بارت 11

31.1K 1.1K 106
                                    

بسم آلَلَهّ الرحمن الرحيم

رواية صغيرة الفهد

حور الشيطان
بارت 11
🌺🌺🌺🌺
عشق محرم
ولجا الى الحفلة ، تسلطت الأعين عليهم، فالجميع كان بانتظاره فهد الاقتصاد، خطى خطواته متأبط ذراعيها، حتي قابلته جيلان بابتسامه واسعه واقتربت منه تقبل وجنتيه مرحبة بحراره ، بينما تجذبه بعيدًا عن يرين قائلة:-
- سوري يا صغنن بس فهد وحشني جدًا وحابه اتكلم معاه شويه واعرفه على بعض رجال اعمال ، اتعرفي انتِ على شباب من عمرك واندمجي..
ثم بعثت لها قبلة هوائية وابتعدت تتأبط ذراعي فهد الذي لم يمانع ولم يعقب على ذلك، بالنهاية جيلان ابنة شريكه و مرشحة مناسبة لتكون خطيبته اما يرين فهي ليست إلا صغيرته، اخته الصغرى امانة والديه له.....
بينما هي ظلت موضعها وهلة تحدق بهما يبتعدا بغيظ تراها تتغنج عليه، تشعر بالبغض والحنق منها، دومًا ما تفعل هذا، ما ان يجتمعا معها بمكان ما، حتى تحيدها بعيدًا عنه، لتظهر هي بالصورة، وهو لا يمانع ذلك، دون عنها ذوي قلبها بألم وشعرت بنيران تشتعل بها تدرك تمامًا ماهيتها، كم تمنت لو تركت العنان لشيطانها والذي يحسها على ان تنزع خصلاتها بيديها ، لكن يخفيها ردة فعل فهد فمؤخرًا باتت تخشى من أن يعلن يومًا رغبته بالزواج بها وان يلفظها من حيات حينها ، تدرك جيدًا أن معاملته الحانية الجديدة عليها تلك ليست دائمه، هو فقط يحاول تعويضها عن فقدان والديهما، وخاصة بعد وصيتهما له بالحفاظ عليها هي يرين العمري شقيقته الصغرى، ارتسمت بسمه مريره على شفتيها وهى تتذكر كما بات حنون معها، يعاملها بمحبه ويغدقها بها، لكنها في اعماقها تدرك تمامًا انها مزيفة ، فقط خضوع لتلك الوصية وانها ليست الا حمل ثقيل عليه ، وليس لأنه يحمل اي من مشاعر الاخوية تلك لها ، فدومًا كانت تشعر انه يبغضها، لا يتقبلها وهى كانت كظلًا له، تتشبث به، لا تشعر بالأمان إلا بحضرته ..
كانت تحمل بين يديها دميتها وتتسلل ألي غرفته ليلًا تستلقى بجانبه حتى تغفو تستجدي الحماية منه من كوابيسها التى تداهمها بضراوة ، فطالما كان الامان لها، بطلها الخارق ومنقذها، لكنه كان يلفظها بعيدًا عنه تعلقها به يبغضه كثيرًا، ينهرها دائمًا لتسللها لغرفته وملاحقتها له، فتبرر لها والدتها ان اخاها الاكبر لا يحب أن يدخل احد لغرفته حتى لا يفسد اغراضه ، كما انها كبرت ولم يعد يجوز ان تفعل ذلك وان غضبه وصياحه بها لا يعني انه لا يحبها، بل تلك طباعه هو غاضب دائمًا وله عاداته التي يجب علينا تقبلها واحترامها ، كانت تدعي تصديقها لكن با عماقها قلبها يشعر بشيء أخر
تكاد تجزم أنه لم يحبها ولم يتقبلها ولن يفعل يومًا ، دمعه غلبتها وانسابت على وجنتيها عندما تغلبت عليها افكارها السوداوية وتناست انها تقف بمنتصف الردهة، حتى صدم بها احد الاشخاص وهتف معتذرً، فابتعدت تنزوي فى احد الاركان وبصرها لا يحيد عنهما، تري ذراعيه تلتف حول خصرها اثناء حديثه مع هولاء الرجال، لتلاحظ ملامحها التي ارتسمت عليها السعادة والانتشاء، وابتسامة غرور تحتضن محياها ورأسها يرتفع بكبرياء تطالع النساء من حولها بتعالي وكبر ، لما لا وفهد يبدو انه اختارها دونًا عنهم، فهد العمري الوسيم ذات الواحد والثلاثون عامًا...
زاد غضبها عندما لمحته يقترب اكثر منها وينحني اتجاهها يبدو انه يهمس لها بشيء ما، شيء جعل ابتسامتها تتسع اكثر، ترى ماذا يقول لها، ترى هل قال لها شيء مضحك؟! كلا ليس فهد انه متجهم الملامح دائمًا، لا يدرك حتى معني المزاح، اذا هل يتغزل بها ، كلا فهد والرومانسية مستحيل، فهو و هي كقطبين متشابهين متى ما التقيا تنافرا بعيدًا عن بعضها، اذا ترى ماذا قال لها!؟...
اخرجها من شرودها مجيء ظافر شقيق جيلان، ذاك البغيض قائلًا بسماجه :-
- الجميلة يرين العمري ، اميرة ومدللة فهد باشا هنا
وكمان سايبك لوحدك غريبه دي...
صمت قليلًا واقترب خطوة قائلًا:-
- بس تصدقي دا من حسن حظى
ثم مرر عينيه عليها بوقاحه اجفلتها، شعرت بالارتباك و جالت بمقلتيها بحثًا عن فهد، لكنه كان منشغلًا عنها، حاولت الاستئذان منه قائلة:-
- طيب عن أذنك هروح لفهد
تقدم تلك الخطوة يقف حائل امامها قائلًا:-
- بس فهد باشا شكله مشغول ومش فاضيلك يا أميرة يرين..
فى ذاك الوقت، كان فهد مشغول بالحديث مع رجال الاعمال حول صفقه ما، لكنه شعر بالملل والقلق على يرين خاصة كونها و حيدة ، فأنحني نحو جيلان يخبرها ان تنهي الحديث سريعًا حول الصفقة ولا داعى لذاك الاسهاب والمجاملات الفارغة، فابتسمت له ابتسامه واسعه لا تليق مع ما اخبرها به وكأنها تقصد اظهار الامر للجميع بصورة اخري، تومئ له برأسها موافقه ، ليمر عدة دقائق حتى استطاع الفكاك منهم وابتعد يبحث عن يرين وهي معه..
سربله الانزعاج ما ان لمحها تتجاذب اطراف الحديث مع ظافر ، ذلك لعلمه انه شخصيه لعوب، ولم يرق له بتاتًا وجوده بمحيطها وحديثها معه، لذا تقدم نحوهم بغضب وجيلان تلحق به
ما ان وصل ولمحته يرين، حتى حمدت ربها، لكن اعتراها التوتر ما ان لمحت تجهم ملامح وجهه وخطواته العصبية نحوهم، الى ان بات أمامهم، يرمقه بنظرات غاضبه حانقه، بينما شعر ظافر بالارتباك وهتف قائلًا بتهدج:-
- اهلًا فهد باشا... يرين كانت لوحدها، فحبيت أسليها عشان ما تزهق..
اقترب منه فهد، وقام بوضع كفه على منكبه الايمن يضغط عليه بشدة قائلًا:-
- بس يرين مش لوحدها، انا عيني دايمًا عليها، وبعدين تسليها أزاي هو انت اشتغلت مهرج..
اعترى ظافر الغيظ من حديثه واستئذان يغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومه، بينما جيلان تظاهرت بعدم حدوث شيء و استأذنت للترحيب بإحدى رفيقاتها ، حتى لا تغضب فهد بافتعال اي مشكله معه، ليرمق فهد يرين بحدة قائلًا:-
- يرين مش عايز اشوفك واقفه مع ظافر تاني مفهوم؟.
اومئت له وقلبها يخفق بعربده، يكاد أن يحطم اضلعه من شدة خفقاته، في خاطرها يدور سؤال مُلح الآن، هل يغار عليها فهد؟!.
شعرت وكأنها تحلق في السماء سعادة، ارتسمت ابتسامه بلهاء على محياها، بينما هو تعكر مزاجه للغاية، لذا هتف قائلًا بضيق ظاهر:-
- يلا نمشي من هنا..
اومئت له وهى ماتزال تائهة شاردة بأفكارها..
لتصدم تمامًا عندما تراه يمد يداها له لتتأبط ذراعيه
اثناء ذهابهم مره اخرى، لتفعل ذلك وهى تشعر انها على وشك السقوط ارضًا مغشي عليها، ليمرا بجانب جيلان والتي كانت تحادث صديقتها التى تحمل بيديها كأس به ما حرمه الله، تظاهرت يرين بأنها تعرقلت، بينما تدفع بتلك الصديقة اتجاه جيلان والتي سقط محتواه على ثيابها ملوثًا أيا ها بشدة، تظاهرت بالبراءة وهتفت قائلة بنبرة خادعه:-
- اسفه جدًا يا جيلو، كنت هقع والله، الفستان طويل وانتِ عارفه مش متعودة كمان على الكعب العالي
كادت جيلان ان تصيح بغضب، فهي تدرك انها كانت تعني حدوث ذلك وخاصة بعد مناداتها بذاك الاسم التي تبغضه، لتضغط على كفيها بغضب وتغمض عيناها بشدة حتى تستدعي الهدوء كي لا تغضب فهد، الذي يبدو غير مبالى قائلًا:-
- خلاص جيلان حصل خير، وعد مني أجيبلك فستان بداله..
- لذا هتفت قائلة بهدوء مصطنع:-
-- لا ابدًا محصلش حاجه يا فهد، لازم اراعي انها طفلة صغيره ولسه بتتعلم تمشي،
صمتت هنيهه حتى لاحظت احتدت ملامح يرين وفهد الذي طالعها بضيق، تابعت حديثها قائلة:-
- بالكعب قصدي، اذا مش مريحك بلاش تلبسيه يا صغننه،...
اومئ لها فهد قائلًا:-
- على العموم حصل خير، يلا يا يرين
لتطالعه بغيظ قائلة:-
- ايه دا يا فهد انت هتروح بدري كده
هتف قائلًا بنبرة ضيق:-
- جيلان انتِ عارفه ان مليش في جو الحفلات دا
يلا انا همشى...
وجذب يرين وغادر، لتقبض هي على كفها وتضعه بفاها تقضمه بغيظ، بينما تقول:-
- ماشي يا يرين اما وريتك، بس لما اتجوز فهد
***
بينما في قصر الحديدي كانوا انتهوا من تناول الفطور، ليذهب كلًا منهم حيث عمله، وصعد كلًا من جسور وعدي إلى غرفتهم بانتصار بعدما استطاعوا نيل ما يرغبا، ليمرا بغرفة تيا، سربلهما القلق ما أن استمعا لنشيجها المتألم، ليطرقا الباب عليها، فلم تجيب، هتف جسور قائلًا بقلق:-
- تيا انا هفتح الباب وهندخل انا وعدي
وبالفعل وهلة مرت واقتحم الغرفه، ليجدها ممدده على الفراش تدفن رأسها بالوسادة وتبكى بشدة، تقدما منها، حاول ان يجعلها تنهض يدير وجهها إليهم قائلًا:-
- ادهم تاني اللي مزعلك يا تيا
اومئت له برأسه نافيه، فرفع كفه و مسح عبراتها بأنامله واستطرد قائلًا:-
- عملك ايه المرة دي كمان.
صمتت ولم تجب، ليزفر هو بحنق من اخاه ومعاملته لها، ثم ينظر لعدي بنظرات مبهمه، فهم هو الاخر رغبته بأخراجها من تلك الحالة، فرمقه بغمزه، فأستطرد جسور قائلًا بنبرة ماجنه:-
- افهم بس انتِ بتحبي إيه فى ادهم ، دا مقضيها وعنده بدل الحبيبة اتنين وثلاثة، دا مسمينه دنجوان الجامعة، واكبر منك كمان، ما تحبيني أنا وخلاص، انا حلو ومز وعيوني زرق وكمان من سنك، وسيبك من بتاع البنات دا..
ابتسمت تيا وتناست حالتها وهتفت قائلة بنبرة غيظ: - احبك مين يلا ، انت عيل هايف اصلًا..
وضع يده على قلبه بطريقة درامية قائلًا:-
- عيل وهايف!، آه قلبي هان عليكِ تكسريه كده، ليه يا ربي كده البنت اللي بحبها تحب اخويا الصايع وتبعني عشانه..
اتسعت ابتسامتها وهتفت قائلة:-
- معلشي يا حبيبي بكره جرحك يخف، وبعدان لازم تفوق وتركز معايا كده عشان ادهم اخوك أن شاء الله بأراداته بقى غصب عنه يتجوزني!...
رمقها بنظرة متفحصه قائلًا:-
- ودا ازاي بقي تعمليها انك تتجوزيه غصب عنه..
طالعته بنظرة تائهة، تفكر في اجابة لتلك المعضلة، ثم هتفت قائلة بتسليه:-
- ما انت اللي هتساعدني يا جسورا، انت وعدي مش انتم حابين تبقوا ضباط وكده ودي هتكون مهمتكم الاولى..
رمقها بنظرة محتقرة قائلًا:-
- نعم يا اختي اساعد مين!، ومهمة مين الاولى، انا عايز ابقى ضابط مش خاطبه..
ليقهق عدي عليهما قائلًا:-
- يا جسور فيها ايه بردك لما نساعدها ونختبر مقوماتنا البوليسية، بلس ان الموضوع هيكون ممتع واحنا بنتسلى على ادهم..
حدقه جسور بنظرة شيطانيه، بدا وكأنه استوعب الفكرة واعجبته ...
ليقول بنبرة متسليه متوعدة:-
- تمام يا تيا هنساعدك بس بشرط، اللي نقوله تنفذيه فورًا..
اومئت لهم موافقه، ليبدأ بوضع اساسيات مخططتهم
ثم طالعها من رأسها لأخمص قدمها ثم امسك بضفيرتها قائلًا:-
- الضفاير دي مش ملاحظه انك كبرتي عليها، هو في وحده دخلا الكلية السنه الجايه تكون بضفاير، ما لازم فعلًا ما يخدش باله منك، ويشوفك طفله، انتِ مش شايفه البنات حواليه عاملة ازاي..
لامست ضفيرتها بأناملها وطالعته بنظرة بائسه وأردفت قائلة:-
- بس انا مش عايزه يتجوزني عشان شكلي حلو يا جسور، انا عايزه يتجوزني عشان انا تيا بنت عمه اللي بتحبه واللي من صغرهم وهما بيقولوا تيا لأدهم، الجمال بيجي يوم ويختفي، وقتها هو كمان هيختفي ويدور على اللي احلى مني...
طالعها بملل قائلًا:-
- رجعنا للكلام العميق بتاع يحبني عشان روحي والكلام دا، يا ماما احنا الرجالة ، بنشوف وبنحس بعنينا، سيبك من الحوار دا، الحقيقة ان احنا اهم حاجه عندنا الجمال، ايوا بعترف ب دا، مفيش راجل مش بيقيم جمال البنت اللي هيعيش عمره معاها واللي يتنازل عن باقي البنات عشانها، وبعدها بقي بنبص للي بعده زي الروح وخلافه، لكن الفكرة ان بتختلف مقومات الجمال من شخص لأخر، بس ان تكون حلوه او متقبلها دا الشرط الاساسي فهمتي، ف وحياة ابوكِ بلاش ترددوا كلام ما انتم فاهمينه...
كانت تطالعه ببلاهة، فصاح قائلًا:-
- تيا انا قولت اللي قوله تنفذيه
اومئت له برأسها موافقه، رغم كونها لم تستاغ تلك الفكرة، لتبدأ بأول خطوه في خسارتها لذاتها واهدارها لكرامتها بالسعي وراء رجلًا لا يكن لها اي مشاعر، تحت مسمي الحب.....
كلمة من حرفين نفقد الكثير بسببها ، شعور وهمي في سعينا إليه نخسر الكثير والكثير، فدنيا الحب
غريبه مريبة، القليل فيها من ينتابه الفرح والأغلب فيها تداهمها الاحزن
واوقات النهاية فيها انك بتخسر ذاتك وحياتك
لذا سؤال مُلح هل يستحق ذاك الاحساس المخاطرة من أجله؟!..
ف دنيا الحب أشبه بلعبة الروليت ، هل تستطع ان تراهن بأغلى شيء لديك بها ، وانت تدرك ان فرصة فوزك ضعيفة، بل منعدمه، فأنت بها حتى ولو فزت خاسر....
**
بعد مرور عدة اشهر، في القاهرة، توقفت السيارات امام قصر عائلة الحديدي، ترجل الجميع منها يطالعون القصر الاولاد كانوا يطالعوا بتفحص فهذا المنزل قد تربى فيه والديهما وانجبوهما به، وهناك اكرم ومنار الذي كانوا يطالعوا بنظرات حنين، ومنهم من داهمته ذكرياتهم به بضراوة ك بيجاد مثلًا
فما ان فتحت بوابة القصر، حتى ذوى قلبه بألم حينما لاح له شبحها يركض بالأنحاء ويتلفت له، مايزال يذكرها، بل انه لم ينساها قط، ثمة شيء بداخله يخبره انها على قيد الحياة، دومًا يراوده ذاك الحلم الذي يؤكد له ذلك، ذاك الظلام الغارقة به وبحثه عنها لتختفي تمامًا من امامه، لكن ثمة شعاع ضوء خافت يتسع رويدا رويدا، فيلمح يد تنتشلها من ظلامها وتذهب بها، لتخطو عدة خطوات مبتعدة ثم تستدير نحوه، تطالعه ببسمه، ثم تختفي وتتلاشى مع ذاك المجهول، سبح في بحر ذكرياته الأليم، وكاد ان يغرق به لولا يد حور التى انتشلته منه حينما مدت كفها الصغير بكفه تشدد عليه، تدعمه، تعلمه انها معه، بجانبه، تشعر به، ليشدد هو الاخر على كفها مومئ برأسه لها، أنه بخير، بينما هو ابعد ما يكون عن هذا، قلبه جراحه لم تندمل بعد..
بينما عاصي شعر بغصة بقلبه ما ان لاحت ذكرى رؤياه لها غارقه بدمائها امامه، لينظر لها يضمها إليه بينما يحمد ربه أنها الآن بخير وبجانبه، أما ادهم كثير من المشاعر راودته: حنين ألم، غضب، اشتياق، خذلان من ذاته، ذاك اليوم وتلك المشهد لم يغب عن باله، رغم صغر سنه الا انه رسخ بعقله، محدثًا فجوة ضخمه بكينونته ، يشعر أنه المسئول، هو المتسبب لو لم يوهم أياهما برغبته باللعب حتى يهرب منهما ما حصل شيء من هذا، بات يبغض ذاك القصر وتلك الذكرى التى تنخر قلبه وتبدد روحه، ببنما تيا كانت خلفه تمامًا، تشعر بما يعانيه، لما لا وحور قد أوضحت لها كل شيء قبل عودتهم، حتى تكون جانبه، تثق انها الوحيدة القادرة على مداوة جرح صغيرها، حتى ولو انكر هذا، يلهو ويتسلى محاولًا ايجاد من يرمم له شظايا ذاته المبعثرة، ويملئ تلك الفجوة بقلبه، ولا يدرك انها أمامه، بقربه، لذا عزمت على اخبارها بوجع صغيرها، حتي تدرك انه صعب طريقها إليه ملئ بالحجارة والثغرات، لذا عينيها لم تحيد عنه كم تمنت لو تقترب وتخفف عنه، لكنها خشت ان ينهرها كما يفعل دائمًا، لذا بقيت موقعها تطالعه وهى تشعر بألم روحه يعصف بكيانها وكأنها تتألم لألمه، لكن لم يستمر ذاك كثيرًا وهي تلمحه يرتسم على ملامحه ويزداد لتتقدم نحوه دون عن أرادتها، قلبها العاشق هو من قادها وقفت بجانبه، و هى متردده، تفكر كيف لها ان تخفف عنه، يديها امتدت دون وعي، تعانق بأناملها كفه الكبير، حينها نظر نحوها، فتقابلت العيون في حديث صادمت مفعم بالمشاعر، كان يحتاج هذا بشدة، وهى فهمت هذا
لم يجرؤ على نهرها والصياح بها كالعادة، كان يحتاج لذلك وأكثر، رأي ابتسامتها المليحة تحتضن محياها مشجعه له للتقدم ، لكن شعر بقدمه متيبسة لا يجرؤ على التحرك كما حدث في تلك اللحظة باليوم المشؤم ، ذاك القصر يبدو له مخيف، معبئ بالذكريات السيئة التى يخشي ان تبتلعه، لايزال يتذكر ذاك المشهد وذاك الشعور المرعب الذي اعتراه، ارتجاف جسده وجحوظ عينه، واسوء شيء يذكره بضعفه و كرهه لذاته..
لكن كلماتها ربما كانت مسكن لألمه قائلة:-
- مش كل حاجه سيئة بتحصل في حياتنا بنفكر اننا مسئولين عنها، في حاجه اسمها قدر ومكتوب لينا نعيشه، مش صح تلوم نفسك على حاجه حصلت بطفولتك..
انت كنت طفل يا ادهم، طفل وارد انه يغلط ويخاف واللي حصل قدر كان مكتوب وكنت انت مجرد وسيلة مش اكثر وكان ممكن يحصل باي طريقة تانية، بس للأسف هى دي الطريقة اللي اختارها، واللي ملكش اي علاقه بيها صدقني...
يالله كم كلامها جميل ومريح مثلها، اشعره بالراحة وسكن اوجاعه وجعل وجدانه يخفق، دون وعي منه شدد على أناملها، يحتضن كفها الصغير بأكمله، كأنه يرغب أن يسلم حصونه لها ويسمح لعشقها بالتوغل بأعماقه، لكنه ببساطه لم يستطع، ليس هي، لن يتسبب فى أذيتها، إلا تيا الصغيرة، لذا ترك يديها سريعًا وابتعد بخطوات واسعه يهرب منها ومن تلك المشاعر التى كاد ان يسلم لها، بينما هي شعرت بالألم بعدما ابتعد وذهب كادت ان تشعر بالأمل ، لكنه سلبهُ منها بقوة، لتفك عينيها آسر دمعه باتت مرافقه لها بعد أي لقاء به .....

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن