وأصبح للقلب السلطان، ليهيم اكثر ويفيض بالعشق ما ان تأوهت ناطقه بأسمه (عاصي)
حروف اسمه كترنيمه من بين شفتيها، نسى كل شئ وقال:-
- روح وقلب عاصى..
رمشت جفونها عدة مرات حتى تفتحت لتطالع محياه امامها، تاهت لوهله بخضرواتيه، التى تاقت لهم.... خضرواتيه التى كانت تفيض بنظرات العشق لها
وسرعان ما استوعبت الامر حينما لمحتها تقترب منها بكوب ماء لتنتفض قائلة بتسرع :-
- مين دي؟، وليه كانت راكبه عربيتك وجايه معاك الشركة، انت بتخوني يا عاصى!..
- لتطرق حور رأسها بكفها من كلمات اختها الغبيه بينما هو احتدت ملامحه فى وهله، بسبب حديثها الغبي، تتهمه هو بالخيانه، الا زالت لا تثق يعشقه لها، لينهض قائلًا بنظرات جامده ونبره متهكمه:-
- أخونك!، ما اسمهاش خيانه، لأننا قررنا ننفصل يا حورية، ثم مش أنا اللى اتقرب من وحده تانيه ومراتى لسه على ذمتي، ليلي بتكون سكرتيرتى الجديده
اعتراها الندم من كلماتها الحمقاء المتسارعه، ثم غزا قلبها الألم من حديثه وتجمعت العبرات بأعينها من حديثه عن الطلاق، والذي لن تسمح به أبدًا، جاهدت لتنهض لكن الألم داهمها مره اخرى، ليس ألم جسدها بل قلبها، اقترب هو منها حاول اسنادها قائلًا بنبرة حانية دونًا عنه تملكته نحوها قائلًا:-
- اقعدى ما تتحركيش، لسه تعبانه..
- ما أن فعل ولامس جسدها، حتى أصابتها ارتجافه شعر بها، لم يفهم ماهيتها، طالعها بنظرات حائره بينما يجلسها، ثم ابتعد موجه حديثه ل ليلي:-
- تقدري تروحي انتِ يا ليلي وياريت تطلبي عصير للهانم...
اومئت له وذهبت من الغرفه، ليعم الصمت للحظات
حتى قطعته حور وهي تتقدم من عاصي تقبل وجنتيه بمرح قائلة:-
- وحشتني أوي أوي يا باباي
ضمها عاصي إليه قائلًا:-
- وانتِ اكثر يا روح باباي، اخبار رسيليا وادهم إيه
هتفت قائلة بنبرة ماجنه:-
- ادهم عسول خالص وهادي، لكن رسيليا مجناني ومتعلقه ب بيجاد أوي أوي، دي بقيت مش بتنام إلا في حضنه...
ابتسم عليها وادرك غيرتها وهتف قائلًا:-
- وطبعًا بيجاد مش عارف يرضي مين الصغيره ولا الاصغر منها، مشيرًا إليها بحديثه..
لتزم شفتيها عبوسًا، فيضمها أليه مره اخرى
لتشعر حور بموجب تركهماسويًا قليلًا، لتهتف قائلة بنبره مرحه:-
- اسيبكم أنا بقى وأروح اغلس على جوزى
قصدي افاجئه على ما حوريه تشرب العصير وتبقى كويسه .
ابتسم لها عاصى مومئًا برأسه، لتذهب هي، بينما في ذاك الوقت كانت حوريه تمعن النظر به، لتلاحظ الارهاق بادي على ملامح وجهه وفقدانه لبعض من وزنه، ليعتريها الندم ويعصف بها، وتهتف مناديه بأسمه بوهن:-
- عاصى
يا الله كم يعشق اسمه من بين شفتيها، لما يتناسى
كل شيء ويفقد عزمه وتوعده بالجفا، لما قلبه ضعيف امامها، ما هذا العشق الذي يكنه لهاو، لا ينتهي ولا يقل مهما حاول رغم كل ما حدث يعشقها، بل يهيم بها عشقًا، دون عن أرادته خرج صوته حاني عاشق قائلًا بلهفه بينما يعاود الاقتراب منها ويجلس بجانبها:-
- في حاجه تعباكي، طمنيني..
- ابتسمت له قائلة:-
-- أنا كويسه، بس اناــــــــــــ
وصمتت قليلًا ثم تابعت قائلة:-
- انا اسفه اني ظلمتك وقولتلك إنك بتخوني
وانا عارفه انك مستحيل تعملها، صدقني والله بثق فيك، بس المشكلة ان أنا مش بثقة في نفسي..
بينما هو كانت تتركز نظراته على زرقاوتيها وشفتيها
يجاهد ليمتنع عن فعل ما يحثه قلبه وجسده عليه
لكن لم يستطع، دون وعي منه أنصاع لرغبته
لتتسع أعينها صدمه وارتجافه اجتاحتها من فعلته
تلك، لوهلة لم تستعب فقد ظنت المشوار طويلًا أمامها
لكن يبدو أنه يعشقها حقًا، غبيه، لم تدري ان جسدها تجمد من الصدمة، وقبل ان تتدارك الامر، شعر هو بجمودها هذا فيبتعد مسرعًا، يلعن ذاته عن ذاك الوهن الذي يسربله أمامها، وانتفض واقفًا يمسد على خصلاته زافرًا، بينما يقول :-
- آسف ما قصدتش، مش هتتكرر تاني بوعدك..
بينما هى نفت برأسها والعبرات تتجمع بمقآتيها
وما ان اوشكت على الحديث، حتى طرق الباب،
فشعر هو انه منقذ له مما يعتريه من مشاعر مثقله قلبه كرهًا لذاته ، فأمر سريعًا للطارق بالولوج،
ولجت ليلى ومعها العامل الخاص بمطبخ الشركه يحمل معه العصير، ليسرع عاصي قائلًا موجهًا حديثه ل ليلي:-
- ليلي ممكن تهتمي بحورية هانم، عندي شغل نسيته
انهي حديثه وغادر، لتشعر هي بالعبرات على وشك الهبوط، لتسرع متوجها هى الاخرى خارجًا ما ان ذهب، متوجها الى المرحاض، دلفت ألى احدهم وشرعت بالبكاء
تنعت نفسها بالسبابات على صدمتها وتجمدها، لكان انتهى الامر وعاد اليها زوجها وحبيبها، مضى بعض الوقت عليها حتى سمحت لخطوات احدهم يدخل ويغلق الحمام
ويبدو انه يتحدث بالهاتف قائلًا:-
- بقولك كنت خلاص حاسة اني قربت منه ، لكن النهاردة تفاجئت بمراته جات الشركه وأغمي عليها ووقتها حسيت ان تعبي كله راح هدر، أنا من يوم ما اشتغلت سكرتيرته وأنا بحاول اقرب منه اكثر وأملى حياته عشان يحس بيا، لكن مجيء الهانم النهارده ضيع كل حاجه، بس انا مش هستسلم وعاصي هيكون ليا..بينما حور كانت تستمع لكل كلمه بدهشه وغضب يعتريها ونيران تستعر بين حناياها، تجهم وجهها
و بادى أنها توحى برغبه عارمه بالقتل، لكن صوت ابتعاد الخطوات وانغلاق الباب أجفلها،. وخرجت من المرحاض
وهي عازمه على النيل منها....
🌺🌺🌺
بارت كبير يعدي 5500 كلمه وتعبت عيوني فيه
عشان ما استناش للجمعه، بتمني تتفاعلوا وتقدروا تعبي
أنت تقرأ
حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد )
Bí ẩn / Giật gânاني عاشقه من البدايه و حتي النهايه لك عاشقه من الشروق و حتي الغروب لك عاشقه و من الغروب و حتي الشروق لك عاشقه في كل الأوقات رغم الظروف لك عاشقه جاهلة أنا ...أميه أنا ....لا أعرف غير عشقك لا أعرف غير بك أشعر... و أبوح لك عشقي بكلماتي.. فيها ا...