-١١- رفرفة فراشة

5K 374 38
                                    

أغلقت شمس باب غُرفتها برفق من ورائها قبل أن تُلملم ملابس ابنتها المُلقاة بإهمال فوق الفِراش، ومِن ثَم تناولت هاتفها حيثُ وجدت رسالة نصية من صديقتها تسأل عن حالها فطمأنتها برسالة ووضحت لها ما حدث، وعقب ذلك بعدة دقائق وردتها رسالة اُخرى لكن من مصطفى تلك المرة مؤكدًا على موعدهما، فأصابها تردُدها المُعتاد وتأرجحت ما بين مُهاتفته أو إرسال رسالة نصية إليه للاعتذار، إلا إنها في النهاية قررت الاتصال به عندما تجاوزت الساعة الثانية عشر ظُهرًا ..

هاتفته مرتين مُتتاليتين لكنه لم يُجيبها فعزمت على إرسال رسالة نصية، لكن آتاها اتصاله في نفس الدقيقة التي بدأت فيها بكتابه اعتذارها، وبالطبع أجابته على الفور قائلة :

_ شكلك كُنت مشغول !

آتاها صوته العميق الدافئ قائلًا باحتواء كعادته :

_ وحتى لو مشغول ..

ابتسمت بخجل مُجيبة بتردد وكأنها غير راضية عن إلغاء موعدها :

_ مصطفى معلش مش هقدر أقابلك النهاردة ..

تساءل هو بتفهم يشوبه بعض القلق :

_ مفيش مشكلة .. بس ممكن أعرف السبب ! إنتى تعبانة أو عندك مشكلة ؟

أجابته على الفور مُطمأنة :

_ لا لا أنا كويسة الحمد لله متقلقش .. بس حصل شوية حاجات كده .. فدماغي هتبقى مشغولة بيها ومش هقدر أبقى على طبيعتي النهاردة ..

صمت هو لبضع لحظات قبل أن يقول بنبرة مُترددة حذرة وكأنه يخشى التدخل في أمورها الخاصة رغمًا عنها :

_ ممكن أعرف إيه اللي حصل لو مش هيضايقك ..

وكأنها كانت تنتظر سؤاله فأجابت على الفور مُشركة إياه بتفاصيل حياتها :

_ أصل أبو بنتي النهاردة جه ياخدها تقضى اليوم معاه وأنا قلقانة عليها أوى ..

حملت نبرته علامات الاستغراب وهو يتساءل :

_ قلقانة من إيه ..

تنهدت بِحُزن واضح قبل أن تُجيبه :

_ الموضوع يطول شرحه ..

أجابها مًشجعًا :

_ طيب وعشان كده لازم نتقابل ..

ثُم أضاف مُوضحًا :

_ وبلاش نقعد في مكان لو ده هيضايقك .. تعالى ننزل نتمشى شوية وتحكيلي، على الأقل عشان تفكي الضغط اللي عليكى ده .. أختاري المكان اللي يريحك وقريب ليكي ...

أقنعتها كلماته دون جُهد، فصمتت هي مُفكرة قبل أن تقول :

_ طيب أنا كُنت هنزل اشترى شوية حاجات ليارا قبل ماتيجى إيه رأيك تيجي معايا ونتكلم بالمرة ..

لم تكد تنتهى من كلماتها حتى أجابها على الفور :

_ موافق جدًا تحبى نتقابل فين وامتى !

(كلهم مصطفى أبو حجر؟) النسخة الورقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن