بارت 12

28.4K 1K 63
                                    

꧁بسم الله الرحمن الرحيم ꧂
رواية صغيرة الفهد
الجزء الثالث
من
حور الشيطان سلسلة عشق محرم
بقلمى دينا العدوي
ملاك.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ما ان فتح باب غرفتها حتى وجدها ترتجف بشدة والعبرات تنساب من مقلتيها، لذا تقدم مسرعًا باتجاهها، يطمئنها أنه بجانبها، ما ان فعل حتى ارتمت بين ذراعيه تنتحب بشدة، مد ذراعيه حول خصرها يضمها ويهدهدها، الى ان هدأت قليلًا، ثم هتف قائلًا بتأثر:-
  - نفس الحلم يا يرين
  - اومئت له برأسها قائلة:-
  -- نفس الحلم وكل مره بنادي عليه
ينقذني بس هو ما بيجيش يا فهد
انت اللي جيت وأنقذتني، وهو لا
معقول يكون خلاص نساني يا فهد!
نفسي افتكر ملامحه، او اي حاجه عنه
مفيش إلا صور ضبابيه، و احلام مشوشه
للحظات بينا، كنت بحبه اوى يا فهد وناديته كتير،  وهو ما سمعنيش ، كنت خايفه ومرعوبة، والظلمة حواليا وانا بخاف منها، حسيت انى بتخنق مش قادرة اتنفس وانت انت اللي انقذتني، لولاك انا كنت مت يا فهد... 
   شدد في ضمها عند تلك الخاطرة قائلًا:-
  - بعيد الشر عنك يا حبيبتي،  انا هنا وهفضل هنا جانبك،  حمايتك وأمانك زي ما دايمًا تقوليلي
  ثم الصمت المطبق ساد بينهما إلا من صوت أنفاسهما ودقاتهما التى بدت تتعالى،  نعم تتعالى،  يشعر باختلاف في ضمه لها،  مشاعر غريبة عادت  تتسلل إلى حناياه. خفقات قلبه بدت مختلفه ،  شعور ما أجتاحه، جعله ينتفض مبتعدًا عنها،  يستنكر تلك المشاعر التى تداهمه بضراوة لائما لذاته عليها، مستنكرها، فكيف لها معاودة الظهور من العدم!
ليجد كفها الصغير يتمسك به قائلة بنبرة متوسله:-
  - فهد ممكن تنام جانبي النهارده وتخدني في حضنك زي زمان انا خايفه أوي...
نظر لها متفاجئ من طلبها، مستشعر رعبها، واحتياجها لذلك،  منذ الصغر وهي تفعل هذا تأتي إليه تختبئ بأحضانه من كوابيسها المرعبة، ظلت هكذا حتى نضجت، وبات يزعجه،  فهو يدرك حقيقة الأمر وان هذا خطأ ،  هو ليس متدينًا،  لكنه يفهم امور دينه،  ما يجوز وما لا يجوز،  لذا كان يبغض الامر منذ البداية وأعلن اعتراضه عليه ، لكنه لم يستطع منعه خاصة اذا كانت رغبة والديه ومن اجل صحة والدته
ومن اجلها هي أيضًا،  لكن منذ ان نضجت وهو شعر بغرابة الامر وذاك الشعور المنفر الذي داهمه حينها كان يبغضه،  فهي امام الجميع شقيقته،  لذا كان ينهرها ويصيح بها،  ليتألم ما ان يلمح نظرات الألم بمقلتيها،  فقرر الهرب والسفر خارج البلاد هربًا منها ومن مشاعره الوليدة لها، عازمًا على قتلها ودفنها  بداخله ، محاولًا اقناع ذاته ان هذا الافضل،  ليعود مجبرًا بعد وفاة والديهما في حادث سير
منذ عام مضى ، حمد الله انها لم تكن معهما هي الأخرى وشعرت بتوعك،  لولا ذلك لكانت رحلت معهما وبات وحيدًا ،منذ تلك اللحظة وهو قرر البقاء معها وترويض قلبه واغداقها بكل الحب والحنان التي تحتاجه، لذا اتخذ قراره بالزواج من جيلان،  عندما عرض عليه والدها الامر،  شعر انه الحل المناسب للجم قلبه ومشاعره التى فشل بترويضها ،  ليتفاجئ  اليوم  بتلك المشاعر التى تكنها له والتي ظنها يومًا مستحيلة،  صدمه اعترته،  شعر بالضياع،  غير مدرك ما يجب عليه فعله،  هل ينهرها ويأنبها على مشاعر ذات يوم داهمت قلبه هو الأخر،  أم أنه يترك السعادة تسكن وجدانه ويشعر بالتلذذ بها،  لا لن يفعل لا يستطيع،  هذا لا يجوز،  هي امام الجميع شقيقته،  تحمل اسمه يرين العمري،  كيف سيحدث هذا،  هل سيظلمها بعشق محرم منبوذ من المجتمع،  كلا لن يفعل وان كسر قلبها وقلبه فى آن واحد
لكن ماذا بعد!،  هل سيبقيان هكذا،  ايضًا لن يستطيعا،  وخاصة انها ذات يوم يجب عليها ان تتزوج،  تصير ملك أخر،  هل سيتقبل هذا ويحتمله،  ان فكرة حديثها مع رجل اخر تزعجه وتشعل نيران بقلبه،  فماذا ان تصير ملكًا لأخر، كلا لن يستطع
يالله هل من حل لتلك المعضلة،  لما لم يقتنعوا بما قاله حينها، لكن الأمر بات اسهل الان،  كل تلك الافكار كانت تدور برأسه متناسي تلك التى تطالعه مستجديه الامان منه، حتي فاق منها يطالعها بمشاعر مختلطه قائلًا بأسف مقررًا أن يوضح لها الامر ولا يصيح بها كالعادة خاصة بعدما اكتشف حقيقة مشاعرها، فلا يريد ان يهشم قلبها العاشق له، ذاك القلب الذي حكم عليه بعشق محرم :-
  - ما ينفعش يا يرين،  انتِ كبرتي دلوقت، وانا وانتِ عارفين أن انا مش اخوكي ، حتى لو كل الناس عارفه كده، انا وانتِ عارفين غير دا، لا أنا في يوم اتقبلتك كأخت ليا ولا انتِ كمان شايفني اخ ليكِ..
اعترافه بكونه لم يعتبرها اختًا يومًا لم يزعجها  ، على النقيض تمامًا أراحها كثيرًا، أنه لا يملك أي من مشاعر الأخوة تلك لها، اذا فمن الممكن ان يراها أمرأه قد يحبها، لكن  كلماته الاخيرة جعلت التوتر يسربلها، هل يعلم بشعورها نحوه؟. ان قلبها ينبض بعشقه، شعرت بالارتباك من ان تكون مشاعرها واضحه له ، فأدرك هذا وقرر رحمتها من ذلك
لذا أردف قائلًا:-
  - نامي يا يرين وانا هفضل جانبك هنام هناك الكنبة دي،  بس بالأول هجيب حاجه ألبسها...
أصابها الخجل الشديد و تخضبت وجنتيها ما ان انتبهت انه عاري الصدر وقد ضمها هكذا،  ولم يفوت هذا عنه،  فقد بات يراقب تعابير وجهها بشغف،  دون عنه ارتسمت ابتسامه جانبيه على شفتيه، كم يحب خجلها هذا،  لكنه احب اكثر ذاك الجموح والشغف في مشاعرها نحوه،  ذاك العشق التى رسمته له فى رسائلها يريده بشدة،  تلك المشاعر لم يعرفها قبلًا،  لكنه يريد اختبارها،  كم هو شعور ممتع ان تشعر بأن يكن لك شخصًا بقلبه كل هذا الحب،  شعر بأفكاره تنحاز لرغبه بعشقها ونيله،  فنهر ذاته، وابتعد عنها الى الخارج يهدئ من ثورة أفكاره
دلف الى غرفته وجذب سترته وارتداها،  لكنه انتبه لجهازها والذي عليه اعادته لها قبل ان تنتبه ،  لكن اولا ليقم بنسخ ذاك الملف وارساله الى جهازه،  وبالفعل باشر بذلك اخرج فلاشه ما وبدأ بأخذ نسخه منه،  ثم وضعه موضعه حتى تغفو فيعود حينها لأخذه... 
ثم غادر عائدًا إلى غرفتها
وجدها متسطحة تطالع  مدخل الغرفه بانتظاره،  ابتسم لها قائلًا:-
  - نامي يلا يرين هانم،  الحارس الشخصي لحضرتك موجود هنا جانبك طوال الليل...
  انفرج كلًا من عينها وشفتها،  مستنكرة ما تري وتسمع
فهد يبتسم لها ويمازحها أيضًا،  ماذا به هذه الفترة.
بينما هو تقدم منها ودثرها بفراشها طبع قبلة على جبينها
ارتجف لها جسدها،  فشعر بها،  الآن ادرك سر تلك الرجفة التى تنتابها من قربه وملامسته لها البريئة السابقة ، لم يكن خوفًا او نفورًا  بل انه عشقًا ...
عشقها وخجلها الفطري، فهي تراه حبيبًا، عند تلك الخاطرة وبدأ قلبه بالطرق عاليًا، يا الله لما بات القرب منها يجعل الأجواء مشتعلة مشحونة هكذا، الأمس فقط كان يتعامل معها بكل راحه واليوم يداهمه كل هذا التوتر..
لذا ابتعد عنها  فورًا، مكتفي من تلك الأحاسيس وذاك الارتباك وتوجه حيث الأريكة وتمدد عليها  وبصره عليها
يطالعها وعقله يؤنبه بينما قلبه يشجعه، لينهي حيرته   مقرر ان لا يظلمها بهكذا عشق محرم مغزي،  فهي لا تستحق علاقه مشينه بالخفاء،  لذا اغمض عينه مقررًا  عزيمته على انهاء هذا العذاب لها وله  ..
****
بينما في تلك اللحظة فى قصر الحديدي كان بيجاد
على الفراش ممدًا، يجافيه النوم، بعد ذاك الحلم الذي يؤرقه لسنين طويله يثق انه اشاره له، لكن ما من أمل، كل الابواب قد أغلقت أمامه منذ سنوات، بنتيجة واحده موتها، لقد اخبرته انها دفنتها بيديها، هل كانت تكذب، كلا ذاك الغل و الانتشاء والتشفي التى تحدثت بهما دلالة على صدق حديثها، اذا ما هذا الحلم ، تعب من افكاره تلك،  لينظر جانبًا لها،  معشوقته الغافية، يتأمل ملامحها الساكنة،  ماتزال جميله تخطف أنفاسه ما ان يراها، لكنها لم تعد بتلك الحيوية والنشاط التى كانت عليهما، كثيرًا ما يراوده تأنيب الضمير اتجاهها، يشعر وكأنه سجان وهى سجينته، نعم سجينة عشقه، عشقها له الذي اجبرها على التنازل دومًا، عشقها له الذي يجبرها على البقاء معه واحتمال نوبات غضبه وجفاءه ورغبته بالعزلة بعد فقد صغيرته، دومًا تحتمل دون ان تشكي، تدعمه  كل مره كان يقول انها ستتعب وتذهب وتتركه، إلا انها لا تفعل بل تتشبث به أكثر وتحتويه أكثر وتعيده إليها إلى أحضانها، مطالب بعشقها،  يستجدي قربها،
انحني وطبع قبله عاشقه على جبينها ثم نهض  من على الفراش الى الشرفة، يستنشق بعض الهواء 
ما ان دلف إليها حتى وقعت عينيه عليه، ادهم صغيره المعذب،  ضحية جديده من قائمة ضحاياه،  جالسًا بالحديقة، يبدو انه هنا منذ وقت، كم يبغض ذاته عندما يراه، فقد سبب الألم لكل من احب،  يدرك أنه ضغط عليه
بعودته إلى هنا، لكنه يريد له ان يواجه مخاوفه، ان يتخطى ما حدث، لم تعجبه تلك الفجوة بشخصيته، هو ليس مذنبًا عليه ان يدرك هذا، المخطئ هنا هو وليس احد غيره منذ البداية، لحظة اتباع للشيطان توالى خلفها سلسله من العقابات والألم، عاد الى الداخل مقررًا الهبوط للأسفل حيث هو،  تسلل دون صوت حتى لا يوقظها
وخرج وهبط الدرج وتوجه إليه بالحديقة، كان ادهم حينها يطالع السماء بشرود، وتلك الذكرى تراوده مرارًا وتكرارًا، لم ينساها قط،  كم تمني نسيانها،  لكنها رسخت بأعماقه،  لسنوات عانى من أثرها،   وانطوى على ذاته، ليتابع مع طبيبًاا نفسي  حتى الجامعة والذي طلب منه محاولة تكوين صداقات والخروج من تلك الدائرة التي يضع ذاته بها ،  استمع لحديثه وحينها تغيرت شخصيته تمامًا، بات اجتماعي اكثر ، يتسلى معهن، لديه العديد والعديد من الرفيقات، يشغل ذاته عن أي افكار يحادث هذه ويصادق تلك، حتى بات لديه العديد من الرفيقات، دون ان يتخطى الحدود معهن، فقط يقضى وقتًا ممتعًا برفقتهن، فقط يهرب من جروحه وذكريات ماضيه التى ماتزال تلاحقه..
كان نوعًا ما يشعر بالراحة، ليقرر والده العودة الى هنا، هادمًا كل ما وصل إليه من محاولات.....
كان شاردًا، لم ينتبه لقدومه نحوه، حتى جلس بجانبه  ووضع كفه على منكبه، فنظر أتجاه متفاجئ قائلًا:-
  - بابا
  ابتسم له بيجاد ابتسامه حانيه وهتف قائلًا:-
  - ايه اللي مصحيك لدلوقت
  نظر إليه بألم قائلًا:-
  -- نفس اللي مصحيك ل دلوقت،  هي ذكرياتها مليه القصر،  رغم ان كنت صغير والمفروض ما كنش فاكر أوى،  بس كل ركن هنا بحس انه بيفكرني بيها،  اوقات بسأل نفسي يا ترى شكلها كان هيكون أيه دلوقت وطباعها شبه مين شبهك اكثر ولا شبه ماما، واوقات مش بصدق انها ميته،  اوقات بحس بيها،  مش بيقولوا التوءم روح واحده بيحسوا ببعض،  انا اوقات بفرح  وبحزن من غير سبب،  فى حاجات غريبه بحسها ولما حكيت للدكتور قالي اني بتوهم وان دا عقلي الباطن واحساسي بالذنب هو اللي بيخلق لي الاحاسيس والافكار دي..
ربت بيجاد على ظهره قائلًا:-
  - كفاية احساس بالذنب يا أدهم، انت كنت طفل وما غلطتش في حاجه، ليه محمل نفسك المسئولية، الغلط كله غلطي أنا من البداية، انت كنت مجرد طفل، طبيعي انك تخاف وتعجز عن التحرك، لما تشوف المشهد دا قدامك، وكان طبيعي انك تلعب وتزهق، انسى يا ادهم وعيش حياتك، بس عشها صح...
رمقه أدهم بنظرة مستجديه، يتمنى ان يري صدق حديثه بعينه وانه لا يلومه على ما حدث، فهو يدرك معاناة ابيه هو الاخر لفقد رسيليا، لكن صوت ماجن اتى من خلفهما، اخرجهما من حالتهم تلك، وقد كان جسور قائلًا:-
  - إيه اللي مسهركم يا حلوين، عملين قعدت اب وابنه من غيري، والله انا شاكك من البداية انكم عيلتي، اعترفوا، انتم متبيني صح، او المستشفى غلطت وبادلتني انا مش شبهك لا انت ولا ابنك الكبير دا، انتم عالم كئيبة تموتوا في النكد ، لكن انا واحد فرفوش..
رمقه بيجاد بحده قائلًا:-
  -كنت اتمنى اقولك انك صح  وانك مش ابنى ومتبنيك،  او كنت اتمنى ان المستشفى تكون بدلتك وتطلع مش ابني وارتاح منك،  بس للأسف مولود على أيدى،  كانت ليلة ولادتك سودا، من قبل ما تشرف وانت قرفني
قهقهه كلًا من ادهم وجسور الذي اردف قائلًا:-
  - آنت هتجبها فيا، ما انت اللي كنت بتلعب بديلك مع البت الحمرا وحور قفشتك...
  طالعه بيجاد بقرف قائلًا:-
  - بلعب بديلي يا حيوان، هو في حد يكلم ابوه كده
   انا شكلي فوتلك كتير، ومحتاج اربيك من جديد ،واوعى تكون فاكر اني ناسي لك الحركة الوطيه اياها وتهديدك ليا، انا بس مطنش بمزاجي.
طالعهم ادهم بتساؤل، فأستطرد جسور قائلًا مجيبًا على تساؤله:-
  -  اصل ابوك كان عامل صفقه جديده مع مزه حمرا أيه
  حاجه كده ولعه، وتخيل بقي لو حور عرفت ان فيها مزه حمرا كانت خربتها، والواحد بردك لازم يستغل الظروف وانا استغلتها وطلعت الرحلة أياها..
قهقهه أدهم قائلًا:-
  - طول عمرك واطى واستغلالي،  بس ما كنتش متوقع انها توصل انك تهدد ابوك..
  قهقهه جسور قائلًا:-
- والله ولا انا يا بني،  بس ابوك بيجي عند امك ويتحول كده،  فالواحد قرر يستغل الامر،  مش بالسهل ان تقع فرصه زي دي تحت ايد الواحد انه يهدد الشيطان نفسه اللي بيتحول قدام المدام حمل وديع..
قهقهه ادهم قائلًا:-
- في دي معاك حق ابوك قدام امك حاجه ومع الكل حاجه تانية،  حور مسيطره اوى معاه ووخدا وضعها..
رمقهم ببجاد بحده قائلًا:-
- أهلًا انتم اتجمعتم والحفلة  شكلها هتكون عليا،  انا لا بتحول قدام امك ولا حاجه،  كل الحكاية اني ما بحبش ازعلها،  كفايها زعل،  وبعدين من واجبنا اننا نطيب بخاطرهم ونقولهم الكلمة الحلوة،  مش شرط اننا نشخط ونزعق لأننا الطرف الأقوى وعملهن بالمعروف ولا تنهرهن وقول لهم قولًا كريمًا "..
رمقه جسور بنظرة متسليه قائلًا:-
- فعلًا فعلًا معك حق انت كده واحنا مصدقين انك بس بتتقي الله فيها،  ما انتش بتحبها ولا بتخاف منها ومن زعلها منك ولا اي حاجه من دي،  صح يا ادهم؟.
ابتسم ادهم وهتف قائلًا:-
  - يا اخي اعمل نفسك مصدقه،  لازم تكون لئيم كده.
  رمقهم بيجاد بحده ونهض قائلًا:-
  - تصدقوا اننا غلطان اني قاعد معاكم وبكلمكم وعايز أصاحبكم ،  أنتوم آخركم العصبية ووشى التاني،  قوم يا كلب انت وهو على جوا ما شفش وش كلب فيكم قدامي وألا هوريه وشى التاني..
  - انتفض الاثنان وهم يقهقهون بشده وهم يطالعونه بينما هتف جسور قائلًا:-
  - ماشين ماشين، ما هو اللي يقول الحقيقة في البيت دا يتعامل المعاملة دي، بس عمومًا ملحوقه، انا لازم اوضح ل حور سر حقيقة معاملتك ليها وانك بتسييرها بس وتنيمها وانت مقضيها مع الحمراوات..
  وعند ذكر الحمراوات وتصنموا جميعًا حينما استمعوا لصوت انثوي غاضب وكانت حور التى استيقظت عندما شعرت ببرودة الفراش
ليساورها القلق، فتنهض بحثًا عنه، لتستمع لصوت قهقهه من الحديقة، فتدلف الى الشرفة
لتراه جالسًا مع صغيريها، لتغمرها السعادة
من رؤيتها لهم مقررة الهبوط ومشاركتهم في تلك الجلسة الحميمية قائلًا:-
  - بيسيرني وينيمني وحمراوات، انت بتخوني يا بيجاد
  تيبس بيجاد موضعه،  يطالعها باندهاش من توقيت ظهورها وكلماتها ، ثم اشاح بنظره اتجاه جسور متوعدًا
الذي بالمقابل همس قائلًا ل ادهم :-
  - والله وشكلي عكيتها و أبوك هيعلقنى..
  ثم صمت هنيهه وتابع قائلًا:-
  - بس امك دي ايه يا جدع بتظبط توقيتها دايمًا على الوقت الغلط، هنحلها ازاي دلوقت ابوك هيروقني
  ابتسم له ادهم ابتسامه صفراء قائلًا بينما يذهب:-
  - اسمها هحلها أزاي دلوقتِ، انت اللي عكيت الدنيا وانت اللي لازم تصلحها..
   ثم غمز له قائلًا:-
  - ألبس يا معلم
   قالها وابتعد عنه بضعة خطوات بينما استمع له قائلًا:-
  - طول عمرك ندل ومش جدع ، بس مردود لك يا معلم
بينما بيجاد هتف قائلًا بعدما طالع تلك التى تطالعه بنظرات ناريه قائلًا:-
  - انتِ هتصدقي كلام ابنك الاهبل دا يا حور،  بخونك ايه يا حبيبتي،  دا ابنك الغبي كان بيستظرف مش اكثر،  بس ملحوقه والله ما هعتقه..
  - وتقدم اتجاهه بغضب،  لتصيح حور به قائلة بينما توقفه :-
  - انت كمان عايز تضربه عشان كشف حقيقتك قدامى
تيبس موضوعه يطالعها بنظرات مشدوقه قائلًا مرددًا :-
  - بضربه عشان كشف حقيقتي قدامك!،تاني لا ثالت يا حور بتظلميني..
  شعر جسور بأن الامور قد تزداد عن الحد، فهتف قائلًا بنبرة مازحه:-
  - يا حور والله انا كنت بهزر معاه بذمتك انتِ دا شكل واحد يخون، عيب عليكِ تصدقي الكلام دا والله، طب خلى الخيانة دي لواحد لسه في عز شبابه، انتي مش شايفه ان البوص كبر ازاي..
  لتحتد نظرات بيجاد، بينما يقترب منه ادهم قائلًا:-
  -- اخرس عشان انت بتعكها، لسه شباب وكبر!، اقسم بالله انا لو من ابوك كنت خلصت منك..
ليقترب هو اتجاه حور الحانقة قائلًا:-
  - يا ست الكل انتِ متعرفيش بيجاد باشا يعني بيحبك اد ايه وانه يستحيل يفكر بس في غيرك، الموضوع وما فيه اننا كنا بنتكلم عن ولادة سي زفت جسور، وافتكرنا موضوع المزه الحمرا، فجسور بقي لازم يحط لامسته
انما بيجاد باشا قلبه وروحه وعقله للحور بس
   لتنقل حور بصرها بينهما،  ليتركز على جسور الذي هتف قائلًا:-
  -والله ادهم حكي كل حاجه حصلت،  بس كالعادة انتِ بتظهري على اخر جمله،  وبعدين مش صح كده يا حور لازم يكون عندك ثقه في البوص وفي حبه ليكِ، مش كل ما تسمعي حاجه تصدقيها وتنكدي عليه كده وهو اللي لسه من شويه قاعد يقول وعملهن بالمعروف وكلام كبير كده عن عشقكم،  ليه حق يزعل منك ويشيل الصراحة...
رمقته حور بحده  فهتف ادهم قائلًا:-
- جسور امشي على أوضتك،  انت شكلك ناوي تخربها و  تطلقهم  الليلة دي..
وجذبه معه أمامه بحده الى الداخل،  بينما بيجاد وقف يطالع حور بنظرات غضب وعتاب،  شعرت حور بالذنب وتقدمت منه،  فتركها ودلف هو الاخر الى القصر  متجهًا إلى غرفته، لتلحق به وهي تفكر كيف لها ان تصالحه...
ولج الغرفه وجلس على الفراش،  منتظر أياها ان تدخل
متظاهرًا العبوس، لكنه بصراحه ابعد ما يكون، فقد سعد برؤية ذاك الجانب منها الذي قد دفنته الاحزان، وهاهو يرغب بمعرفة كيف ستصالحه... لتأتى هي وتتقدم نحوه بارتباك وتجلس بجانبه قائلة بخبث ودلع :-
- اسفه أنا  بعترف انى غلطانه يا بيجادو،  ومش كان لازم اشك فيك،  ما هو كلام جسور صح يعني انت كبرت ومستحيل تفكر كده...
طالعها بحده قائلًا بنبرة مشدوهة:-
  - كبرت!، مين دا اللي كبر!،  انتِ بتصدقي كلام ابنك ولا إيه!،  واضح أن محتاج أوريكي من دا اللي كبر.
  بينما هي كانت تكبت ابتسامه ملحه على الظهور لنجاح خطتها،  عندما وجدته يقترب منها قائلًا:-
- مش بيجاد الحديدي اللي مراته تقوله انه كبر 
لتظهر تلك البسمة الملحة دون عنها،  ليراها هو ويدرك ما تفعله تلك الماكر ،متلذذ بمشاغبتها التى اشتاق لها قائلًا:-
  - ايه دا انتِ قاصده بقى تستفزيني كده
   اومئت له براسها وابتسامتها تتسع، ليقهقه هو قائلًا٠:-
  - الظاهر اني كنت مقصر الفترة اللي فاتت عشان تخططي لكده..
  اومئت له برأسها مره ثانيه، ليرمقها هو بتعجب قائلًا:-
  -دا انا  كده فعلًا كنت مقصر اوي اوي ، ولازم اعوض الحور.. وانهى حديثه بجذبها إليه، يضمها بين حنايا صدره بقوه قائلًا:-
  - انتِ حوري اللي بعشقها وهعشقها لأخر يوم بعمري..
   ****
بعد مرور شهرًا كاملًا على احداث ذاك اليوم
كان هو جالسًا بمكتبه،  يطالع الاوراق التى بيده وفكره مشغول، ينقل بصره الى الهاتف كل عدة لحظات وكأنه منتظر شيء ما،  حتى صدح تنبيه احد مواقع التواصل الاجتماعي  (الواتساب) يعلن عن وصول رساله ما،  ترك ما بيده سريعًا يطالع بشوق ما ارسل إليه، لترتسم ابتسامه على شفتيه وهو يقرأ تلك الكلمات التى باتت تروق له بشدة منذ ان علم هوية مرسلها

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن