-١٩- كُن إلى جواري

5.5K 383 32
                                    

الفوووووت ياأهل الخير❤❤

وكأن شيئًا لم يَكُن ...

ملأت أصوات الزغاريد أركان المنزل من جديد وارتفعت نغمات أغاني الزواج المُبهجة في انتظار خروج العروس التي ظهرت للحضور بابتسامتها المُشرقة وطلتها المُبهرة وتم الانتهاء من إجراءات كتب الكتاب تلك المرة بمُنتهى السلاسة والهدوء، وعقب ذلك تتابع مُغادرة الجمع من الأقارب والأصدقاء الذين أنفضوا رويدًا رويدًا عقب عقد القران، ولم يتبق سوى شِرذمة من المُقربين سُرعان ما غادروا في النهاية عند تأخر الوقت ..

لم يترك مصطفى يد زوجته من بين يديه ولو لدقيقة واحدة بعد عقد القران، وكأنه بذلك يُعلن امتلاكه لها فلا يحق لأى شخص الاقتراب منها أو انتزاعها منه ..

كان الوقت قد اقترب من مُنتصف الليل عندما همس مصطفى في أُذن عروسه قائلًا :

_ مش يلا بقى ..

نظرت شمس بحُزن إلى ابنتها الغافية على ساقها قبل أن تقول برجاء :

_ مش قادرة أمشى وأسيبها ..

رفع مصطفى يدها إلى فمه يُقبلها برقة قبل أن يقول بحنان :

_ ومين قال إنك هتسيبيها ..

ضمت حاجبيها بغير فهم فأجابها غامزًا وهو يؤكد على كلماته السابقة :

_ هو أنا مش قولتلك بنتك مش هتبات ليلة واحدة بعيد عنك ..

اتسعت عيني شمس بغير تصديق قائلة بفرحة عارمة يملأها الحماس :

_ قصدك إنها هتروح معانا النهاردة ..

هز مصطفى رأسه بالإيجاب مُؤكدًا :

_ وأوضتها مستنياها ..

في تلك اللحظة أشرق وجه شمس من جديد بابتسامتها الواسعة وتحول كدرها إلى صفو وطرب وهى تقول بامتنان حقيقي :

_ مصطفى بجد أنا .. أنا بحبك اوى ..

رمقها مصطفى بنظرة خاصة قبل أن يتنهد بحرارة قائلًا :

_ طيب أنا بقول نكمل كلامنا في بيتنا ..ولا انتي إيه رأيك ..

اصطبغت وجنتيها في الحال عقب فهمها ما يرمى إليه، فبحثت بعدستيها عن والدتها التي كانت تُراقبهم من بعيد، فقالت بشعور الأم :

_ مش يلا ياعرسان بقى ولا إيه ..

كان محمود يجلس أعلى إحدى مقاعد طاولة الطعام التي تبعد عن العروسين عدة أمتار عندما قال بغيظ وكأنه يرفض ابتعاد ابنته :

_ جرا إيه ياأُم شمس ما تسيبيهم براحتهم إن شالله يقعدوا للفجر ماده بردو بيتهم ..

ارتفعت ضحكات مجيدة الصاخبة قائلة نبره ذات معنى :

_ لا الفجر ده بقى يقضوه في بيتهم ..

انتهز مصطفى تلك الفرصة وبدأ بالتحرك قائلًا بابتسامة مُجاملة :

(كلهم مصطفى أبو حجر؟) النسخة الورقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن