بارت ٦

29.2K 1K 61
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية صغيرة الفهد
الجزء الثالث من سلسلة
عشق محرم
بقلم دينا العدوي
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بارت ٦
ومضة كنتِ :
إنارة عتمتي ؛ من ثم غابت و انطفأت
و عدت إلى وحدتي و ظلامي ..
كزهرة كنتِ :
ازهرت في بستاني النائي؛ من ثم تلاشت و عاد نائي..
كلون زهري كنتِ :
طغى و أبهج لي حياتي؛ من ثم بهت و اختفي
و عاد الأسود و الأبيض ألوان حياتي.
منحتيني بعضًا من السعادة، كنتِ لي :
ملجأ اجد فيه راحتي و أماني  
معكِ صعدت روحي و طارت بين السحاب ..
كنتِ لى :
جنة لقلب تعب من احزانه، لكنكِ ذهبتِ
و عدت مجددًا إلى أحزاني..
كأن قدري أن ابقي أسيرًا لها
مقيد بها إلى نهاية حياتي .
......

غادر مكتبه بقلبًا متحطم كالشظايا، عيناه لامعه بالحزن
وملامح وجهه متجهمه مرسومه بريشة القهر  ،يعتريه الخزي لاعنًا ذاته على وهنه أمامها،  وعلى ذاك العشق الآبي لتركه،   الآلم ينخر روحه،  نيران تستعر بحناياه.
يسب ويلعن تلك اللحظة التي انجرف فيها خلف توقه واستسلم لها وأقترب،  لكنه كان مرغمًا يشعر بالضياع والتخبط ،  يشعر وكأنه على وشك أن تسلب منه روحه ونجاته قربها بارتشاف رحيقها ،  جرعه من اكسير الحياه الخاص بها،  لترد إليه أنفاسه الثائرة ، قبض كفيه بغضب واستقل المصعد ضاغطًا زر الهبوط لأسفل هاربًا من تواجده معها والحنق منها يتسلل بين حناياه، توقف المصعد ما ان وصل الي وجهته، آلا أنه لم يخرج، فقد تيبس جسده يحاول تنظيم ضربات قلبه الثائرة عليه غضبًا، مضى عدة لحظات حتى استطاع لملمت شتات ذاته المبعثرة وكرامته التى تهدرها ابنة الشيطان بجدارة برفضها له مره بعد مره وهو لا يتعلم ابدًا دومًا يخدعه قلبه وجسده وينتصرا على عقله؛ ليخضعا لها، لكنه أكتفى منها ومن عشقه، كور قبضة يده ووكز بها قلبه عدة مرات يأمره بلفظها خارجه،  ثم استقام وغادرا المصعد متوجه إلى سيارته،  لكن لسوء او لحسن حظه اوقفه احد الموظفين بأمر طارئ  مانعًا أياه من المغادرة،...
**
فى ذاك الوقت كانت الشياطين تتراقص امام أعين حورية، حقًا يبدو وكأنها تلبستها ، فمن يرى هيئتها لا يصدق انها تلك إلبارده، الغضب يسربلها والوجوم يرسم على محياها، بعد ما سمعته من تلك ال ****  ...
سبابة نعتتها بها جعلت عيناها تجحظ، لا تستعب نطقها لها ولكنها تستحقها، اسرعت مغادرة هي الاخرى، مستقليه المصعد  هبوطًا للأسفل علها تلحق به....
هبط المصعد وخرجت منه بخطوات مسرعة لتلمحه انهى حديثه مع احد الموظفين وغادرا باتجاه الجراچ
لتلحق به وعيناها تقدح لهب قد أستعر بطياتها غيرة على معشوقها..
دلفت ألى الجراچ. فوجدته امام سيارته،  فهتفت بأسمة:-
- عاصي..
  هل يتوهم!، أم أنه استمع لحروف أسمه تنطق من بين شفتيها الآن  ، هل بات يتخيل نغمات صوتها بأسمة والتي تداعب مشاعره بهوادة ، إلا أنه انصت لتكررها مرة اخري، تعالى طرب خفاقه عاليًا شجنًا وانتشاءً، انزل الهاتف بينما ألتفت بأمل ذوى أعماق حناياه ما ان أبصرها،  معذبة قلبه تتقدم نحوه ووجيبه يتعالى،  إلى أن باتت أمامه مباشرة  ،  تسلل عبق رائحتها إلى انفه،  ليهيم بها إلا  انه انتبه لتحديقها به بعيون مشتعلة غاضبه ووجه متهجم، ليعتريه الألم من تلك النظرات الغاضبة القاتلة له
وهو من ظن أنها ــــــــــ يا لغبائه، ترقب حديثها،  وبالفعل وهله واندفعت قائلة بنبرة عالية بينما ترفع سبابتها مشيره بها له فى تحذير :-
- السكرتيرة دي لازم تسيب الشغل فورًا يا عاصى.
رمقها بنظرة جليديه،  تأمره بكل ببجاحه، رغم جفاها منذ لحظات معه، وضع  كفيه في بنطاله، بينما يطالعها بنظرات جامده قائلًا:-
- فقدتي الحق فى دا يا حورية، ليلي سكرتيرتي ومش هتسيب الشغل...
  امتعضت ملامح وجهها اكثر وهتفت بغضب:-
- يعني إيه مش من حقي انا مراتك،  والبنت دي مش عجباني ومش عايزها تشتغل عندك لا هي ولا أي بنت غيرها...
تسلل شعورًا دافئ  بأوصاله المتجمدة فأذاب جليدها  ،  رغم عن ذلك جاهد للتماسك وإلا يضعف أمامها،  بينما دقاته كانت  ثائره،  وانفاسه مثقله،  فها هي جنيته  تنسب ذاتها إليه كزوجته وتغار عليه ، هل هذا يعني رفضها للطلاق!؟.
ودا للحظه لو يجذبها إليه ويعانقها لولا أنه تذكر تلك المكالمة منذ قليل، فقال ببرود حاول تصنعه:-
- بس احنا اتفقنا على الطلاق،  ومش من حقك تدخلي في اختياراتي لسكرتيرتي..
   ازدادت نيرانها اشتعالًا، حتى انها تسللت لأعماق قلبها واحرقته واجابت بنبرة متحشرجه اثر انفعالاتها:-
- بس البنت دي بتحاول توقعك، انا سمعتها بتتكلم في التليفون وبتقول كدا ...
تمسك بملامحه المقتضبة وأجابها بنبره فاترة:-
- وإذا!، فين المشكلة؟.
ارتسمت الصدمة على محياها، تطالعه بتيه مصدومة من كلماته قائلة بذهول يعتريها :-
- يعني إيه فين المشكلة!، بقولك بتخطط عشان تحبها
معندكش مشكله فى كدا!.
اجابها بذات النظرة و النبرة الجليدية قائلًا:-
- آه معنديش مشكله واحد وخلال ايام وهيطلق، والبنت عارفه بكده ومعجبه بيا أيه مشكلتك!.
   ولا انتِ مش مستوعبه اني مرغوب، وان في ستات بتتمني قربي..
بهتت ملامحها وادمى قلبها من سهام كلماته القاتلة
حتى انها شعرت بالخواء يعربد بين ثنايها وطالعته
بنظرة  مشتتة، إلى أن شعور الغيرة والتملك سربلها فجأة وكأنه كان متوارث فيها لكنه يتوارى منتظر فرصة ظهوره،  حدجته بنظره غاضبه هاتفه بينما تقترب منه  قائلة بنبرة حازمه :-
- ومين قالك اني موافقه على الطلاق أو هسمحلك تطلقني، أنت ليا...
ثم اشارت بأناملها لقلبه وتابعت قائله بنبرة واثقه:-
- قلبك ملكي، مشاعره ليا ومستحيل يحب غيري، انت فاهم يا عاصي!.
تهللت اساريره وبهرت السعادة بحناياه ، يقسم انه يشعر بقلبه يتراقص فرحًا الآن من نبرة التملك الذي يراها لأول مره بها،  تثاقلت أنفاسه من رؤيته لها بتلك الهيئة
كم بدت حينها لذيذة وشهية، لكنه تماسك وهتف قائلًا:-
- الظاهر ان حبي ليكِ وصلك للغرور يا دكتورة،  بس اللي ما تعرفهوش " ان كتر الجفا بيعلم القسية "
  وأنا مشاعري ليكِ ناهتيها انتِ وقضيتي عليها...
كلماته هزتها من أعماقها فجعلت من الندم رداء سربلها
لكنها جاهدت للتماسك فلا وقت للتراجع بعد الآن وإلا خسرته للنهاية، هي واثقه بعشقه وستثبت له، لا تعرف كيف واتتها الجراءة و اقتربت منه تؤكد له انه يعشقها ولا يقاوم قربها، بدون وعى شفتيها احتضنت شفتيه
فتلك اللحظة هو من صدم واتسعت عيناه، لا يستعب
ثارت مشاعره وتعالى خفاقه وتهدجت أنفاسه، فعلتها تلك اذابته حرفيًا، تلك الجنيه محقه فى حديثها هو يعشقها حتى الجنون  ، كيف له أن يقاوم نعيمها، الذي ولأول مره تبادر بأغداقه به، وشك أن يسلم حصونه لها   لكنه تذكر محادثة حور له منذ دقائق وهو يدلف الى الجراچ
فلاش باك
ما ان تركتهم حور حتى توجهت إلى مكتب بيجاد، لم تجد السكرتيرة على مكتبها لذا ولجت بحماس لتفاجئ زوجها وهى تهتف باسمه بغنج قائلة:-
- بيجو
  لتصدم حينها بوجود رجلين معه والسكرتيرة ، لتصاب بالحرج وتتيبس موضعها، بينما هو طالعها بنظرة لائمه غاضبه، فمن قبل حذرها بأن لا تناديه بذاك الاسم
إلا وهما سويًا، لكن ما تلي ذالك وجعل عروق وجهه تتشنج هو رؤيته لذاك الشباب الجالس معه يدقق بها النظر وسرعان ما نهض  يتوجه إليها قائلًا  :-
- حور المجنونة!!، مش معقول!، اخبارك وحشتيني
وعند هذا و عيناها جالت على محياه بيجاد المتجهم
لتلاحظ انتفاضة عروق فكه وعيناه التى اقتتمت واشتعلت بلهيب أزرق، وهى تطالع قاسم الذي ادركت هويته جيدًا، ولم لا وهو الاخ الاكبر لأحدى صديقة الثانوية واعجاب مراهقتها ، فقد كان شاب  فى اوائل الثلاثين من عمرة بجسد ممشوق ورياضي بأعين سوداء وبشرة خميريه وشعر كالليل، كان نقيض بيجاد تمامًا، لم تدرك ماذا تفعل وخاصة مع نظرات بيجاد التى تزداد حده، وقاسم الذي يقترب  منها والذي زهلت لتواجده هنا وليس بكندا،   اثناء شرودها وارتباكها، كان قاسم امامها بابتسامه واسعه وعيناه تطالعها باندهاش لرؤيتها ترتدي حجاب على رأسها وتبدو  انضج من ذي قبل، فرمقها بأعجاب قائلً بينما يقرص وجنتيها كعادته معها:-
- كبرتي يا مجنونه ومن الوضح انك عقلتي، بتعملي إيه هنا!
  توترت حور  من فعلته، لكنها تنبهت ما ان لمحت انتفاضت بيجاد من على مقعده ووجوم وجهه الذي لا يبشر بالخير قائلة باحترام مبالغ:-
-  ازاي حضرتك يا أبيه قاسم
احترامها المبالغ اثار ريبته، فحدقها بنظرة اندهاش  رافعًا احد حاجبيه لأعلى  وخاصة مع نطقها لكلمة ( ابيه)  والتي كانت ترفض نعته بها دونًا عن الباقية
وما أن أوشك عن الحديث بتعجب حتى اسرعت قائله
بينما تتقدم نحو بيجاد الذي قطع اكثر من نصف المساحة إليهم  يطالعهم بنظرات قاتلة:-
- انا كنت جاية  هنا لجوزي ( بيجاد الحديدي)
   اعترته الصدمة من حديثه، فهو من كان يلقبها بطفله
صغيره، ويمقت أعجابها السابق به، زوجه ( لذاك الملقب بالشيطان) إذا هي تلك المراأة التى زاع صيتها انها من اوقعت الشيطان فى عشقها، تلك الحور الصغيرة التى كانت سابقًا ما هى إلا طفلة هائمه به، ارتسمت ابتسامه على محياه مؤيدًا لتلك الفكرة، فمن غيرها بحيويتها وجنونها يكون قادر على ايقاع رجلًا مثله في العشق
وألتفت إلى بيجاد مهنئًا وموضحًا علاقته بها  حتى لا يسبب مشكله ما بينهم قائلًا:-
- حقيقي أنا سعيد إن الصدفة جمعتني اليوم بحور واني اكتشفت انها مدام حضرتك، بس بعتذر عن الموقف دا  ، انا اندهشت لرؤيتها بعد كل السنين دي، حور زي اختي الصغيرة كانت هي وريمة اختي قريبين دايمًا ليا، حتى انى كنت براجع معاهم دروسهم بالثانوية..
  تظاهر بيجاد بتفهمه للموقف، بينما شعرت حور بغضبه
الكامن بداخله، والذي سوف يثور عليها لاحقًا، لذا اسرعت قائلة: --
- وانا كمان سعيدة برؤيتك يا أبيه، واكيد ريمة كمان وحشاني اوي، وحابه اطمن عليها..
  ابتسم  لها قائلًا:-
- ريمة اتجوزت سامر وسافروا أمريكا استقروا هناك
   شعرت حور بالحماس، ودون وعي منها وعفوية اعتادت عليها معه، تقدمت تتمسك بيده  قائلة:-
- بجد  دا احلى خبر،  دا كان حب طفولتها وحلمها الكبير وكنت متأكدة انه كمان في مشاعر بقلبه ليها...
  كانت سعيدة، غافلة  عن ذاك الذي استعرت نيران الغيرة بأعماقه، لاحظها قاسم،  فأنبائها بنظراته، لتنفض يديها سريعًا بارتباك ظاهر له،  تتجنب النظر إليه قائلة:-
- اوف نسيت حورية، انا هروح لعندها، عن ازنكم.
   وفرت مسرعة دون ان تنتظر رد..
  - ليقهقه قاسم عليها قائلًا:-
  -- الله يكون في عونك على جنانها، لسه زي ما هي ما تغيرتش.
كان بيجاد وصل لأقصى مراحل ضبط النفس 
وهتف قائلًا بنبرة جليدية  :-
- ممكن نتابع شغلنا!.
   ادرك قاسم ما يعتري ذاك الشيطان العاشق من غيرة، وأنه  يجاهد للجم غضبه، فلاحت بسمه على شفتاه من ذاك المسمى بالعشق والذي يقتحم القلوب فجأة، ليكبل اعتى الرجال به، فيمسى نقطة الضعف لديهم، شاكرًا انه إلى الآن  لم يقيد به...
تابع عملهم تحت وجوم محيا بيجاد...
بينما ما ان خرجت حور حتي  لمحت حورية وهى تستقل المصعد ولم تستطع اللحاق بها ،  وليلى التى
تقدمت منها  تروي لها كل ما حدث ، وما ان انتهت من السرد حتى رفعت هاتفها وقامت بالاتصال سريعًا على عاصى قائلًة:-
-  اسمع يا بابا مهما حاولت حورية تقرب منك، اوعى انك تتضعف قدامها، مفهوم
  عقد عاصى حاجبيه معًا فى دهشه وقال:-
- في إيه يا حور مش فاهم وحورية مالها
  اجابته حور سريعًا وهي تستقل المصعد الاخر
وتجيب قبل ان يغلق  وتنقطع الشبكة
- اسمع مني يا بابا وانا هفهمك كل حاجه لما نتقابل
  بس اوعى تضعفك بكلامها،  عاملها بجمود وحسسها انك نسيتها وهتكمل حياتك،  صدقني دي الطريقة الوحيدة عشان حورية لما ترجعلك،  ترجع حورية اللي بتتمناها،  لازم هي اللى تبادر وتسعى بأثبات حبها والوصول ليك... 
    اجابها عاصى وبعقله تعصف الافكار:-
- تمام يا حور، بس ما توقعش ان حورية تعملها
وتلحقني.. انا خارج من الشركه  ..
ليستمع حيناها الى صوت جنيته تهتف باسمه
انتهاء الفلاش باك ،
ما ان لمح حور حتى تدارك ذاته وابتعد عنها، لوهله آلمه فعلته بها، لكنها تذكر انها لم تعترف بعشقها، بل تتباهى  بعشقه إليها ، فعاوده الآلم، لذا قال لها بنبرة جليديه :-
- للأسف تأثيرك عليا مابقاش زي الاول يا دكتورة..
   من ثم صعد الى سيارته وتركها في صدمه لا تستعب فعلته وحديثه الذي ادمى قلبها وبهر الحزن به، لتنساب عبراتها على وجنتيها قهرًا، بينما هو كان يطالعها من مرأة سيارته وبقلبه غصة لفعلته تلك، لكنه حاول تجاهلها فقد سئم نزيف قلبه وآنينه بقربها، او ربما يأمل بحديث حور الذي يتوق لاستيعاب مقصده  ....
****
ما أن غادر عاصى، حتى  انسابت عبرات القهر على وجنتيها، لتأتى إليها حور مواسيه تخبرها انها استمعت لكلماته، لترتمي حورية بأحضانها تبكي، لتجذبها حور للخروج معها الى خارج الشركه وبعض من الندم يعتريها،  لكنها تنهي ذاتها عن ذلك،  فما تفعله هو من أجلها ومن اجل سعادتها،  ليتوجها الى السيارة ويعود بهم السائق الى المنزل  ....
**
وفي تلك الاثناء كانت ليلي  جالسه تطالع بعض الملفات على مكتبها باهتمام وقامت بعقد خصلاتها معًا، حتى تستطع التركيز أكثر،  ليعلو رنين هاتف المكتب،  اجابت عليه،  فلم تكن سوا سكرتيرة بيجاد،  تطلب منها احضار ملف ما،  فأسرعت بتلبية الامر متوجها إليها
وما ان خطت اتجاه المكتب منشغله بترتيب الملف حتى اصطدمت بجسد ضخم وسقط منها الملف، حتى ان خصلاتها انسدلت ع ظهرها كالشلال من قوة الارتطام بذاك الجسد الضخم، لترفع محياه تطالعه، لتجده مأسورًا
بتلك الشلالات التى انسدلت ، ليكتمل ضايعة برؤية عينيها تلك، لتشعر بالارتباك، وتحاول لملمة الاوراق، ليتدارك هو ويساعدها بذلك وينهض يعطيها آياهم بينما يعرف عن ذاته قائلًا:-
- قاسم الزيني صاحب شركة.(...)  ومين حضرتك؟
   ابتسمت بخجل معرفه ذاتها:-
 ليلى سليمان سكرتيرة مستر عاصى
  ثم اسرعت من أمامه قائله بارتباك:-
- الملف و مستر بيجاد
  لترتسم ابتسامه على محياه بينما يمسد بيديه
على خصلاته مما حدث ومن تلك الخفقة العاليه التى
ضربت قلبه بقوة من ان راي تلك الليلى....
ليلي نطق اسمها بتلذذ من ثم مضى بالذهاب...
بينما بيجاد ما ان خرج حتى سمح لمشاعره بالانفلات
وطرق المكتب بغضب، حينما تذكر ذاك القاسم وهو يقرص وجنتي حوره، لقد ألجم غضبه عنه بصعوبة
ما ان نطقت تناديه أبيه، لكن دون عنه تعتريه الغيرة عليها، وقد شعر بارتباكها، لترتسم على محياه بسمه ساخرة متمتمًا (أبيه)   زوجته المصون تنادى رجل يصغره ببضعة سنوات (أبيه)   وكأن القدر
دائما ما يريد ان ينبه ويطلعه على فرق السن بينهما
لينهى شروده بتوعده لها ليلًا
بينما فى ذاك الوقت ترجل زياد من سيارته، ثم نزع نظارته الشمسية يطالع ذاك المبنى الحديث، ثم دلف الى العمارة واستلقى المصعد الى اعلى حتى توقف امام شقه ما ينتظر ان يفتح له  ، وهله  وفتح له الباب امرأة جميله في منتصف العشرون من عمرها، تحدق به بغضب، ليظهر من خلفها طفل لم يبلغ ثلاثة اعوام بعد، قائلًا بفرحة طفوليه:- بابا
لتبعد تلك المرأة سامحه له بالدخول  ليحمل الطفل معانقًا له قائلًا:-
- وحشتني اوي يا قلب بابا
  ثم يقبل وجنتيه  وتقدم به إلى  الداخل جالسًا على احد المقاعد،  بينما تحدق به المرأة بوجه ممتعض،  ثم هتفت قائلة  بحنق:-
- اخيرًا افتكرت ان ليك ابن وبيت تاني
  تأفأف زياد و قام بجذب الحقيبة التى يحملها واعطاه للطفل قائلًا:-
- روح يا شادي شوف الهديه اللي بابي جيبهلك جوا،
  اخذها منه الطفل بفرحه،  ثم تردد بالذهاب،  ليومئ له زياد،  لكنه هتف قائلًا  :-
  -بس انا لو دخلت اخاف انك تمشى
ابتسم له زياد بألم وهتف قائلًا:-
  -مش همشي يا قلب الباب، انا هتكلم مع ماما
وهقعد العب معاك كتير اوي   ..
  اومئ له الطفل وتوجه إلى غرفته، ما ان فعل حتى انتفض زياد من على المقعد قائلًا بغضب:-
- اسمعي يا جميله مش كل شوية تتصلي بيا، واعرفي ان اللي بيني وبينك هو شادي وبس، وجوازي منك كان عشانه، عشان يبقي له شهادة ميلاد وما يتقالش عليه ابن حرام، وانتي دلوقت مش مراتي، اتذكري دا، مراتي هي منار وبس...
  انهى حديثه والغضب قد تمكن منه، فالوجل والقلق يعتريه طيلة السنين الماضية من اكتشاف مناره لتلك
الحقيقة وتتركه، لن يحتمل حينها فراقها...
تركها ودلف الى غرفة صغيره، بينما يرمقها بنظرة حانقه
ما ان ولج الغرفه  ، حتى وجد صغيره يلهو بسعادة بتلك الالعاب التى جلبها له ليتنهد زافرًا أنفاسه الملتاعة، يلعن ذاته على تلك اللحظة التى أصابه بها الوهن وتلبسه شيطانه فى احدى الليالي التى كان فيها تائهًا بعدما علم بحقيقة كون حورية ابنت أخيه،  ليتوجه إلى عيادته ومكث بها،  لتأتي هي بغنج له،  فزينها له الشيطان
وبدون وعي انغمس بالحرام معها،  ليصدم من تلك الحقيقة وينفرها،  لفظًا أياها بعيدًا،  عنه لتتوالى الايام ويتناسى خطيئته و يدرك حقيقة عشقه لمنار وعقد قرانه عليها،  ليصدم بها تأتيه تخبره بأنها تحمل منه طفلًا ولا يمكنها الخلاص منه فقد تخطى الجنين العمر المسموح به لأجراء الاجهاض،  ليجبر حينها على عقد قرانه بها من اجل طفله فقط ويطلقها بعد عدة اشهر متعهد بالاهتمام بطفله وتلبية كل حاجياته،  لكنها لا تبتأس منه وتجاهد لوصاله،  وهو الغارق بعشق زوجته ولن يخنها ابدًا،  إلا  يكفيه الوجل السائد بوجدانه خاشيه من اكتشاف سره وعدم تقبلها ولفظه من حياتها.. اخرجه من شروده طفله الذي آتاه بسعادة مطالبًا منه اللهو معه، ليلبي طلبه،  فيكفي شعور الظلم اتجاهه الذي يعتريه من البقاء معه دائمًا ورعايته كاخاه الصغير ياسر.....

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن