البارت 10

29K 1.2K 138
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية صغيرة الفهد
الجزء الثالث من
حور الشيطان
سلسلة عشق محرم
بقلمي دينا العدوي
(ملاك محمد)
بارت ١٠
🌺🌺🌺🌺🌺🌺
دلف الى القصر بخطواته المثقلة مستندًا على عصاه التى باتت تعينه على السير منذ ما حدث ، لم يكاد ان يخطو الى الداخل حتى توقف متيبسة قدمه موضعها ، لا قدرة له على المتابعة، خارت قواه وشعر بالأرض تميد من تحته استند على احد الجدران بجانبه ، حتي تحيل بينه وبين السقوط، يخيل له ان العصا وحدها لم تعد قادرة على تحمل وهن جسده ، أن الألم بداخله بات لا يحتمل ، ولا يمكن وصفه، اغمض عينيه بقوة، محاولًا التنفس، يجاهد للصمود من أجلها، فهي بحاجه له ليكن اقوي، لكن روحه تحترق، وتوقف نبضات قلبه رفاهيه يتوق لها، لكن معذبة قلبه ستدمر حينها.... لذا يجاهد حتي يبقي وان لا يستسلم لتلك الغيمة السوداء التى تبدو مغرية له الان...
لكن شبح ذكرياتها آبي ان يتركه، حينما هيئ له عقله
سماعه لقهقهتاها، ازاح جفونه بسرعه، لتظهر عيناه والتي اقتتمت عن السابق وغامت بالسواد، يجول ببصره المكان من حوله بحثًا عنها ، ليري طيفها امامه تلهو وتشاغب ، كانت تعطي ظهرها أليه
أخرج حروف اسمها من فاه بصوت متهدج، فيراها تستدير نحوه وتهديه كعادتها ابتسامتها المليحة ،والتي تحتضن محياها ما ان تراه حينما يعود من العمل، تنهض راكضه نحوه، ليفرج هو ذراعيه كالعادة منتظر ضمها اليه والشعور بدفئها ، لكن تلك المرة لم يجد إلا البرودة تتسلل إلى أعماقه ، حينما تلاشت من أمامه ، نهض كالمجنون المغيب يهرول بالمكان بحثًا عنها يهتف باسمها، وصدى صوته المتألم يصدح عاليًا، يقطع نياط القلب ، كان يتأسف ويتعهد قائلًا بوهن:-
- رسيليا، رسيلو تعالى لبابا، وهو مش يبعدك عنه ابدًا، هيخدك في حضنه كل ليله وكل وقت، بس ما تبعديش، بابا مش قادر يتحمل غيابك، بابا موجوع يا رسيليا، قلبه مكسور، تعالي لبابا وبلاش توجعيه، آه يا رسيلياااا..
صاح و صاح بألم حتى ضعف صوته وخارت قواه فسقط على عقبيه، بعدما اجتاحه الألم القاتل، حينما ادرك انها لن تعود، وان ما رأي ليس الا خيالًا، انهمرت العبرات على صفحة وجهه وانتحب بشده لا يستعب فقدانه لصغيرته، لما تنهال عليه العقوبات على ذنب واحد اقترفه في شبابه وذروة مراهقته، ندم يقسم أنه ندم وتلقي من العقوبات ما يقضم ظهره ، لكن الماضي يأبى تركه، سلبها منه طفلته الصغيرة قتلت بأبشع طريقة ممكنه، ولا علم له عن مكان دفنها، عاد بذاكرته لتلك اللحظة التى قابل بها علياء بعدما استفاق واصر على معرفة مكان ابنته ليصدم بذاك الواقع المرير، تذكر حديثه معها وهو يتوسلها ان تخبره بما حلا بأبنته
فلاش باك
ولج الى الغرفه الماكثة بها علياء كالأعصار رغم وهن جسده، حالتها كانت سيئة، بين الحياة والموت، اقترب منها وانحني أليها يسألها بنبرة متوسله، نبرة والد يكاد يموت قلقًا على صغيرته قائلًا بوجل :-
- فين رسيليا فين بنتي يا عليا؟... عملتي فيها ايه؟، قوليلي مكانها؟...
فرجت عيناها تطالعه بنظرات يسودها الجنون ما ان استمعت لصوته، حتى همست بصوت أشبه بفحيح الأفعى، نبرة صوت توضح تمامًا إلى اي مدى قد غرقت بجنونها:-
- دفنتها يا بيجاد ، دفنتها عشان ما تعرف لهاش قبر، عشان تعيش عمرك وانت محروق قلبك عليها، زي ما حرقت قلبي على ابني، قتلت بناتك زي ما قتلت عمار، قتلت لي ولد وقتلت لك بنتين..
ثم تحولت نبرتها وصدح صوت قهقهتاها قائلة:-
- قتلتهم يا بيجاد ودمرتك معاهم، ودلوقت هموت وانا عارفه انك بتتعذب، انا حققت انتقامي وقتلتك بأبشع طريقه، قتلتك وانت حي.. بنتك ماتت يا بيجاد ودفنتها بالقبر بأيدي، سامع ماتت، دفعت ثمن ذنوبك
سمعتها وهي بتصرخ وبتنادي باسمك، منتظرك تنقذها
لكن انت ماجيتش وهي ماتت وحرقت قلبك عليها...
كلماتها كانت نصل سكين بارد يغرس بقلبه، تطعنه بها
فيتسع جرحه، اقتتمت عيناه وغاب عقله و كاد ان ينقض عليها يخنقها بكلتا يديه، يريد قتلها والقصاص لصغيرته، لكن كلًا من زياد واكرم الذي عاد ما ان علم منعوا عن فعلتها، فلا تستحق أن يأخذ ذنب أزهق روحها المريضة، سحبه معهما إلى الخارج وهو يكاد ان ينهار لفقدانه صغيرته، لا يري أمامه، لا يدرك كيف سيواجه حور التى تخضع للمهدئات إلى الآن بتلك الحقيقة المؤلمة، لقد فقدوا صغيرتهما....
عاد من شروده وهو يري كل شيء حوله يتحطم والسعادة التى عاشوها تلاشت، لم يبقي إلا الحزن والالم غيم بقلوبهم....
حورية التى ماتزال غائبه عن الوعي تعاني، فقد رفض جسدها في بدأ الامر الاستجابة لكبده الذي زرع بها، وهاهي الان تخضع للعلاج، لإرغام جسدها على تقبله، ادهم وتلك الصدمة التي يعاني منها منذ رأي ما حدث... حور التي ساءت حالتها النفسية منذ أن علمت بتلك الحقيقة، انزوت عن الجميع وعنه هو خصيصًا، نظراتها له حينما يلتقيا تكاد ان ترديه قتيلًا، نظرة لوم ، عتاب، خذلان وشعور بالذنب، تلوم ذاتها على ما حدث، أنه كان عليها ان تهتم بها اكثر وتلومه هو أيضًا ، تذكر تلك الكلمات التى قالتها له وكادت ان تزهق روحه ما ان استمع لها، وهي تخبره ان حبهم وزواجهم كان خاطئ ، وما كان على ابنتها ان تعاقب هي على ذنب ارتكبه هو ، كانت فاقدة لوعيها تحت تأثير صدمتها نعم، لكن كلماتها كانت في نصابها، هو السبب في كل ما حدث، حينها لم يحتمل، ذاك الجبل الشامخ حينها انهار
بعد ان شعر بأنه خسر كل شيء، داهمه ألم حاد بكتفه الايسر وقلبه، ليتهاوى ويسقط أمامها ، حيناها اصابها الهلع ورأي صدمتها ،لهفتها، قلقها عليه حينما انحنت اليه، تجهش بالبكاء، تعلن اسفها وعشقها ترجوه ان لا يتركها، ان يتمسك بالحياة من اجلها ومن اجل صغيريه، انها ستموت ان فقدته، كم كان يرغب في تلك اللحظة للاستسلام والمغادرة ان يلحق بطفلته، لكن ثمة شيء تغير، ، لم يستطع الهرب والتخلي عنها وعن طفليه الصغار وابنته المريضة، لذا قاوم من أجلهم، مضى عليه عدة أيام؛ حتى تعافي وهي بجانبه لا تتركه ، لكن ثمة شيء بينهما قد تغير، شيء ربما الايام هي القادرة على محوه، لكنه متأكد أن علاقتهما لن تعود كما كانت سابقًا...
بات يتجنب كلًا منهما الاخر، اعين كلًا منهما خجله من مطالعة الأخرى، ما أن شعر بقليل من التحسن، حتى اصر على الخروج والعودة لعلياء فثمة شىء بقلبه يخبره ان صغيرته على قيد الحياة، لكن تفاجئ بموتها منتحرة، انهت حياتها قبل وصوله اليها، عاشت مؤذية وماتت كافرة، لم يحزن على موتها، فذاك المصير التي تستحقه، لكنه حزن على الأمل الذي دفن بداخله، لكنه لم ييأس
فقلبه ينكر موتها يشعر بأنها على قيد الحياة، لكن كل شيء يؤكد موتها، مشاهد كاميرا المراقبة امام القصر التي التقطت علياء وهي تحملها ساكنه بين يديها ثيابها ملوثه بالدماء، وأيضًا كلامها المؤكد ، الشرطة واغلاقها للقضية ، لتغلق كل الابواب بوجهه والجميع يخبره ان عليه تقبل حقيقة موتها....
وها هو هنا الآن في ذاك المنزل يودعه، فذاك القصر لم يعد قابل للحياة به بعد الآن، بل البلد كلها، لن يستطيعوا البقاء بها، فقد اتخذ هو وعاصي قرار بالهجرة الى لندن والاستقرار بها تاركين مآسيهم بتلك البلد خلفهم، لكنه لم يستطع الذهاب دون رؤياه لآخر مره يسترجع ذكرياتهم معًا به، لقد غادرت صغيرته وغادرت معه سعادته، ليقرر العودة الى الجمود والقسوة التى كان عليه سابقًا، يرحم قلبه من المحبة وآلامها، لم يكن يجدر به الانصياع خلف قلبه الذي عشق حور، فلو لم يفعل وانجرف لعشقها، لما حدث كل هذا...
جاهد للملمة شتات نفسه المبعثرة واستجمع قواه ونهض مستند على عصاه، مغادرًا ذاك القصر وتلك الذكريات الخاصة بها بداخله، هاربًا من اشباح ذكراها، التى تدمي قلبه وتثير الجنون بعقله، سامحًا بفك أسر تلك العبرات من مقلتيه لأخر مره......
***
الآن في احدي قصور منطقة تشيلسي التي تقع في غرب لندن الضفة الغربية لنهر التايمز وقد مضى ستة اشهر على انتقال العائلة إليه، حيث اتخذوا مسكنًا ضخمًا يجمعهما معًا، ولج كلاً من حورية وعاصي بعدما انتهوا من اجراء فحصها الروتيني التي واظبت عليه منذ ان صحت تمامًا وتقبل جسدها اخيرًا ذاك الكبد، لكنها ماتزال تتابع مع طبيبها المتخصص خوفًا من اي انتكاسات، وعاصي الذي يصر على مرافقتها ومتابعة مواعيد دوائها بذاته، فقد تضاعف عشقه لها منذ تلك الحادثة ورؤيا لها غريقة بدمائها أجفله، إلى الان مايزال يخشي فقدانها، ليطمئن ذاته انها معه وبجواره ولن تتركه، كان ذراعيه يحتضن خصرها بتملك سافر قائلًا:-
- يلا يا حبيبتي على السرير لازم ترتاحي، وانا هطلب منهم يحضرولك الغداء ويبعتوا على أوضتك وانا هأكلك بنفسي ...
زفرت حورية، تطالعه بنظرة بائسه، فقد اصابها الملل من معاملته لها بتلك الطريقة، لا يصدق ان حالتها الصحية قد تحسنت، هي لم تعد مريضه، لما يعاملها هكذا!.
لذا اجابته قائلة بنبرة متوسلة:-
- لو سمحت يا عاصى مش حابه اطلع فوق، انا مليت من النوم والقعدة باوضتي، انا حابه اقعد بالجنينة وأتغدى معاكم النهاردة...
اومئ براسه نافيًا قائلًا:-
- لا يا حورية انتِ تعبتي النهاردة، اطلعى ارتاحي..
اسبلت عينيها له تطالعه برجاء ونظرة متوسله، لم يستطع مقاومتها ، لذا هتف قائلًا:-
- تمام بشرط تتمددي على ما يحضروا الغدا..
احتضنت البسمة محياها واقتربت منه تمنح وجنتيه قبلة شكر قشعر لها جسده وسربت شعور بالرضى بداخله
فالقليل منها بات يرضيه، يكفيه قربها ووجودها، حتى انه بات يخشى عليها من ذاته، من ان يؤذيها في اوقاتهم الخاصة بعاطفته الجياشة، لذا يتخذ مساحة امنة بينهما، حتى لا ينجرف خلف توقه لها، كان ينتشي وتنتفخ اوداجه في غرور ذكوري حينما يري تذمرها من ذلك ورغبتها بقربه، لكن خوفه عليها، جعله يكتفي بوجودها بقربه تتنفس...
قام بأسنادها حتى جلست على احدى الارائك، ثم تركها وذهب الى المكتب للعمل على بعض الاوراق، اثناء ذلك هبطت حور الدرج وقد تبدلت كليًا، كانت ملامح وجهها ذابلة ووهج عيناها منطفئ، ما ان رأت حورية حتى توجهت نحوها تطمئن على حالها قائلة:-
- اخبارك ايه دلوقت يا حورية كله تمام.
اومئت لها بالإيجاب قائلًة والاسف يسربلها على ما آل له حالها:-
- انا تمام يا حور، انتي اخبارك اية؟
ارتسمت على شفتاها ابتسامه لم تصل الى عينيها تومئ برأسها لها قائلة:-
- بخير يا حورية
كم شعرت بالأسى عليها وعلى وجهها الذي سابقًا لم يخلو من البهجة والمرح دومًا كانت عينيها ذات وهج والبسمة مرتسمه على محياها، اما الان فتلك ليست حور ابدًا بل هي امرأه عجوز بلا روح ، لذا هتفت قائلة بحزن يعتريها:-
- لا انتِ مش بخير يا حور، عارفه ان اللي مر عليكم صعب ومابيتحملش، عارفه انك موجوعة يا حور ، مش لازم تتظاهري انك قويه، عيطي وابكى واشكى يا حور...
وكأن كان حديثها الاشارة لها، لتجهش في بكاء مرير وتنهمر العبرات على وجنتيها بغزارة وهى تسرد لها عن حالها قائلة:-
- انا مش كويسه يا حورية انا تعبانة اوي مجروحة اوي ومدمرة، اللي حصل صعب اوي يا حوريه، وبعد بيجاد عني بيعذبني انا محتاجه اوي، محتاجه قربه وحضنه، عارفه اني جرحته لما اتهمته انه السبب وان جوزنا كان غلط من البداية، بس انا ماكنتش في وعيي والله، ما فوقت إلا لما حسيت ان ممكن اخسره ، ومن وقتها وهو بيتجنبني، دايمًا بعيد ، مسافر على طوال بيتحجج بالشغل، لأما هنا وطوال الوقت بالشركة، يرجع متأخر لما يتأكد ان نمت ويصحى قبل ما افوق، انا تعبت من جفاه يا حورية، معقول كرهني، معقول شايف اننا السبب انا اللي اهملت بنتي وما انتبهتش اكثر عليها، انا تعبت يا حورية، كانت تنتحب بشده، الالم بات يفوق قدرتها على الاحتمال..
بينما كان عاصي يستند على باب غرفة المكتب يستمع إليها وقلبه يحترق من اجلها، يدرك ان ما مر كلاهما به صعب ولا يحتمل، يدرك ان كلًا منهما يعاني، كم شعر بالأسف على حالهم، يبغض حقيقة ان اخته هي المتسببة في ذاك الالم حاولت قتل زوجته وقتلت حفيدته...
لكن اخرجهم من حالتهم تلك صوت الصغيرة تيا والتي تبكي بشده بعدما سقطت وانجرحت ركبتيها وترغب بالذهاب الى حور فقط لتدويها وليست احد اخر ، فهبطت منار الدرج تحملها متوجها بها إليها، ما ان استمعت حور لبكائها حتى ازاحت عبراتها بأناملها بسرعه ونهضت من على الأريكة متوجها اليهم، تلتقطها من بين يديها، لتشعر بوخز بقلبها من رؤية جروح ركبتيها، فأسرعت بها الى اعلى حيث غرفتها، لكي تعقم لها جراحها بينما تنهرها على شقاوتها، تلك القصيرة صاحبة الاعين الزمرديه ذات العامين والنصف والثى تتعلق بحور بشدة وتقضي معها اغلب وقتها..
بينما في مكان اخر خاصة بمقر شركة الحديدي
كان هو يترأس احد الاجتماعات متجهم الوجه، يصيح بهم على اقل الاشياء، عاد كما كان سابقًا، يعتريهاد الجمود تاركًا للقسوة السيطرة على قلبه المجروح، يجاهد ليتناسي ما مر به، لكن جراحه نازفه لم تضمد بعد، ولم يستسلم لايزال يمتلكه الامل، شرد بذاك التحري الخاص الذي اوكله بمتابعة البحث عن طفلته لعلا ما يشعر به صحيح وتكون على قيد الحياة، خاصة مع ذاك الحلم المتكرر الذي يراوده...
تعالى رنين هاتفه، التقطه من على الطاولة يري من، لتقع نظراته على صورتها التي تزين شاشة هاتف ، اطلق تنهيده ملتاعة شاعرًا بالتوق لها يسربله، ف ياالله كم يشتاقها منذ تلك الحادثة و بات يتجنبها، يشعر بالخجل من رؤيتها، منذ تزوجها وهي تعاني بقربه ومازالت تعاني، ما هو ذنبها حتي تعاقب على خطأ ماضيه مرة تلو الأخرى، جاهد ليغلف قلبه بالبرود وانتزاع عشقها من قلبه، لكنه بأعماقه متغلغل به، فما ان يراها تسيطر عليه مشاعره وتوقه لقربها يصبح كالسوط يجلده، يجاهد للجم ذا والابتعاد عنها، يعاقب ذاته بحرمانه منها، كما تمني لو أمتلك الجرأة لتحريرها منه والتخلي عنها هي وصغاره، ليكونوا بأمان دونه، لكنه اضعف من ان يفعل هذا، لا يستطع التخلي عنها ولا عن صغيريه، يدرك ان بعده يجرحها، لكن قربها وشعوره بالخزي يحرقه، لذا بات يتجنب التواجد معها، يقترح السفر دوامًا عندما يستدعي الامر لأنهاء احدي الصفقات بالخارج ليتجنبها ، يغرق ذاته بالعمل حتي ينشغل فكره وقلبه عنها، لكنه صعب، ذاك التوق الذي يسربله لضمها يجعل نيران تستعر بداخله، يتوق لمزاحها، يتوق لغرامها، لحنانها، لمساتها، كل شيء بها يشتاقه، يراها كالزهرة تذبل أمامه فيشعره ذلك بالبغض اكثر من ذاته ، بعدما كانت شعلة مرح ونشاط اطفأها هو عندما اقحمها بعالمه، ليته لم يفعل وليتها لم تسافر أليه...
صمت هاتفه وصمتت معه افكاره، حينما هتف أكرم بأسمة مشيرًا إلى أحد بنود العقد لينتبه له ...
غابت الشمس واسدل الليل ستائره وهاهي بشرفة غرفتها وحيدة مجددًا كعادتها في الآونة الاخيرة تنساب منها العبرات حينما تستحضر الذكريات، عازمه على مواجهته اليوم فقد ارهقها البعد والجفا، لذا سوف تنتظره إلى ان يعود، لذا اغرقت غرفتها بالظلام حتى يظنها قد غفت، فلا يهرب...
انتظرت وطال الانتظار حتى دقت عقارب الساعة مشيرة للثالثة بعد منتصف الليل، تملكها اليأس وهمت بالنهوض للاطمئنان على صغارها، لكنها امتنعت حينما صدح صوت وصول سيارته، لذا عادت إلى الداخل تنتظره حتى يصعد، بينما هو ترجل من سيارته بخطوات مثقله، رفع انظاره يطالع نافذة غرفتها الغارقة بالظلام، ليتنهد براحه معاكسه عن قلبه الذي يشعر بالانزعاج من بعدها وهجره لها، ثم خطى خطواته الى الداخل ، ثم صعد الدرج بأتجاه الغرفة..
ما ان ولج الى الداخل واغلق الباب يخطو عدة خطوات الى الداخل، حتي اشعلت هي الضوء الجانبي للفراش،، اصابه التوتر ما ان فعلت واستدار يطالعها، كانت تتوسد الفراش جالسه ترمقه بنظرات يعتريها الشجن، حاول التظاهر باللامبالاة وتوجها إلى الخزانة جلب منها ثيابه ثم توجه إلى المرحاض، لكنها انتفضت من على الفراش ووقفت حائل له ترمقه بنظرات متحديه قائلة:-
- محتاجين نتكلم يا بيجاد
رمقها بنظرة يعتليها التوتر وهتف قائلًا:-
- مش وقته يا حور أنا تعبان وعايز أنام
عقدت يديها أمام صدرها بتحدي قائلة:-
- لا وقته يا بيجاد، انا مش عارفه هلاقيك تاني أمتي وانا تعبت ومحتاجه افهم وارتاح ..
اشاح ببصره عنها حينما شعر بالوهن نحوها يكاد ان يمتلكه، وابتعد عنها راغبًا بالهرب منها ومن مشاعره، يجب عليه ان يعاقب ويعاني، خطى خطواته مبتعدًا باتجاه باب الغرفه ، فاستطردت قائلة بشجن ، بعدما اجفلتها فعلته تلك وكأنه طعنها بقلبها بخنجر مسموم:-
- ياااه للدرجة دي مش حابب تشوفني، معقول وصلت لكده بينا يا بيجاد، عمري ما كنت اتخيل ان ممكن يجي اليوم دا واشوف منك النفور مني، ليه بتعاقبنى يا بيجاد هي بنتي زي ما هي بنتك، بعترف ان ممكن اكون قصرت معاها، لكن ماتوقعتش هروب عليا وافكارها، وعارفه ان غلطت وجرحتك لما اتهمتك انك السبب، بس انا كنت مصدومة، معقول مفيش ذكري بنا تشفعلى عندك وتنهي عاقبي ببعدك..
كان ينصت إلى حديثها وكل كلمه كانت كسهم مشتعل يصيبه بمقتل، الألم ينهش روحه حينما تتسلل الى مسامعه نبرتها المملؤة بالحزن والشجن، يضغط على قبضتيه بقوة محاولًا التحكم برغبته بالتوجه اليها وعانقها، وخطى خطوة واحده اتجاه الباب، لكن لم يطاوعه قلبه وعاندته قدمه على المضي، فخضع عقله لهما و استدار يقطع الخطوات الفاصلة بينهم يضمها إليه بقوه وشفتيه تعانق شفتيها تمنعها عن المتابعة، ثم ابتعد بأنفاس لاهثه قائلًا بحشرجة:-
- بعاقبك!، انا بعاقب نفسي ببعدك، بعاقب قلبي بحرمانه من حبك ، لأن قربك سعادة ما استحقهاش يا حور، انتِ نفسك كتير اوي عليا..
- ثم استطرد قائلًا بينما يشير بأنامله لقلبها:-
- قلبك دا وحبه ليا كتير اوي عليا يا حور، انا استحق اعيش وحيد وحزين، ماينفعش اكون سعيد وانا مقدرتش احمي بنتي وفقدتها يا حور وسببت لك اوجاع وجروح ما تنتهيش، كنت بتعذب وانا بشوف دموعك وحزنك، بشوفك وانتِ يوم عن يوم بتتبدلي وانا بتفرج مش قادر انفذ قراري، عارف ان انا اناني اوي مقدرتش اعمل كده، مقدرتش ابعد عنك وعن حبك، لأن عارف ان وقتها هموت، أنا اسف اني أناني بس اذا انا بتنفس وعايش دلوقت فعشانك انتِ يا حور..
كانت كلماته تخترق كلًا من مسامعها واعماق قلبها
مؤلمه له بقوه، فتنساب عبراتها على وجنتيها ويتعالى نشجيها، يؤلمها حالة التخبط الذي يعيشها، لم تتركه لأفكاره أكثر حتي تعصف به ولم ترغب بسماع المزيد عن خططه بهجرها، لذا ارتمت بين يديه تضمه بقوه وشفتيها تمنعه من متابعة الحديث، تعلن له عن توقها وعشقها...
وبعد مرور وقت كاد ان ينهض من الفراش لائمًا ذاته علي وهنه امامها وخضوعه لعاطفته الجياشة التواقة لها ، لكنها منعته من الذهاب وساحبته إلى الفراش مجددًا تتوسد صدره، و تجذب انامله لأعلى راسها حتى تداعب خصلاتها في حركة اعتاد فعلها بعد وقتهما الخاص قد اشتقت لها، قائلة:-
- اوعى تبعد تانى يا بيجاد مش هقدر اتحمل بعدك وجفاك تاني، عارفه ان بقلوبنا شرخ صعب يلتئم، وان جروحنا لسه بتنزف، لكن هنتجاوزها ببعض يا بيجاد، بعدنا عن بعض يدمرنا، لكن واحنا سوا نقوى مش هقولك هنسي لأن مستحيل ننسي ألمنا، لكن هنعتاد على التعايش بيه يا بيجاد، هنعتاد نتألم ونخفف ألمنا بين ايدين بعض، مش هقبل بجفاك تاني، وهنتجاوز المحنه دي حتى لو كانت صعبه، ادهم محتاجك يا بيجاد بعد اللي عاشه الموضوع صعب عليه، وانا لوحدي مش هقدر، هو محتاجك انت محتاج ابوه جانبه
اومئ لها مؤيدًا قائلا بصوت اجش:-
-- اوعدك أحاول يا حور...
لتشدد من قربها له، وتلتف ذراعيها بتملك صافر حول خصره، تغلق جفنيها لعلها تستدعي النوم الذي قد نسته...
**
بعد مرور عدة سنوات في مدينة لندن، كانت العائلة والاولاد جالسون حول الطاولة يتناولن طعام الافطار،
بينما اعينهم تتلاقي بنظرات مبهمه، لينهي بيجاد ذلك عندما تحدث قائلًا:-
- احنا قررنا نرجع مصر وكفاية كده غربه وهنقوم بالقرارت اللازمة عشان ننقل اوراقكم لجامعة القاهرة
صاح ادهم البالغ عشرون عامًا معترض ما ان استمع لذلك، فقد داهمته ذكرى ما حدث بتلك البلد، رافض العودة لتلك الذكريات قائلًا:-
- لا طبعًا احنا حياتنا كلها هنا، ازاي نرجع هناك
حدقه بيجاد بنظرات توحي بعدم النقاش قائلًا:-
- الموضوع انتهي يا ادهم احنا قررنا ان كفاية غربه
لحد كده ونرجع لأرضنا، انا وعمامك وجدك حابين كده
تذمر ادهم لكن عاصى الماكث بجانبه ضغط على يديه يمنعه من التحدث والجدال مع والده، فبتلك الحركة افهمه أنه قد اتخذ القرار وانتهي الامر بعد نقاش بينهم
لذا نهض ادهم غاضبًا متوجه الى غرفته وذكرى ذاك اليوم المشئوم تهاجمه بشراسه، فهو الى الان ماتزال تراوده الاحلام بشأنها، يشعر بالذنب اتجاه شقيقته، هو من دفعها للاختباء بالخارج حتي يبتعد عنهما، وهاهو انفصل عنها الى الابد، لذا دلف غرفته غاضبًا، يطرق بكف يده الحائط، بينما بالأسفل رمقت تيا حور بنظرات مبهمه قلقه، شيعتها حور بنظرة مؤكده لما فهمته، مومئه لها بنظراتها، بعدما كادت ان تذهب خلفه، لكن بيجاد اوقفها، لذا نهضت تيا معتذرة، ليبتسم كلًا من عدي وجسور عليها بخبث، فهما يدركان جيدًا وجهتها
صعدت تيا الى غرفة ادهم، مقتحمه الغرفه بابتسامه حانيه تحتضن محياها محاولة بها التهدئة من غضبه التي تبغضه ولا يحتمله قلبها، لكن صياح ادهم بها وهو يحدقها بنظرة غاضبه أجفلها حينما هتف قائلًا:-
- انتِ هتفضلى كده غبيه وما بتفهميش لحد امتي، ازاي تدخلي اوضتي كده، هو انا مية مرة مش قولتلك تبعدي عني وما تقربيش لأي حاجه تخصني...
شعرت بألم يسري بأوردتها من حديثه وتجمعت العبرات بمقلتيها واندفعت تهرول خارج الغرفة ، ليضغط على قبضتيه بقوة ويلقي بما يراه أمامه أرضًا..
بينما بالأسفل شعر جسور بتوتر الاجواء لذا حاول اضافة المرح لذا مال على عاصى الكامن بجانبه وهمسه يصل ل بيجاد قائلًا:-
- أما أنا اكتشفت ان عندكم شريكة جديدة بشعر أحمر أيه حكاية، كنت بفكر اقول ل ماما وحورية عليها لازم يتعرفوا..
رمقه بيجاد بنظرة دهشه من علمه بذاك الامر الذي تكتم عليه، لتتجه انظاره لعاصي، الذي رفع يده نافيًا الامر عن ذاته، ليتحدث عدي قائلًا:-
- تؤتؤ مش هو يا بيجاد باشا مش هو، دا هو كمان خايف من الجنيه بتاعته لتعرف، بس احنا لينا مصادرنا الخاصة وبما اننا كلنا عارفين عن قصة ولادة جسور وحساسية حور من الصهباوت فقررنا نستغل الوضع ونطلب اللي عاوزينه..
حملق به بيجاد بنظرات غاضبه قائلًا بذات الهمس: -
- انت بتبتزنى يالا انت وهو ، انتم اتجننتوا فاكرين ان بيجاد الحديدي بيخاف او بيتهدد
قال جسور سريعًا بخبث:-
- لا عاش ولا كان اللي يهددك يا كبير او يبتزك
ان شايف ان الموضوع مش يهمك، فيها ايه يعني لما اقول ل حور ان عندكم اجتماع معها النهارده بليل وانها بتدلع عليك وعينيها منك، هتقلق انت مثلاً ولا هتخاف منها...
ازدرد بيجاد ريقه ما ان لمح انتباه حور لهمسهم، لذا رمقهم بنظرة متوعدة قائلًا بكبرياء زائف-
- لا طبعًا مش هخاف ولا حاجه، بس انا ما بحبش ازعلها واضايقها مش اكثر
هتف عدي قائلًا بتأكيد وشبه بسمه تلوح على شفتيه قائلًا:-
- طبعًا طبعًا يا كبير، مصدقينك، ورفقًا بالقوارير
ما بالك بقروره مزه بعيون زرقا.
حدقه بيجاد بنظرة مرعبة قائلًا:-
- انت بتعاكس مراتي قدامي يلا
طالعه عدي بنظرة عابثه قائلًا:-
- مراتك دي اختي الكبيرة يا بيجاد باشا
ايه هتغير من اخوها كمان، مش كفايه مكدرها بغيرتك الاوفر انت وعاصي باشا اللي بيغير على امي مني..
ثم وضع ذراعيه على كتف جسور قائلًا:-
- دي حالتهم بقيت صعبه اوي يا جدع
تصدق عم شكوكو طلع عنده حق الحب بهدله
اومئ له جسور مؤكدًا وهتف قائلًا بذات الخبث:-
- لا وكله كوم ولما حور تعرف بحكاية الشريكة الحمرة كوم تاني، اصلك ما تعرفش ان اختك اللي هي امي يا عدي شرسة ولما بتغير بتتحول واكبر دليل حدوة ولادتي...
ثم قهقه قائلًا:-
- احنا علاقتنا بالبيت دا غريبه، انت المفروض خالي وانا بنفس الوقت خالك لا وجدي اللي هو عاصى جوز اختي و ابويا يبقي جدك، اذا كان احنا هنا وعلاقتنا مشوشه للناس، امال لما ننزل مصر هيعملوا فينا ايه هيرجمونا قبل ما يفهموا، عيلة عجيبة..
كانوا يتحدثوا سويًا غافلين عن نظرات كلًا من عاصى وبيجاد لهم بغضب ووعيد ليطرق بيجاد على الطاولة قائلًا بنبرة شبه عاليه اجفلتهم:-
- اقسم بالله لو ما قمت انت وهو من هنا لعلقكم
لينتفض كلًا من جسور وعدي من على الطاولة ، فينتبه لهم الجالسون، طالعتهم حور وحورية بقلق ونظرات استفهام، فابتعدا كلًا منهما مسافة امنه ليهتف جسور قائلًا بخبث: -
- شفتي يا حور الباشا بيجاد الحديدي عاوز يعلقنا عشان ـــــــــــــــــ
قطع حديثه عندما قال بيجاد سريعًا:-
- الاستاذ هو والتاني عايزين يطلعوا الرحلة أياها يا حوري وانا مش موافق
رمقتهم حور بنظرة توجس، ثم هتفت قائلة:-
- طيب وليه رافض يا بيجاد، سيبهم يروحوا
ويودعوا اصحابهم بما اننا كده كده هنرجع مصر قريب
تظاهر بالتردد مع نظراتها، ابتسم مومئ برأسه لها قائلًا:-
-بس بشرط ان في حارس يرافقهم
هتف جسور قائلًا باعتراض:-
- حارس ليه شايفنا عيال صغيرين، دا احنا شهور وهنقدم بكلية الشرطة بمصر ، مظهرنا يبقي إيه لما يتعرف اننا كنا بنمشي بحارس من شهور، لا طبعًا مستحيل ارضى بدا، ثم تابع قائلًا بخبث:-
- شكلي ايه بقي قدام البنات وخاصة لينا ام شعر احمر
امتعاض ملامح حور ما ان استمعت لتلك الجملة
جعله يطالعه بنظرات متوعده، يجز على نواجزه قائلًا:-
-خلاص تمام مش ضروري حراسه
بينما عاصي كان يحملق بهم بابتسامه مكبوتة وهو يري بيجاد الحديدي يخضع للابتزاز من قبل مراهقين
بينما كانت تقي تتناول طعامها وتتابعهم بسعادة على مشاغبتهم اليومية ، غافلة عن ذاك الذي يتأملها بوله وعشق شديد ينمو بأعماقه منذ الصغر، حينما وقعت عينيه عليها بثوبها الوردي وخصلاتها الطويلة البنيه
ليشعر بشعور غريب يتسلل بين حناياه لا يدر ماهيته
حتى ادرك انه المسمى بالعشق، لكنه عشق محرم لا يجوز ولن يتقبله أحد، لعن قلبه الذي وقع لها وهو مدرك انها لا تجوز له، كان يطالعها بنظرات مسلوبة منه، دون أرادته يسرقها من الزمن يتمعن بتفصيلها، ماذا تغير بها على مر السنوات ، لم يختلف بها شيء سوا انها تزداد جمالًا وفتنه لقلبه، كانت ترتدي ذاك اللون الوردي، لكن يختلف ذاك الحجاب التى تحجب به عنه خصلاتها البندقية والتي لطالما فتنته ، كم أحب ان تخبئه عن الجميع، لكن بغض انه فقد الحق برؤيته تري هل طال ام أنها قد قصرته... شرد بها، عيناه تلاحقنها بشغف، لتقع عين عاصى عليه فثبتها وبقلبه ذوي قلق من رؤية نظراته لأبنته، لينتبه له سريعًا ويشيح ببصره عنها يتحدث مع ياسر ابن منار وزياد، بينما عاصى سربله شعور مزعج نظراته اتجاه صغيرته يعلمها جيدًا، يدعو الله ان يكون مخطئ، مقررًا الانتباه أكثر لذاك الامر
****
بينما في النصف الاخر من القري الأرضية، بالقاهرة بأحدي المناطق الراقية بفيلا عائلة العمري، كانت يرين ذات العشرون عامًا صاحبة الوجه الملائكي والاعين الخضراء تقف أمام خزانة ثيابها، تخرج اكثر من نصفهم تقذفهم بأهمال على الفراش كلما تجذب ثوب وتمرره على جسدها امام المرأة فلا يحصل على اعجابها،
بينما هو كان بالأسفل متأفف من انتظاره لها، لقد تأخرت كثيرًا على موعد الحفلة، لذا صعد إليها، وطرق الباب طرقة واحده، ثم ولج الى الداخل، لتشهق هي من رؤيته قائلة :-
-هو في حد يدخل على انسه زيي فجأة كده
ينفع كده يا أبيه..
ضربها على راسها بخفه قائلًا بتهكم:-
- الأنسة دي متأخرة كل دا عليا ليه وكمان لسه ما لبستيش هنتأخر كده يا يرين هانم العمري
قوست شفتيها قائلة بتذمر:-
- مش عارفه البس ايه مفيش حاجه حلوة عليا
طالعها مشدوهًا من حديثها ينقل بصره بين كل تلك الثياب وبينها قائلًا بينما يقترب يقرص وجنتيها :-
- كل الهدوم دي ومفيش حاجه عجباكِ فيهم، يا حبيبتي انتِ اي حاجه تلبسيها بتطلع حلوة عليكِ، مش الهدوم اللي هتحليكِ يا يرين..
تعالى خفقان قلبها حتي كاد أن يحطم عظام صدرها من شدة خفقانه من معاملته معها بالأونه الاخيرة، فقد بات حنون أكثر منذ وفاة والديهما وعاد الى هنا وهو يحتويها ويغمرها بالحب والاهتمام ، يلبي لها كافة مطالبتها، لم يعد قاسي يبتعد عنها ويبغضها كما مضى، دومًا كانت هي المتعلقة به، لكنها كانت تشعر أنه يبغضها، لكنه في ذات الوقت يغدقها بالحنان، لكن دومًا كان يزعجها فرضه لحدوده بينهما ، بينما هو استدار يبحث بين أثوابها، حتى وجد ما يروق له، ثوب مائل للأخضر الغامق يشبه لون عينيها
قائلًا بينما يضعه على جسدها: -
-حلو الفستان دا واللون عليكِ يجنن، يلا بسرعه ألبسيه قدامك ربع ساعة..
انهى حديثه ووقف يضع يده بجيب بنطاله، فحمحمت قائلة:-
- ابيه فهد ممكن تطلع برا، عشان اغير هدومي.
اومئ لها متفهمًا وقد شعر بالحرج فقد نسى ان صغيرته قد نضجت وباتت امرأه، ثم خرج واغلق الباب خلفه
لتحتضن البسمة محياها وتباشر ارتداء ثيابها، ثم تهبط له، ليطالعها بابتسامه قائلًا بينما يديه لها يلتقط كفها:-
- تجنني يا يرين هانم العمري، يلا بينا بقى عشان تأخرنا اوي..
اومئت له وذهبت معه حيث السيارة وانطلقوا الى وجهتهم..
ولجوا الحفلة وتطلعت الاعين عليهم، فالجميع بانتظار فهد الاقتصاد، خطى خطواته متأبط ذراعيه، حتي قابلته جيلان بابتسامه واسعه واقتربت منه تقبل وجنتيه مرحبة، بينما تجذبه بعيدًا عن يرين قائلة:-
- سوري يا صغننه بس فهد وحشني جدًا وحابه اتكلم معاه شويه واعرفه على ناس مهمه، اتعرفي انتي على شباب من عمرك واندمجي..
ثم قذفت لها قبلة هوائية وابتعد تتأبط فهد الذي لم يمانع ولم يعقب على ذلك، فبالنهاية جيلان مرشحة لتكون خطيبته اما يرين فهي ليست إلا صغيرته، اخته الصغرى امانة والديه له.....
بنات بليز اتفاعلوا شويه
لأن التفاعل غير مشجع ابدًا الصراحه
وعايزه كومنتات بارايكم بالاحداث حتي لو بالسلب
وكمان توقعتكم

حور الشيطان عشق محرم 3 (صغيرة الفهد ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن