-٢٩- الأكذوبة

4.6K 359 59
                                    

اعتدلت جالسة بعدما نجح في جذب فضولها، فانفرجت شفتاها عن ابتسامة مُرتعشة قبل أن تتساءل بهدوء :

_ خير ياحبيبى !

قربها إليه وقبلها من مقدمة رأسها مُتأملًا إياها لبضع لحظات قبل أن يُجيبها بخيلاء وفخر استترا تحت نظرات عينيه الدافئة :

_ الفيلم مُرشح لجايزة مهرجان في دولة عربية وأنا من ضمن ترشيحات أفضل كاتب السنادي ..

قفزت دلالات الفرحة الصادقة أعلى وجه المُستمعة والتي انفرجت ملامحها والتمعت عيناها باستبشار، فقالت مُباركة على الفور وهي تحتضنه مُهنئة :

_ حبيبي ألف مبروك، متعرفش الخبر ده فرحني قد إيه .. تستحقها بجدارة ..

ثُم استدركت مُتسائلة :

_ المفروض معاده امتى ؟

أجابها بهدوء وهو يُشعل سيجارته :

_ خلاص هيبدأ كمان يومين ..

شردت عنه مُفكرة بصوتٍ عال :

_ بس أنت لازم تحضر صح !

فلتت منه ضحكة صامتة مُستخفة قبل أن يضم حاجبيه قائلًا بتهكم :

_ أكيد يعني ياشمس دي حاجة بديهية ..

ثُم ما لبث أن أضاف بلهجة قاطعة بعدما نفث دُخان سيجارته :

_ مسافر على طيارة بكرة ..

اتسعت عيني شمس بذهول لعدة لحظات مُحاولة استيعاب الأمر، قبل أن تفيق من صمتها قائلة كمن أصابها مَس :

_ بكرة !! وساكت كُل ده ! أنا كدة مش هلحق حتى أجهز وأوضب الشنط ..

خرجت منه ضحكة صغيرة للتخفيف من توترها، وامتدت أصابعه إلى وجهها يعبث ببشرتها الناعمة وهو يقول بهدوء راغبًا في بثه داخلها :

_ ملوش لزوم الربكة اللي انتي فيها دي، هم يومين بالعدد، شنطة واحدة صغيرة هتقضي الغرض ..

غادرت شمس مقعدها وكأنها لم تستمع إليه، فقد كان تفكيرها مُنشغل بالكثير من الأشياء التي قفزت على رأسها في الحال، فتابعت وكأنها لا تعي وجوده :

_ لازم أكلم ماما أبلغها إن يارا هتقعد عندهم كام يوم، وابدأ أشوف هاخد إيه معايا، أعتقد لازم ألبس فستان سواريه ..

صمتت لبُرهة مُفكرة قبل أن تُضيف بعد أن تطلعت إلى الساعة المُعلقة على إحدى الحوائط والتي أشارت إلى الحادية عشر مساءًا لتقول وكأنها تُحدث نفسها :

_ هيبقى في محلات فاتحة دلوقتي أنزل أشوف حاجة تنفع ولا استنى لبكرة ..

وجهت إليه كلماتها من جديد متسائلة عقب تذكرها :

_هي الطيارة الساعة كام؟ أوعى تكون بدري ..

أوقف مصطفى حديثها المُسترسل بصعوبة مُقاطعًا بحزم :

(كلهم مصطفى أبو حجر؟) النسخة الورقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن