بارت١٤

24.8K 953 127
                                    

꧁بسم الله الرحمن الرحيم ꧂
رواية صغيرة الفهد
من حور الشيطان 3
سلسلة عشق محرم

🌺🌺🌺🌺🌺

العشق انت، الشغف انت والجنون انت
القلب لك وبك يحيي، وسنون العمر
دونك لا رغبه لي فيها، ان لم أعيشها وانا لك،
انعم بقربك، تغدقني بعشقك، تحتوي ضعفي
وتطفئ نيران توقي، هلا استجبت لمناداتي وانا استجدي قربك، هل جئت وخطفتني من جحيم أفكاري، وخبئتني منها بين حنايا صدرك ، تهمس لي بكلمات عشقك، تخبرني بوله قلبك، وانه يهواني ، وان الشوق لم يضني قلبي وحدي، لعلِ حيناها فقد أهدئ واستكين....
*****
كانت تجلس على فراشها، فقد نهضت لا رغبه لها بفعل شيء، لم تهبط لتناول الفطور معهم ولن تذهب للجامعة أيضًا، فهي تشعر بالتعاسة تتملكها لأقصى درجاتها،
منذ ذاك اليوم وهو يتجنبها، حتى
بات جسور وعدي هما المسؤولان عن ذهابها وأيابها
وفي الجامعة لا تراه إلا بصحبة تلك الفتاه يرين وصديقتها سما، مهما تفعل معه لا يشعر بها، ويلفظها من محيطه، لما لا يعشقها كما تعشقه، لم لا يشعر بقلبها الذي يهفو له ، لم تتخلى عنه يوًما، دومًا كانت تحارب من اجله، تذكرت ذاك اليوم ب لندن، عندما استيقظت بمرح تنوى الذهاب إليه، برغبة اجباره على أخذها في نزهه اليوم، فقد أصابها الملل والشوق له وتريد التقرب منه
توجهت الى غرفته بابتسامه مرحه، وجدت بابها
منفرج امامها، ما ان اوشكت على الولوج حتى استمعت لصوته يهاتف احد او الاصح احدهن قائلًا:-
- تمام سوزي وانتي كمان وحشتيني
- ميعادنا اليوم الساعة ٣ في مقهى شيراز
ثم اغلق الخط، شعرت بالألم يتسلل بين طياتها
هل عشق غيرها؟، كاد قلبها أن يتأوه من شدة الالم
حتى صدح صوت رنين هاتفه مجددًا، استمعت له يجيب قائلًا:-
- هاي ايلين وانا كمان كنت هكلمك،
- اه نتقابل اليوم في مقهى شيراز الساعة ٥
انفرجت شفتيها واتسعت عينيها وشهقت متفاجئة
استدار هو منتبه لتلك الصوت، توارت هي مسرعًا، وهي تهمس قائلة:-
- اتنين بيواعد اتنين في نفس الوقت..
لا تنكر ان شعور الراحة تسلل قليلًا اليها
فهو يتسلى لم يعشق، لكن في ذات الوقت هناك ألم ويجدر ان يكون هناك عقاب، التمعت مقلتيها بوهج مخيف وتسللت ابتسامه جانبية صفراء على شفتيها وتوجهت حيث غرفة جسور، الذي كان يلهو هو عدي بالألعاب الإلكترونية، ولجت إليهما بعصبيتها كالعادة تنزع مقبس كهرباء الشاشة امامهما، ليشعرا بالغضب ويهتفا بها بغيظ، لكن ما ان يلتفتا إليها ويران الوجع بنظراتها، حتى يهرعان إليها متسائلين عما بها او بالأصح عما فعله معها ليؤلمها مجددًا، فوجع تيا كله أدهم، حزنها الدائم ادهم، لكن في تلك اللحظة وجدوا لمعه بأعينها
وهى تهتف قائلة:-
- محتاجه ليكم عشان أدهم محتاج تأديب بجد
طالعوها بتسأل، استطردت قائلة بنبرة مستنكره:-
- البيه مواعد بنتين النهاردة فى نفس المكان بمواعيد مختلفه...
ارتسمت البسمة على محيا كلًا منهما وهتف جسور باستخفاف قائلًا:-
- وإيه يعني!، انتِ اول مره تعرفي، دا الدنجوان يا تيا
قالت بغيظ:-
- يعني ايه الدنجوان يعني!،انا لا ممكن ابدًا اقبل بكده
انا في حكم خطيبته ولازم اعاقبه، انتم معايا ولا لا
قالت هذا وهى تطالعهما بنظراتها البريئة، تسبل اهدابها وتقوس شفتيها كالأطفال، مظهرها هذا يجعلهم يخضعان لها مثل كل مرة، فقال عدى اولًا:-
- طبعًا معاكِ
بينما اردف جسور قائلًا بنبرة متهكمة :-
- واحنا من امتى مش معاكِ
ناوية على اية!..
ارتسمت بسمه صفراء على شفتيها وطالعتهما بنظرة خبث قائلة:-
- كل خير، ناوين نأدبه بس
بعد دقائق خرج جسور من الغرفه وهما يتتبعوا
ولج الى حجرة ادهم يحادثه بعدة اشياء غير مترابطة جعلت ادهم يشعر بالملل، ثم اردف قائلًا:-
- تعالى معايا يا أدهم ثواني كده شوف لي اللاب بتاعي مش مضبوط ، وجذبه مجبرًا، كان كلًا من تيا وعدي يتواريان عن الانظار ينتظران خروج جسور، اسرعا متوجهين الى الغرفه، ولجت تيا بينما وقف عدي
امام الحجرة يراقب الطريق، اسرعت بالبحث عن هاتفه وجدته ثم تتبعت اخر مكالمة وقامت بكتابة رساله محتواها كالأتى:-
-" الميعاد اتغير، تعالى الساعة ٣ في نفس المقهى"
قبل ان تحذفها، كان ادهم يخرج من غرفة جسور
فأسرعت تيا بوضع الهاتف والخروج، لمحهما ادهم عند غرفته، نظر نحوهما متسائلًا، هتفت تيا مبررة:-
- كنا حابين نخرج يا ادهم وجينا نطلب منك تخرجنا
اجابهم قائلًا باستعجال:-
- مش فاضي عندي مواعيد
ثم دلف الى غرفته يبحث عن هاتفه، ثم اخذه وخرج
في تلك اللحظة كان جسور يتسأل بهمس قائلًا:-
- خلصتوا
همست تيا قائلة:-
- كله تمام
ما ان اخرج حتى انتبه لهمسهم قائلًا:-
- في ايه!، الظاهر وراكم مصيبه..
طالعته تيا بوداعة لم يقتنع بها قائلة باستفزاز لتشتيت انتباهه :-
- لا ابدًا يا دومي، احنا بس زهقنين
رمقها بنظرة غيظ قائلًا:-
- قولت مية مرة ما تنادنيش ب دومي دي
قالها وذهب غاضبًا من امامهم
لتزفر تيا بارتياح قائلة:-
- الحمد لله نفدنا، يلا بينا
رمقها جسور بنظرة متسائلة قائلًا:-
- على فين؟
اجابت قائلة:-
- على مقهى شيراز مستحيل افوت على نفسي العرض
يلا بينا
اردف عدي قائلًا:-
- ما بلاش نروح يا تيا
قالت بنبرة استجداء:-
- عشان خاطري..
استجابوا لها وتوجهوا للمقهى لرؤية ما يحدث..
بعد قليل بمقهى شيزار كانوا يختبئون بعيد عن ادهم المنصدم برؤية الفتاتان يأتيان إليه بذات الوقت وحصلت مشده كلامية بينهم انتهت بأن كلًا منهما صفعت ادهم كفًا، قهقهه الشباب عليه بشدة، بينما هي شعرت بالصفعة تهبط على وجنتيها، لوهلة آلمها قلبها الغبي لكنها نهرته عن ذاك، لأنه يستحق هذا...
ثم ذهبوا مسرعين، تاركين أياه يشتعل بنار الغضب
مما حدث، رأي تلك الرسالة وتذكر وقفتهم امام غرفته وربط الامور وعلم انهم المسؤولون عن ما حدث، كان حزامه هو من تعامل مع كلًا من جسور وعدي حينما عاد ووجد الثلاثي بالداخل، حينها امرها بالخروج واغلق الباب، ما ان فعل حتى استمعت لصراخهما من الداخل، انتفضت مرتعبة واسرعت إلى غرفتها، في تلك اللحظة التى كان انتهي من تلقينهما درسًا جراء فعلتهما تلك، لكنه لحق بها، تذكرت أنه حينها كم كان من الغريب انه لا غضب منها ولا صاح بها، فقط ابتسامه ونظرة مبهمه لها وهو يحوم حولها قائلًا:-
- الصغيرة كبرت وبقيت تعرف تخطط ويتخاف منها
ثم قرص بشدة وجنتيها واستطرد قائلًا:-
- قطتي طلع لها حوافر وبقيت بتخربش
وأنا أول من خربشته، بس اوعدك يا قطتي ان القلمين اللي خدتهم هتتعاقبي عليهم في يوم من الايام..
ثم تركها وخرج وعيناه ترمقها ببسمه لم تفهمها...
عادت من ذكرياتها ونهضت بتثاقل متوجه الى المرحاض...
***
بينما ادهم كان بالجامعة، يجلس برفقة يرين وسما ومجموعه من الاصدقاء على أحدي الطاولة لكنه منزوي بها بعيدًا عنهم قليلًا ، عيناه جالت بحثًا عنها، لم يراها اليوم صباحًا، تأخرت في الهبوط واضطر هو للذهاب مبكرًا، والآن طيلة اليوم لم يراها، سربله القلق عليها فهى دومًا تحوم حوله، كالأرض ودورانها حول الشمس اعتاد وجودها الدائم وأدمنه، يحتاجها بقربه حتى لو تظاهر بالعكس، توتره والتفاتة عيناه بحثًا عنها انتبهت له يرين التى باتت تعرف دواخله وگأن علاقتهم من سنون ، فمنذ تعارفهما وهى تري تلك الفتاه التى تراقبه ودائمًا ما ترمقها بنظرات ممتعضة، ادركت ماهيتها وكيف لم تدرك وهي سبقتها ورمقتها لأخري، فهي أيضًا أصابها ذاك الداء المسمى بالعشق الذي يصيب القلب ويصبح عليل به، لا من دواء له، انه مرض خبيث يصيب القلب ويتملكه وعليه التعايش به، والغريب انها تشعر بشيء ما بقلب أدهم لها، لكنه يتحاشه متعمد وكأنه يقذف بمشاعره لها في اقصى اعماق قلبه لا يسمح لها بالظهور أبدًا ولا تفهم لما!، هذا الأدهم يوترها منذ ان ألتقت به وهى تشعر برابط خفي بينهما، شيء ما يجذبها له، لكنه لم يكن واضحًا لها في البداية ، لكنها كانت تثق أنها تعشق فهد حتى تأكدت ان ادهم شعورها نحوه ما بين الصداقة والاخوة، لذا هي تتألم لأجله، تشعر بأنه يخبئ ألم كبير بين طيات قلبه، تشعر بحزنًا دائم يسكن بعينيه، رغم محاولته اخفائه والتظاهر بالعكس، يتوارى خلف ابتسامه مزيفة وسعادة كاذبه
لذا انحنت نحوه قائلًة بمشاكسه تحاول أن تنحي ذاك الارهاق التى تشعر به، فكان الأمس متعب، حرقتها نيران الغيرة فيه، حينما ذهب فهد لأحدي اجتماعات عشاء العمل والذي بالطبع حضرته جيلان، لم تستكين وترتاح ليلتها، حتى عندما عاد، ظلت طيلة الليل تفكر فيهما، خائفة من مشاعر فهد ان تتكون اتجاهها، ستموت قهرًا حينها، لذا تحاول لفظ تلك الفكرة التى كثرة التفكير بها تؤدي بقلبها :-
- اللي وخدة عقلك وقلبك تتهني بيه أدهم باشا
انتبه لحديثها فأستدار بوجهه لها قائلًا:-
- قصدك ايه
ابتسمت قائلة بنبرة تسليه:-
- اللي على طوال حولينا ونظرات عينيها ليا وكأنها حابه تخنقني وكأني هخطفك منها، يا بني أعترف لها بحبك وفاهمها اننا مجرد أصدقاء، طمن البنت حرام عليك، قبل ما تتهور واكون أنا ضحيتها..
اجابها بنبرة متوترة قائلًا:-
- انتِ فاهمه غلط تيا بنت عمي وبس
رمقته بنظرة متفحصه، شاح هو نظره هربًا منها، فاستطردت قائلة:-
-واضح انها بنت عمك وبس، يابني نظراتك فاضحك، ليه بتهرب من مشاعرك ليها!.
تهدج قائلًا بعدما تنهد زافرًا بألم، مقررًا الحديث عما يعتلج صدره، يرغب بالبوح لعله يجد السكينة:-
- عشان خايف عليها، لأن ممكن أذيها، صدقيني يا يرين انا بحميها من نفسي..
شعرت بالألم يتسرب بين طياتها، وان قلبها يآن وجعًا عليه، هاهي تتأكد من شكوكها، هناك ألم مخبئ بداخله، لذا قالت بنبرة متأثرة:-
- ليه بتقول كده يا ادهم، اللي بيحب عمره ما بيأذي
تنهد قائلًا وأنين قلبه يكاد يفتك به قائلًا بنبرة شجن:-
- بس أنا بأذى اللي بحبهم، أنا أذيتها قبل كده يا يرين ونسيتها وربنا ستر، مش هستني لما تضيع مني زيها وتموت واعيش عمري موجوع عليها وبعاني من عذاب الضمير..
- كانت تطالعه وقلبها يأن من شدة شعورها بالحزن على حاله وحديثه، وهتفت قائلة بتسأل:-
- مين دي اللي خسرتها يا أدهم وأثرت عليك اوي كده
هتف قائلًا بانكسار:-
-توأمي رسيليا
خفق وجدانها بعنف و أخذ يضرب بعظام صدرها وهى تستمع له قائلًا:-
- ماتت بسببي لأني كنت مهمل ومش قد المسئولية..
ألمها قبلها ما ان استمعت لحديثه ، وما ان اوشكت على متابعة حديثها وسؤاله كيف ومتي، حتى صدح صوت هاتفها وكان فهد لم تستطع إلا تجيب عليه، لذا أجابت عليه، فأخبرها ان السائق بالخارج ينتظرها، فأخبرته انها سوف تذهب، ثم اغلقت الخط وهى محتارة من ان تترك ادهم بتلك الحالة او تذهب، لكن لا يمكنها الا تفعل، سوف يقلق فهد من تأخرها وقد يجعل السائق يدخل الى الجامعة، وقد يراها مع ادهم ولن يتفهم علاقتهما ومشاعرها نحوه والأسوء انه قد يظنها تحمل مشاعر له فلا يمكنها المخاطرة، لذا ربتت على كف ادهم قائلة ب شجن:-
- ما تلومش نفسك وتعذبها يا ادهم، انا لسه معرفش الحكاية، بس انا متأكدة انك يستحيل تأذي حد عن قصد ودا المهم، لينا قاعدة تانية سوا، بس دلوقت لازم اروح لأبيه..
- اومئ لها بشبح ابتسامه لم تصل حتى إلى عيناه
قائلًا:-
- تمام روحي يلا
..
شيعته بنظرة متألمة وذهبت، لتجد سائقها بالخارج صعدت السيارة وقادها حيث مقر شركة العمري، وهي تشعر انها مستنزفه، لا تعلم لما تأثرت بأدهم الى هذا الحد، لتزداد قائمة الألآم التى تشعر بها، داهمها وجع شديد برأسها، فأسدلت جفونها قليلًا برغبة الارتياح قليلًا
حتي يصلا...
**
فى ذاك الوقت كان كلًا من اكرم وعاصي وبيجاد يتجهزون للذهاب الى مقر شركة العمري،
كان عاصي شاردًا في ما حدث بينه وبين جوزيف منذ قليل، يشعر بألم يخترقه عليه، لكنه حاربه بأراده حديديه، فلا مكان للشفقة الأن، ذاك الوضع يخص ابنته
لن يسمح بمثل هذا الأمر، الذي يدرك جيدًا عواقبه الوخيمة، ابنته لن تكون مادة سائغة بأفوه المجتمع، وأيضا لن يلقي بها بمحيط رجال المافيا، انها تقاه من انارت حياته هو وحوريته، لذا حزم قراره بأخبار الزهري بموافقته على تلك الخطبة، وهو متأكد تمامًا ان ابنته لن تعارضه، لذا سينهي هذا الامر بأسرع وقت، حتي يغلق ابواب الامل امام جوزيف، ولا داعي لأخبار احد بما دار بينهما من حديث...
بينما بيجاد كان هناك شعور مبهم يتسلل الى حناياه لا يدرك ماهيته ولكنه يشعر بقبضه تجثم على قلبه،
، هتف اكرم قائلًا:-
- كله جاهز يلا بينا اتاخرنا
أنتبه الأثنان لحديثه ونظر بيجاد لهم قائلًا:-
- اسبقوا انت وعاصي بعربيته، بلاش تسوق انت وانا هنهي شوية امور واحصلكم..
اومئ له وخرجا متوجهين الى السيارة، بينما هو شعر بحاجه للحديث مع حوره، لذا جذب هاتفه وتحدث معها قليلًا، لعلا تلك القبضة الجاثمة على قلبه تتبدد، لا يدرك ان قلبه يشعر بلقائه الوشيك مع من تاق لها وتألم لفراقها لسنوات عجاف، مرت عليه وهو يرافقه الذنب ويجثم على روحه، انهى مكالمته مع من ملكت قلبه، وتلك القبضة لم تزال، خرج من مكتبه في موعد طال انتظاره..
قاد سيارته اتجاهها، طفلته المفقودة، صغيرته التى شطرت قلبه لنصفين وإلي الآن يآن لفراقها ، وصل الى وجهته وترجل من سيارته فى الوقت الذي ولجت فيه الشركه، خطى خطواته الى الداخل يلحق بخطوات صغيرته دون ادراك..
كانت هي ولجت المصعد مرغمه رغم خوفها من الاماكن الضيقة، الا انها كانت متعبه ومستنزفه ، ولج خلفها ثلاثة من الموظفين يحجبانها عن النظر، استندت على جدار المصعد الخلفي وأغلقت عينيها من شدة ألام رأسها وما ان كاد ان يغلق باب المصعد ، حتى اوقفه هو بقدمه، ودلف للداخل وعبق رائحته المميزة الذي لم يتخلى عنها منذ سنوات انتشر بالأنحاء...
ما ان استنشقت ذاك العطر الذي دغدغ مشاعرها، حتى اخذت شهيق كبير معبق بتلك الرائحة المألوفة، داهمها شعور قوي لا تدرك ماهيته، شعرت بالدوار يتمكن منها وصور مشوشه تكتسح مخيلاتها، بينما هو لا يعلم ما تلك القبضه التى كانت تزداد وتجثم على صدره، شعور غريب اعتراه الأن...
لحظات وتوقف المصعد عن طابق معني، وخرج الموظفين، وتبقي كلاهما بالمصعد، لتنحدر منه ألتفاته
اتجاهها وهو يسأل باحترام:-
- اي دور
لتجيب قائلة بوهن:-
- السابع
ضغط علي الزر، برجفة يد وشيء ما سربله لا يدرك ماهيته، لتنحدر نحوها التفاته أخرى دون أرادته
شيء ما يجذب عيناه لها وينصاع مرغمًا، أحاسيس عجيبة كانت تداهمه بضراوة، حتى توقف المصعد فجأة
وانقطعت الكهرباء فأنتابها الذعر الشديد، شعرت وكأنها عادت إلى سنون مضت صغيرة مرتعبة فى ذاك القبر والظلام يحوم من حولها، شعرت بأنفاسها تنقطع، تحاول الصياح، لكن صوتها مكتوم، تذكرت كم ناجته ان يأتي ولم يأتي، كانت تجهل انها اليوم لو استدعته لاستجاب لمناداتها ، كانت تصرخ بصياح مكتوم، حاولت أخراج صوتها برعب يزداد لكن لم تستطع
وهله كانت كل ما مرت عليها، لتعيش تلك الحالة المرعبة، حتى أشعل هو ضوء هاتفه و ألتفت نحوها بجزع مما حدث، لينتبه كونها ليست بخير ،ليتقدم منها تلك الخطوة اليتيمة فتزداد تلك القبضة و تعتصر قلبه لذا هتف قائلًا بقلق ووجل من الاقتراب أكثر :-
- انتِ بخير يا بنتي!.
بنتي ما تلك الكلمة الذي قالها الآن والتي لا ينعت بها احد ابدًا، ما الذي يحدث معه، تيبست قدمه واتسعت عيناه وتعالى وجيب قلبه ما ان رفعت وجهها له تطالعه بأعين مرتعبة تقاوم ذاك الدوار وتلك الذكري التى تنهش بها، كانت لا تراه، فعقلها يخيل لها انها بداخل ذاك القبر ، بينما هو ما ان وقعت عيناه حينها على خضرواتيها االمسلط عليها ضوء هاتفه ،حينها تلك العينان قضت عليه وأحيته في آن واحد ، لتزداد القبضة في اعتصار قلبه وتاها بتلك الاعين فقد تذكرها جيدًا، انها هي تلك التي سلبت قلبه منذ ان رأها، ايعقل هذا ، تنفس بخشونة وهو يطالعها، لا يستطع ازاحة بصره عن تلك الخضراوتين، يشعر بأنه يحيا ذاك الجزء الفاقد للحياة بقلبه منذ سنوات...
بينما هي كانت ما تزال تحيا داخل تلك الذكري وعقلها يصارع للخروج منها، وكان ذاك الصوت الذي تسرب الى مسامعها مخترق أعماق قلبها هو المخرج، لتصيح صيحه مكتومه انفلتت منها بهمس و وهن باسم من تناجيه بأحلامها :-
- جادو
ارتفعت وتيرة انفاسه وارتجف جسده، ما ان انتبه
لهمسها، هل خيل له عقله ما سمعه للتو، كان يطالعها بنظرات تائهة، يخشي التقدم نحوها ولا يدري لما، لكن حالتها تلك ألمته، كانت تبدو بأنها تصارع...
بينما هي تلك الرائحة وذاك الصوت كان يداهم عقلها وقلبها، يحثها على الانتباه والخروج من ذاك الوهم
لحظات وعاد تشغيل المصعد ، لتقاوم الدوار وترفع رأسها لذاك الصوت الذي اثار شيء ما بأعماقها، لتصدم بمحياه، داهمها حينها شعور بالأمان وأدراك انها ليست حبيسة ذاك القبر، لكن هاجمتها تلك الصور وازدادت شراسه عن السابق، لكنها باتت واضحه اكثر، لم تستطع تحمل كل تلك الاحاسيس التى داهمتها ، واستسلمت لتلك الغيمة السوداء، وما ان كادت ان تقع مغشي عليها، لتمنعها يداه من السقوط، بينما ترتجف اوصاله ما ان فعل، وسربله الذعر عليها بشدة، بينما هي ما ان لمستها يديه، حتى تنبها عقلها الباطن وهتفت قائلة بوهن مجددًا بصوت لم يصل إلي مسامعه :-
- جادو
واستسلمت لتلك الغيمة، بينما هو كان وجيبه يضرب بعظام صدره من قوة خفقانه، احاسيس مبهمه اعتملته، شيء ما بأعماق قلبه تحرك، ليفتح الباب فجأة
ويخرج بها صائحًا، لينتبه له الموظفون ويسرعوا بالتقدم، ليهتف احدهم قائلًا:-
- انسه يرين
بينما اسرع الساعي متوجه لغرفة فهد الذي كان يجتمع بكلًا من عاصي و اكرم منتظرين قدوم بيجاد ، طرق الباب وولج سريعًا قائلًا:-
- فهد باشا، يرين هانم فقدت وعيها فى الأسانسير.. انتفض قلبه هلعًا ونهض مسرعًا أليها، بينما تردد عاصى واكرم اذا كان يجدر بهما اللحاق به او ماذا، لكن حسم قرارهما بالذهاب..
قطع فهد تلك الخطوات الفاصلة عنها بسرعة فهد وقلبه يتألم، لتقع عينيه عليها بين يدي بيجاد المصدوم، توجه اليها قائلًا بنبرة قلق واضحه:-
- يرين حبيبتي
ثم حاول التقطها من بيجاد، الذي كان بالمقابل متمسك بها بقوة يخشي فقدانها وكأن قلبه قد علم
بهوية صغيرته، فقد داهمه الماضي بقوة، حينما تسللت يد فهد لتلتقطها، فشدد من التمسك بها، لكن صوت فهد القلق آفاقه قائلًا:-
- سيد بيجاد، ممكن اختى
نظر له بارتباك وقلبه يرفض تسليمها له، يشعر بقلبه يأن ألم، ترأف به فهد وتركها بين يديه، وقلبه ينبأه ان قلب الشيطان شعر بأن من يحملها بين يديه هي طفلته وصغيرته، وان المواجهة قد حانت ولابد منها، لكن هل هو مستعد الأن ومطمئن لتسليمها له، وهو لم يعلم بعد عن تلك المرأة التى حاولت قتلها سابقًا من تكون
وهل سيأمن عليها بمعرفتهم هويتها الحقيقية والاهم هل سيتقبل بيجاد رغبته بالزواج بها ام انه سيبعدها عنه ويحرمه من عشقها، مشاعر متضاربة أثارت عاصفه هوجاء بعقله وهو يسير خلفه حيث غرفته، ما ان دلف الى المكتب، حتى وضعها بيجاد برفق على الاريكة و عيناه تأبي ان تزيح نظراتها عنها، بينما اكرم وعاصي كانوا يطالعا ما يحدث بوجل، حالة بيجاد لم تكن طبيعية بالنسبه لهما، فطبعًا قلبه من كان يقوده حينها، قلبه الذي لم ينسي صغيرته يومًا وتعرف عليها ما أن رأها، لذا لن يدرك ايًا منهما ما يحدث معه

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن