بارت 2

32.2K 1.1K 93
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
حور الشيطان 3
سلسلة عشق محرم
بعنوان صغيرة الفهد
بارت 2
بقلم دينا العدوي
(ملاك محمد)
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ليل مضى عليه وهو بمكتبه غارق بأعماله يلهي بها فكره
عما حدث، نيران الغيرة استعرت بقلبه حينما شرد بنظرات ذاك البغيض وكلماته، قلبه أنبأه بالخطر منه وكأنه كان يستشعر مسبقاً، ظل منغمس بأعماله وأفكاره التي ترفض هجره وتهاجمه بشراسه ، حتى تسللت
اولى خيوط النهار، فصعد الدرج إلى غرفتهما، دلف بهدوء حتى لا يوقظها، اقترب منها يطالعها بشغف، جميلة هى كعادتها بخصلاتها الفحمية المبعثرة حولها، كم يعشق تأملها وهى غافية، بريئة كالأطفال تكون ، يعشقها بل يهيم بها عشقاً ، رغم جفاء قلبها وقسوته الذي لا يلين له، إلا أنه يغدقها بسيل من حبه وحنانه، كم تمني ان تمنن قلبة تلك الليلة بكلمة عشق تخمد بها تلك النيران المستعرة بداخله، كلمه ود لو تقولها لتريح قلبه الذي يأن بتوق لعشقها ،لكن كالعادة تغدقه بجفاء قلبها...
تمدد على الفراش بجانبها ثم جذبها أليه رفع رأسها ،وضعه على قلبه تلك المضخة التي تضخ بعشقها، علا دقاته النابضة لها تتمكن من اذابة جليدها
ظلا هكذا يتأملها دون ملل، ثمة غصة تعتلج قلبه لا يدرك ماهيتها، خوف تسلل بين جنبات روحه ينبأه بآهات مسترسله سوف يأن بها، ظلا قليلا حتي تململت هي، رمشت بعينيها عدة مرات بينما تطالعه بابتسامه عذبة حتى انتفضت مبتعدة ذعرا من على الفراش، حينما استوعبت أحداث ليلة امس ، رمقها بنظرة شجن و تألم ، رأتها هي غضب فأرعبتها ، شاحت ببصرها عنه، ما أن اوشك على الحديث، حتى أنقذها بكاء تقي، ففرت هاربة من أمامه متحججه بها، ما أن ولجت غرفتها حتى وضعت يديها على قلبها تهدئ من وتيرة ضرباته الهادرة في ذعر.
تأفف هو ونهض متوجه إلى المرحاض، وخرج بعد دقائق مرتدي ثيابه، ثم توجها الى غرفة صغيرته، ما ان اوشك على فتحه والدلوف حتى استمع لمداعبتها لصغيرتهم وقهقهتهم ،فعدل عن ذلك وابتعد
.....
هبط ألي الاسفل، ليجد كلا من بيجاد وحور، توجه أليهم وجلس لحظات مرت ظل فيها الجميع يرمقان بعضهم بنظرات مبهمة، حتى قطع عاصي الصمت قائلاً بنبرة جافة:-- حور ابقي عرفي حورية ان مفيش مستشفي النهارده مفهوم!!.
اومئت له برأسها ونهضت متوجه إليها، بينما ظلا كلا من هما، لحظات وتعالت قهقهت بيجاد التي لم يستطع كبتها اكثر من ذلك ، فرمقه عاصي بنظرة غاضبة حانقه وما ان اوشك على النهوض، حتى نهض بيجاد وهو يجاهد للجم قهقهته على ذكرى امتعاض ملامح وجهه حينما استمع لأسم حورية، ليزيحه عاصي بعيداً بغضب
قائلاً:-- انت بتضحك يا بيجاد، بتضحك وانا علي أخري...
كبت بيجاد ابتسامته لوهله قائلاً:-
- دا على اساس فاكرني ما خدتش بالى لنظرة الشماتة والضحكة الصفرا اللي كانت على وشك اول ما قالك أخطب بنتك، لكن سبحانه الله يا شيخ انقلبت الآية في ثانية وطلع طالب أيد مراتك أنت..
- زفر عاصي حانقاً قائلاً:-
-- يعني انت دلوقت بتردها لى وتشمت فيا!.
قهقه بيجاد قائلاً :- دا على أساس لو كنت مكاني كنت هتعمل غير كده!، دا انت كنت حفلت عليا تحفيل، ما أنا عارفك...
صمت هنيهه ثم تابع مأردفًا:-
- لا بس أديته علقه تمام، وانا سبتك تربيه براحتك
هتف عاصي بغل:-
- هو فكرك ان انا كده ارتحت ، انا كنت ناوي أقتله
قال طالب ايد حورية قال!، عايز يتجوز مراتى!،
و أنا أيه وضعي في محل الأعراب
ثم صمت وهله وتابع:-
- بس حقيقي حسيت دلوقت بقوتك وقدرتك
انت أزاي قدرت تتحمل ان مراتك تكون مخطوبه لغيرك كل الوقت دا يا جدع!.
تنهد بيجاد زافرا على تلك الذكري قائلاً بألم بادى على ملامحه:-
- كنت بموت يا عاصي مكنش سهل، نار اشد من الجمر كانت بقلبي لكن مضطر عشان حميتها وأمانها، كنت بشعلها بأيدي وأحترق أكثر...
اومئ عاصي متفهماً ثم لاحظ تجهم وجهه، فهتف قائلاً محاولاً الثناء عليه وتبديد تلك اللحظة المؤلمة:-
- تعرف يا بيجاد عمري ما كنت هلاقي حد يحب بنتي اكتر منك..
ثم صمت لوهله وتابع ببسمه:-
-- ولا يتحمل جننها قدك، البت دي يا جدع طلعه شبهي بطريقة مش طبيعية..
قهقه بيجاد قائلاً:-
- والله جنانها ما كنش غريب عليا، واول ما قولت انها بنتك، صدقت على طوال، ما هى نفس الجينات ما شاء الله، لا والقدر ما رحمنيش ووقع بنتي فيك، بتخدونا مقاولة..
انخرط عاصي في مازحات بيجاد وقهقه قائلاً:-
- والله ربنا بيحبك انت وابنتك، ورضي عنكم لما رزقكم بينا...
قهقه بيجاد قائلاً بنبرة مازحة :-
- اه فعلا معاك حق دا احنا ابتلينا بمستشفى مجانين
هنا....
أتت حور واستمعت لحديثهم هاتفة في امتعاض:-
- يعني أنا وبابي مستشفى مجانين وابتليته بيها
وعلى ايه تتحملوا البلوة، احنا نمشى ونريحكم منا أحسن..
ثم اقتربت من عاصي هاتفة بينما تجذب يده:-
- يلا يا بابا نمشي ونسيبهم لكائبتهم ، عشان يحسوا بقيمتنا شوية واننا الفرحة اللي بحياتهم...
نهض عاصي ممسكاً يديها مازحاً قائلاً بنظرة ماكرة منتقمه متوعدة :-
- أنا بقول كده برضك، تعرفي يا حور من شويه كان بيقولى انك مجنونه وكتر خيره انه مستحمل جنانك اللي محدش غيره كان ممكن يستحمله..
انفرجت شفتي بيجاد واتسعت عينه فى دهشه واضحه هاتفاً بصدمه:-
- أنا اللى قولت كده
رمقه عاصي بغمزة مومئ له برأسه قائلاً:-
- أه قولت..
بينما رمقته حور بنظرة غضب وخذلان مصطنعة
شتتته، فأقترب من عاصي غاضباً بنية لكمه، لكن سرعان ما قهقهت حور عالياً، قائلة:-
- يعني انت صدقت انى زعلت، يا حبيبي انا عارفه اني مجنونه وضاربه أصلاً وحقيقة اني عملك الاسود
اللى قدرك تتحمله طول عمرك.
تبدلت ملامحه وهتف قائلاً بغمزه:-
- احلى عقاب و عمل اسود والله..
هتف عاصى قائلاً بحنق:-
- أنا أجبلكم شجرة واتنين ليمون احسن
أجابه بيجاد قائلاً لأثارة حنقه أكثر:-
- شجرة وليمون ايه، هو احنا بتوع كدا برضك
خلينهم لك، تعالى يا حور لما نكمل كلامنا في المكتب.. وجذبها من عاصي وأبتعد متوجها إليه، ثم استدار رافعا حاجبه لعاصي مع غمزه ماكرة، اثارة حنق عاصي الذي غادر إلى العمل...
***
ما ان دخلا كلا من بيجاد وحور الى المكتب وأغلقه حتى رمقها بنظرة عابثة وهو يقترب، فمدت يديها سريعا توقفه قائلة:-
- حورية بتعاند وعايزه تنزل المستشفى، انا ما رضيتش اقول قدام بابا عشان ما تحصلش مشكله بينهم.
زفر بيجاد بضيق اعترى صدره من ابنته وشبيهته في عنادها وجفائها، يخشي عليها من الندم الذي قد يلحق بها، لما لا تشبه حور وتستطع احتواء زوجها العاشق لها وتغدقه بمشاعرها التى يثق تماما بامتلاكها له، لكنها ببساطة تشبهه فيما مضى قبل ان تقتحم تلك الحور
ظلمته وتسدل ضيائها فتبدد عتمته، يدرك معاناة عاصي معها وسعيه لاقتحام حصونها وهدمها، تلك الحصون المانعة التي تبنيها بذاتها أمامه تتحامى بها خوفاً من الألم، ربما حان الوقت لحديث قد طال تأخره بينهما، عليه كأباً لها تداوله معها ولكن كيف!، لا يعلم حقاً، فتلك الاحاديث يصعب عليه خوضها ولكنه باتت أمر عليه التعجل منه، لذا وجه نظره ل حور قائلاً بتنهيدة قلقة: -
-خلاص يا حور انا هتكلم معاها...
سربلها القلق مما تفوه به وهتفت قائلة بوجل:-
- كلمها براحه يا بيجاد بلاش عصبيه، حورية شبهك جداً راعي دا..
أومئ لها برأسه متفهماً ومؤيداً قائلاً بنبرة ماجنه: -
- ما هى دي المصيبة انها شبهي قوى
تعالت قهقهتها باعترافه هذا ، قائلة:-
- أنا لازم يعملولى تمثال كده، ويقدروني، دا انا اللى خليت الشيطان يحب ويعشق ويقول شعر وغزل كمان..
اقترب منها بابتسامه ماكره تحتضن محياه قائلاً:-
- ونسيتى اهم حاجه، علمتيه يكون وقح ومنحرف كمان..
قهقهت عالياً قائلة:-
- لا من يومك وانت منحرف، امال حورية دي جات إزاي ،دا انت كنت مراهق سافل..
غصة اعترت قلبه وسربله الندم على تلك الخطيئة التى نال من العقاب ما لا يحتمله أثرها وتنهد قائلاً بحزن بادى على قسمات وجه:-
- كانت نزوة يا حور، ذلة ورغبة زينها الشيطان ليا فى لحظه ودفعت تمنها كتير اوى من عمري ومش لوحدي اللي دفعت، كل اللي حوليا أتأذوا منها...
زفرت بضيق سربلها من لسانها الطويل الذي يحتاج إلى تهذيب حقاً وربما قصه سيكون أفضل، وهتفت قائلة بنبرة شجن:-
-- اسفه يا بيجو مش قصدي افكرك بالماضي، يعنى قصدي اقولك انك منحرف من زمان، يوااا قصدي ان انت مش...
قهقه على ارتباكها هذا قائلاً بنظرة ماكرة عابثه:-
- وحياتك ما اتعلمت الوقاحة والسفالة إلا على أيدك
لدرجة اني بقيت بعشقها..
هتفت قائلة في حنق وغضب:-
- هي مين دي اللي بتعشقها!.
قهقه علي تبدل قسمات وجهها وغيرتها البادية قائلاً مع غمزة عابثة:-
- السفالة...
وانهي كلمته يثبت لها كم يعشقها....
بعد لحظات ليست بقليلة ابتعد عنها قائلاً بنبرة متحشرجه:-
- أنا لازم اروح اتكلم مع حورية، اومئت له دون صوت
فهتف قائلاً:-
- تمام يا حور، اطلعي انتي أرتاحى وانا هكلمها انا ضروري انتي وهى تخدوا اجازة اسبوعان كده..
- اومئت له دون استيعاب اثر مشاعرها الثائرة، وهلة مضت حتى انتبهت وقالت:-
- وأنا ليه كمان!، انا مجاش حد يخطبني منك وكل المشفى عارفة اني متجوزة وبعشق جوزي كمان...
ماذا يخبرها الآن انه يغار كالمجنون ولا يريدها أن تعمل حالياً فتلك الحادثة سربلته القلق ، ولكنه هتف بنبرة ماجنه قائلا:-
- عشان لازم ترتاحي شويه عشان جسور باشا
فغرت فاها وطالعته بعدم استيعاب قائلة:-
- مين جسور دا؟.
هتف قائلاً بينما وضع كفه على معدتها:-
- أبننا اللي جوا
قهقهت بصخب عليه قائلة:-
-- هو أحنا لحقنا يا بيجاد
هتف قائلاً بتأكيد وابتسامه تحتضن محياه ومازال كفه لم يفارق معدتها:-
- بس أنا متأكد أنه ثبت جذوره برحمك يا دكتورة
قهقهت عليه وعلى ثقته تلك وهتفت قائلة:-
- أيه الثقه والغرور دا!.
اجابها قائلاً:-
أمال ايه هو أحنا بنلعب...
ادركت هي ما يدور بخلده وهتفت قائلة متفهمه:-
- تمام يا أبو جسور...
ثم جذبها وخرجوا وصعدوا الدرج، ولجت هى الى غرفة صغيريها، بينما هو توجه الى حجرة حورية
دق الباب إلى أن اذنت له بالدلوف، ما ان فعل حتى وجد الصغيرة تلهو على الفراش وهى قد انتهت من تعديل حجابها، هتف قائلاً بنبرة حادة حاول التهدئة من حدتها قدر المستطاع :-
- ممكن افهم بتعملي إيه!، اظن حور قالت لك ان جوزك طلب منك بلاش تروحي المشفى اليومان دول
واعتقد ان معاه حق وانك المفروض تسمعي كلامه يا حورية..
سربلها الحنق من عاصي وهتفت قائلة بنبرة خافته:-
- يا بابا دا شغلي ومستقبلي، ثم ان الموضوع مش مستهل ان عاصي يكبره كده..
رمقها بنظرة غاضبه قائلاً:-
- مش مستاهل!، لما واحد يجي يطلب ايد مراته منه ويقوله انه معجب بيها يبقي مش مستاهل!. والمفروض انه يسيبها عادي تروح شغلها معه ومفيش مشكله عادي
انتي بتهزري ، اسمعي يا حورية، كلمة جوزك تتسمع، حور اللي ما لهاش علاقه بالموضوع طلبت منها تاخد أجازه اتقبلت طلبي وفهمته وانتي صاحبة المشكلة رافضه، حورية انتي محتاجه تفكري شوية في أسلوبك مع جوزك قبل فوات الاوان..
هتفت قائلة بنبرة غاضبه لكنها خافته فلا تجرأ ان ترفع من حدة صوتها امامه:-
- هو أنا المفروض عليا أن أخضع له واتخلى عن شخصيتي عشان جوزي، لا مستحيل اكون كده..
هتف قائلاً وقد فاض به الامر منها:-
-- مين طلب منك تخضعي، لا انا ولا هو طلب منك تخضعي مره، بل بالعكس عاصي جوزك دائماً هو اللي بيجي على نفسه عشانك، وبشوف دا، دايمًا بيحاول يرضيكي ولو على حسابه، لكن انتِ فين من دا كله
اوعى تفكري إني مش ملاحظ اسلوبك، لكن مبرضاش أدخل بينكم، زي ما انا مش هسمح له يدخل بينا، فكري يا حورية قبل فوات الاوان...

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن