꧁ بسمﷲ الرحمن الرحيم ꧂رواية صغيرة الفهد
حور الشيطان 3
سلسلة عشق محرم
بقلم دينا العدوي
"ملاك"
بارت 18
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أولًا بعتذر عن التأخير بس اللي
متابعني فيس عيعرف ان كان عندي
عزاء وكان في حداد على اقل ثلاث ايام
ثانيًا التفاعل وخش جدًا وحقيقي انا تعبت
وبكتب بارت كويل عريض عشان اعوض وفي الاخر مفيش تقدير ولا فوت ولا كومنت، حقيقي اذا البارت ما وصل ل 500 فوا او 400 على اقل حد، انا هنهي
الروايه، لأني زهقت ...ا🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
تضاعف النبض
ما ان اغتلج العشق القلب
حتى اجتاحه الدفيء
انى لكِ وبكِ اهُلكت
لكِ قسمي بفيض مشاعري
ان أحبو إليكِ لنيل القرب
فى مسعاي اليكِ لن أَمل
اني ممسوسًا بكِ...
اي طلاسم عشق علي أُلقيتِ
حتي أسلم حصوني إليكِ
ما بين عشقي وجنوني خيط
أخاف اجتيازه بيوم... فأفقد عقلي
وأمسى مجنون بكِ.....كان يجلس بباحة القصر على تلك الأرجحية الخاصة بها، التي تجلس عليها حينما تتلوى وردها اليومي،
كانت نظراته حيث نجوم السماء اللامعة تسبح في الفضاء الواسع البعيد مثلها تمامًا، هي احدها يراها ويتغنى بجمالها، لكن يداه لن تطولها، عشقها مرهق وبعدها مرهق وقلبه مرهق لأبعد حد، يخشى نعم ويعترف ان ينهض ذات صباح يراها زوجة غيره وهو عاشق عاجز، ليت نسيانها ومحوها من قلبه سهل، هي تترسخ بأعماقه
مقيد قلبه بعشقها بسلاسل من جمر مشتعل، يزداد تشددً وأحكام كلما حاول نزعه، لو يعلم ان العشق مهلك الى هذا لحد لما عشق..
ارتسمت بسمة ساخرة على زاوية شفتاه متهكمًا
فالقلوب ليس عليها بسلطان وهيمنة الحب تأتي دون ميعاد......
تلك اللحظة خرج فهد غاضبًا لأقصى درجة، بالداخل كان يجاهد للجم غضبه من والدها المستبد، يبدو له كوحش يحتجز اميرته في القصر وعليه خوض معركة شرسة معه للفوز، تقدم عدة خطوات اتجاه سيارته، لكنه استوقفه رؤية ذاك العاشق التعيس مثله شارد مأسور بلمعة نجوم السماء، تقدم نحوه بخطوات مترددة، ووقف أمامه يضع يده بجيب بنطاله بعنجهية قائلًا:-
- لما انت بتحبها اوى كده، ازاي سمحت تتم خطبتها على واحد غيرك، وانت قاعد هنا تبكي على الاطلال، الحب مش للضعيف، الحب عايز اللي قلبه اوي
ويحارب عشان يوصله..
طالعه يوسف بنظرة غضب منتفض قائلًا:-
- ومين قالك اني ما حاولتش، انا طلبتها من ابوها مرة واتنين وكانت اجابته الرفض، وبعدين مين انت عشان تدخل وتحكم عليا وانت متعرفش حاجه..
تنهد فهد زافرًا وجلس بأريحية على الأرجحية قائلًا:-
- انا مين؟ انا فهد العمري واكيد عرفني وانا مش بحكم عليك انا بفهمك وبأكد لنفسي، يظهر أننا نفس المعاناة يا صديقي اقعد وارتاح..
جلس يوسف فتابع فهد قائلًا:
الظاهر اننا في صدد وحوش عايزه تحرمنا من اللي قلوبنا ملك ليهم، تعرف ان انا كنت بطلب يرين عفوًا قصدي رسيليا من بيجاد الحديدي ورفض، عشان كده بقولك احنا فى مركب وحدة ولازم نساعد بعض...
تفاجئ بيد من الخلف توضع على كلا منكبيهم وصوت رجولي يهتف قائلًا:-
- اكيد انتم لازم تساندوا بعض ومحتاجني معاكم عشان حربكم ضد الاباء المستبدة اللي جوا دي..
نهض الاثنان لرؤية هوية المتحدث، وجودوا جسور يطالعهم بابتسامه سماجة قائلًا:-
- ايوا انا اللي ناوي اساعدكم بذات نفسي ضد ابويا وجدي الطغاة دول..
تنهد يوسف قائلًا:-
- يبقي كده خربت وتقى ضاعت خلاص
طالعه جسور بوجه ممتعض قائلًا:-
- تصدق اننا غلطان وانا اللي قولت اساعدك بدل ما تروح منك وتتجوز الغتت اللي كان هنا، مش مرتاح له حسي الأمني بيقولى كده..
رد عليه يوسف قائلًا:-
- ولا أنا، من لما شفته وقلبي مقبوض عشان كده قررت ارجع اواظب محاضرات بالجامعة، عشان عيني تكون عليه وعلى تقى....
طالعه جسور بنظرة رضا قائلًا:-
- كويس انك هتعمل كده، وياريت تقرب من تقى يا يوسف، عشان موضوع ارتباطكم هيكون غريب اوي وصعب عليها، انت فاهم إنك كنت محرم عليها ومن يوم وليله اتغير دا وتطلب تجوزها، هتحس بتشوش..
كلمة محرم جذبت انتباه فهد، وجه انظاره اتجاه جسور قائلًا بتعجب:-
- محرم ازاي يعني!.
ابتسم جسور قائلًاً بينما يضع يده يربت على يوسف:-
- يوسف اسمه الحقيقي جوزيف وهو فرنسي الجنسية وكانت دينته المسيحية واسلم من فترة...
طالعه فهد بنظرة اندهاش وابتسامه على محياه قائلًا:-
- ربنا يقوي ايمانك ويثبتك وتنول قربها، حقيقي اندهشت وانبسطت لدا..
- اومئ له يوسف برأسه قائلًا:-
- ساعات كتير الحب بيكون بداية نور، وبيرشدك للطريق الصحيح وانا حبي كان كده...
ابتسم له قائلًا:-
- مش قولتلك شكلنا فى مركب وحده وغايتنا وحده حتى قصتنا كانت وحدة، انا من اسابيع رسيليا كانت يرين العمري اختي قدام المجتمع وكان تفكيري في حبها حتى محرم ولما زلت العقبات، ظهر لي اكبر عقبه، بيجاد الحديدي...
ارتسمت بسمة جانبية على محياه جسور قائلًا:-
- امال لو عرفت اللي سمعته من شويه هتقول عليه اية!، الحج كان بيقول ل حور ان انت زي ما حرمته منها 16 سنه بالمقابل هو كمان مش هيجوزهلك الا بعد نفس المدة، يعني الله يكون فى عونك..
ارتسمت الصدمة على محيا فهد، لحظات وهتف قائلًا:-
- نعم 16 سنه دا ايه، هو هيخليها تعنس جانبه واعنس انا كمان، او أموت بقهري، دانا اسابيع ومش قادر على غيابها، اقسم بالله لأخطفها واهرب بيها ولا يهمني، أنا مش مرجعها عشان اتحرم منها..
هتف جسور بسماجه قائلًا:-
- لو فاكر تقدر تعملها تبقي بتحلم، دا الشيطان وقادر يخفيها عنك، عاوز تتجوز رسيليا يبقي بالسياسة، ابويا ما بيجيش بالعند، اول حاجه تضمن له ان بنته هتكون جانبه وقريبه منه دايمًا، ولازم تحوطه بمعني الكلمة، بالشركة بالبيت هنا وتزن عليه وتأكد له انك مش هتتخلى عنها واضغط اوي على الحب والمشاعر وقصة عشقه وأه اهم حاجه تكسب رضا ست الكل حور، لأنها الوحيدة اللي تقدر تأثر على الشيطان..
اعحب فهد بكلام جسور، لذا اهتف قائلًا مغتنم الفرصة:-
-حلوه الفكرة دي وهبدأ في تنفذها دلوقت، وللصدفة وتسهيل ربنا ان الفيلا اللي قصادكم بتتباع، يعني هنكون جيران ان شالله واكون في وش بيجاد باشا يوميًا...
قهقه جسور وملامح والده الممتعضة والمصدمة ترسمها مخيلاته قائلًا بمزاح:-
- مبروك عليك يا ابو نسب
-ثم التفت إلى يوسف قائلًا:-
،وانت يا يوسف الوقت مش في صالحك، حاول تعمل حاجه..
اومئ له يوسف قائلًا:-
- اللي فيه الخير هيقدمه ربنا..
وبعد حديث بينهم، استأذن فهد لكي يقوم بالاتصال على المحامي حتي ينهي امور شراء المنزل غدًا ، بينما دلف جسور للداخل، وظلا يوسف موضعه
جذب المصحف الشريف الذي تتركه تقى هنا واخذ يرتل منه بصوت عذب وصل صداه مسامع تلك التى فى شرفة غرفتها يجافيها النوم ويساورها القلق بسبب احداث اليوم، ليداهمها شعور بالراحة من نشيج صوته العذب بكلمات الله، ظلت تستمع له الى ان انهى تلاوته واغلق مصحفه، رفع عيناه اصدمه رؤية طيفها بهذا الظلام، ظلت عيناه معلقه بخيالها، اصابها الخجل والحرج وعادت الى الداخل مسرعة، تنهد هو فهي حتى طيفها تحرمه منه....
**
في الصباح الباكر، تناول الجميع الافطار وذهبوا الى جامعتهم واعمالهم وكالعادة بيجاد يقوم بتوصيل رسيليا بذاته قبل الذهاب الى الشركة، انفرد جسور ب حور قائلًا:-
- بصي يا حور، طبعًا انا راجع كليتي ومش فاضي وعايز اتأكد ان سايب ورايا وحش كده يسيطر ويحل الامور..
طالعته بحده قائلًا:-
- وحش انت لسانك دا جيبه منين..
حمحم قائلًا:-
- مش من حد غريب والله، دانا كلي بيثبت أن أنا ابنك، حتى بيجاد باشا مسميني بلوة حياتي التانية، إلا صحيح يا حور هو مضطهادني ليه، بيقولى ان مطلع عينه من قبل ما تولد، عملت ايه يعني فيه وانا طفل صغير لاحول لي ولا قوة، ما بالك وانا فى بطنك..
تخضبت وجنتي حور بحمرة الخجل وهى تستعب مقصد بيجاد وحالة النفور التى اصابتها من رائحته بفترة حملها به، وهتفت قائلة تغير مجرى الحديث:-
- ولا اخلص وقول عايز ايه ويا خوفي تكون مصيبة من مصيبك..
رمقها بنظرة حزن مصطنع وتشدق قائلًا:-
- على طوال ظالمني وانا اللي حابب اوفق عروسين فى الحلال، وفرح رسيلو وفهد ..
قالت:-
- رسيليا وفهد!، وانت مالك انت يا جسور بالموضوع دا
هتف قائلًا بتهكم:-
- ما هو بعد اللي بيجاد باشا قالوا امبارح وسمعته بالصدفة وانا معدي على المكتب، كان لازم ادخل، بالذات بعد ما شفت حالة فهد، ابويا عاوز يعنس البنت جانبه..
قهقهت قائلة:-
--وانت صدقت، اكيد دا كلام، هو بس مخنوق من فهد لأنه كان قادر يحاول يرجعها من زمان وحرمه منها، بس ابوك عارف ان رسيليا بتحبه ويستحيل يكسر قلبها، هو بس محتاج وقت عشان يتقبل فهد ويطمن انه مش هياخد بنته تاني مني...
نظر لها قائلًا بفخر:-
- واحنا حلينا الموضوع دا، فهد هيشتري الفيلا اللي قصدنا وهينتقل عليها، عشان يكون حولان بيجاد باشا وكمان يطمنه ان بنته مش هتبعد عنه...
ابتسمت قائلة:-
- يعني فهد هيكون جارنا
ثم سرعان ما هتفت قائلة:-
- ربنا يستر من ابوك لما يلاقيه محاوطة كده
ثم قهقهت قائلة:-
- انا حاسة ان اللي جاي مش هيكون هين..
ثم تابعت قائلة بعد برهه:-
- بس حبيت ان فهد يكون جارنا وان رسيليا ماتبعدش عنا بعد جوزها، وكده بيجاد هيطمن...
- ابتسم قائلًا بغرور: -
-- عشان تعرفي ان ابنك مش اي حد
ثم تابع قائلًا:-
- المهم يا حور، انتِ لازم تحاولي تأثري على بيجاد باشا وتقنعيه يوافق على زواجهم، انا معتمد عليكِ فى النقطة دي، انتِ الوحيدة اللي ليها تأثير عليه..
ابتسمت قائلة:-
- لا خلاص انا راحت عليا، دلوقت رسيلو تقدر تأثر عليه اكثر مني، وهو اصلًا مش هيتحمل زعلها..
- قهقهه قائلًا:-
- ايه دا يا حور انتِ غيرانه، لا يا جميل انتِ الاصل وبيجاد باشا روحه فيكِ، دا ميقدرش يتحمل زعلك
دا انتِ نقطة ضعفه ،وكأنك سحر له يا قمر ...
قهقهت قائلة:-
- يلا يا جسور قوم شوف اللي وراك انت مشكله
نهض جسور قائلًا:-
- ماشي انا معتمد عليك يا جميل
ثم ابتسم بلزاجه قائلًا:-
- اه لو بيجاد باشا سمعني وانا بغازلك كده كان علقني
قهقهت هي، تقدم منها وقبل وجنتيها وذهب..
***
بعد مرور يومين ، صدمت تقى بدلوف يوسف الى المحاضرة. وانه دكتور المادة، فقد كان ابتعد لفتره
عن التدريس، لأداره المشفى المجاني لعلاج من يحتاج دون مال، كم اعجبت بفعلته حينها، فحقًا يوسف شخصية تستحق الاحترام واكتمل باعتناقه الاسلام، ما أن دخل حتى استمعت لشهقات وهمسات بعض الفتيات عن وسامته، للحظة رفعت عينيه تطالع ملامحه التى لم تجرأ يومًا على فعلتها، لتصدم بزرقاوتيه وكأنها ترتكز عليها اصابها الخجل واستغفرت على فعلتها تلك.
مضي الوقت وانتهت المحاضرة، ما ان اوشكت على الخروج، حتى اوقفها قائلًا:-
- تقى ممكن اتكلم معاكِ؟.
اومئت له بخجل وهى ترى عيناه تنظر أرضًا، ثم رفعها إليها يناظرها قائلًا:-
- تقى لو سمحتِ بلاش تروحي مع سليم اي مكان إلا ما يكون عندي علم...
رفعت وجهها تطالعه بنظرة متسائله، لكنها سرعان ما هتفت قائلة بحنق مما قال:-
- على فكرة انا اصلًا مستحيل اروح معاه في أي مكان واحنا مفيش ما بنا أي شيء رسمي...
ابتسم لها قائلًا:-
- أنا عارف إنك بنت جميلة ومتدينة وانك يستحيل تعملي حاجه غلط، وانا مش بقول كده عشان بشكك فيكِ، انا بس خايف عليكِ، انتِ متربية قدام عنيا..
- ود لو يقول لها انه يخشي عليها ويغار بشده، لكنه لم يستطع البوح بما يغتلج قلبه..
اومئت له متفهمه وما ان كادت تذهب، حتى وجدت سليم يقابلها عند المدخل قائلًا باحترام :-
-انسة تقي
توقف عن الحديث عندما لاحظ يوسف، وعيناه اقتتمت بنظرة مخيفة رافعًا حاجبيه لأعلى من وجوده معها لثاني مرة قائلًا بنبرة مخيفة:-
- ممكن اعرف مين دا وحضرتك واقفه معاه ليه.
ارتبكت تقى للحظة، مترددة بالإيجابه، بما تنعته! هو يكبرها بحوالي عشرة اعوام، اذا هل تدعوه مثلما تدعو شادي، لذا هتفت قائلة:-
- دا أبيه يوسف
صدمة اخري تلقاها منها "ابيه" هي حقًا راغبه بقتله
لكنه استوعب الموقف التي به، لذا تقدم قائلًا:-
-دكتور يوسف ابن زوجة عمها اكرم
مد يديه مرحبًا له، وتقابلت عين يوسف بعيناها القاتمة وقبضة يديه التى اشتدت على يده، جعل ذاك الشعور نحوه يراوده مرة اخرى..
وهلة وابتعد يطالع تقى قائلًا:-
- انا طلبت من عاصي باشا نروح نختار الشبكة سوا وهو وافق، وقال هيتصل عليكِ..
طالعته بنظرة مرتبكه قائلة:-
- بس هو ما اتصلش
ما ان كادت ان تنتهي حتى راودها اتصال منه، ابتعدت عنهما قليلًا، غافلة عن ذاك الذي اكتسى الحزن والألم ملامحه، لكنه ثبت موضعه ورفض الذهاب، ليدرك ماذا يحدث، هو لن يسمح لها بالذهاب معه وحدها، بينما هي اجابت فأخبرها عاصي ان تذهب معه،
اخبرته انها لا تسطيع الذهاب معه بمفردها، لذا اخبرها انه سوف يتصل ب عدي وجسور ليأتيا لها، لذا توجهت نحوهم قائلة:-
- هنستني شويه على ما عدي وجسور يوصلوا
نظر لها سليم مستفهمًا، بينما تقى اجابته قائلة:-
- مايصحش اننا اروح مع حضرتك مكان لوحدنا
- لازم يكون معانا حد مادام مفيش علاقة رسميه بنا
اومئ لها متفهمًا وبداخله زوابع من رؤيتها مع ذاك وحدهم منذ قليل...
ثواني وصدح صوت هاتف يوسف الذي يراقبهم وقلبه يخفق بقوة اعجابًا بمن ملكت عشقه، جذب الهاتف فوجده جسور، ابتعد مستأذن بخطوات قليله،
اجاب قائلًا:-
- ايوا يا جسور
جسور:-
- يوسف أنت لسه بالجامعة
يوسف:_
-- ايوه انا هناك
جسور:-
- طيب اسمع الغتت سليم هيروح مع تقى يختاروا الشبكة وجدى طلب منا نروح معاه
اجاب يوسف باقتضاب:-
-عندي خبر، انا معاهم دلوقت..
ابتسم جسور على وشك نجاح خطته قائلًا:-
- تمام اوي، اسمع احنا هنتحجج ان عندنا تدريب او حاجه وانت اللي هتروح معاهم
ارتسمت علامات التفاجئ على وجه يوسف قائلًا:-
- انا اللي هروح معاهم يختار لها شبكتها
جسور:-
- اسمع يا يوسف، لازم تكون قريب منها ودي فرصه كويسه، ماتسبهاش تروح معاه لوحده، لازم تكون موجود، حضورك يغطي على حضوره، لازم تقى تشوفك بعيون قلبها، انا اللي افهمك، هو مين الكبير انا ولا انت يا اخي
اجاب يوسف قائلًا:-
- انا الكبير بس انت الخبرة، انا ما حبتش في حياتي غيرها ولا كلمت بنت غيرها رغم السنين اللي عشتها برا وبعد دا كله مرة تقولي انت زى اخويا ودلوقت تقولي يا ابيه!.
قهقه جسور مرددًا:-
-زي اخويا وأبيه
لا انت الله يكون في عونك، مشوارك صعب، دا مش جدي بس، دا حتى هي..
امتعض وجه يوسف قائلًا:-
- طيب اقفل اقفل وانا هروح اقولهم انك اتصلت تطلب اني اروح بدالكم...
جسور:-
- اه ما انا هقفل وانا عارف ان هتعلق النهارده من جدي بس يالله مش مشكله فداكم..
ابتسم يوسف قائلًا :-
- ما تقلقش لو علقك هفكك واعالجك ..
ثم اغلق الخط وتوجه نحوهما قائلًا:-
- جسور وعدي مش هيقدروا يجوا
ارتبكت تقى واعترى التوتر ملامحها
فتابع قائلًا بنظرة مطمئنه:-
- عشان كده اتصل بيا اروح معاكم بما اني الاقرب
تنفست تقى براحة، على عكس سليم الذي اعترى الغضب ملامحه ورمقه بنظرة ساحقه...
خرج سويًا، وتوقفا امام السيارات، قال سليم:-
- تمام انا هاخد تقى معايا وانت حصلنا
امتعض وجه يوسف واعترت علامات الرفض ملامحه، فمن المؤكد انه لن يسمح له بالانفراد بها وهتف قائلًا بسماجه:-
- لا معلش ما ينفعش تقى تركب معاك لوحدها.
شدد سليم على قبضتيه بقوة وعيناه القاتمة تنذر
بمدي غضبه الذي يجاهد للجمه، حتى لا يهجم على ذاك الاجنبي ذو اللكنة الغربية...
كانت تقى تشعر بالراحة تتسرب بين طياتها كلما رفض يوسف بقائها مع سليم، لا تعرف لما باتت تشعر بالأمان، غريب هذا، ظلت لسنوات يعيشا معًا بمنزل واحد، إلا انهما لم يتحدثا سويًا ألا لماما، دومًا كان يوسف يتجنبها على عكس تيا، ولا تعرف لما، حتى ادركت انه ربما لا يستلطفها لتزمتها كما ابتعد عنها الكثير من رفقاتها وكانت تحزن لهذا، حتى ذاك اليوم ،حينما عادت فيها من المدرسة بوجه حزين وعبرات منسابة، كان حينها عاصي وتقي بأحدي رحلاتهم المجنونة التى فرضها عاصي عليها كعادة، ينفرد بها في عطلة، حينها انزوت تبكي بأحد أركان الحديقة، حينها رأها هو واقترب منها، سألًا أياها عن سر بكائها، اخبرته ان اصدقائها يلقبونها بالمتزمتة ولا يرغبن صداقتها حتى اليوم تركتها صديقتها المفضلة، تذكرت اجابته لها الصارمة لكنها حنونه بذات الوقت قائلًا اذا كنت تريدين رضى اصدقائك أفعلى كما يريدون ام اذا اردتي رضى الله فأبقى كما انتِ ، وأياكِ ان تتغيرين يومًا لأجل احد، ان كانت احدهن ترغب بمصداقتك فتتقبلك كما انتِ تقى..
ثم فرد كفيه الاثنان امامها وتابع قائلًا الان لديك خيران رضي الله ام رضى اصدقائك، اختاري اي كفة من الميزان ترجحين !، حينها اجابته قائلة رضى الله طبعًا
ابتسم لها حينها يأمرها ان تزيل عبراتها وان لا تسمح بهبوطها يومًا الا على شيء يستحق، انهي حديثه وغادر مبتعدًا، ليعود الى تجنبها مرة اخرى...
خرجت من شرودها على صوته قائلًا:-
- انا عادي هركب معاكم واسيب عربيتي هنا قدام الجامعة، هبقي اخلي حد يجبها.
انهي حديثه وتوجها الى السيارة ببرود يأمره ان يفتح بابها، طالعه حينها سليم بغيظ مكبوت، يجز على نواجزه بغضب واضح، جعل تقى تكبت ابتسامتها، مستغربة تصرف يوسف لوهله، الا انها رجحت أنه ربما لأيمانه الشديد، ليست مدركه حقيقة انها لعشقه الشديد وغيرته عليها..
صعد يوسف بجانب سليم بمقدمة السيارة، وتقي بالخلف متوجهين الى وجهتهم...
****
كان ادهم قد انهى لتوه محاضراته وذهب الى الشركه حيث يبدأ دوامه اليومي ك موظف بسيط بالشركة حتى يصعد السلم تدريجيًا، يتعلم اصول العمل كما رغب بيجاد، وبيديه هاتفه يحاول الوصول ل تيا التي لا تجيبه ابدًا، حتى رسائله على وسائل التواصل تتجاهلها يكاد يجن من فرط الغيظ وهو يراها تحمل صورها اليومية برفقة بعض الاصدقاء وهي تجول الاماكن بسعادة، سعد في البداية لأجلها، لكن اليوم فاق تحمله، حينما وجد ذاك البغيض عامر معهم بأحد الصور وعلم من عمار انها كانت رحلة مختلطه نظموها، كاد ان يجن غيرة، يعلم اي شباب هو، انه فاسق لعوب عابث لأقصى درجة، يخشى عليها منه، انه حقير يتخطى الحدود لأبعد حد...
لذا قذف الهاتف بقلة حيلة على مكتبه، يلوم ذاته على غبائه الذي وضعه بذاك الحال، هو هنا مقيد وهي هناك لا يستطيع الذهاب إليها، كل ما استطع فعله، هو تجنيد عمار ابن عمه لكي يخبره كل شيء عنها، ك بث حي، ماذا ارتدت وماذا تناولت، احيانًا كان يترك هاتفه على البث المباشر له، يراها وهى شاردة تستمع الى قائمة اغانيها المميزة والتي بات يحفظها، واحيانًا وهى غارقة بمذاكرة دروسها، واحيانا وهى تتناول طعامها، فيفعل هو الاخر، وكأنهم يتناولا سويًا، اكتشف جانب جديد من شخصيتها، بات شغوف بمراقبتها، يراسلها يوميًا رسالة حين تفيق ورسالة قبل ان تغفو، جذب هاتفه مرة اخري يعاود الاتصال بأمل ان تجيب دون فائدة، حتى استمع لرسالة من عمار يخبره ان يفتح اللاب فهو على وشك البث المباشر له، اسرع بفعل ما قال، لتظهر صورتها له وهى تجلس على الاريكة وقد عقدت خصلاتها بطريقة غير مرتبه، وبفمها القلم والكتاب بين يديها، ظلا يطالعها بشوق حتى انهى عمار البث...
***
وقفت سيارة سليم امام احدى محلات المجوهرات، ترجل الجميع منها، اقترب سليم كي يجذب يد تقى
حينها زمجر يوسف مقتربًا قائلًا بنزق:-
- ممنوع حضرتك انك تلمس ايديها اصلًا، هى غير محللة ليك ، بعتذر تفضلي يا تقي قدامنا،
وهلة ثم ادراك معني ان تتقدمه، فيتيح له تأملها، فصاح قائلًا:-
-ادامنا أيه، تقى تعالى ورانا، وجذب سليم بغلاظة الى داخل المحل، وهو قد أوشك على فقد صبره الكبير يقسم ان ينقض عليه، لتطالع تقى بذهول اثره، فلم تتوقع يومًا ان يكون ذاك الاجنبي البارد بتلك السيمات الرجولية، وتحركت بأليه تتبعهم الى الداخل..
بداخل المحل، اخرج البائع مجموعه كبيره لهم لاختيار خاتم خطبه لهم، ويوسف يراقبهم بقلب قد سربله الحزن وتمكن منه الالم حد الصياح بالألاف الآهات، اهات صامته لا يصل صداها الا له، كانت عين السماء خاصته غائمة، تمني لو كان هو الآن معها، ينتقيا ذاك الخاتم، كانت عيناه عليها، يراقب تعابير وجهها، حتى رأي ذاك الحجر الوردي، اقسم حينها انه المختار لها، وبالفعل كانت
تقى حائرة ايهم تختار، الى ان جذب انتباهها ذاك الخاتم البسيط بحجر واحد من اللون الوردي كما تعشق، لكن رفضه سليم واختار آخر ، ليس لشيء الا لفرض السيطرة عليها من البداية، اعترى الحزن ملامحها والذي كان تأثيره جارح عليه..
وجد سليم يبتعد، ما ان أتاه اتصال هاتفي من والده
اقترب منها مشيرًا الى ذاك الخاتم قائلًا:-
- جميل اوي الخاتم دا بسيط ورقيق واهم حاجه ان الحجر لونه وردي، عشان كده قررت اشتريه.
طالعته بذهول قائلة بعفوية:-
- هتشتري ازاي ولمين يعني!.
ابتسم لها قائلًا:-
- اكيد مش هجيبه ليا، انا هجيبه للبنت اللي بحبها.
طالعته بدهشة وذهول قائلة:-
- هو انت حقيقي بتحب.
ابتسم لها بوقار ومازالت يده بجيبه قائلًا:-
-وايه المانع اني احب تقى هانم، معنديش قلب مثلًا
بعفوية هتفت قائلة:-
- الراجل الألي يحب دي غريبه
طالعها يوسف بصدمة قائلًا:-
- الراجل الألي!، دا اللي هو أنا قصدك!.
وضعت تقى يدها على فاها شاعرة بالأحراج مدركه ما تفوهت به، فذاك احد الالقاب التى لقبوه بها هي وتيا
طالعها مشدوهًا قائلًا:-
- ممكن اعرف ليه اللقب دا كمان.
كست الحمرة وجهها، ونظرت للأرض، لتداهم البسمة محياه قائلًا:-
- ما هو انا مش هقبل سكوت ولازم اعرف ليه اللقب دا عشان تسميني الرجل الألي..
اغروقت عيناها بالدموع واسرعت تهتف مبررة:-
- والله ما انا دي تيا، وسمتك كده لأنها بتقول انك زي الرجل الالي شغل في شغل وان تقريبًا معندكش مشاعر عشان ابدًا ماكنش في اي بنت بحياتك...
ابتسم بحنان قائلًا:-
- طيب الاول بلاش دموع.
اومئت برأسها وهى تشعر بالخجل الشديد والغباء
فتابع هو قائلًا:-
- اولًا انا كنت بغرق في الشغل لأني بحبه وحابب اساعد اكبر قدر من الناس المريضة واللي محتاجه مش عشان آلة ولا حاجه، انا كنت بتعب جدًا، بس لما اشوف مريضي سليم متعافى، واهله فرحانين، بنسي كل تعبي وحكاية اني معنديش مشاعر ف دا مش مش صحيح بس الموضوع اننا مايل للأسلام من زمان وبمشي عليه ومقتنع ان أنا وقلبي ملك وحده بس، غير اني كنت بحب وبحب من زمان اوي، هى بنت جميلة وهادية وملتزمة زيك كده تمام..
ابتسمت بخجل قائلة:-
- يعني انت اسلمت عشان بتحب مسلمه؟.
نفى براسها قائلًا:-
- لا طبعًا انا اسلمت لأني حابب أسلم، بس تقدري تقولي انها كانت النور اللي ارشدني للهداية، كده تمام تقى هانم وضحتلك الصورة..
اومئت بخجل، بينما هو تكتف امامها مبتسم قائلًا:-
- لسه في ألقاب تانيه مسميني بيها؟ ومن غير كذب تقى؟
شعرت بالخجل الشديد وهي تومئ برأسها بتأكيد فقهقهه قائلًا:-
-لا انا كده محتاج اعرفهم منك كلهم بس وقت تاني يا هانم، دلوقتِ عايزك تختاري معايا شبكة حلوة تليق ب نوري..
ابتسمت قائلة بحماس أصاب قلبه بألم:-
- هي اسمها نور..
تلاشت البسمة عن شفتيه وهتف قائلًا:-
- لا اسمها مش نور، بس هي بالنسبه لى نوري وهدايتي وتقايا.
ما ان كاد ان ينطقها "تقايا" في لحظة شجاعة واهية، حتى عاد سليم والذي شعر بالغضب الشديد لرؤية حماسها وابتسامتها له وتقدم منها قائلًا بغلاظة:-
- ممكن اعرف بتضحكوا على ايه، ياريت تضحكوني معاكم..
اجابت تقى بتلقائيه مميته لقلبه:-
- ابدًا ابيه يوسف عايزنى اختار معاه شبكة للبنت اللي بيحبها وانا اتحمست لكدة...
طالعه سليم بنظرات متفصحه وعينيه تقرأ ملامحه.
يقسم ان ذاك اليوسف يكن مشاعر بداخله لها...
مضى الوقت وتقى قد تفننت في اختيارها لشبكة يوسف، الذي ترك لها العنان لتشتري ما يعجبها، متمني ان يلبسها أياها يومًا ما ان قدرت له وان لم تكن سوف يهديها لها، ثم خرجوا من المحل، اوصلهم سليم الى القصر دون ان يدخل وغادر وهو يقسم ويتوعد ان ينهي تلك المسألة زاوجه منها محتوم وحينها سيأخذها الى الخارج وحدهما ويعلمها كيف عليها ان تكون زوجه له وتخصه..
**
ترجل فهد من سيارته في ذات اللحظة التى عاد بها بيجاد بصحبة رسيليا، ترجلا من السيارة ما ان رأه حتى احتضنها بتملك، وعيناه تناظره بشرارة، ارتسمت بسمه جانبيه على شفتي فهد
تقدم منهما مرحبًا قائلًا بينما يضع يديه بجيب بنطاله :-
- مش تبارك لي يا بيجاد باشا..
هتف بيجاد قائلًا بتهكم:-
- ابارك لك على إيه
اجاب فهد قائلًا ونظراته مثبته على صغيرته:-
- اصل احنا خلاص بقينا جيران وحبايب وقريب هنكون نسايب..
طالعه بيجاد بغضب واستفهام قائلًا:-
- جيران
اجابه بعنجهية قائلًا:-
- اصلي اشتريت الفيلا اللي قصدكم دي
عشان ناوي اتجوز فيها ان شاء الله ومحتاج رسيليا
تختار الديكور زي ما تحب..
طالعته رسيليا بابتسامه، بينما هتف بيجاد بغيظ قائلًا:-
- وهي هتختار بمناسبة ايه!
اجابه فهد بسماجة:-
- ما هي العروسة
-ودا على اساس اننا وافقت مثلًا..
كان ذاك رد بيجاد عليه، فأبتسم فهد قائلًا بأصرارا:-
- ما هو انا هقنعك يا حمايا العزيز، انا فضيت لك
شركة وبيت ومش هسيبك الا ما تقتنع وتقبل تتوج اميرتي ملكة قلبي ...
قالها وهو يضع كفيه على قلبه بطريقة درامية وعيناه ترمقها بغمزة..
رمقه بيجاد بغضب مصطنع قائلًا:-
- يبقي هتستني كتير وكتير أوي
ابتسم فهد قائلًا:-
- مين قالك كده، انا مقتنع ان رغم صلابتك وجبروتك، الا ان قلبك حنين ومش هيرضي يكسر قلبين بيعشقوا بعض...
طالعه بيجاد بنظرة خبث قائلًا:
- ومين قالك انهم قلبين، انا هكسر قلبك انت بس، وبصراحة هكون مبسوط اوي وانا بخد حق السنين دي منك، اما رسيلو بنتي فأنا واثق انها مش بتحبك، هي تعتبرك زي اخوها..
نظر فهد إلى بيجاد قائلًا بتحدي:-
-لا بتحبني اوي اوي كمان يا حمايا، حتى أسألها كده..
توسعت عين رسيليا بصدمه ورمقته بنظرة غاضبه، بينما استدار بيجاد بوجهه إليها قائلًا:-
- بتحبيه، انتِ بتحبي المستفز دا، فصيلة الحيوانات الجارحة...
صمتت بخجل وحيرة، فهتف فهد قائلًا باستفزاز بينما يغمز بعبث قائلًا:-
- اهو المستفز فصيلة الحيوانات الجارحة بنتك شايفه قمر وقلبها بيدق ليه...
تخضبت وجنتي رسيليا حرجًا وبيجاد الذي كان يكبت ابتسامة ملحه من كلام فهد وتغيره المفاجئ والذي ذكره بما كان وبات عليه بعد لقاء حوره وجنونه، لكنه مازال فى البداية وسوف يري لأي مدى هو يعشق ابنته ويتمسك بها، وان مشاعره نحوها عشق حقيقي وليست اعتياد لقربها وانجذاب لمشاعرها هي نحوه ..
لكنه آبى الانهزام أمامه فهتفه قائلًا باستفزاز له:-
- مين قالك انه حب، دي مشاعر مراهقة، احب اقولك ان رسيليا في صغرها كانت ناوية تتجوز اسر وشادي سوا وبصراحه عندي شعور انها هتدرك ان مشاعرها ليك مش حقيقيه وترجع تفكر فى واحد منهم وبالنهاية زي ما العادات بتقول البنت لأبن عمها، ودا مش واحد فى اثنين...
امتعض وجه فهد وطالعه بنظرات حانقه ومن ثم وجه نظره نحوها بنظرات غضب وغيرة وشراسة، ليقابل نظرات صدمه تنفي حديثه وتحكي عن عشقًا خالص له وحده ، حادت منه نظرة اتجاه بيجاد، الذي وجد شبه ابتسامة انتصار ارتسمت على وجهه، فأدرك انه يتلاعب به، فقهقه قائلًا بسماجه:-
- شادي و اسر، طيب اختار لها حد تنطق اسمه صح
بنتك يا بيجاد باشا مخارج الحروف عندها ضايعة..
استغل بيجاد الامر جيدًا وهتف قائلًا بنظرة خبث
وابتسامة انتصار من طريقة تعلمها جيدًا من عاصي وهي قلب الطاولة وهتف قائلًا بضيق زائف:-
- اهو شفتي انه ما بيحبكيش وبيتريق عليكِ ومش عاجباه اهو، من دلوقت وبيقول كده، امال بعدين هيعمل اية.،!.
امتعضت ملامحها وطالعته بغضب قائلة:-
- انت بتتريق عليا يا أبيه!
- واستدارت متجهه الى الداخل، بينما طالعه بيجاد بنظرة تسلية قائلًا:-
-النتيجه ٠:١ لصالحي يا أبيه ..
وتركه وذهب خلف رسيليا تارك له شعوره بالخسارة متلذذ هو بمشاعر الانتصار عليه، يقسم ان يذيقه العذاب قبل ان يقبل به زوج لأبنته .....
***
بعد مرور يومان اخران لم يحدث فيه الكثير، يواظب على الذهاب للجامعة، من أجل ابعاد سليم عنها، بالمقابل سليم الذي يزداد غضبه وحنقه منه متوعدًا لأنهاء ذاك الامر والزواج منها بأسرع وقت، فلا يروق له بقائها معه بذات البيت، افكار سوداوية بشعه تراوده عنهما، لكنه اتخذها حرب وعليه الفوز هي له وعقابها سيكون من جمر، كما أيضًا كانت هناك حرب باردة بين بيجاد الذي يتفنن باختبار عشق فهد ومدى قدرة احتماله من أجلها، وبالمقابل فهد الذي كان يستشيط غضبًا داخليًا يتعمد في أخفائه عنه حتى لا يشعره بالانتصار،كما تبدل حاله وبات هو من يرسل رسائل الغرام لها، معلنًا العشق وسوء الفهم الذي يتسبب به بيجاد له، في المقابل كانت حور تراقب تصرفات زوجها بسعادة، خاصة حينما افهمها حقيقة الامر، انه يريد اختبار قوة عشقه لها وايضًا حاجته لبقاء ابنته معه وبقربه، وكم اعجبه تصرف فهد بشرائه لذاك المنزل الامامي وكانه يؤكد له انه لن يسرق ابنته منه بل هو يرغب ان يبقي جزء من عائلته، كما لم يتغير ادهم الواجم اغلب الوقت بسبب معذبة قلبه تيا والذي يجاهد في احاطتها ومحاولة تصليح أخطائها الماضية لعلها تنساها لكن التجاهل مازال أجابتها عليه، فقد قررت طوي صفحة ادهم وعشقها له، فكرامتها فوق كل اعتبار حتى قلبها الاحمق...
**
اشرقت شمس نهار شتوي لكنها غابت خلف السحب المنذرة بهبوط مطر غزير... فجأة هلت عاصفة رياح قويه ادت لهطول المطر الغزير من السماء مع برق اصوات الرعد المخيفة وكان هذا تزمنًا مع توقف مجموعه كبيرة من السيارات السوداء امام القصر، وهبط منها مجموعه ضخمه من الحوائط البشرية يرتدون السواد، ليقف لهم حراس القصر بتأهب واستدعاء للمزيد واخبار كلًا من بيجاد وعاصي، في تلك اللحظة كان فهد قد نهض وارتدي ثيابه وتوجها ألي الشرفة لاحتساء قهوته، ليصدم بذاك المشهد المهيب، فأسرع بالهبوط امرًا حراسه بالمجيء خلفه، بينما صدح هاتف يوسف عاليًا، ما ان جذبه وشاهد اسم المتصل حتى قبض قلبه فكان الاسم لوالده، اجاب بفتور، اصابته الصدمة والذهول ما ان أخبره انه ينتظره بالأسفل، اسرع بالهبوط، ليتفاجئ بعاصي وبيجاد يتوجها الى الخارج، بعدما علما بهوية القادم الذي دلف الى القصر بعنجهية وغرور، كان رجلًا مهيب في اوائل العقد السادس من العمر، يرتدي بذلة سوداء ونظارة سوداء، رمق عاصي بحده وتجاهله بعدها منتظر ابنه الذي جاء إليه مصعوقًا قلقًا من سر مجيئه المفاجى وهو من لا يغادر مقره أبدًا كزعيم مافيا مطالب ومهدد بالقتل، فيبدو ان مجيئه ينذر بالسوء، تقدم نحوه قائلًا بالفرنسية بوجل:-
- ابي ما الذي اتى بك الى هنا دون أعلامي،
اجابه بنبرة متهكمه حادة قائلًا:-
- اجل جئت لرؤية ابني الغبي الذي اثر عليه عيشه مع العرب المسلمين الى درجة ان يجن ويعتنق الاسلام لذا وجب علي المجيء وتهذيبه وحثه عن التراجع عن ذاك الغباء الذي قام به ويعود الى ديانته ووالده..
تجهم وجه يوسف بشدة من حديث والده وهو يطالع نظرات عاصى الواجمة والتي تنذر بقتل أي أمل له بنيل غرامه، لكنه اجاب قائلًا بقوة ونبرة ثابته:-
- ما هذا الحديث ابي ارجوك، انا لست طفل ويحق لي اختيار العقيدة التى اتبعها وانا اخترت اعتناق الاسلام وهذا ليس غباء انه رضى وهدايا والامر لم يستدعي مجيئك هكذا الى هنا، لأني لن اغير قراري انا الآن مسلم واسمي هو يوسف...
اقتتمت عيناه بغضب شديد وهو يطالعه بحده قائلًا:-
- استمع إلي ايها الغبي اللعين ، اقسم لك اما ان تتراجع عن ذاك الغباء او سوف ترى ما لا يعجبك، انت لا تعرف متى حجم الخسائر التى سوف أنالها ان تسرب لأحد خبر اسلامك..
ناظرة
ه يوسف بقوة قائلًا:-
- انا لا اهتم لتلك الاعمال ولا تعنيني، انا مؤمن بما افعل وانت عليك احترام ذلك..
اقترب منه حد الخطر وهمس بفحيح افعى كلمات انهت كل شيء، كلمات نحرت وليدة الأمل بداخله:-
- اسمع ايها اللعين، ان كان الامر كما وصل لي أن ما فعلت من اجل فتاه، اقسم لك ان أقضى عليها وأقبض روحها بيدي...
هنا وانقبض قلبه واشاح بنظره عنه، و تعلقت بها تنظر لما يحدث من أعلى الدرج بهلع، ليحيد ببصره أتجاه عاصي الذي تكتف يشاهد ما يحدث و نظراته تخبره أرأيت اني محق..
لينتقل نظرة إليها مره اخرى وكل مشاعر العشق تحولت ألي ذعر من أن يصيبها مكروه ما، لذا اتجه ببصره الى والده واحتدت نظراته وهتف قائلًا بغضب:-
- اي فتاه من أخبرك بهذا!، الامر ليس له علاقة بالفتيات، أنها قناعاتي ورغبتي وليس لك أي حق
بالتدخل بي، أنا اذا كنت احادثك إلى الان فهذا
من أجل صلة الرحم وبر الوالدين الذي أمرنا به الاسلام الذي تقلل منه الآن لولا ذلك لما كنت تطلعت إليك، فأنا أبغض طريقتك وعملك الغير أخلاقي ابدًا واياك ان تعتقد يومًا اني سوف اعمل معك...
رفع يده وكاد ان يهوي بها على وجنتيه ،قائلًا:-
-اللعنة عليك وعلى هذا الدين
لكنه وجد كفه تعلقت بالهواء ويد من فولاذ تقبض عليها، كانت تلك يد بيجاد الذي طالعه بغضب شديد قائلًا بعدائيه:-
-استمع إلي جيدًا، لقد تغاضيت عن أشياء كثيره منذ قدومك، لأنك ضيف وانا احترم ضيفي، انتهكك ل حرمة بيتي مثلًا اولها ، لكن ان تقلل من ديني وتهينه اقسم لك اقتلك ولا أهتم لرجالك هؤلاء بالخارج ولا أحد، لكن سأتغاضى لأنك ضيف ببيتي وتعاليم ديني تأمرني باحترام ضيفي، لكنك لم يعد مرحب بوجودك الآن...
كانت يده محكمه بشدة حول رسخه، حتى ألمته، ليتركه بيجاد فاحتدت نظرات الواقف امامه وهو يناظرهم بغضب ساحق، وتوجه ببصره لأبنه قائلًا:-
- سوف ننهى كلامنا مرة اخرى جو حيناها ستعود معي لا مزيد من المكوث مع العرب...
فى ذاك الوقت كان فهد اقتحم المنزل بقلق، ليشاهد ما حدث وعلم بكل شيء وكم أعجبه تصرف بيجاد وهو يري ذاك يخرج من المنزل بغل وحقد، توجه ببصره الى يوسف الذى تهدلت اكتافه بانهزام وانكسار وعيناه تفيض بالحزن، فأقترب منه يربت عليه، طالعه ببسمة ساخرة قائلًا بالفرنسية :-
- انتهى الامر صديقي، هي لن تكون لي أبدًا..
ثم تركه وصعد الدرج مرًا بها، استمع لشهقة مكتومه، توضح انها كانت تبكي، هتف قائلًا بنبرة حانية:-
-ليه دموعك يا تقى، انا مش قولتلك قبل كده دموعك غالية بلاش تنزليها الا على شيء غالي..
ثم ابتعد إلى غرفته وقلبه قد انتزع من داخله...
**
بعد مرور يومًان اخران؛ تحديدًا يوم الخطبة التى تحولت ل عقد قرآن بعد طلب سليم الذى اوضح لعاصي ان ذاك من أجل تقى كونها ملتزمة وحتي يتيح له التقرب منها وايصالها دون حرج، وبالفعل سأل تقى التى لم تبدي اعتراض رغم حالة الخوف التي تعتريها...
زين المنزل بطريقة جميلة واحترافية، الورود ما بين البيضاء والزهري كما تعشق هي، ارتدت ثوب أزرق داكن لم يعجبها لكن سليم هو من بعثه لها، كانت تتجهز بالغرفة وقلبها لا يشعر بأي سعادة فقط هناك مشاعر مقتضبه تعتمله..
كان يوسف بغرفته يجهز حقيبة سفره، فيوم حدث ما حدث وهو ادرك انه خسرها وان عليه الابتعاد عنها
وعن القصر لذا انهي الامور اللازمة لعمله وقام بحجز تذكرة سفر حيث افريقيا للمساعدة هناك، كان هناك جمر يستعر بداخله وهو يدرك انها اليوم سوف تلقب بزوجة رجل أخر، كاد ان يموت كمدا، روحة متألمة وقلبه مهشم، وعيناه اذرفت دمعه، جففها سريعًا، ظلا طيلة الليلة الفائتة يصلي ويدعي ويبتهل مطالب بالصبر والسلوان وقوة الايمان، ولم يغفا قط...
بينما فى ذاك الوقت كان عاصي يتجهز بغرفته هو وحورية، شعر بقبضه تعتمل صدره حينما تذكر يوسف وعاد بذاكرته لتلك اللحظة التى كادت ان تكن جنيته ملك لأخر لولا لطف الرحمان، شعر بالألم من تلك الفكرة وتوجها نحوها كانت تقف امام المرأة تعدل حجابها، حين اقترب من الخلف يضمها، قائلًا:-
- انتِ احلى حاجه حصلت بحياتي تعرفي دا
ابتسمت برقه قائلة بثقه: -
-عارفه يا حبيبي،
رفع حاجبه لأعلى قائلًا:-
- ايه الغرور دا
ابتسمت قائلة:-
- مش غرور، بس دا من كثرة ما قولتها لي
ابتسم قائلًا:-
-وهفضل اقولها لك لأخر نفس،
امتعض وجهها قائلًا:-
- بعد الشر عليك اتسعت ابتسامته قائلًا:-
بحبك
اجابته بينما تستدير نحوه بعد انتهاءها من حجابها:-
- وانا كمان بحبك..
شدد في ضمها، ليعتمل قلبه الشفقة على يوسف مدرك كم هو مؤسف وضعه الأن وكم ألمه ذلك، لكن مجيء والده قضى على أي تراجع بداخله..
***
كانت تقف أمام لمرأة تتجهز، وقد ارتدت ثوب اسمر اللون حتى استمعت لصدوح صوت تنبيه لرساله على هاتفها، الهاتف، لتجدها من فهد محتوها، لقد تعبت واُهلكت في محاولة جعلها تنفذ ما ارغب، لذا ارجوكِ، أرتديه اليوم ولا تخذليني..
عقدت حاجبها يتسأل عن مقصده، لم تمر الا دقائق، واستمعت ل طرق على الباب، دلفت الخادمة تحمل حقيبة سوداء قائلة:-
- اتفضلي يا ست رسيليا من فهد باشا
اعطتها اياه وخرجت مسرعة ، طالعت رسيليا
الحقيبة بفضول وقامت بفتحها، تفاجئت بهذا الثوب
المبهر من الاخضر القاتم، حيث باتت معظم اثوابها بدرجاته لعشقه له، يخبرها ان يبرز جمال عينيها وانه يعشقه بشده عليها، ومعه طقم من الالماس عقد وأسواره وحلق، يتزينا بالحجر الاخضر القاتم، لم تعترض للحظه وقامت بتبديل ثيابها وسط فرحه غامرة
**
بغرفة يوسف دلف أليه جسور بعدم طرق الباب، بملامح يعتريها الحزن والوجوم وهو يراه قد انهي تحضير حقيبته، وهتف قائلًا بضيق:-
- خلاص استسلمت وهتسافر يا يوسف، هتسيب حب عمرك يكون لغيرك..
أغمض عينيه بألم شاعرًا وكأن كلماته سياط من جمر ترجم روحه وتسعر نيران بداخله تتأكله، حتى باتت روحه تصرخ بألف آه، هو يموت ولا احد يشعر، لكن ما عاد بيده شيء، هو لن يسمح ان تتأذي بسبه، هو يدرك إلى أي مدى قد يصل والده للوصول الى مبتغاه، وتقى هي نقطة ضعفه، فقط لو يعلم من اخبره بذاك الأمر وانه يخص فتاه، لذا انتهى الحلم هنا، وعليه الرحيل بعيدًا عنها، لن يستطع رؤيتها تزف عروسًا لغيرة..
لذا رفع رأسه يناظره بألم حاد وأعين حزينة متعبه قائلًا:-
- للأسف يا جسور دي النهاية، مش كل قصة حب نهايتها بتكون سعيدة، والشاب الوسيم بيفوز بأميرة القصر، انا قصة حبي من النهايات التعيسة، دا قدري وانا راضي بيه، وبدعي يلهمني الصبر والسلوان عليه، عشان كده لازم اسافر مش هقدر افضل اكثر من كده هنا انا بموت يا جسور، مخنوق وحاسس اني مش قادر اتنفس، فكرة انها خلاص ضاعت وكمان دقايق وتكون ملك لغيري، بتقتلني ألف مرة...
طالعه جسور بأسف وهو يربت علي ظهره، قائلًا:-
- ربنا يصبرك يا يوسف ويطفي نار قلبك وتلاقي الحب اللي تنسيك وتعوضك..
ارتسمت بسمة ساخرة متألمة على محياه قائلًا:-
-صدقني مستحيل ست في يوم تاخد مكان تقى بقلبي، رغم اني هحاول أنساها وبشدة، لكن احب غيرها صعب اوي يا جسور..
تنهد مستغفرًا، ثم هتف قائلًا:-
- يلا انت روح شوف محتاجين ايه وأنا هحاول اطلع من الباب الخلفي..
اومئ له جسور وخرج، يهبط الى الاسفل وبداخل يقسم ان لا يعشق يومًا...
***
في الأسفل قد حضر المعازيم وهبط كل من بيجاد وحورن وعاصي وحوريته الى الاسفل لأستقبلهم ثواني وجاء فهد عيناه تبحث عن ملكة قلبه، لامحها تهبط الدرج تتهادي في خطواتها أليه، تخطف أنفاسه ويتضاعف لرؤيها وجيبه، كاد ان يتقدم نحوها، لكن سبقه إليها بيجاد يلتقط يدها مقبلًا لها قائلًا:-
- حبيبة بابا طلعة زي القمر واللون الاخضر تحفه عليكِ، بس ماما قالت لي انك كنتي جايبه أسمر..
كان يقول جملته الاخيرة بخبث، ليشعر بتوترها، ونظراتها التي أشاحته عنه بارتباك، قهقهه عاليًا مستمتعًا وجذبها حيث حور، زفر فهد وتوجه نحوهم يلقي السلام، ونظرة عيناه لا تحيد عنها، مد كفه بالسلام على بيجاد الذي شدد عليه، بينما يقترب هامسًا له:-
- عيب عليك تفكر ان ممكن حاجه تدخل بيت الشيطان من غير ما يعرف عنها، او ان ممكن حد من ناسه يبيعه بلحظة، بس اللي غفر لك ان ذوقك حلو...
ارتبك فهد لوهلة، ثم أستعاد قوته وهتف قائلًا:-
- انت اللي جبرني علي كده، اعملك أيه اكثر من كده عشان تجوزها لي، انا بحبها ومش هتنازل عنها أبدًا
كفاية كده واقبل تعمل خطوبتنا في اقرب وقت ..
لاحظت حور همسهم، أقتربت قائلة بقلق:-
- في حاجه!.
ابتسم لها بيجاد قائلًا:-
- مفيش حاجه، بس البيه حابب يتجوز رسيليا بأسرع
وقت من غير ما فكر فيها وفي وضعها قدام الناس والكلام اللي هيطلع عليهم، اسمع يا فهد انا مش معترض على جوازكم، لكن مش دلوقت ولا حتى خطوبة هتم بينكم قبل سنتين على الأقل، انا معنديش استعداد يطلع اشاعة على بنتي...
هو دا قراري ودا اللي عندي لتقبل بيه، لتنساها نهائيًا..
ثم جذبهم وابتعد عدة خطوات عنهم، لمح فهد نظرات رسيليا القلقة الي ألمته، بادلها ببسمه ولحق به قائلًا:-
-انت عندك حق يا بيجاد باشا انا موافق ومستعد انتظرها لأخر العمر ..
ارتسمت البسمة على محياه كلًا من حور ورسيليا، التي التمعت عيناها بنظرات العشق ودمعه غافلتها من السعادة، رآها بيجاد فهتف قائلًا بنبرة حادة لكنها ممازحة:-
- ايه دا يا رسيلو دي دموع!، انا قولت من الاول انك مش بتحبيه ومش موافقه على جوازك منه، بس حور اللي اثرت وقالت بتحبه، متزعليش يا حبيبة بابا محدش يقدر يجبرك على حاجه، انسي كل اللي قولته دلوقت..
- انفرجت شفتي فهد وتوسعت عيناه بصدمة قائلًا:-
-يرين حبيبتي ابوكِ ما بيصدق..
ارتبكت رسيليا للحظه وهتفت قائلة بسرعة:-
- لا لا يا جادو انا بحبه وعاوزه اتجوزه..
ثم ادركت ما تفوهت به، واطرقت نظرها أرضًا
شاعرة بالأحراج، قهقهه بيجاد قائلًا بغمزه:-
- طيب ما انا عارف بس حابب اسمعها منك
ابتسم فهد وانتفخت اوداجه بغرور ذكوري منتشي
وهتف قائلًا:-
- مش قولتلك بتحبني
استفز بيجاد بتلك العنجهية، رفع ذراعه مربت على كتفه قائلًا:-
- حيث كدا بقى يا فهد في عندي شروط لازم توافق عليها، زي انك هتنتقل من هنا ترجع لقصرك وما شفكش هنا إلا بأذن مني والفيلا اللي انت اشتريتها دا رسيلو هتوضبها براحتها وعلى ذوقها، واحب اقولك ان بفكر حضرتك تسافر لندن تتابع شغل اللي هيتم هناك بما اننا دمجنا شركات الحديدي مع العمري، اعترت الصدمة ملامح فهد من حديث بيجاد الذي رسم ابتسامه صفراء على شفتيه ومال عليه قائلًا:-
- ما بحبش الغرور بكرههُ..
ثم تركه وذهب تحت صدمته من قرار سفره...
***
مر القليل من الوقت واتى سليم ووالده وبعض المعارف واستعدا الجميع لهبوط العروس التى صعد والدها لجلبها هبط بها الدرج وثمة شعور مقلق يراوده، لا يدرك أذا كان ما يفعله صحيح أم خطأ، جال ببصره على وجوه الحاضرين، فلم يلمح يوسف، كان شاردًا في بحثه عنه ولم ينتبه انه وصل للأسفل وسليم يمد يده ليلتقط كفها انتبه حيناها وتركها بتردد وقلبه يخفق بقلق..
بينما جذبها سليم حيث المأذون جالسًا وجلس الجميع منتظر عقد القران...
بالخارج فى ظلام الليل الحالك الذي أضاءته تلك الاضواء المزينة من أجلها، كان يتوارى خلف شجرة ضخمه في مكان يتيح له رؤيتها، كانت عيناه تطالع ما يحدث وقلبه يأن ألم ، يد عاصي تمتد ل سليم، تلك اليد التى تمني ان تمتد له، وترديد كلًا منهم لكلام المأذون
ورآها تخط أسمها على عقد زواجها ووثيقة موته، كانت عيناه جامده لا تحيد عنها حتى تم عقد القرآن و قال المأذون جملته الشهيرة "بارك الله لكم وعليكم وجمع بينكم بخير" عبراته دون عنه انسابت، شعر بالقهر والعجز وأختنق وكأن لا من هواء حوله ، كانا يراها معشوقته وحب عمره تكون لغيره وهو عاجز مكبل،
ما حرمه على ذاته كتب لأخر، كيف سوف يحتمل العيش وهى مكتوبه لأخر، كانت احلامه تتلخص فيها
وها هي احلامه يسرقها أخر، شعر بالخواء يعربد بين حناياه ، وقلبه انتزع منه في تلك اللحظة، اغمض عينيه وتأوه قلبه و صاح بألم قائل يا الله، وسقط ساجدًا لا يستطيع الاحتمال أكثر ،يدعو الله قائلًا
اللهمّ يا صبور صبّرني على ما بليتني و امتحنتني يا أرحم الرّاحمين" ."...
أنت تقرأ
حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد )
Детектив / Триллерاني عاشقه من البدايه و حتي النهايه لك عاشقه من الشروق و حتي الغروب لك عاشقه و من الغروب و حتي الشروق لك عاشقه في كل الأوقات رغم الظروف لك عاشقه جاهلة أنا ...أميه أنا ....لا أعرف غير عشقك لا أعرف غير بك أشعر... و أبوح لك عشقي بكلماتي.. فيها ا...