بارت 20

28K 1K 85
                                    

بسم ﷲالرحمن الرحيم꧂
رواية حور الشيطان
الجزء الثالث بعنوان صغيرة الفهد
بقلم دينا العدوي
"ملاك"
بارت 20
🌺🌺🌺🌺🌺
دنياي سئمت الظلام ، والوحدة
سئمت الاشتياق والتشتت
سئمت إليكِ التودد
لعلكِ يومًا ترضي وتبتسمِ
لكنكِ دومًا ما تكشرين لي عن أنيابك
تنهشين فيا بلا رحمة، تمزق قلبي وأدمى
يكفيكِ قهرًا لي وتبسمي يومًا
اتركيها تشرق بسماء قلبي المتلبدة بالغيوم
اتركِ شعاع نورها يتسلل الى اعماقِ يمحى ظلامِ
أياكِ ان تحرمِ قلبي العاشق لها من نيلها
وألا صرتُ كالبراكين الثائرة
حمم من نار ستعبث بكِ فاسدًا
تبتلع كل من حولي، أياكِ وثورتي!.
أياكِ وبراكين غضبي الثائرة!.
ارضخي وأبتسمِ وإلا سأقتنص منكِ البسمة
غصبًا، لي رَب إليه أبتهل، أردد كلماته
فتخمد نيران جحيم مستعربين ثنايا قلب أدماه
الهوى، وإلا كانت ثارت براكينه منذ زمن ...
*****
كان يقود سيارته ، برفقته تلك الفتاة البسيطة، ارتدى سماعة البلوتوث خاصته ضغط عدة أرقام وانتظر الرد إلى ان أتاه، فأردف مطالبًا بتجهيز غرفة إلى أن يصل، فى ذاك الوقت كانت تقى تحاول الاتصال به ، لكن هاتفة كان مشغولًا بتلك المكالمة، وما أن انهى حديثه، حتى صدح صوت هاتفه معلن عن وصول رسالة...
كان منشغل بالقيادة، راغب بالوصول ألي وجهته حتى ينتهي سريعًا ويعود إليها، لكن ثمة شعور بالوجل داهمه ما ان انقبض القلب الذي قد شعر بذاك الخطر الحائم حولها، شيء ما حثه على مطالعة هاتفه، جحظت عيناه واوقف السيارة فجأة محدثه صرير عالي، أجفل تلك الجالسة برفقته، أدارت وجهها نحوه، وأرهبها تجهم ملامح وجهه..
بينما هو ضغط على نواجزه بغضب وقلق وهو يعاود الاتصال بها، متواعدًا لها..
**
فى السيارة كانت كلًا من تقى ورسيليا جالسان بالخلف..
شعرت تقى بتوتر تناحي مع حماس رسيليا وهى تسرد لها ما سمعت أمس، كانت تتحدث بسعادة غامرة وهي تروي لها عن عشقها وانها متيمة به، تروي لها ذكريات جمعتها به كانت فيها تحترق من أجل نظرة عشق..
كانت تقى تستمع بمشاعر تواقة لذاك الاحساس الذي يسمى العشق، فرحة رسيليا وضحكة عيناها جعلها راغبه به، فكم جميل ان يسكن قلبك كل هذا الحب لأحدهم، ان تفضله على ذاتك وتكُن به، ان يكون دائك ودوائك، حزنك وفرحك يكمن في مبسمه، ان ترى الحياة من خلاله...
كانت تلك كلمات رسيليا لها قبل أن تتوقف سيارتهم أمام المول التجاري ، ترجلا من السيارة ودلفوا إلى احدى المحلات وبداء فى انتقاء الثوب، كانت تقى سعيدة لسعادتها، لكن ثمة قلق ما يعتريها وشعور غير مبهم يعتمر قلبها كلما تذكرت تلك الفتاة الجميلة التى رأتها معه، ولم تنتبه لهاتفها الذي كاد ان يجن من قلقة ذاك الذي يتصل بها عليه ولا من رد يريح قلبه الذعر، فقد نسيت ان تنهي الوضع الصامت الذي تحوله إليه ما ان تدلف الى المحاضرة
**
على الصعيد الأخر كان هو القلق ينهش به بلا رحمه، حينما لم تجيب على هاتفها، حتى كاد ان يجن من تلك التخيلات السيئة التى تداهمه بكل عنفوان، قلبه كانت دقاته هادرة بجنون ذعرًا عليها، نظر الى تلك التي تجاوره وهتف قائلًا:-
- انا اسف، بس لازم اكون في مكان تاني دلوقت، لو ممكن نروح الاول على مكان اطمن على البنات وبعدان نروح مشوارنا
اومئت له بخجل قائلة:-
-ذي ما تحب يا دكتور
أدار سيارته وهو يعاود الاتصال بها دون جدوى، حتى خطر على باله الاتصال بفهد واخذ رقم رسيليا منه او جعله يتصل بها ويطمئن عليهن حتى يصل إليهن..
**
كان جالس بمكتبه يراجع احد الملفات باهتمام، حتى طرق باب غرفته، أذن للطارق بالدخول وكانت جيلان، رفع رأسه متفاجئ من وجودها، ما لبست الا ثانية وتقدمت نحوه، تخطو اتجاهه بغنج قائلة:-
- وحشتني اوي يا فهد!، يعني رجعت من السفر من يومان وما فكرت انك تطمن عليا..
كانت تتحدث وهي تقترب اكثر وتجلس على الطاولة التي أمامه بأغراء، لم يتأثر به، كل ما كان يشغله ان تأتي صغيرته وتراها، لذا انتفض من على مكتبه مبتعد عنها، قائلًا:-
- كنت مشغول يا جيلان
نهضت هي الاخرى خلفه، تحاول ان تخفي تهجم ملامحها خلف ابتسامه مصطنعة، تقسم ان تنهي ما آتت أليه، وقفت امامه، ورفعت ذراعه تحاوط عنقه قائلة:-
- فهد انت عارف اني بحبك، وخطوبتنا كان المفروض نحددها، ايه اللي تغير!.
انتفض كمن لدغته افعى، وما ان كاد ان يبعدها حتى فتح باب الغرفه فجأة، وكان اخر من تمنى رؤيته بتلك الوضع، ابعد ذراعيها عنه بسرعه، يطالعه بنظرات وجل
بينما هو تجهمت ملامحه وطالعه بنظرات ممتعضة مستنكرة ما رأى، وبدون حديث أغلق الباب وغادر..
غضب فهد بشدة وطالعها بنظرات محتقرة وهتف من بين شفتيه قائلًا:-
-قولت لك قبل كدا ان اللي بنا انتهى، واني بحب وحدة تانية هتجوزها وانتِ اللي ما بتفهميش..
اقتربت منه تفح من بين شفتيها قائلة؛
- بتحب! بتحب يرين اللي المفروض انها اختك قدام الناس وانتم طوال الوقت دا بتخدعوا في اللي حواليكم والهانم مقضيها دلع عليك وياتري كان بيحصل إيه تاني بينكم!.
الي هنا ولم يحتمل، رفع يديه وهبط على وجنتيها بغضب قائلًا:-
- اخرسي اوعك تفكري تجيبِ سيرتها بسوء على لسانك، يرين انضف واشرف من عشرة ذيك ولا نسيتِ نفسك يا مدام..
قالها بتهكم قاصدًا متابعًا:-
- لحد النهارده وانا بحاول اعملك باحترام لكن خلاص الشراكة اللي ما بنا هتنفض يا جيلان ومش عايز اشوفك تاني، انتِ فاهمه!، ويلا اتفضلي من هنا...
ثم تنهد زفرًا، مسح على خصلاته من شدة الغضب، لا يدري كيف يصلح الامر وماذا ظن به وماذا ستكون ردة فعله على ما شاهد، لقد ظن واخيرًا سوف يحظى بأميرته، حتى الآن وما حدث، ترى هل سيتفهمه ويصدقه، عليه ان يذهب لكي يشرح له ما رأى
لذا اسرع خارج مكتبه متوجه إلى غرفة الاجتماعات، فقد اوشك على البدء وبعدها سوف يشرح له الأمر.
تاركًا أياها خلفه وبسمه صفراء تحتضن محياه، فلم تتوقع ان تكون محظوظة هكذا ويراهم هو بذاك المشهد، متمنيه ان تنجح ويلفظه من محيط تلك الصغيرة الغبيه...
دلف الى غرفة الاجتماعات الذي يترأسه هو و يحضره كلًا من عاصي، اكرم، ادهم، جوليا، وبعض المدراء .
كان من المفترض حضور جيلان أيضًا، خطى حيث موضعه وعيناه تطالعه بتوتر، يحاول قراءة ملامحه، لكن لم يستطع، حتى هتف قائلًا بنبرة متهكمه:-
- كده كله حضر إلا جيلان هانم، يا ترى اتأخرت ليه يا فهد..
هتف فهد بثبات رغم تزعزع داخله:-
- جيلان هانم خلاص مش هيكون ليها علاقة بالشركة من بعد النهارده، الشراكة بينا هتنفض وهكلم المحامي ينهي اللازم بعد الاجتماع...
رمقه بيجاد بنظرة غير مبهمه له أجفلته، هو حقًا يخشى ردة فعله والتي قد تتلخص في حرمانه منها، تلك الصغيرة التي لا يحتمل البعد عنها ...
بدأ الاجتماع والنظرات بين فهد وبيجاد أثارت ريبة الحاضرين، حتى صدح رنين هاتف فهد، اعتذر وهو يطالعه قائلًا:-
- انا بعتذر، بس دا يوسف ولازم أرد
سماع أسم يوسف نثر التوتر بينهم، وهلة واجاب فهد قائلًا:-
-الو يا يوسف
يوسف بتوتر وهو يقود سيارته بسرعه :-
- اسمع يا فهد رسيليا اخدت تقى وراحوا المول من غير ما يعرفوني، وتقى بعتت لي رسالة وانا بتصل بيها مش بترد، اتصل ب رسيليا واطمن عليهم وطمني على ما اوصل لعندهم، عشان مش معايا رقمها وتقى مش بترد، انا في الطريق.

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن